البحث

عبارات مقترحة:

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

التوسل

التوسل الى الله بما شرعه في كتابه وفي سنة نبيه من أجل القربات، وأعظم الطاعات، وأحسن العبادات، بل لا يتم الإيمان إلا بذلك. لكن أهل البدع والمحدثات لمَّا قدموا بين يدي الله ورسوله، ولم يسلموا القياد لكتاب الله عز وجل، ويجعلوا سنة رسول الله أمامهم ونصب أعينهم - وهم من وراءها - اخترعوا في دين الله عز وجل عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، وأصبحوا يتوسلون الى الله سبحانه وتعالى بخلاف ما أمر به وشرع! وتوسلهم البدعي هذا من قوادح توحيد الألوهية، وربما أدى بهم الى الكفر الأكبر، والانسلاخ من الدين بالكلية إن تمادوا في غيهم، وأصبحوا يلتجؤون لغير الله تعالى في حصول المرادات وكشف الكربات وقضاء الحاجات. نسأل الله تعالى اليقين والعافية، وألا يعلق قلوبنا بغيره، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

التعريف

التعريف لغة

لفظة التوسل لفظة عربية أصيلة، وردت في كلام العرب من شعر ونثر، وقد عُنِيَ بها: التقرب إلى المطلوب، والتوصل إليه برغبة. انظر: "التوسل أنواعه وأحكامه" للألباني (ص: 11). قال ابن الأثير: «هِيَ فِي الأصْل: مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الشَّيْء ويُتَقَرَّبُ بِهِ، وجَمْعُها: وَسَائِل. يُقال: وَسَلَ إِلَيْهِ وَسِيلَةً، وتَوَسَّلَ» "النهاية في غريب الحديث والأثر" (5 /185). وقال ابن فارس: «وَسَلَ - الْوَاوُ وَالسِّينُ وَاللَّامُ -: كَلِمَتَانِ مُتَبَايِنَتَانِ جِدَّا: الْأُولَى الرَّغْبَةُ وَالطَّلَبُ. يُقَالُ وَسَلَ، إِذَا رَغِبَ*****وَهُوَ فِي قَوْلِ لَبِيَدٍ: بَلَى كُلُّ ذِي دِينٍ إِلَى اللَّهِ وَاسِلُ وَمِنْ ذَلِكَ الْقِيَاسِ: الْوَسِيلَةُ. - وَالْأُخْرَى السَّرِقَةُ: يُقَالُ: يُقَالُ: أَخَذَ إِبِلَهُ تَوَسُّلًا». "مقاييس اللغة" (6 /110). وقال الراغب الأصفهاني: «الوَسِيلَةُ: التّوصّل إلى الشيء برغبة، وهي أخصّ من الوصيلة، لتضمّنها لمعنى الرّغبة». "المفردات في غريب القرآن" (ص: 871). وقال ابن جرير: «الوسيلة: هي الفعيلة. من قول القائل: توسلت إلى فلان بكذا، بمعنى: تقرَّبت إليه. ومنه قول عنترة: إنَّ الرِّجَالَ لَهُمْ إِلَيْكِ وَسِيلَةٌ*****إِنْ يَأْخُذُوكِ، تكَحَّلِي وتَخَضَّبي يعني بالوسيلة، القُرْبة، ومنه قول الآخر: إِذَا غَفَلَ الوَاشُونَ عُدْنَا لِوَصْلِنَا*****وَعَادَ التَّصَافِي بَيْنَنَا وَالوَسَائِلُ». "تفسير ابن جرير" (10 /290). «هذا، وهناك معنى آخر للوسيلة: هو المنزلة عند الملك». "التوسل أنواعه وأحكامه" للألباني (ص: 12).

التعريف اصطلاحًا

قال الراغب الأصفهاني: «قال تعالى: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وحقيقةُ الوَسِيلَةِ إلى الله تعالى: مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحرّي مكارم الشّريعة، وهي كالقربة، والوَاسِلُ: الرّاغب إلى الله تعالى». "المفردات في غريب القرآن" (ص: 871). وقد نقل ابن جرير هذا المعنى أيضًا، فقال: «﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، يقول: واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه». "تفسير الطبري" (10 /290).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التوسل لغة لا يخرج عن معنى التقرب أو ما يؤول إليه، وهو كذلك في الشريعة، لكنه مقيد بكونه فيما يحبه الله ويرضاه. انظر: "موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة" لمجموعة من الباحثين (2 /815).

الفروق

الفرق بين التوسل و الاستغاثة

ثمة فروق عدة بين التوسل والاستغاثة يمكن إجمالها في الآتي: أولًا: أن لفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل في معنى الطلب من المستغاث به مباشرة، لا بمعنى أن يكون المستغاث به وسيلة فقط، فقول القائل: أستغيث به بمعنى: أتوسل بجاهه، هذا كلام لم ينطق به أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازا. ثانيًا: أنه لا يقال أستغيث إليك يا فلان بفلان أن تفعل بي كذا، وإنما يقال: أستغيث بفلان أن يفعل بي كذا. فأهل اللغة يجعلون فاعل المطلوب هو المستغاث به، ولا يجعلون المستغاث به واحدا والمطلوب منه آخر، فالاستغاثة طلب منه لا به. ثالثًا: أن من سأل بالنبي لا يكون مخاطبا له ولا مستغيثا به؛ لأن قول السائل: أتوسل إليك يا إلهي بفلان إنما هو خطاب لله لا لذلك المتوسل به، بخلاف المستغاث به فإنه مخاطب مسؤول مباشرة، فإن كان ما طلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله وجب أن يكون الله هو المدعو فيه فقط، ولم يجز صرف ذلك لغيره سبحانه وتعالى. رابعًا: أن الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر، وأما التوسل بسؤال الله بجاه فلان أو حق فلان فهو بدعة منكرة. انظر: "مجموع الفتاوى" (1 /103-105). انظر: الاستغاثة

الحكم

يمكن تقسيم التوسل إلى القسمين التاليين: التوسل المشروع، وأقسامه كما يلي: 1- التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا. 2ـ التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي. 3- التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح. انظر: "التوسل أنواعه وأحكامه" للألباني (ص: 30). التوسل الممنوع، وأقسامه كما يلي: 1- التوسل إلى الله تعالى بذات وشخص المتوسَّل به. كأن يقول المتوسِّل: اللهم إني أتوسل إليك بفلان - ولا يعني إلا ذاته وشخصه - أن تقضي حاجتي.. 2- التوسل إلى الله تعالى بجاه فلان، أو حقه، أو حرمته، أو بركته. 3- الإقسام على الله بالمتوسَّل به. كأن يقول: اللهم أقسم عليك بفلان أن تقضي لي حاجتي. انظر: "التوصل إلى حقيقة التوسل المشروع والممنوع" لمحمد الرفاعي (ص: 185).

الأدلة

القرآن الكريم

التوسل في القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 35]، وقال تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: 57]. فهاتان الآيتان أفادت أن طلب التقرب إلى الله عز وجل - بما شرع - سبيل النعيم والفلاح والسعادة، وأنه لا أوفر حظا ولا أحسن حالا ولا أعظم أجرا ممن يسارع إلى الطاعات والخيرات، ويبتعد عن البدع والمنكرات، وفقنا الله تعالى لذلك بمنه وكرمه، إنه جواد كريم.

السنة النبوية

التوسل في السنة النبوية
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا»، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ. أخرجه البخاري (1010). قال الألباني: «ومعنى قول عمر: إنا كنا نتوسل إليك بنبينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، أننا كنا نقصد نبينا ونطلب منه أن يدعو لنا، ونتقرب إلى الله بدعائه، والآن وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعوَ لنا، وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائهم: اللهم بجاه نبيك اسقنا، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته : اللهم بجاه العباس اسقنا، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم». "التوسل أنواعه وأحكامه" (ص: 41).

أقوال أهل العلم

«لَفْظُ التَّوَسُّلِ بالنبي يُرَادُ بِهِ ثَلَاثَةُ مَعَانٍ: - أَحَدُهَا: التَّوَسُّلُ بِطَاعَتِهِ، فَهَذَا فَرْضٌ لَا يَتِمُّ الْإِيمَانُ إلَّا بِهِ. - وَالثَّانِي: التَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ: وَهَذَا كَانَ فِي حَيَاتِهِ، وَيَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَتَوَسَّلُونَ بِشَفَاعَتِهِ. - وَالثَّالِثُ: التَّوَسُّلُ بِهِ، بِمَعْنَى الْإِقْسَامِ عَلَى اللَّهِ بِذَاتِهِ، وَالسُّؤَالِ بِذَاتِهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي لَمْ تَكُنْ الصَّحَابَةُ يَفْعَلُونَهُ فِي الِاسْتِسْقَاءِ وَنَحْوِهِ لَا فِي حَيَاتِهِ وَلَا بَعْدَ مَمَاتِهِ، لَا عِنْدَ قَبْرِهِ وَلَا غَيْرِ قَبْرِهِ، وَلَا يُعْرَفُ هَذَا فِي شَيْءٍ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الْمَشْهُورَةِ بَيْنَهُمْ، وَإِنَّمَا يُنْقَلُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فِي أَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ مَرْفُوعَةٍ وَمَوْقُوفَةٍ أَوْ عَمَّنْ لَيْسَ قَوْلُهُ حُجَّةً». ابن تَيْمِيَّة انظر: "مجموع الفتاوى" (1 /202).
وإذا استعنا بالمعنى اللغوي لتحديد المعنى الشرعي؛ كان معناها في الشرع: قربة مشروعة توصل إلى مرغوب فيه، والتوسل هو التقرب إلى الله بتلك القربة، وتوسل الداعي هو طلبه المبني على تلك القربة، وليس في الشرع مطلوب ومدعو إلا الله، وليس فيه من قربة إلا ما شرعه في الكتاب والسنة. الشّنْقِيطي مبارك بن محمد الميلي
التَّحْقِيقُ فِي مَعْنَى الْوَسِيلَةِ: هُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ عَامَّةَ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَنَّهَا التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْإِخْلَاصِ لَهُ فِي الْعِبَادَةِ، عَلَى وَفْقِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّ دُعَاءَ اللَّهِ وَالِابْتِهَالَ إِلَيْهِ فِي طَلَبِ الْحَوَائِجِ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ عِبَادَتِهِ الَّتِي هِيَ الْوَسِيلَةُ إِلَى نَيْلِ رِضَاهُ وَرَحْمَتِهِ. وَبِهَذَا التَّحْقِيقِ: تَعْلَمُ أَنَّ مَا يَزْعُمُهُ كَثِيرٌ مِنْ مَلَاحِدَةِ أَتْبَاعِ الْجُهَّالِ الْمُدَّعِينَ لِلتَّصَوُّفِ مِنْ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَسِيلَةِ، فِي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 35]، الشَّيْخُ الَّذِي يَكُونُ لَهُ وَاسِطَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، أَنَّهُ تَخَبُّطٌ فِي الْجَهْلِ وَالْعَمَى، وَضَلَالٌ مُبِينٌ، وَتَلَاعُبٌ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى. وَاتِّخَاذُ الْوَسَائِطِ مَنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ أَصُولِ كُفْرِ الْكَفَّارِ. انظر: "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" (1 /403).

المواد الدعوية