البحث

عبارات مقترحة:

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

أبو عمرو البصري

هو أحد القراء العشرة المعروف بأبي عمرو البصري المازني، واختلف في اسمه والراجح أن اسمه زبَان، ولد بمكة سنة ثمانية وستين، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة سنة مائة وأربعة وخمسين. أخذ القراءة عن كثيرين من شيوخ مكة والمدينة والبصرة والكوفة حتى رُوي أنه ليس أحد من القراء السبعة أكثر شيوخاً منه. من أشهر تلاميذه يحيى بن المبارك اليزيدي وعنه روى الدُوري والسُوسي قراءة أبي عمرو .لا نجد له مؤلفات وكتباً رغم أنه كان قد كتب كثيراً، فقد رُوي أنه أحرقها جميعها وتفرغ للعبادة. كان عالماً بالقراءة والعربية، صادقاً ثقة زاهداً أثنى عليه كثير من العلماء. لقراءته أصول وقواعد تراعى عند تلاوة القرآن الكريم. انتشرت قراءة أبي عمرو قديماً في الشام والحجاز واليمن ومصر، أما اليوم فيُقرأ بها في السودان واليمن وبعض البلاد الإفريقية.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

زبّان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله، واختُلف في اسمه على أكثر من عشرين قولاً، فقيل: يحيى، وقيل: العريان، وقيل: محبوب، وقيل: اسمه كنيته، وقيل غير ذلك، وأرجع ابن الجزري السبب في ذلك إلى التصحيف من الناس، وذهب السيوطي إلى أنه لجلالته كان لايُسأل عن اسمه. وذكر الذهبي أن الأصح في اسمه هو زبان. ويرجع نسبه إلى الإمام السيد بن عمرو التميم المازني البصري، وضعف ابن الجزري ما قيل في نسبه إلى بني العنبر، أو إلى بني حنيفة، أو أنه من فارس. انظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (224/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(1 /262-263)، و"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة" للسيوطي (231/2)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (561/4).

شهرته

أبو عمرو البصري

مولده

ولد بمكة، سنة ثمانية وستين، عام وفاة ابن عباس، وقيل: سنة سبعين، وقيل: سنة خمس وستين، وقيل: سنة خمس وخمسين. نشأ بالبصرة، قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: كنت رأساً والحسن البصري حيّ. انظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (225/1) و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(1 /263).

وفاته

مات بالكوفة سنة مائة وأربعة وخمسين، وذكر ابن الجزري أن ذلك قاله أكثر من واحد، ونقل ذلك الذهبي عن الأصمعي، وقيل: سنة مائة وخمسة وخمسين، وقيل: سنة مائة وسبعة وخمسين، وقيل: سنة مائة وثمانية وأربعين. وذكر ابن حجر عن ابن حبان قوله أن أبا عمرو مات بطريق الشام، ورد ابن خلكان ذلك فقال: «قال ابن قتيبة: (مات في طريق الشام)، ونسبوه في ذلك إلى الغلط، فقد ذكر بعض الرواة أنه رأى قبر أبي عمرو بالكوفة مكتوباً عليه: (هذا قبر أبي عمرو بن العلاء)». رثاه عبد الله بن المقفع بقوله: رُزئْنا أبا عَمْرٍو ولاَ حَيَّ مِثْلهُ. .. فَللّهِ رَيْبُ الحَادِثاتِ بِمَنْ وَقعْ فإنْ تَكُ قَدْ فارَقْتَنا وَتَرَكتْنَا. .. ذَوِي خَلَّةٍ ما في انْسِدَاد لها طَمعْ فَقَدْ جرَّ نَفْعاً فَقْدُنا لكَ أنَّنا. .. أمِنَّا عَلى كُلِّ الرَّزَايَا مِنَ الجَزَعْ قال ابن الجزري: «قال أبو عمرو الأسدي: لما أتى نعي أبي عمرو أتيت أولاده فعزيتهم، فبينما أنا عندهم إذ أقبل يونس بن حبيب ، فقال : نعزيكم ونعزي أنفسنا في من لا نرى له شبهاً آخر الزمان ، والله لو قُسِّم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهاداً ، والله لو رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه». انظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\237) و انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(2\265) و"وفيات الأعيان" لابن خلكان(3\469).

شيوخه

أخذ أبو عمرو القراءة عن أهل الحجاز وأهل البصرة والكوفة، وكثر شيوخه وذلك أنه - كما ذكر ابن الجزري - توجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة والكوفة والبصرة على جماعة كثيرة، وليس في القراء السبعة أكثر شيوخاً منه. وممن قرأعليهم: من أهل مكة: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء، وعكرمة بن خالد، وابن كثير، وحميد بن قيس الأعرج. ومن أهل المدينة: أبو جعفر، ويزيد بن رومان، وشيبة، ولم يصحح الذهبي قراءته على أبي العالية الرياحي مع أنه أدركه. ومن أهل البصرة: الحسن البصري، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم. وقرأ على عاصم بن أبي النجود من أهل الكوفة، وغيرهم خلق كثير. انظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\255) و انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(2\264-265).

تلاميذه

أشهر تلاميذه يحيى بن المبارك اليزيدي ومن روايته أخذ الدوري والسوسي القراءة. ومن تلاميذه: أحمد بن محمد بن عبد الله الليثي، وأحمد بن موسى الؤلؤي، واسحق بن يوسف الأنباري، وحسين بن علي الجعفي، وخارجة بن مصعب، وخالد بن جبلة اليشكري، وشجاع بن أبي نصر البلخي، وعبد الله بن المبارك، وعبد الوارث بن سعيد، ويونس بن حبيب، وغيرهم كثير. انظر" غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(2\263-264)، و"إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر" للبنَاء (ص9-10).

مؤلفاته

كتب أبو عمرو كتباً كثيرة لكنه أحرقها كلها كما روى ابن الجزري عن أبي عبيدة أنه قال: «كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها وتفرد للعبادة، وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث». "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(2\264)

أقوال العلماء وثناؤهم

قال ابن الجزري: كان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والزهد. قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: ما رأيت أحدًا قبلي أعلم مني، وقال الأصمعي: أنا لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه، وكان إذا دخل شهر رمضان لم يتم فيه بيت شعر. قال اليزيدي: كان أبو عمرو وقد عرف القراءات، فقرأ من كل قراءة بأحسنها وبما يختار العرب وبما بلغه من لغة النبي وجاء تصديقه في كتاب الله. عن سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله في المنام فقلت: يا رسو ل الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن اقرأأ؟ فقال: بقراءة أبي عمرو بن العلاء. قال وهب بن جرير: قال لي شعبة: تمسك بقراءة أبي عمرو، فإنها ستصير للناس إسناداً. قال إبراهيم الحربي: كان أهل العلم بالعربية من أهل البصرة أصحاب أهواء إلا أربعة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي. وفي الحديث وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم عنه وعن أخ له: ليس بهما بأس، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: هو أكبر إخوته وله خمسون حديثاً، وقال أبو خيثمة زهير بن حرب: كان أبو عمرو بن العلاء رجلاً لا بأس به ولكنه لم يحفظ. انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(264-265\2) وا نظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\229) وانظر"تهذيب التهذيب" لابن حجر(4\561).

الرواة عنه

الدُوري والسُوسي عن يحيى اليزيدي عن أبي عمرو. والدورري هو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي الدوري النحوي، والدور موضع ببغداد. وأما السوسي فهو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن ىأسماعيل الرستبي السوسي. انظر "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر" للبنَاء(ص9-10) وانظر "التيسير في القراءات السبع" للداني (ص4).

أصول القراءة

في البسملة له بين كل سورتين ثلاثة أوجه: البسملة، والسكت بدون بسملة، والوصل بدون بسملة، سوى بين الأنفال والتوبة فله القطع والسكت والوصل بدون بسملة. في الإدغام له من رواية السوسي إدغام المتماثلين، والمتقاربين، والمتجانسين بشروط مخصوصة. في المد له التوسط في المتصل، وأما في المنفصل فله القصر برواية السوسي، والقصر والتوسط بواية الدوري. في هاء الكناية قرأ بإسكان الهاء في بعض المواضع. في الهمزتين من كلمة له تسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بينهما. في الهمزتين من كلمتين له إسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية إذا كانتا متماثلتين في الحركة، وإذا اختلفتا في الحركة فلكل حالة قاعدتها. في الفتح والإمالة والتقليل فإنه يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها ألف على وزن فَعلى بفتح الفاء أو كسرها أو ضمها. وله إمالة الألف المتطرفة بعد الراء والألف التي قبل راء متطرفة مكسورة، وإمالة لفظ ﴿ اْلنَّاسِ ﴾ المجرور. له إبدال الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إلا ما استثني. في ياء الإضافة فإنه يفتحها إذا وقع بعدها همزة قطع مفتوحة أو مكسورة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجردة عنها على تفصيل يُعرف في كتب هذا العلم. إثبات الياء الزائدة وصلاً في ثلاثة وثلاثين موضعاً. الوقف على تاء التأنيث المرسومة تاء بالهاء. انظر"تاريخ القراء العشرة ورواتهم"(ص22-23) لعبد الفتاح القاضي، وانظر"أصول قراءة البصريان" لعلي صالح (ص1-11) وانظر" مقدمات في علم القراءات"لمجموعة من المؤلفين (ص146-147).

مثال للقراءة

من سورة عبس ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (1) أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ (4) أَمَّا مَنِ اْسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10)﴾ [عبس: 1-10] ﴿ فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ﴾ قرأها بتخفيف الصاد، وقرأ أواخر الآي من أول السورة إلى قوله ﴿ تَلَهَّىٰ ﴾بَين بَين على أصله إلا قوله ﴿ اْلذِّكْرَىٰٓ﴾ فإنه أماله على أصله أيضاً. من سورة التكوير ﴿وَإِذَا اْلْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾[التكوير: 6] ، ﴿ وَإِذَا اْلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾[التكوير: 12] قرأ بتخفيف الجيم والعين. ﴿وَإِذَا اْلصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾[التكوير: 10] قرأ بتشديد الشين. ﴿وَمَا هُوَ عَلَى اْلْغَيْبِ بِضَنِينٖ﴾[التكوير: 24] قرأها بالظاء(بظنين). انظر"مفردة أبي عمرو بن العلاء البصري"للداني (ص152).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت القراءات يُقرأ بها في جميع الأمصار، يقرأ أهل كل مصر بقراءة إمامهم واستمر ذلك قروناً، ثم انتشرت قراءة أبي عمرو البصري في الشام والحجاز واليمن ومصر، يقول ابن الجزري: «فالقراءة التي عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو». أما اليوم وبعد القرن العاشر الهجري وانتشار قراءة عاصم فإنه يُقرأ بقراءة أبي عمرو في السودان واليمن والصومال وأريتيريا وتشاد، ورُوي أنه يُقرأ بها في بخارى أيضًا. انظر " غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(2\265)، و "التحرير والتنوير" لابن عاشور (1\63)، و"الثمر الجني في بيان أصول قالون عن نافع المدني" لعبد الحكيم أبو زيان (ص19-20)، و"مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص63).