البحث

عبارات مقترحة:

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

يعقوب الحضرمي البصري

يعقوب البصري أحد الأئمة العشرة المعروفين في القراءات. اسمه يعقوب بن إسحق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحق الحضرمي مولاهم، البصري، كنيته أبو محمد. ولد في البصرة وتوفي بها سنة مائتين وخمس. من شيوخه سلام بن سليمان الطويل، ومهدي بن ميمون، والكسائي، وحمزة الزيات، وأبي عمرو البصري. له تلاميذ كثر من أبرزهم محمد بن المتوكل (رويس) و روح بن عبد المؤمن الهذلي وهما اللذان رويا القراءة عنه. له عدة مؤلفات منها كتاب (الجامع) وكتاب (وجوه القراءات). أثنى عليه العلماء، فقد كان إماماً فاضلاً عالماً بالعربية وبالقراءات، زاهداً عابداً صدوقاً. لقراءته أصول وقواعد تُراعى عند تلاوة القرآن الكريم. كانت قراءته منتشرة قديماً ويُقرأ بها، أمّا اليوم فلا تزال موجودة من الجانب النظري فقط.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو يعقوب بن إسحق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحق الحضرمي مولاهم، البصري، كنيته أبو محمد، وجدّ أبيه عبد الله بن أبي إسحق من الأئمة الأعلام المشار إليه في علومهم. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\328)، وانظر"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (2\336)، وانظر "وفيات الأعيان" لابن خلكان (6\391).

شهرته

يعقوب البصري الحضرمي

مولده

وُلد بالبصرة، سنة مائة وسبع عشرة، لكن الذهبي أشار إلى أن مولده كان بعد الثلاثين ومائة، ونقل ابن الجزري عن البخاري قوله: «مات في ذي الحجة سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة» فيكون مولده إذن سنة مائة وسبع عشرة ، والله أعلم بالصواب. انظر "الأعلام" للزركلي (8/195)، وانظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي (10/169)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (2\338).

وفاته

توفي بالبصرة سنة مائتبن وخمس، وله ثمان وثمانون سنة، ويُروى أنَّ أباه مات عن ثمان وثمانين سنة، وكذلك جده، وجد أبيه. انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (8\399)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (2\338)، وانظر "الأعلام" للزركلي (8\195).

شيوخه

سلام بن سليمان الطويل، ومهدي بن ميمون، وأبو الأشهب العطاردي، وشهاب بن شرنفة، ومسلمة بن محارب، وعصمة بن عروة الفُقيمي، ويونس بن عبيد، والكسائي، ومحمد بن زريق الكوفي، وحمزة الزيات، وأبي عمرو البصري. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\328-329)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (2\336).

تلاميذه

كعب بن إبراهيم، وزيد بن أخيه أحمد، وعمر السراج، وحميد بن الوزير، والمنهال بن شاذان، وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر، وروح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل، ومحمد بن وهب الفراري، والحسن بن مسلم الصرير، وكعب بن إبراهيم، وروح بن قرة، وأيوب بن المتوكل، وأبو عمرو الدوري وغيرهم خلق كثير. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\329)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (2\336-337).

مؤلفاته

له كتاب في وقف التمام، وكتاب (الجامع) جمع فيه عامة اختلاف وجوه القرآن، وكتاب (وجوه القراءات)، وفي المخطوطات الإسلامية بمكتبة كمبريدج (تهذيب قراءة أبي محمد يعقوب بن اسحاق) في ثلاثين ورقة. انظر "الفهرست" لابن النديم (ص33)، وانظر "الأعلام للزركلي (195/8).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو، وأروى الناس لحروف القرآن ولحديث الفقهاء. قال طاهر بن غلبون: إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب. قال أبو الحسن بن المنادي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان يلحن في كلامه، وكان السجستاني من أحد علمائه. قال السعيدي: دعتني نفسي لتأليف كتاب موجز في القراءات متمماً بيعقوب بن إسحاق في القراءات كما تمم بالنبي النبوات. أنشد فيه أبو عبد الله اللالكائي: أبوه من القراء كان وجده *****ويعقوب في القراءة كالكوكب الدري تفرده محض الصواب ووجهه*****فمن مثله في وقته وإلى الحشر قال أبو القاسم الهذلي: لم يُر في زمن يعقوب مثله، كان عالماً بالعربية ووجوهها والقرآن واختلافه، فاضلاً تقياً ورعاً زاهداً بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر ورد إليه وهو في الصلاة ولم يشعر لشغله بالصلاة، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق. قال أبو حاتم: يعقوب بن إسحاق من أهل بيت العلم بالقرآن والعربية وكلام العرب والرواية الكثيرة والحروف والفقه، وكان أقرأ القراء، وكان أعلم من أدركنا ورأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وتعليله ومذاهب أهل النحو في القرآن، وأروى الناس لحروف القرآن وحديث الفقهاء. وفي الحديث قال أحمد وأبو حاتم عنه: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\329-330)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (2\337-338)، وانظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر (4\440).

الرواة عنه

رُويس وروح، ورويس هو محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤي البصري، ورويس لقب له. أمّا روح فهو أبو الحسن روح بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم البصري النحوي. انظر "تحبير التيسير في القراءات العشر" لابن الجزري (113/3).

أصول القراءة

في البسملة له الأوجه الثلاثة بين كل سورتين: البسملة، والسكت بدون بسملة، والوصل بدون بسملة. في الإدغام قرأ بإدغام التاء عند الظاء في مواضع، وأدغم النون عند الواو في ﴿يسٓ (1) وَاْلْقُرْءَانِ اْلْحَكِيمِ﴾ [يس: 1-2] و﴿نٓۚ وَاْلْقَلَمِ﴾ [القلم: 1]، وقرأ بإدغام الحروف المتماثلة نحو ﴿لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ﴾[البقرة: 20]، في المد قرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل بمقدار أربع حركات. في هاءالكناية يقرأ رويس باختلاس هاء الكناية في لفظ (بِيَدِهِ) حيث وقع. يقرأ رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة، أما المختلفتان فلهما حالات لكل حالة منها قاعدة مخصوصة. في الإمالة أمال رويس لفظ ﴿بِاْلْكَٰفِرِينَ﴾ حيث ورد، وأمال روح الكافرين في ﴿ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٖ كَٰفِرِينَ ﴾ [النمل: 43]، وأمال روح ياء ﴿يسٓ﴾ [يس: 1]. يسكن بعض ياءات الإضافة ويفتح بعدها. يقف بإثبات الياء على ما حذفت ياؤه رسماً ووصلاً في سبعة عشر موضعاً يقرأ رويس لفظ ﴿اْلصِّرَٰطَ﴾ كيف وقع في القرآن بالسين. يقف على ألفاظ معينة بالسكت مثل: (فيمَ، عمَّ، ممَّ، لِمَ، بِمَ، وهوَ) وغيرها. انظر "مفردة يعقوب بن إسحاق الحضرمي" لأبي علي لأهوازي (ص73 و74 و76 و79)، وانظر "تاريخ القراء العشرة" لعبد الفتاح القاضي (ص63-64)، و"مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (158-161).

مثال للقراءة

﴿ اْهْدِنَا اْلصِّرَٰطَ اْلْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] : قرأ رويس (اْلصِّرَٰطَ) بالسين، وقرأ روح بالصاد. ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ اْلنَّعِيمِ﴾ [المطففين: 24] : قرأ (تَعْرِفُ) بتاء مضمومة وفتح الراء. ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ اْلْحَيَوٰةَ اْلدُّنْيَا﴾ [الأعلى: 16] : قرأ (تُؤْثِرُونَ) بالياء. انظر "مفردة أبي يعقوب" لابن الفحام (ص281 و283)، و"مفردة يعقوب" لأبي علي الأهوازي (ص85).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت قراءة يعقوب يُقرأ بها قديماً، قال مكي بن طالب: «وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب» ويقول ابن الجزري: «وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بها وكذلك أدركناهم» وأنكر الذهبي وابن الجزري اعتبار قراءته من الشواذ وعدم جواز الصلاة بها، فلا فرق بينها وبين القراءات السبع. أما اليوم فإنّ القراءات الحية التي يقرأ بها المسلمون فهي قراءة عاصم ونافع وأبي عمرو، وما سواها من القراءات فهي تدرس من الناحية النظرية فقط. "فتح الباري" لابن حجر (9\31)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (2\338)، وانظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\332)، وانظر "الثمر الجني في بيان أصول قالون عن نافع المدني" لعبد الحكيم أبو زيان (ص18).