البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

ابن كثير المكي

ابن كثير المكي هو أحد القراء العشرة المعروفين، وهو عبد الله بن كثير القرشي الداري أبو معبد، من التابعين، ولد في مكة سنة خمس وأربعين وتوفي فيها سنة مائة وعشرين، روى عن عدد من الصحابة، كعبد الله بن الزبير وأبي أيوب الأنصاري. روى عنه القراءة كثيرون أشهرهم البزي وقنبل. أثنى عليه كثير ممن العلماء، فقد كان إماما في القراءة بمكة، وكان فصيحا وثقة، وإليه صارت قراءة أهل مكة. لقراءته أصول وقواعد تُراعى عند تلاوة القرآن، مثل قصر المنفصل والتوسط في المتصل وغيرها. لم تعد قراءة ابن كثير حية اليوم يقرؤها الناس ويتناقلونها، لكنها تُدرس من الناحية النظرية فقط.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

قال البخاري: «عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي»، وذكر ابن الجزري أن الأهوازي قال: عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز، وفي كنيته أقوال أقواها أبو معبد، المكي الداري، و في سبب تسميته بالداري أقوال ورجح ابن الجزري سبب هذه التسمية أنه كان عطاراً، والعطار تسميه العرب دارياً نسبة إلى دارين موضع بالبحرين يجلب منه الطيب، خلافا لما ذكره البخاري أنه من بني عبد الدار، فهو من أبناء فارس. انظر"التاريخ الكبير" للبخاري(3\181) وانظر"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (396/1) وانظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\198).

شهرته

ابن كثير المكي

مولده

قال ابن الجزري: «ولد بمكة سنة خمسة وأربعين» غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (396/1). وقال الذهبي: «ولد بمكة سنة ثمانية وأربعين» "سير أعلام النبلاء" للذهبي (5\319).

وفاته

توفي بمكة سنة عشرين ومائة، وروى الداني عن سفيان بن عيينة أنه قال: حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة. انظر"التيسير في القراءات السبع" للداني (ص4) و"مفردة ابن كثير" للداني (ص20).

شيوخه

روى عن عبد الله بن الزبير وأبي أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس، وأخذ القراءة عن عبد الله بن السائب ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس. ا نظر"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (396/1).

تلاميذه

«إسماعيل بن عبد الله القسط، وإسماعيل بن مسلم، وجرير بن حازم، والحارث بن قدامة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وخالد بن القاسم، والخليل بن أحمد، وسليمان بن المغيرة، وشبل بن عباد، وابنه صدقة بن عبد الله، وطلحة بن عمرو، وعبد الله بن زيد بن يزيد، وعبد الملك بن جريج، وعلي بن الحكم، وعيسى بن عمر الثقفي، والقاسم بن عبد الواحد، وقزعة بن سويد، وقرة بن خالد، ومسلم بن خالد، ومطرف بن معقل، ومعروف بن مشكان، وهارون بن موسى، ووهب بن زمعة، ويعلي بن حكيم، وابن أبي فديك، وابن أبي مليكة، وسفيان بن عيينة، والرحال، وأبو عمرو بن العلاء». غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (396/1-397).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال ابن عيينة: لم يكن بمكة أحد أقرأ من حميد بن قيس وعبد الله بن كثير. قال جرير بن حازم: رأيت عبدالله بن كثير فصيحاً بالقرآن. قال ابن سعد: كان ابن كثير المقرئ ثقة له أحاديث صالحة. وفي الحديث: وثقه علي بن المديني والنسائي. انظر "سير أعلام النبلاء" الذهبي (319/5). قال الذهبي: بلغنا أنه كان فصيحاً بليغاً مفوهاً أبيض اللحية، طويلاً جسيماً، أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء، عليه سكينة ووقار، انتهت إليه الإمامة بمكة في تجويد الأداء. انظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\198-199). قال شبل بن عباد: اجتمع أهل مكة على قراءة ابن كثير. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: وكان من قراء أهل مكة عبد الله بن كثير وإليه صارت قراءة أهل مكة وأكثرهم، وبه اقتدوا. انظر"مفردة ابن كثير" للداني (ص17-18).

الرواة عنه

قُنبل والبَزيّ، وقنبل هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جُرجة المكي المخزومي، يلقب قنبلاً، ويُقال: هم أهل بيت بمكة يُعرفون بالقنابلة. وأما البَزي فهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، ويُعرف بالبزي. انظر"التيسير في القراءات السبع" للداني (ص4-5) و"البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة" لعبد الفتاح القاضي (ص8).

أصول القراءة

أثبت البسملة أول السور ما عدا براءة. له القصر في المنفصل، والتوسط في المتصل، وفي العارض للسكون ثلاثة أوجه إذا كان الموقوف عليه مفتوحاً أو منصوباً، وإن كان الموقوف عليه مرفوعاً أو مضموماً ففيه سبعة أوجه. ضم ميم الجمع، ووصلها بواو، وصلة هاء الضمير إذا سكن ما قبلها وتحرك ما بعدها. ضم هاء ضمير الغائب في المذكر وكسرها في المؤنث في حالات. تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين في كلمة من غير إدخال ألف، وفي الهمزتين من كلمتين الإسقاط عند البزي والتسهيل عند قنبل بشروط وأحوال محددة. لا يميل ابن كثير شيئا. يفتح ياءات الإضافة بشروط، وينقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال أينما وقع. يثبت بعض الياءات الزائدة وصلاً ووقفاً، ويقف على التاءات المرسومة في المصاحف بالهاء. انظر" الدر الوفير في قراءة المكي ابن كثير" لحامد العاني (ص28-31) و"النبع الغزيرفي قراءة الإمام المكي عبد الله بن كثير" لخالد البياتي (ص10-33).

مثال للقراءة

﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَٰهَا وَفَرَضْنَٰهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَآ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) اْلزَّانِيَةُ وَاْلزَّانِي فَاْجْلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٖۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٞ فِي دِينِ اْللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاْللَّهِ وَاْلْيَوْمِ اْلْأٓخِرِۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٞ مِّنَ اْلْمُؤْمِنِينَ (2) ﴾ [النور: 1-2] ﴿ وَفَرَضْنَٰهَا ﴾ : بتشديد الراء ﴿بِهِمَا رَأْفَةٞ فِي دِينِ اْللَّهِ﴾ : بتحريك الهمزة هنا خاصة ولا خلاف في إسكانها في الحرف الذي في الحديد(27) وهذا مثال لقراءة ابن كثير برواية قنبل انظر"مفردة ابن كثير" للداني (ص74) ﴿وَإِذَا اْلْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: 6] ﴿سُجِّرَتْ﴾: قرأها بتخفيف الجيم (سُجِرت). انظر " الدر الوفير في قراءة المكي ابن كثير" لحامد العاني " (ص238).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت قراءة ابن كثير يُقرأ بها قديما كسائر القراءات لكن بعد امتداد حكم الدولة العثمانية انتشرت في معظم العالم الإسلامي قراءة حفص عن عاصم، وذكر ابن عاشور في مقدمة تفسيره أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم هي قراءة عاصم ونافع وأبي عمرو البصري، ويقول عبد الحكيم أبو زيان في كتابه الثمر الجني أنه من الناحية النظرية فإن دراسة القراءات العشرة موجودة في كافة أقطار العالم الإسلامي، لكن من الناحية التطبيقية فإنه لا يوجد من القراءات العشر المتواترة قراءة يقرأ بها الناس سوى قراءة نافع وعاصم وابن عمرو. انظر "مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص63)، و "التحرير والتنوير" لابن عاشور (\631)، و"الثمر الجني في بيان أصول قالون عن نافع المدني" لعبد الحكيم أبو زيان(ص18).