البحث

عبارات مقترحة:

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

عاصم الكوفي

عاصم الكوفي أحد الأئمة العشرة المعروفين في القراءات، اسمه عاصم بن بهدلة بن أبي النَّجود، أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحنَّاط، وُ لد في إمرة معاوية بن أبي سفيان ، وهو من صغار التابعين، وتوفي بالكوفة سنة مائة وسبع وعشرين. من أشهر شيوخه أبو عبد الرحمن السلمي، وزِرٌ بن حبيش الأسدي. تلاميذه كثر من أشهرهم أبو بكر بن عياش (شعبة) وحفص بن سليمان، وهما اللذان رويا القراءة عنه. كان إمام القراءة بالكوفة، وكان رجلاً صالحاً ثقة فصيحًا عابدًا أثنى عليه كثير من العلماء. . لقراءته أصول وقواعد تُراعى عند تلاوة القرآن الكريم. كانت قراءة عاصم يُقرأ بها في الكوفة قديماً، أما اليوم فتُعتبر قراءة عاصم من رواية حفص من أكثر القراءات انتشاراً وقراءة في غالب بلاد المسلمين،

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

عاصم بن بهدلة بن أبي النَّجود، أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحنَّاط. وقيل أن بهدلة اسم أمه لكن الذهبي لم يصحح هذا القول وقال: «ليس ذا بشيء»، وقيل أن أبا النجود لا يُعرف له اسم، وقيل أن اسمه عبد الله. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (205/1)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (315/1).

شهرته

عاصم الكوفي

مولده

لا تذكر الكتب التي ترجمت لعاصم سنة مولده، لكن الذهبي ذكر أنَّه وُلد في إمرة معاوية بن أبي سفيان ، وهومعدود في صغار التابعين. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي (256/5) وانظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (204/1).

وفاته

توفي عاصم بالكوفة، وقيل: بمنطقة السماوة وهو يريد الشام، ودُفن بها، واختُلف في سنة وفاته، فقيل: سنة مائة وعشرين من الهجرة، وقيل: سنة سبع وعشرين، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع، وقيل: قريباً من سنة ثلاثين، لكن ابن الجزري رجح أن تكون وفاته سنة سبع وعشرين، وهذا ما ذكره ابن خلكان فقال: "توفي عاصم في سنة سبع وعشرين ومائة بالكوفة". انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (209/1)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (1 /316-317) و "وفيات الأعيان" لابن خلكان (9/3).

شيوخه

أبو عبد الرحمن السلمي، وزِرٌ بن حبيش الأسدي، وأبي وائل، ومصعب بن سعد، والحارث بن حسّان البكري، ورفاعة التميمي، وأبي عمرو الشيباني وغيرهم. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (204/1)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (316/1)

تلاميذه

حدث عنه كثيرون منهم عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمان، وأبو عمرو بن العلاء، وحمزة بن حبيب، والخليل بن أحمد، وسليمان التيمي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. وقرأ عليه خلق كثير لا يُحصون منهم الأعمش، وأبان العطار، وأبان بن تغلب، والحسن بن صالح، والمفضل بن محمد الضبي، وحمّاد بن شعيب الحماني، وأبو بكر بن عياش، وحفص بن سليمان، وغيرهم كثير. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /204-205)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (316/1).

مؤلفاته

لم أجد

أقوال العلماء وثناؤهم

قال الذهبي: انتهت إليه رئاسة الإمامة في القراءة بالكوفة بعدشيخه أبي عبد الرحمن. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح ثقة خير. و سأل عبد الله أباه: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم. قال أبو بكر بن عياش: لمّا هلك أبو عبد الرحمن السلمي جلس عاصم يُقرئ الناس، وكان عاصم أحسن الناس صوتاً بالقرآن حتى كأنّ في حنجرته جلاجل. وقال أيضاً: قال لي عاصم مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفاً. وروى أبو بكر عن حفص أنه كان يبدأ بأهل السوق في القراءة. وقال: كان الأعمش وعاصم وأبو حسين سواء كلهم لا يبصرون، وجاء رجل يقود عاصماً فوقع وقعة شديدة فما كرهه ولا قال شيئاً. قال أبو اسحق: ما رأيت أحداً أقرأمن عاصم بن أبي النجود. قال حسن بن صالح: ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم بن أبي النجود إذا تكلم كاد يدخله خيلاء. قال سلمة بن عاصم: كان عاصم بن أبي النجود ذا نسك وأدب وفصاحة وصوت حسن. وقال أبو شامة الدمشقي في شرحه هذين البيتين من قصيدة الشاطبي حرز الأماني ووجه التهاني: وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة. .. أذاعوا فقد ضاعت شذاً وقرنفلاً فأما أبو بكر وعاصم اسمه. .. فشعبة راويه المبرز أفضلاً قال: «وهذا هو البدر الخامس: أبو بكر بن عاصم بن أبي النجود أحد السادة من أئمة القراءة والحديث» وفي الحديث: وثقه ابن سعد إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه، وقال أحمد بن حنبل: «كان خيراً ثقة، والأعمش أحفظ منه، وكان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث» وقال أيضا: «عاصم صاحب قرآن، وحماد صاحب فقه، وعاصم أحب إلينا». ووثقع العجلي وأبو زرعة، ووثقه العقيلي وقال: «لم يكن فيه إلا سوء الحفظ». انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\ 205-206-208)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (1 /315-316) وانظر "إبراز المعاني من حرز الأماني للشاطبي" لأبي شامة الدمشقي(ص30) وانظر"تهذيب التهذيب" لابن حجر (2\250).

الرواة عنه

راوياه شعبة وحفص، وشعبة هو أبو بكر بن عيّاش بن سالم الحنَّاط الكوفي الأسدي الكاهلي مولى لهم. وأما حفص فهو أبو عمر حفص بن أبي داود سليمان بن المغيرة الأسدي مولاهم الكوفي. انظر "التيسير في القراءات السبع" للداني (ص6)، وانظر "الإقناع في القراءات السبع" لأبي جعفر الأنصاري (ص116-117).

أصول القراءة

له البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة، فله الوقف والسكت والوصل. في الإدغام روى حفص إدغام الثاء في الذال في ﴿يَلْهَثۚ ذَّٰلِكَ﴾ والباء في الميم في ﴿اْرْكَب مَّعَنَا﴾، وروى شعبة إدغام الذال في التاء من اْتَّخَذْتُمُ كيف ورد، والنون في الواو من﴿ يسٓ (1) وَاْلْقُرْءَانِ﴾ و﴿ نٓۚ وَاْلْقَلَمِ﴾. يقرأ لمدين المتصل والمنفصل بالتوسط. في هاء الكناية روى حفص ﴿ فِيهِۦ مُهَانًا﴾ بصلة الهاء، و ﴿ أَرْجِهْ﴾ في موضعيه و ﴿ فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ بالإسكان و ﴿ يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ بالقصر و﴿ يَتَّقْهِ﴾ بتسكين القاف ويلزم منه قصر الهاء، وروى ضم و﴿ مَآ أَنسَىٰنِيهُ﴾ و﴿ عَلَيْهُ اْللَّهَ﴾ ، وشعبة في الصلة كحفص إلا أربعة مواضع. روى التحقيق في الهمزتين من كلمة ومن كلمتين. يميل شعبة ألف رمى في ﴿ وَلَٰكِنَّ اْللَّهَ رَمَىٰ﴾ بالانفال، وألف أعمى في ﴿وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِۦٓ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي اْلْأٓخِرَةِ أَعْمَىٰ﴾ وألف ﴿ نَ‍َٔا بِجَانِبِهِۦ﴾با لاسراء، وألف ران في ﴿ كَلَّاۖ بَلْۜ رَانَ﴾ با لمطففين، وألف هار في ﴿شَفَا جُرُفٍ هَارٖ﴾ با لتوبة ، ويميل حفص الألف بعد الراء في ﴿ مَجْرٜىٰهَا﴾. له تسكين ياء الإضافة إلا ما استثني. قرأ بحذف الياء الزائدة إلا ما استثني. انظر"تاريخ القراء العشرة" لعبد الفتاح القاضي (ص43-44) وانظر"الأصول النيرات في القراءات" لأماني عاشور (ص260-281) وانظر"مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص150-151).

مثال للقراءة

﴿إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا﴾[النبأ: 25] قرأ شعبة ﴿وَغَسَاقٗا﴾ بفتح السين بلا تشديد. ﴿كَلَّاۖ بَلْۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾[المطففين: 14] قرأ شعبة ﴿كَلَّاۖ بَلْۜ رَانَ﴾ بإمالة الراء مع الإدغام، وقرأها حفص بإظهار اللام عند الراء مع سكتة بلا تنفس بقدرة بينهما. ﴿وَإِذَا اْنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهْلِهِمُ اْنقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴾ [ المطففين: 31] قرأ شعبة ﴿فَكِهِينَ﴾ بإثبات ألف بعد الفاء (فاكهين)، وقرأها حفص بلا ألف. انظر "البيان الوفي بقراءة حفص عن عاصم الكوفي" لأحمد النشوي (ص169)، وانظر "الجامع لرواية شعبة عن عاصم" لمحب الدين علي المصري (ص50).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت القراءات قديمًا يُقرأ بها في جميع الأمصار، وكانت قراءة عاصم يُقرأ بها في الكوفة، يقول مكي بن طالب: «وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، والشام على قراءة ابن عامر، وبمكة على قراءة ابن كثير، وبالمدينة على قراءة نافع» "فتح الباري" لابن حجر (31/9) وذكر ابن مجاهد أنَّ قراءة حمزة انتشرت في الكوفة أكثر من قراءة عاصم لأن أضْبَط من أخذ عن عاصم كان شعبة، ولكنه لم يكن يُمكن من نفسه من أرادها منه. انظر "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص71). أما اليوم فقد انتشرت قراءة عاصم انتشاراً كبيراً، يقول ابن عاشور عن القراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام: «وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع الشرق من العراق والشام وغالب البلاد المصرية والهند وباكستان وتركيا والأفغان» "التحرير والتنوير" لابن عاشور (63/1).