البحث

عبارات مقترحة:

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

أبو جعفر المدني

أبو جعفر المدني أحد القراء العشرة المعروفين، اسمه يزيد بن القعقاع المخزومي، من التابعين، أُتي به وهو صغير إلى أم سلمة فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة. توفي بالمدينة سنة مائة وثلاثين، وقيل في وفاته أقوال أخرى. شيوخه عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، و عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. من أبرز تلاميذه: سليمان بن مسلم بن جماز، وعيسى بن وردان، وهما اللذان رويا القراءة عنه. أثنى عليه العلماء فقد كان رجلاً صالحاً إمام أهل المدينة، ثقة عابدا ناسكاً. لقراءته أصول وقواعد تراعى عند تلاوة القرآن الكريم. وتعتبر قراءته صحيحة اعتمدها العلماء، كان يُقرأ بها قديماً، أما اليوم فتُدرّس من الناحية النظرية فقط.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو يزيد بن القعقاع المخزومي أبو جعفر المدني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وقيل إن اسمه جندب بن فيروز، وقيل: فيروز، لكنّ ابن حجر قال إن يزيد هو الاسم الأشهر له. انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (333/2)، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان (274/6)، و "تهذيب التهذيب" لابن حجر (504/4).

شهرته

أبو جعفر المدني

مولده

بعد الاطلاع على عدد كبير من المصادر لم نقف على تاريخ مولده ومكانه، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه من التابعين، وقد أُتي به إلى أم سلمة زوجة النبي وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (174/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (333/2).

وفاته

توفي بالمدينة في خلافة مروان بن محمد، وفي سنة وفاته أقوال، فقيل: سنة مائة وثلاثين، وقيل: سنة مائة واثنتين وثلاثين، وقيل: سنة مائة وتسع وعشرين، وقيل: سنة مائة وثمان وعشرين. قال سليمان بن مسلم: شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة، فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه، فأكبّوا عليه يصرخون به فلم يُجبهم. فقا ل شيبة وكان ختنه على ابنة أبي جعفر: ألا أريكم عجباً؟ قالوا: بلى، فكشف عن صدره فإذا دوّارة بيضاء مثل اللبن، فقال أبو حازم وأصحابه: هذا والله نور القرآن. وقال نافع : لما غُسّل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /176 و 178)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (334/2)، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان (275/6)، و"مشاهير علماء الأمصار" لابن حبّان (ص124).

شيوخه

عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، و عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وقيل: زيد بن ثابت لكن الذهبي لم يصححه. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (173/1)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (333/2).

تلاميذه

نافع بن أبي نعيم، وسليمان بن مسلم بن جماز، وعيسى بن وردان، وأبو عمرو وعبد الرحمن بن يزيد بن أسلم، وإسماعيل ويعقوب ابناه، وميمونة بنته. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (173/1)، وانظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (333/2).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال يعقوب بن جعفر الأنصاري: كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر. قال أبو الزناد: لم يكن أحدٌ أقرأ للسُّنة من أبي جعفر، وكان يُقدّم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج. قال مالك: كان أبو جعفر رجلاً صالحاً يُقرئ الناس بالمدينة. قال ابن جماز: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وهو صوم داود عليه السلام، واستمر على ذلك مدة من الزمان، فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال: إنما فعلت ذلك أروّض به نفسي لعبادة الله تعالى. قال ابن الجزري: رُوي أنه كان يصلي في جوف الليل أربع تسليمات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصّل، ويدعو عقبيها لنفسه والمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله. وفي الحديث وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (ص333-334)، وانظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /174-175)، وانظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر (504/4).

الرواة عنه

أشهر رواته ابن وردان وابن جماز. وابن وردان هو أبو الحارث عيسى بن وردان المدني الحذاء. أما ابن جماز فهو أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز الزهري مولاهم المدني. انظر "تحبير التيسير في القراءات العشر" لابن الجزري (ص113).

أصول القراءة

يقرأ البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة فله الوقف أو السكت أو الوصل. في الإدغام يدغم الذال في التاء في ﴿ أَخَذْتُمْ﴾ وبابه، ويدغم الثاء في التاء في ﴿ لّبِثْتَ﴾ ﴿ لَّبِثْتُمْ﴾ ، والذال في التاء في ﴿ عُذْتُ﴾. في المد يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل بمقدار أربع حركات. في هاء الكناية يسكّن الهاء في ﴿يُؤَدِّه ، نُوَلِّه، وَنُصْلِه، نُؤْتِه، فَأَلْقِهْ﴾. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين في كلمة ، مع إدخال ألف بينهما. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين في كلمتين المتفقتين في الحركة، أمّا المختلفتان في الحركة ففيها حالات لكل حالة منها قاعدة مخصوصة. قرأ بفتح الراء من غير إمالة مع ضم الميم في ﴿ مَجْرٜىٰهَا﴾ [هود: 41]. يفتح ياء الإضافة إذا وقعت قبل همزة قطع، إلا ما استثني، ويفتح ياء الإضافة إذا وقعت قبل سائر الحروف إلا ما استثني. يبدل الهمز الساكن مطلقاً سواء كان فاء للكلمة أو عيناً أو لامها. أثبت الياء الزائدة وصلاً في ثلاثة وثلاثين موضعاً. يقف على كلمة ﴿أَبَت﴾ بالهاء حيث ورد. يضم ميم الجمع ويصلها بواو حيث وردت إذا وقعت قبل متحرك. يسكت على كل حرف من حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور مثل ﴿ الٓمٓ﴾ ﴿ كٓهيعٓصٓ﴾ سكتة لطيفة. قرأ بإخفاء النون الساكنة والتنوين مع الغنة عند الغين والخاء في جميع القرآن. انظر "تاريخ القراء العشرة" لعبد الفتاح القاضي (57-59)، و"قراءة أبي جعفر المدني براوييه ابن وردان وابن جمّاز" لجمال فيّاض (ص35 و44 و46 و47 و57).

مثال للقراءة

﴿اْقْرَأْ بِاْسْمِ رَبِّكَ اْلَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ اْلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ (2) اْقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلْأَكْرَمُ(3)﴾ [العلق: 1-3] ﴿اْقْرَأْ﴾ : قرأهما بإبدال الهمزة ألفاً مدية (اقرا). ﴿أَرَءَيْتَ اْلَّذِي يَنْهَىٰ (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰٓ (10) أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَى اْلْهُدَىٰٓ (11) أَوْ أَمَرَ بِاْلتَّقْوَىٰٓ (12) أَرَءَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ (13)﴾[العلق: 9-12] ﴿أَرَءَيْتَ﴾: قرأها بإخفاء التنوين عند الخاء مع الغنة مع إبدال الهمزة ياءً مفتوحة. ﴿اْلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ﴾ [الهمزة: 2] قرأ ﴿ جَمَعَ﴾ بتشديد الميم (جمَّع). ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٞ ﴾ ﴿الهمزة: 8] قرأ ﴿ مُّؤْصَدَةٞ﴾ بإبدال الهمزة واواً مدية (موصدة). انظر "قراءة أبي جعفر المدني براوييه ابن وردان وابن جماز" لجمال فياض (ص274 و276).

الانتشار الجغرافي للقراءة

كانت قراءة أبي جعفر يُقرأ بها قديماً، يقرأ أهل كل مصر وما حوله بقراءة إمامهم، ثم جاء ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري وألّف كتابه "السبعة" وكان أول من اقتصر على القراء السبعة المشهورين، وكان كتابه منطلقاً لمؤلفات المسبّعين، ثم جاء ابن الجزري وأثبت قراءات العشر ، واتفق جمهور القراء والأصوليين على صحة قراءة الثلاثة المتممة للعشر ومن بينها قراءة أبي جعفر. وقد ذكر الذهبي اختلاف العلماء في قراءة أبي جعفر وردّ ذلك، وقال أنها ممّا نقله العدل عن العدل ومتلقاة بالقبول لثقة حملتها ولموافقتها رسم الإمام ولفصيح لغة العرب. أما اليوم فإنه من الناحية العملية لا يُقرأ من هذه القراءات العشر سوى قراءة نافع وعاصم وأبي عمرو، و لكنها تدرس من الناحية النظرية في كافة البلاد الإسلامية. انظر "تاريخ القراءات في المشرق والمغرب" لمحمد المختار ولد ابَاه (ص 61 و127)، وانظر "مقدمات في علم القراءات" لمجموعة من المؤلفين (ص62)، وا نظر"معرفة القراء الكبار" للذهبي (1\177)، وانظر "تحبير التيسير في القراءات العشر" لابن الجزري (ص 103-104)، وانظر "التحرير والتنوير" لابن عاشور (63/1).