البحث

عبارات مقترحة:

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

حمزة الكوفي

هو حمزة بن حبيب بن عُمارة بن إسماعيل، أحد القراء العشرة، المعروف بالإمام حمزة الكوفي الزيات،مولى بني تيم، إمام القراءة في الكوفة، ولدسنة (80ه)، وتوفي بالمدينة سنة (156ه). من أشهر شيوخه الأعمش، وحمران بن أعين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وله تلاميذ كثر، وأشهر تلاميذه الكسائي، وسليم بن عيسى، وهما اللذان رويا القراءة عن أبي عيسى سليم بن عيسى عنه. له عدة مؤلفات في علوم القرآن ذكرها ابن النديم في كتابه الفهرست. أثنى كثير من العلماء على خلقه وعلمه ونسكه وإمامته للقراءة منهم الثوري وأبو حنيفة بالرغم من أن البعض كان يكره قراءته قديما، وقد ردّ ذلك العلماء، ثم انعقد الإجماع على صحة قراءته. لقراءته أصول وقواعد تُراعى عند تلاوة القرآن الكريم، وكانت قراءته يقرأ بها أهل الكوفة قديماً، أما اليوم فإنها تُدرس من الناحية النظرية فقط في البلاد الإسلامية.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو حمزة بن حبيب بن عُمارة بن إسماعيل، وكنيته أبو عمارة، الدؤلي مولى بني تيم بن ربيعة، وقيل: مولى بني تيم الله بن ثعلبة، وقيل: مولى بني عجل من ولد أكثم بن صيفي، وكان يُلقب بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان وكان يجلب من حلوان الجوز والجبن إلى الكوفة. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\250-252)

شهرته

حمزة بن حبيب الكوفي الزيات

مولده

ولد سنة ثمانين من الهجرة، يقول عن نفسه: «وُلدت سنة ثمانين، وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة» وذكر الذهبي أن حمزة أدرك الصحابة بالسن لا بالأخذ. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\251-265) و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\236). وأما عن مكان مولده فلم نجد ذلك في عدد كثير من المصادر التي عدنا لها.

وفاته

توفي بحُلوان سنة مائة وست وخمسين. وقيل: سنة مائة وثمان وخمسين لكن الذهبي قال : «هذا وهم». وقبره بحلوان، وحُلوان مدينة في أواخر سواد العراق مما يلي بلاد الجبل. ومات حمزة وترك عليه ألف درهم ديناً، فقضاها عنه يعقوب بن داود. انظر "وفيات الأعيان" لابن خلكان (2\216) وا نظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\265) وانظر"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\238).

شيوخه

الأعمش، وحمران بن أعين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومنصور وليث بن أبي سليم، وأبو اسحق السبيعي، وطلحة بن مُصرََف، وجعفر بن محمد الصادق، ومغيرة بن مقسم، وغيرهم. ا نظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\251) وانظر"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\236).

تلاميذه

الكسائي، وسليم بن عيسى (وهما أجل أصحابه)، وعبد الرحمن بن أبي حماد، وعابد بن أبي عابد، والحسن بن عطية، وإسحق الأزرق، وسفيان الثوري، وشريك، ومَندل، وزائدة بن قدامة، وإبراهيم بن آدم، والحسين بن علي الجعفي، وحمزة بن القاسم الأحول وصباح بن دينار وغيرهم. ا نظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\251) وانظر"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\236 - 237).

مؤلفاته

ذكر ابن النديم في كتابه الفهرست لحمزة عدة كتب ألفها وهي: كتاب الفرائض، و كتاب قراءة حمزة، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب أسباع القرآن (وهو من الكتب المؤلفة في أجزاء القرآن)، وكتاب في مقطوع القرآن وموصوله، وكتاب في متشابه القرآن. انظر "الفهرست" لابن النديم (1\32-38-39-40).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال الذهبي: كان إماماً حجة قيماً بحفظ كتاب الله حافظاً للحديث بصيراً للفرائض والعربية عابداً خاشعاً متبتلاً قانتاً لله ثخين الورع عديم النظر. قال الثوري: ما قرأ حمزة حرفاً إلا بأثر. قال محمد بن فضيل: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن اهل الكوفة إلا بحمزة. قال يحيى بن عقيل: كان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل قال: وبشر المخبتين، هذا حبر القرآن. قال مندل: إذا ذُكر القرّاء فحسبك بحمزة في القراءة والفرائض. قال أبو حنيفة لحمزة: شيئان غَلَبْتنا عليهما، لسنا ننازعك فيهما: القرآن والفرائض. قال عبد الله بن موسى: كان حمزة يُقرئ القرآن حتى يتفرق الناس، ثم ينهض فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاء، وحدّثني بعض جيرانه أنه لا ينام الليل وأنهم يسمعون قراءته يرتل القرآن. وفي الحديث وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي ، وقال النسائي: ليس به بأس، وأثنى البعض كالساجي والأزدي على صدقه وذكروا أنه كان سيء الحفظ للحديث. ولكن بعض العلماء كره قراءة حمزة، منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو بكر بن عياش، ويزيد بن هارون، وابن إدريس، وسفيان بن عيينة، وابن المديني، وسبب كراهتهم لقراءته ما كان في قراءته من السكت والإمالة والهمز الشديد والإفراط في المد وغير ذلك من التكلف. وقد ردَّ السخاوي في كتابه جمال القراء على من كره قراءة حمزة، وممّا قاله السخاوي : «وإنما اتخذه الناس إماماً في القراءة لعلمهم بصحة قراءته، وأنها مأخوذة عن أئمة القرآن الذين تحققوا بإقرائه وكانوا أئمة يقتدى بهم من التابعين وتابعي التابعين». ويبدو أن هذا كان أول الأمر لأن الذهبي قال: «والآن فقد انعقد الإجماع على صحة قراءة حمزة ولله الحمد وإن كان غيرها أفصح منها وأولى». ا نظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\252-262)، وانظر"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\236 - 238)، وانظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر (1\488)، وانظر"جمال القراء وكمال الإقراء" للسخاوي (2\774-775).

الرواة عنه

خلف وخلّاد رويا القراءة عن أبي عيسى سليم بن عيسى الحنفي الكوفي عن حمزة. وخلف هو خلف بن هشام البزّار ويُكنى أبا محمد. وأما خلّاد فهو خلّاد بن خالد بن عيسى الصَيرفي الكوفي ويُكنى أبا عيسى. انظر "التيسير في القراءات السبع" للداني (ص7) وانظر "الإقناع في القراءات السبع" لأبي جعفر الأنصاري (ص126-127).

أصول القراءة

الاستعاذة مستحبة أول التلاوة. في البسملة يصل آخر كل سورة بأول السورة التي تليها من غير بسملة بينهما ما عدا الفاتحة فله البسملة في أولها. في الإدغام قرأ بإدغام دال قد في حروفها، وتاء التأنيث في حروفها، وذال إذ في التاء والذال، وفي أحرف الصغير من رواية خلاد، ولام هل وبل في التاء والسين والثاء، وأدغم حروفاً أخرى في بعض المواضع. في المد يقرأ بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات. يسكن هاء الضمير في ﴿يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيْكَ﴾ بآل عمران، و﴿نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَۖ﴾ بالنساء، و﴿نُؤْتِهِۦ مِنْهَا﴾ بالشورى، و﴿فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ بالنمل. قرأ بتخفيف الهمز المتوسط والمتطرف حال الوقف، وله قواعد كثيرة وأوجه متعددة. زاد حمزة همزة الإستفهام في بعض المواضع مثل ﴿ءَامَنتُم بِهِ﴾ بالأعراف قرأها (ءَءَامنتم به)، وله في همزة الوصل بعد الإستفهام تسهيلها وإبدالها ألفاً كسائر القراء وذلك في ﴿ءَآللَّهُ﴾ بيونس والنمل، و﴿ءَآلْـَٰٔنَ﴾ بيونس بموضعيها، وفي ﴿ءَآلذَّكَرَيْنِ﴾ في موضعيها بالأنعام. يميل الألفات من ذوات الياء، والألفات المرسومة ياء في المصحف، ويميل الألفات في (خاب، خافوا، طاب، ضاقت، وحاق، زاغ، جاء، شاء، زاد). ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيتهما متطرفة مكسورة نحو ﴿إِنَّ كِتَٰبَ اْلْأَبْرَارِ﴾. له تسكين ياء الإضافة إلا ما استثني. قرأ بحذف الياء الزائدة إلا ما استثني. ميم الجمع إذا وُصلت بالساكن بعدها يجب ضمها. يغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو ﴿ يُؤْمِنُونَ﴾ أم في آخرها نحو ﴿ وَيُنشِئُ﴾ على تفصيل في ذلك. انظر "تاريخ القراء العشرة" لعبد الفتاح القاضي (ص48-49) وانظر"أزكى التحيات في قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات" لمحمد نبهان المصري (ص8-13) وانظر"مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص152-154).

مثال للقراءة

﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (1) أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ (4) أَمَّا مَنِ اْسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10)﴾ [عبس: 1-10] أمال حمزة الكلمات (تولى، جاءه، الأعمى، يزكى، الذكرى، استغنى، تصدى، جاءك، يخشى، تلهى). وقف حمزة على كلمة (الأعمى) بالنقل والسكت، وله وصلا السكت بخلف عن خلاد. ﴿وَإِذَا اْلْمَوْءُۥدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا اْلصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا اْلسَّمَآءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا اْلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)﴾[التكوير: 8-12] وقف حمزة على (الموءودة) بالنقل والإ‘دغام. قرأ الهمزة في (سئلت) بالتسهيل بين الهمزة والياء، وأبدلها واواً (وجهان) حمزة وقفاً (سُلَت، سُولت). قرأ الشين في (نُشِرت) بالتشديد، وقرأ العين في (سُعّرت) بالتخفيف. انظر"أزكى التحيات في قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات" لمحمد نبهان المصري (ص271).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت قراءة حمزة منتشرة قديماً في الكوفة، بل وكانت أكثر انتشاراً من قراءة عاصم، وذكر مكي بن طالب أن الناس على رأس المائتين كانت بالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، لكن بعد امتداد حكم الدولة العثمانية انتشرت في معظم العالم الإسلامي قراءة حفص عن عاصم، وذكر ابن عاشور في مقدمة تفسيره أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم هي قراءة عاصم ونافع وأبي عمرو البصري، ويقول عبد الحكيم أبو زيان في كتابه الثمر الجني أنه من الناحية النظرية فإن دراسة القراءات العشرة موجودة في كافة أقطار العالم الإسلامي، لكن من الناحية التطبيقية فإنه لا يوجد من القراءات العشر المتواترة قراءة يقرأ بها الناس سوى قراءة نافع وعاصم وابن عمرو. انظر "السبعة في القراءات" لابن مجاهد(ص71)، وانظر"فتح الباري" لابن حجر (9\31)، وانظر "التحرير والتنوير" لابن عاشور (\631)، وانظر"الثمر الجني في بيان أصول قالون عن نافع المدني" لعبد الحكيم أبو زيان(ص18).