البحث

عبارات مقترحة:

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

الحسن البصري

تُعتبر قراءة الحسن بن أبي الحسن يسار البصري من القراءات الشاذة التي يحرم القراءة بها، لكن العلماء أجازوا تعلُّمها وتعليمها إذ هي قراءة لها أصول وقواعد، وأجازوا كذلك تدوينها في الكتب والاستفادة منها في اللغة والفقه وغيره.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو الحسن بن أبي الحسن يسار، وكنيته أبو سعيد، البصري، مولى زيد بن ثابت، وقيل: مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي، وقيل: مولى جميل بن قطبة. وقيل أن أمه (خيرة) كانت مولاة أم سلمة أم المؤمنين. وأبوه يسار من سبي ميسان (وهي بالعراق، بُلَيدة بأسفل البصرة) سكن أبوه المدينة وأُعتق وتزوج بها في خلافة عمر، فولد له بها الحسن. انظر"سير أعلام النبلاء" للذهبي (564/4)، و"غاية النهاية في طبقات القراء' لابن الجزري (213/1)، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان (2 /72-73).

شهرته

الحسن البصري

مولده

وُلد في المدينة سنة إحدى وعشرين من الهجرة لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ونشأ بوادي القرى، وهو من سادات التابعين وكبرائهم، ورُوي أنّ ثدي أم سلمة درَّ عليه ورَضَعها غير مرة. انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (289/2)، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان (69/2)، و" غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (213/1).

وفاته

توفي بالبصرة في رجب سنة مائة وعشرة من الهجرة، وأُغمي على الحسن عند موته، ثم أفاق فقال: لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم. وكانت جنازته مشهودة، وروى حميد الطويل أنهم حملوه بعد صلاة الجمعة، ودفنوه فتبع الناس كلهم جنازته واشتغلوا به، فلم تقم صلاة العصر بالجامع، ولم يُعلم لحميد أنها تُركت منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد مَن يصلي العصر. انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (289/2)، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان (72/2)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (213/1).

شيوخه

قرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري، وقرأ على أبي العالية عن أُبي وزيد وعمر. وروى الحديث النبوي عن عدد من الصحابة منهم: عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وابن عباس، وأنس بن مالك، وخلق من الصحابة. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي (4\564)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\213).

تلاميذه

قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، وسلام بن سليمان الطويل، ويونس بن عبيد، وعاصم الجحدري، وعيسى بن عمر النحوي وغيرهم، وروى عنه الحديث خلق كثير منهم: شيبان النحوي، ويونس بن عبيد، وحميد الطويل، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وغيرهم. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي (4\564)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\213).

مؤلفاته

له كتاب فضائل مكة والسكن فيها، وهو مطبوع، وله كتابٌ في التفسير أورده ابن النديم في الكتب المصنفة في تفسير القرآن، وكتابٌ في عدد آي القرآن. انظر "الفهرست" لابن النديم (ص31 و35)، و "الأعلام" للزركلي (2\226).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال الشافعي: لو أشاء أقول: إن القرآن نزل بلغة الحسن لقلت لفصاحته. قال ابن الجزري: إمام زمانه علمًا وعملًا. قال أبو قتادة العدوي لمورق العجلي: إلزم هذا الشيخ فخذ منه، فإني والله ما رأيت رجلاً أشبه بعمر منه، (يعني الحسن). قال قتادة: ما جلست إلى أحد ثم جلست إلى الحسن إلا عرفت فضل الحسن عليه، وقال أيضًا: كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام. قال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن البصري ومن الحجاج بن يوسف الثقفي، فقيل له: فأيهما كان أفصح؟ قال: الحسن. قال علي بن زيد: أدركت عروة بن الزبير ويحيى بن جَعْدَة والقاسِم فلم أر فيهم مثل الحسَن، ولَو أنَّ الحَسَن أدرَك أصحابَ النبي صلى اللَّه عليه وسَلَّم وهو رجل لاحتاجُوا إلى رأيه. قال عمرو بن مرة: إني لأغبط أهل البصرة بذينك الشيخين الحسن ومحمد. قال أنس بن مالك: سَلوا الحسن، فإنه حفظ ونسينا. قال الأعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة، حتى نطق بها، وكان إذا ذُكر عند أبي جعفر يعني اباقر قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء. قال محمد بن سعد: كان الحسن جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً، ثقة مأموناً، عابداً ناسكاً، كثير العلم، فصيحاً، جميلاً وسيماً، وكان ما أسند من حديثه فهو حجة، وما أرسل فليس بحجة. انظر "الطبقات الكبرى" لابن سعد (7\119-120)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (1\388-389)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1\213)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (2\189-190)، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان (2\70).

الرواة عنه

راوياه البلخيّ والدوريّ، والبلخي هو شجاع بن أبي النصر البلخي، أما الدُّوري فهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهبان الدوري الأزدي البغدادي. وروى شجاع القراءة عن عيسى الثقفي عن الحسن البصري، وروى الدوري القراءة عن شجاع عن عيسى عن الحسن البصري. انظر "اتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" للبنا (ص76)، و"معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\386)، و"القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص9-11).

أصول القراءة

في الاستعاذة كان يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم)، مع إدغام المثلين في (إن الله هو). في البسملة كان يثبت البسملة في أول الفاتحة، ويتركها في غيرها من السور. في الإدغام كان يدغم كل حرفين متماثلين متحركين في كلمتين ما لم يكن الأول مشدّداً أو منوناً نحو ﴿لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ﴾[البقرة: 20]، وكان يدغم لام (بل، هل) عند التاء نحو ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ﴾[الأعلى: 16]، وأدغم الذال في التاء في كلمات مخصوصة، ويدغم ذال (إذ) في (التاء والصاد والزاي والدال والسين)، وأدغم دال (قد) في (السين والذال والضاد والظاء والزاي والجيم والصاد والشين)، وأدغم تاء التانيث الساكنة في (السين والثاء والصاد والزاي والظاء والجيم)، وأدغم الباء المجزومة في الفاء. في المد كان يقصر المنفصل، ويوسط المتصل. في ها ء الكناية قرأ بإسكان الهاء في ﴿ يُؤَدِّهِ﴾ [آل عمران: 75]، و﴿ نُؤْتِهِ ﴾ [آل عمران: 145] و[الشورى: 20]، و﴿ نُوَلِّهِ ﴾[النساء: 115]، ﴿ يَرْضَهُ﴾ [الزمر: 7]، وقرأ بكسر القاف في ﴿ وَيَتَّقْهِ﴾ [النور: 52]، وقرأ بكسر الهاء في ﴿ أَنسَىٰنِيهُ﴾ [الكهف: 63]، وفي ﴿ عَلَيْهُ اْللَّهَ﴾ [الفتح: 10]، وقرأ ﴿ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾ [الاعراف: 111]و[الشعراء: 36] بضم الهاء دون صلة مع زيادة همزة ساكنة قبلها. في الهمزتين كان يجمع بين الهمزتين ويحققهما سواء كانتا من كلمة أو كلمتين من غير مد إلا ما استثني. في الإمالة لم يُمل شيئاً من القرآن إلا ﴿بَلْۜ رَانَ﴾[المطففين: 14]، و﴿مَعِيشَةٗ ضَنكٗا﴾[طه: 124]. في ياء الإضافة قرأها بالإسكان في مواضع، وبالفتح في مواضع. في ياءات الزوائد حذف الياء وصلاً ووقفاً في ﴿ءَاتَىٰنِۦَ﴾[النمل: 36]. وقف بالهاء على كل تاء تأنيث رُسمت تاء مفتوحة في آخر الأسماء إلا ما استثني. انظر "مفردة الحسن البصري" لأبي علي الهوازي (ص 194 - 196 و198)، و "جلاء بصري في مفردة الحسن البصري" لتوفيق ضمرة (ص14و17 و21-23 و26)، و"القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص21-23).

مثال للقراءة

﴿ اْلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ اْلْعَٰلَمِينَ (2) اْلرَّحْمَٰنِ اْلرَّحِيمِ (3) مَٰلِكِ يَوْمِ اْلدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اْهْدِنَا اْلصِّرَٰطَ اْلْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَٰطَ اْلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ اْلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا اْلضَّآلِّينَ (7)﴾ [الفاتحة: 1-7]. ﴿ اْلْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ : قرأ بكسر الدال حيث كان (الحمدِ). ﴿ مَٰلِكِ﴾ : قرأ بألف، مكسورة الكاف (مالكِ). ش ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ : قرأ بياء مضمومة، وبفتح الباء (يُعْبَدُ). ﴿ اْلصِّرَٰطَ اْلْمُسْتَقِيمَ﴾ : قرأ بالنصب والتنوين فيهما من غير ألف ولام، في الكلمتين جميعاً (صراطاً مستقيماً). ﴿ عَلَيْهِمْ﴾ : قرأ بكسر الميم، وبياء في الوصل حيث كان إذا انكسر ما قبل الميم (عليهِمِ). انظر "مفردة الحسن البصري" لأبي علي الهوازي (ص199-200).

الانتشار الجغرافي للقراءة

تُعتبر قراءة الحسن البصري من القراءات الشاذة، لذلك لا يقرأ بها المسلمون، قال النويري: «أجمع الأصوليون والفقهاء على أنه لم يتواتر شيء مما زاد على القراءات العشر، وكذلك أجمع عليه القراء أيضاً إلا من لا يُعتد بخلافه»، ونقل النووي عن ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ، وأنه لا يُصلّى خلف من يقرأ بها. لكنّ العلماء وإن قالوا بعدم جواز القراءة بها لكنهم أجازوا تعلُّمها وتعْليمها، وتدوينها في الكتب، وبيان وجهها من حيث اللغة والإعراب والمعنى، والاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية. انظر "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي (ص82)، وانظر "القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص9-10).