البحث

عبارات مقترحة:

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

خلف البزار

خلف البزّار أحد الأئمة العشرة المعروفين في القراءات. اسمه خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي البزّار. وُلد سنة مائة وخمسين من الهجرة، وتوفي ببغداد سنة مائتين وتسع وعشرين، ببغداد وهو مختف من الجهمية. من شيوخه سليم بن عيسى عن حمزة، وعبد الرحمن بن أبي حماد، ويعقوب بن خليفة الأعشى، وأبو زيد سعيد بن أوس، وإسحاق المسيبي وغيرهم. له تلاميذ كثيرون من أشهرهم إسحاق الوراق وإدريس الحداد، وهما اللذان رويا القراءة عنه. له عدة مؤلفات في علوم القرآن. أثنى عليه كثير من العلماء، فقد كان إماماً عالماً ثقة زاهداً. تعتبر قراءته القراءة المتممة للقراءات العشر التي أجمع العلماء على صحتها وقبولها، ولقراءته أصول وقواعد تُراعى عند تلاوة القرآن الكريم. وكانت قراءته يُقرأ بها قديماً أمّا اليوم فتدرس من الناحية النظرية فقط.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدي البغدادي البزّار، وقيل: خلف بن هشام بن طالب بن غراب، كنيته أبو محمد، وكان يكره أن يُدعى البزار، ويقول: ادعوني المقرئ. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /419 و422)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1 /246-247).

شهرته

خلف البزار

مولده

وُلد سنة مائة وخمسين من الهجرة، وأصله من فم الصلح (بكسر الصاد)، وهي منطقة قرب واسط، وواسط هي موضع بين البصرة والكوفة. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (422/1)، وانظر "الأعلام" للزركلي (312/2)، وانظر 'معجم البلدان" لياقوت الحموي (347/5).

وفاته

توفي في جمادى الآخرة سنة مائتين وتسع وعشرين، ببغداد وهو مختف من الجهمية، ودُفن في مقابر الكُنَاسة. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /422)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1 /246)، وانظر "الطبقات الكبرى" لابن سعد (348/7).

شيوخه

سليم بن عيسى عن حمزة، وعبد الرحمن بن أبي حماد، ويعقوب بن خليفة الأعشى، وأبو زيد سعيد بن أوس، وإسحاق المسيبي (أخذ عنه حروف نافع)، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن آدم (أخذ عنه حرف عاصم عن أبي بكر)، وعبيد بن عقيل، والكسائي. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /419)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (247/1).

تلاميذه

الأعمش بن زائدة بن قدامة، وأحمد بن إبراهيم وراقة وأخوه إسحاق بن إبراهيم، وإبراهيم بن علي القصار، وأحمد بن يزيد الحلواني، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن مخلد، وعبيد بن عقيل، وأحمد بن زهير ، وأحمد بن محمد البرائي، وسلمة بن عاصم، وعبد الله بن عاصم شيخ الغضايري، وعلي بن الحسين وغيرهم. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (240/1)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (247/1).

مؤلفاته

كتاب القراءات، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب حروف القرآن. انظر "الفهرست " لابن النديم (ص32 و33 و35).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال ابن الجزري: حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة، وكان ثقة كبيراً زاهداً عابداً عالماً. ورُوّيَ ابن الجزري عنه أنه قال: أشكل عليّ باب من النحو، فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال: عرفته. قال الدارقطني: كان عابداً فاضلاً. قال الحسين بن فهم: مارأيت أنبل من خلف بن هشام، كان يبدأ بأهل القرآن ثم يأذن للمحدثين، وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثاً. قال الذهبي: رُوي أنَّ خلفاً كان يصوم الدهر. قال ابن حبان: وكان خيّراً فاضلاً عالماً بالقراءات، كتب عنه أحمد بن حنبل. ووثقه النسائي ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (421/1)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (247/1)، وانظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر (549/1).

الرواة عنه

إسحاق الوراق وإدريس الحداد، وإسحاق الوراق هو إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله المروزي ثم البغدادي الوراق. أمّا إدريس الحداد فهو إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي وكنيته أبو الحسن. انظر "إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" للبنا (ص31-32).

أصول القراءة

في البسملة يصل بين السورتين بدون بسملة، ما عدا سورة الفاتحة فله البسملة في أولها. في الإدغام يدغم دال قد في حروفها، وذال إذ في التاء والدال، وتاء التأنيث في الجيم والظاء والسين والصاد، وأدغم الذال في التاء من﴿ اْتَّخَذْتُمُ﴾ كيف وقع، و﴿ نَبَذْتُهَا﴾ و﴿ عُذْتُ﴾ ، وأدغم الدال في الذال من ﴿ يَلْهَثۚ ذَّٰلِكَ﴾. في المد له التوسط في المنفصل والمتصل أربع حركات. في هاء الكناية يكسر الهاء مع الصلة في ﴿أَرْجِهْ﴾[الأعراف: 111، الشعراء: 36]، وفي ﴿فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾[النمل: 28]، ويكسر القاف والهاء مع الصلة في ﴿وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ﴾[النور: 52]، ويصل الهاء بواو في ﴿يَرْضَهُ لَكُمْ﴾[الزمر: 7]، ويقصر الهاء بدون صلة في ﴿فِيهِۦ مُهَانًا﴾[الفرقان: 69]، ويكسر الهاء في ﴿أَنسَىٰنِيهُ﴾[الكهف: 63]، وفي ﴿عَلَيْهُ﴾[الفتح: 10]. يحقق الهمزتين من كلمة سواء كانت الثانية مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، ويحقق الهمزتين من كلمتين وصلاً ووقفاً سواء اتفقتا في الحركة أو اختلفتا. يميل الألفات من ذوات الياء في الأفعال والأسماء مثل: (التقوى)، إلا ما استثني، والألفات التي ليس بعدها ها في رؤوس الآي في إحدى عشرة سورة، والألفات على وزن فُعالى وفَعالى وفعلى، وكل ألف متطرفة رسماً مثل﴿ عَسَىٰٓ﴾ ، إلا ما استثني، والألف المرسومة بالياء بعد الراء وألف عين الفعل الثلاثي الماضي في (جاء، شاء، ران)، وألفات (حي طهر) بفواتح السور إا ما استثني، وكلمة ﴿ اْلتَّوْرَىٰةَ﴾ حيث وقعت، وأمال كذلك كلمات في مواضع مخصوصة. فتح ياءات الإضافة في مواضع، وسكنها في مواضع. ميم الجمع ليس له فيها إلا السكون. يبدل الهمز المفرد في سبعة مواضع من القرآن الكريم، نحو ﴿ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ﴾[الكهف: 94] يبدل الهمز الفاً (ياجوج وماجوج). حذف ياءات الزوائد إلا ما استثني. يحقق الهمز في الاستفهام المكرر نحو﴿أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا﴾[الرعد: 5]. له السكت الجائز في موضعين فقط: بين الأنفال والتوبة، وفي﴿مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَٰنِيَهْ ﴾[الحاقة: 29-29]. انظر "العطاء الوافر في قراءة الإمام خلف العاشر" لخالد البياتي (ص9-27)، وانظر "رحيق الأزهار في قراءة خلف بن هشام البزار" لمحمد نبهان مصري (ص11)، وانظر "مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص162).

مثال للقراءة

﴿حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ اْلسَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلٗا (93) قَالُواْ يَٰذَا اْلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي اْلْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰٓ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّٗا﴾ [الكهف: 93-94] قرأ خلف ﴿ اْلسَّدَّيْنِ﴾ : بضم السين (السُدين)، وقرأ ﴿ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ﴾ : بإبدال الهمزة ألفاً فيهما (ياجوج وماجوج)، وقرأ ﴿ خَرْجًا ﴾ : بفتح الراء وزيادة ألف بعدها (خراجا). ﴿ نٓۚ وَاْلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾[القلم: 1] قرأ خلف بإدغام النون في الواو (نوّالقلم). ﴿ نَزَّاعَةٗ لِّلشَّوَىٰ﴾[المعارج: 16] قرأ خلف بضم تنوين التاء (نزاعةٌ). انظر "العطاء الوافر في قراءة الإمام خلف العاشر" لخالد البياتي (ص44 وص60).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت قراءة خلف يُقرأ بها قديماً، يقرأ كل مصر وما حوله بقراءة إمامهم، وتعتبر قراءة خلف من القراءات العشر الصحيحة وليست بشاذة، قال الذهبي: «وله اختيار في الحروف صحيح ثابت ليس بشاذ أصلاً ولا يكاد يخرج فيه عن القراءات السبع». ولعل ما فعله ابن مجاهد في كتابه (السبعة) من الاقتصار على القراء السبعة المشهورين جعل الناس تظن أن ما سواها من القراءات شاذ، لكن ابن الجزري جاء وأثبت هذه القراءات الثلاثة المتممة للعشر في كتبه ومنها قراءة خلف، واتفق جمهور القراء والأصوليين على صحة قراءة الثلاثة المتتمة للعشر. هذا قديماً أما اليوم فالقراءات الحية بين المسلمين ويُقرأ بها هي قراءة عاصم ونافع وأبي عمرو، وما سواها فإنه يدرس من الناحية النظرية فقط. انظر"سير أعلام النبلاء" للذهبي (10\577-558)، وانظر"تاريخ القراءات في المشرق والمغرب" لمحمد المختار ولد اباه (ص61 و127)، وانظر "التحرير والتنوير" لابن عاشور (1\63)، وانظر "مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص62).