البحث

عبارات مقترحة:

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

بدع القبور

محط رحل الشيطان ومعرسه الذي يصطاد فيه أهل البدع هو القبور، فهي بوابة الشرك لكل ضعيف العقل ناقص الإيمان، وقد قعد الشيطان عندها يوعد ويتوعد، فلا يفعل العبد مشروعًا من العمل إلا وأغراه الشيطان بممنوع، وبدعها باب لا ساحل له.

التعريف

التعريف لغة

قبر: المقبرة والمقبرة: موضع القبور، والقبر واحد. والقبر: مصدر، والقبر موضع ‌القبر، وقبرته أقبره قبرا ومقبرا. والاقبار: أن تهيء له قبرا وتنزله منزلة ذاك، قال الله تعالى: ثم أماته فأقبره. "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي (5/158).

التعريف اصطلاحًا

المخالفات الشرعية التي تحدث عند القبور، كرفع القبور، والاستغاثة بالمقبور، وطلب الدعاء منه، والاعتقادات الفاسدة التي تقوم بالقلوب حال ذلك.

سبب التسمية

سميت بذلك لأنها تحدث عند القبور وتخصها.

الأسماء الأخرى

ذرائع الشرك، الغلو في الصالحين.

الحكم

صرّح عامة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد على القبور، متابعةً منهم للسنة الصحيحة الصريحة. وصرَّح أصحاب أحمد وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريم ذلك، وطائفة أطلقت الكراهة، والذي ينبغي أن يحمل على كراهة التحريم؛ إحسانًا للظن بالعلماء، وأن لا يُظَنّ بهم أن يُجوّزوا فعل ما تواتر عن رسول الله لعنُ فاعله، والنهي عنه. "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/335). وقد ذكر ابن حجر الهيتمي في الكبائر: «اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها، واتخاذها أوثانًا، والطواف بها، واستلامها، والصلاة إليها». وقال هناك: «عد هذه الستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية، وكأنه أخذ ذلك مما ذكرته من هذه الأحاديث». "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (1/244). وستأتي الأحاديث التي ذكرها.

الأدلة

القرآن الكريم

بدع القبور في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿قَالَ اْلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمْرِهِمْ ‌لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدٗا﴾ [الكهف: 21]. يقول ابن تيمية: «فقد نهى رسول الله قبل موته بخمس أن يتخذوا القبور مساجد، وبيّن أن الذين كانوا قبلنا كانوا يتخذون قبور الأنبياء والصالحين مساجد، وأنه هو نهانا أن نتخذ القبور مساجد؛ لئلا يعتقد أحد أن هذا مما يقتدى بهم فيه، فإن الله أخبر عنهم بذلك في قوله: ﴿قَالَ الَّذِينَ ‌غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾ [الكهف: 21]». "جواب في الحلف بغير الله" (ص13).

السنة النبوية

بدع القبور في السنة النبوية
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزل برسول الله طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال -وهو كذلك- : «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا». أخرجه البخاري (434)، مسلم (531). ولهذا لما قبضه الله إلى كرامته دفن في بيته ولم يبرز قبره؛ لئلا يقصده الناس للصلاة عنده ويتخذوه مسجدًا، فإنه قد جاء عنه أنه قال: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد». أخرجه أحمد (7358)، صححه الألباني في كتابه «تحذير الساجد» (18). وجاء عند عبد الرزاق (15916) بلفظ: «اللهم إني أعوذ بك أن يتخذ قبري وثنًا، ومنبري عيدًا». وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك». أخرجه مسلم (532). قال ابن تيمية: «وكانت حجرة عائشة رضي الله عنها خارجة عن مسجده، فلما كان في زمان الوليد بن عبد الملك اشترى حجر أزواج النبي من قِبْلِيِّ المسجد ومن شرقيِّه، وهدّها وزادها في المسجد. وسد حجرة عائشة، وبنى عليها حائطًا بعد حائط، وحرّف حائطها عن القبلة، وجعل مؤخرها مسنّمًا؛ كل ذلك لئلا يصلَّى فيها ولا إليها. ومع هذا، لقد أنكر سعيد بن المسيب وغيره على الوليد في هدم الحجر وإدخالها في المسجد». "جواب في الحلف بغير الله" (ص14). ثم إنه نهى عن الصلاة عند القبور وإليها، فعن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله يقول: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها». رواه مسلم (972). وعن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: «أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله». أخرجه البخاري (427)، مسلم (528). وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أن النبي قال: «واعلموا أن شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد». رواه أحمد (3/233/ح1694) وصححه أحمد شاكر والألباني. وعن أبي هياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ؟ ألا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته». رواه مسلم (969).

الإجماع

يقول ابن تيمية: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وبينها، ويتعين إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين». "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (5/361). ويقول: «وهذا مما علم بالتواتر والضرورة من دين الرسول ، فإنه أمر بعمارة المساجد والصلاة فيها، ولم يأمر ببناء مشهد، لا على قبر نبي، ولا غير قبر نبي ولا على مقام نبي، ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم في بلاد الإسلام، لا الحجاز ولا الشام ولا اليمن ولا العراق ولا خراسان ولا مصر ولا المغرب مسجد مبني على قبر، ولا مشهد يقصد للزيارة أصلا، ‌ولم ‌يكن ‌أحد ‌من ‌السلف يأتي إلى قبر نبي أو غير نبي لأجل الدعاء عنده، ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي ، ولا عند قبر غيره من الأنبياء، وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي وعلى صاحبيه». "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/284). ويقول الشوكاني: «اعلم أنه قد اتفق الناس، سابقهم ولاحقهم، وأولهم وآخرهم من لدن الصحابة رضوان الله عنهم إلى هذا الوقت: أن رفع القبور والبناء عليها بدعة من البدع التي ثبت النهي عنها واشتد وعيد رسول الله لفاعلها، كما يأتي بيانه، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين أجمعين». "شرح الصدور في تحريم الرفع على القبور" (ص8). ويقول حمد بن ناصر بن معمر محتجًا بإجماع الصحابة: «فهؤلاء أصحاب رسول الله هل نقل عنهم أنهم عقدوا القباب على القبور، أو أسرجوها، أو خلقوها ‌وكسوها الحرير؟ أم هذا مما حدث بعدهم من المحدثات التي هي بدع وضلالات، ومعلوم أن عندهم من قبور الصحابة الذين في حياة رسول الله وبعد وفاته ما لا يحصى». "فتاوى ورسائل ابن معمر" (ص168).

العقل

لو لم يأت ما تقدم من الأدلة الكثيرة الدالة على المنع من البناء على القبور، لكان القياس الصحيح يدل على المنع من البناء عليها، لأن هذا البناء يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله. فالجهلة يتعلقون بهذه القبور، فيدعون أصحابها في كشف كرباتهم، وإغاثة لهفاتهم، ويؤدي بهم إلى أن يطوفوا حولها، ويتمسحوا بها طلبًا للبركة، وهذا يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله. وقد ذكر الله عز وجل من جملة الأصنام التي كانت تعبد من دون الله: اللات، وقد ذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن اللات كان رجلًا صالحًا يلت السويق للحاج، فعندما مات عكفوا على قبره، وعبدوه من دون الله. أخرجه البخاري (4859). ولا يخفى ما يفعله الناس اليوم بقبور الأولياء الصالحين - بل وقبله منذ قرون - من عبادةٍ لأصحاب هذه القبور. وإذا كان الرسول قد هدم مسجد الضرار، لأنه لم يؤسس على تقوى من الله، مع أن من بناه زعم أنه فعل ذلك لله عز وجل، فكيف بهذه القبور التي تعبد عبادةً صريحة من دون الله عز وجل؟! "حصول الخير والسعادة" لعبد الله السعد (ص16).

أقوال أهل العلم

وأما البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيمًا وتعظيمًا فذلك يهدم ويزال، فإن فيه استعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة، وتشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها. وباعتبار هذه المعاني وظاهر النهي أن ينبغي أن يقال: هو حرام الإِمَام الشَّافِعي تفسير القرطبي (10/381).
«وأحب أن لا يزاد في القبر تراب من غيره، وليس بأن يكون فيه تراب من غيره بأس، إذا زيد فيه تراب من غيره ارتفع جد ّ ً ا، وإنما أحب أن يشخص على وجه الأرض شبر ً ا أو نحوه». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الأم" للشافعي (1/316)
«وكانت قبور أصحابه لا مشرفة، ولا لاطئة، وهكذا كان قبره الكريم، وقبر صاحبيه، فقبره صلّى الله عليه وسلّم مُسنَّم مبطوح ببطحاء العرصة الحمراء لا مبني ولا مطيّن، وهكذا كان قبر صاحبَيه». الحَكَمي "زاد المعاد في هدي خير العباد" (1/505).
ومَن على القبرِ سِراجًا أوقدَا*****أوِ ابتَنَى على الضريحِ مسجِدَا فإنه مُجدِّدٌ جِهارَا*****لسُنَنِ اليهودِ والنصارى كَم حذَّرَ المختارُ عن ذا ولَعَنْ*****فاعِلَهُ كما روَى أهلُ السننْ بل قد نهى عنِ ارتفاعِ القبرِ*****وأن يُزاد فيه فوقَ الشبرِ وكلُّ قبرٍ مُشرِفٍ فقد أمَرْ*****بأن يُسوَّى هكذا صحَّ الخَبَرْ وح ذَّرَ الأمةَ عن إطرائِهِ*****فغرَّهم إبليسُ باسْتِجْرائِهِ فخالفوه جَهرةً وارتكبوا*****ما قد نهى عنه ولم يجتنبوا فانظر إليهم قد غَلَوا وزادوا*****ورفعوا بناءَها وشادوا بالشِّيدِ والآجُرِّ والأحجارِ*****لا سيما في هذه الأعصارِ وللقناديلِ عليها أوقدوا*****وكم لواءٍ فوقَها قد عقدوا ونصبوا الأعلامَ والراياتِ*****وافتَتَنوا بالأعظُمِ الرُّفاتِ بل نحَروا في سُوحِها النحائِرْ*****فِعْلَ أولي التَّسْيِيبِ والبحائِرْ والتمسوا الحاجاتِ مِن موتاهُمْ*****واتخذوا إلَهَهُم هواهُمْ قد صادَهم إبليسُ في فِخاخِهْ*****بل بعضُهم قد صار مِن أفراخِهِْ يدعو إلى عبادةِ الأوثانِ*****بالمالِ والنفس وباللسانِ فليتَ شِعري مَن أباحَ ذلكْ*****وأورَطَ الأمةَ في المهالِكْ فيا شديدَ الطَّوْلِ والإنعامِ*****إليك نشكو مِحنةَ الإسلامِ "سلم الوصول إلى علم الأصول" الأبيات (138-154).
«هذه القبور والقباب لا أصل لها في شريعة الإسلام، وقد أمر رسول الله بتسوية القبور بالأرض؛ لأن الإسلام جاء بالحرب على الوثنية؛ لاقتلاعها بجذورها من القلوب». أحمد محمد شاكر "جمهرة مقالات أحمد شاكر" (1/495).

الأقسام

ينقسم البناء على القبور إلى قسمين: جائز وهو ماكان دون ثلاث أشبار يتميز به القبر وتحفظ به حرمة الميت. محرم إذا كان مشرفًا أو قصد به التعظيم والمباهاة أو كان في مقبرة عامة، ومثله في ذلك إفراد القبر والبناء عليه لأجل لفت انتباه الناس وهو من ذرائع الشرك. "شرح سنن أبي داود" لبدر الدين العيني (6/157)، "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" لابن الملقن (4/506)، "تطهير الاعتقاد"(ص5).

مسائل متعلقة

اعتقادات فاسدة في المقبورين

يقول الفخر الرازي: «إن الإنسان إذا ذهب إلى قبر إنسان قوي النفس، كامل الجوهر شديد التأثير، ووقف هناك ساعة، وتأثرت نفسه من تلك التربة - وقد عرفت أن لنفس ذلك الميت تعلقاً بتلك التربة أيضاً- فحينئذ يحصل لهذا الزائر الحي، ولنفس ذلك الميت ملاقاة بسبب إجتماعهما على تلك التربة، فصارت هاتان النفسان شبيهتين بمرآتين صقيلتين وضعتا بحيث ينعكس الشعاع من كل واحدة منهما إلى أخرى. فكل ما حصل في نفس هذا الزائر الحي من المعارف البرهانية، والعلوم الكسبية، والأخلاق الفاضلة من الخضوع له، والرضا بقضاء الله ينعكس منه نور إلى روح ذلك الميت، وكل ما حصل ذلك الإنسان الميت من العلوم المشرقة الكاملة فإنه ينعكس منه نور إلى روح هذا الزائر الحي. وبهذا الطريق تكون تلك الزيارة سبباً لحصول المنفعة الكبرى، والبهجة العظمى لروح الزائر، ولروح المزور، وهذا هو السبب الأصلى في شرع الزيارة، ولا يبعد أن تحصل فيها أسرار أخرى أدق وأغمض مما ذكرنا. وتمام العلم بحقائق الأشياء ليس إلا عند الله». "المطالب العالية" ونقله الكوثري في "مقالاته" (ص384). قال ابن مانع في التعليق عليه: «هذا هوسٌ وجهل وضلال». "تعليقات ابن مانع" (ص223).

من مظاهر القبورية في المغرب الأقصى

يقول الشيخ محمد الزمزمي الغماري رحمه الله: «ولما مات والدي وصى أن يدفن في الموضع الذي كان يذكر الله فيه مع أصحابه؛ ثم إن أخي بنى عليه قبتين كبيرتين يحاسبه الله عليهما حسابًا عسيرًا، والله لو أنفق ذلك المال في مشروع نافع لكان آثره على المسلمين عظيمًا، وفائدته ظاهرة، ولكنه أنفقه في البناء الذي لا فائدة فيه للمسلمين ولا لغير المسلمين، إنما هو تفاخر وتعاظم ورياء وسمعة جوفاء لا فائدة فيها، ولا ثمرة لها إلا ضياع المال الذي جمعه من أموال الإخوان المغفلين الذين ساهموا في بناء القبة المذكورة؛ وهم يحسبون أنهم مهتدون ألا إنهم هم المفسدون ولكن يشعرون. فلما نبهه المخلصون إلى أن البناء على القبور بدعة مذمومة في السنة - التي يدعي العمل بها - عاند وجادل بالباطل، كعادته، فطبع كتابًا سمّاه "إحياء المقبور من أدلة وجوب البناء على القبور" فرأى أخوه وخليفته في الضلالة والخرافة أن هذا العنوان إفراط في العناد والمكابرة، فغيَّرَه وسمى الكتاب "إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء القباب على القبور". ولا يخفى أن البدعة مسخت عقولهم، وأعمت بصائرهم، فأصبحوا لا يبصرون الصواب، ولا يميزون بين الحق والباطل، ولو كانت بصائرهم مفتوحة لعلموا أن البناء على القبور من الأعمال المعلوم تحريمها من الدين بالضرورة، ألا فلعنة الله على المبتدعة الضالين!! ولا أعلم في الدنيا قبرًا عليه قبتان إلا قبر الوالد الذي بنى عليه الأخ المذكور قبة كبيرة، ثم بعد أعوام بدا له أن يبني تلك القبة، فبنى فوقها قبة أخرى أكبر منها، ووضع على القبر دروبزين أحدهما فوق الآخر!! وكان الأخ المذكور يعترض على ضريح التيجاني، ويقول: إنه كضريح قبور النصارى، فلما مات الوالد وضع الأخ المذكور على قبره دربوزًا، وصبغه بالزيت الملون بلون نعش النصارى، فقمت أنا بإزالة ذلك اللون وصبغته باللون الأخضر، فلما بلغه الخبر بذلك غضب وقام وقعد، فتأمل واستعذ بالله من الكبر والعناد، وكنت شرعت في الرد على تأليفه "إحياء المقبور" ثم تأخرت عنه، فقد كفاني مؤنته العلامة الألباني. وبدعة البناء على القبور بدعة عامة عمت الشرق والغرب؛ فلا تكاد تجد قبرًا ينسب لولي لا بناء عليه، حتى الحلاج الساحر الكذاب على قبره قبة ببغداد، أما الجيلالي فعلى قبره العجب العجاب من الصنعة البديعة والبناء العجيب. ولم تبن القبة على المولى إدريس إلا في القرن الحادي عشر، ويحتج المبتدعة بالقبة المبنية على القبر الشريف، وهذا الاحتجاج من جهلهم المركب وضلالهم القديم لأن القبة لم تبن على القبر الشريف إلا في القرن الخامس بعد عصر الصحابة والتابعين، ولا حجة في العمل الذي يعمله أهل القرن الخامس!». "الزاوية وما فيها من البدع والأعمال المنكرة" (ص68-70).

الأضرار والمفاسد

هذه الأفعال في الحقيقة من دين المشركين، وفعل أهل الجاهلية الأولين، من لدن قوم نوح عليه السلام ومن أتى بعدهم إلى مشركي العرب، حتى بعث الله رسوله ، وأزال الله به هذه الأفعال القبيحة والأمور الشنيعة. تغيير دين الله الذي أنزله الله على رسوله . هذا الفعل وما يصاحبه من أفعال وما ينتج عن ذلك من اعتقادات فاسدة تؤدي ببعض المسلمين إلى أن يتشككوا في دينهم، ولذا ينتشر النفاق والإلحاد والزندقة والمذاهب الهدامة فيهم، ويجعلهم من أشد الناس عداوة للمسلمين. يكون مانعًا من دخول بعض الناس في دين الإسلام، وذلك بظنهم أن هذا الفعل من الدين، وهو أمر ظاهر البطلان، ولا يقبله العقل، فيكون سببًا لإعراضهم عن الدخول في الدين. الفرقة والانقسام بين من ينتسب إلى الإسلام وظهور الطبقية. ما ينشأ من اعتقادات فاسدة تكون سببًا لهزيمة المسلمين. هذا الفعل وما يلزم منه من بذل الطاقات، وصرف الأموال الطائلة، وتعلق الناس بهذه القبور، ودعائها من دون الله، والاستغاثة بها، والذبح لها، وغير ذلك، هو إلغاء للعقل الذي أنعم الله عز وجل به على البشر، ولا يخفى أن الشرع قد جاء بحفظ الضروريات الخمس، ومنها العقل، ولذا قد حرم الله عز وجل كل ما يؤدي إلى تغييب وإلغاء العقل، فهؤلاء بأفعالهم هذه يدعون الناس إلى إلغاء عقولهم، وكفى بهذا مفسدة. التشبه بالكفار وأهل الجبر والضلال. نشر الكذب والخرافة. تضييع الأموال بغير حق. أكل أموال الناس بالباطل. إهدار طاقات الأمة، وتضييع أوقاتها وجهدها في ما لا فائدة فيه. من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر المسلمين، وذلك لأنها تضيع أوقاتهم، وتهدر أموالهم، وتبدد طاقتهم، فيؤدي ذلك إلى تأخرهم. تلاعب الكفار بالمسلمين بسببها. تأليه المخلوقين من دون الله، ونشر الغلو والتطرف في المجتمع. ترك الاعتقاد الصحيح الذي جاء في الكتاب والسنة. الاختلاط بين الرجال والنساء عند الزيارة. من الأسباب في عدم الوصول إلى الأجر إلى الميت، وذلك كما لو أوصى الميت بالبناء على قبره، أو فعل ذلك بعض أقاربه ظنًا منهم بصحة الوصية، بخلاف ما لو أوصى به في عمل صالح كبناء مسجد. حرمان المسلمين من الأمور التي تنفعهم في دينهم ودنياهم، فبدلًا من القيام بالأمور المشروعة من بناء المساجد أو إقامة المستشفيات أو الوصية للفقراء والمحتاجين تفعل هذه الأمور الضارة لهم في دينهم ودنياهم. هذه الأفعال سبب لسخط الله تعالى وغضبه، وكفى بهذه مفسدة. "حصول الخير والسعادة" لعبد الله السعد (ص58-118).

أحاديث عن بدع القبور

المواد الدعوية