البحث

عبارات مقترحة:

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

إسماعيل عليه السلام

إسماعيل عليه السلام هو ابن النبي إبراهيم عليه السلام. نبيٌ من أنبياء الله تعالى، أنطقَ الله تعالى إسماعيل عليه السلام باللغة العربية المبينة، بعد أنَ شبَّ في قبيلة جرهم، وكانَ إسماعيل عليه السلام صادقَ الوعد، مرضيًّا عند الله تعالى، هاجر مع والدته إلى مكة فأقام بها، وبنى بها الكعبة مع أبيه إبراهيم عليه السلام.

اسمه ونسبه

إسماعيل هو ابن خليل الله إبراهيم بن آزر عليه السلام، وأمه هاجر، وأخوه إسحاق عليه السلام، وهو ابن إبراهيم عليه السلام الأكبر البكر، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ سورة إبراهيم: 39. فبعد أن يدعو إبراهيم عليه السلام بالذرية يبشره الله بغلام ثم يقص الله علينا قصة ذبحه لإسماعيل عليهما السلام. يقول الله تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ سورة الصافات: 100- 102. انظر: "قصص القرآن الكريم" لفضل عباس (ص 338)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /381- 382).

معنى الاسم لغة

إسماعيل هو اسمُ علمٍ أعجمي غير عربي، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، فلا يُبْحَث عن اشتقاقه في العربية. انظر: "قصص القرآن الكريم" لفضل عباس (ص 337)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /382).

ذكره في القرآن الكريم

وردت كلمة إسماعيل عليه السلام في القرآن اثنتي عَشرة مرة، في ثمان سور، هي سورة البقرة وآل عمران والنساء والأنعام وإبراهيم والأنبياء وص ومريم. ومن ذلك : ومعظمها كانت بذكر اسمه فقط من جملة الأنبياء، ويثني عليهم بصفاتهم. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ﴾ سورة ص: 48. وقال تعالى: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الأنبياء: 35- 86. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ سورة مريم : 54- 55. وفي سورة إبراهيم يبيّن حمد إبراهيم عليه السلام الله عز وجل لأنه وهبه إسماعيل وإسحاق. قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾سورة إبراهيم: 39. وفي سورة البقرة يبين الله عز وجل قصة بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت الحرام، ودعائهما، ووصية إبراهيم عليه السلام لابنائه واحفاده بأن يكونوا مسلمين وأن لا يموتوا إلا على الإسلام. يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ سورة البقرة: 125- 129. وفي الصافات يقص الله علينا أمر لإبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام. يقول تعالى: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴾ سورة الصافات: 99- 113.

ذكره في السنة النبوية

ذُكِرَ سيدنا إبراهيم عليه السلام في السنة النبوية، ومن ذلك : قصة ذبح إسماعيل عليه السلام. من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه في استفساره ابن عباس عن مناسك الحج، قال: «… إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان - قال يونس: الشيطان - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: قد تله للجبين - قال يونس: وثم تله للجبين - وعلى إسماعيل قميص أبيض، وقال: يا أبت، إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره، فاخلعه حتى تكفنني فيه، فعالجه ليخلعه، فنودي من خلفه: ﴿أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾ الصافات: 105، فالتفت إبراهيم، فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين، قال ابن عباس: لقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش… الحديث». أخرجه أحمد (2707)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي، فقد روى له أبو داود، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: ولمعظم هذا الحديث طرق وشواهد يتقوى بها. سريج: هو ابن النعمان، ويونس: هو ابن محمد المؤدب». نفي الاستقسام بالأزلام عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إن رسول الله لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله : قاتلهم الله، أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط، فدخل البيت، فكبر في نواحيه، ولم يصل فيه». أخرجه البخاري (1601). كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام. من حديث واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله يقول: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». أخرجه مسلم (2776). قصة إبراهيم وإسكانه هاجر وإسماعيل عليهما السلام بمكة، وزواج إسماعيل عليه السلام، وبنائه الكعبة مع أبيه إبراهيم عليهما السلام. قال ابن عباس: «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقًا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة، فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: رب ﴿إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ﴾ حتى بلغ ﴿يَشْكُرُونَ﴾ سورة إبراهيم: 37، وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي : فذلك سعي الناس بينهما، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه - تريد نفسها -، ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابن عباس: قال النبي : يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء -، لكانت زمزم عينا معينا، قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم، قال ابن عباس: قال النبي : فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس، فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأَنْفَسَهم وأَعْجَبَهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول غير عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي : ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه. قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا بخير، قال: فأوصاك بشيء، قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك، ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك، وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ سورة البقرة: 127، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ سورة البقرة: 127». أخرجه البخاري (3364). المنطق: هو ما تشد به المرأة وسطها عند عمل الأشغال لترفع ثوبها، وهـو أيضـا النطاق. شئة: الشنة: القربة البالية يكون فيها الماء. دوحة: الدوحة: الشجرة العظيمة، وجمعها الدوح. في أعلى المسجد: أي مكان المسجد، لأنه لم يكن قد بني في ذلك الوقت. قفّى الرجل: إذا ولاك قفاه راجعا عنك. الثنية: الطريق في العقبة، وقيل: هو المرتفع من الأرض فيها. التلبّط: الاضطراب والتقلب ظهرا لبطن. صه: اسكت، وقوله: تريد (تعني نفسـها) معنـاه: لما سمعت الصـوت سكّتت نفسها لتتحققه. غواث: الغواث والغياث والغوث: المعونة، وإجابة المستغيث. تحوضه: أي: تجعل له حوضا يجتمع فيه الماء. معينا: المعين: الماء الظاهر الجاري الذي لا يتعذر أخذه. الضيعة: الضياع والحاجة. كداء: بالفتح والمد: الثنية من أعلى مكة مما يلـي المقابر، وبالضم والقصر: من أسفلها ما يلي باب العمرة. عائفا : العائف: المتردد حول الماء، الذي يحوم حوله. الجري: الرسول والوكيل. وأنفَسهم: أي صار عندهم نفيسا مرغوبا فيه. تركته: التركة: بسكون الراء ولد الإنسان، وهو في الأصـل بيضـة النعـام، والتركة: اسم للشيء المتروك. يبتغي لنا: يطلب لنا الرزق ويسعى فيه. آنس شيئا: أي أبصر شيئا ، أراد: كأنه رأى أثر أبيه وبركة قدومه. أكمة: الأكمة ما ارتفع من الأرض كالرابية. النشغ: الشهيق، حتى يكاد يبلغ له الغشي، يقال: نشغ ينشغ نشغا، وإنمـا يفعـل الإنسان ذلك أسفا على صاحبه وشـوقا إليه، وقيـل: نشـغ الصبي: إذا امتص بفيه. انبثاق الماء: انفتاحه وجريه. انظر: "صحيح القصص القرآني" لعمر الأشقر (ص 41- 42). زيارة إبراهيم لهاجر وابنها إسماعيل كل شهر مرة. من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «كان إبراهيم يزور هاجر كل شهر على البراق يغدو غدوة فيأتي مكة، ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام». - أخرجه الفاكهي بإسناد حسن كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6 /404). تعويذات إبراهيم لولديه إسماعيل وإسحاق عليهم السلام. روى ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «كان النبي يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة». أخرجه البخاري (3371). مهارة إسماعيل عليه السلام في الرماية. روى سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «مر النبي على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي : ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا ارموا، وأنا مع بني فلان. قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله : ما لكم لا ترمون؟ قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي : ارموا فأنا معكم كلكم». أخرجه البخاري (2899). أول من نطق بالعربية المبينة إسماعيل عليه السلام. من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: «. .. قال النبي : فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس، فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم… الحديث». أخرجه البخاري (3364). وروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، وهو ابن الأربعة عشر عامًا». أخرجه الشيرازي في الألقاب كما عزاء إليه السيوطي في الجامع الصغير انظر فيض القدير (3 /92-93)، وزاد ابن حجر عزوه في فتح الباري (6 /403) إلى الزبير بن بكار في النسب وحسن إسناده، وقد ذكر ابن حجر أن الطبراني والديلمي قد أخرجاه من حديث ابن عباس وحسنه ابن حجر أيضاً، قال الشيخ إبراهيم العلي في "الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء" (ص 72): وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم (2581). قال ابن حجر: «تكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا الأولية المطلقة فيكون بعد تعلمه أصل العربية من جرهم ألهمه الله العربية الفصيحة المبينة فنطق بها». "فتح الباري" لابن حجر (6 /403). وقال المناوي: «قال الديلمي أصل الفتق الشق أي أنطق الله لسان إسماعيل حتى تكلم بها، وكان أول من نطق بها كذلك، وقال في المصباح : يقال العرب العاربة الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم والعرب المستعربة هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم وهي لغة الحجاز وما والاها». "فيض القدير" للمناوي (3 /92- 93).

صفته الخُلُقيَّة

وصف الله عز وجل إسماعيل عليه السلام في القرآن بأنه كان صادقَ الوعدِ، وأنه رسول نبي، وأنه كان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وأنه مرضي عند الله. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ سورة مريم: 54- 55. ووصفه الله عز وجل بأن إسماعيل عليه السلام من الصابرين الصالحين المرحومين. قال تعالى: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الأنبياء: 35- 86. ووصفه بأنه من الأخيار الذين اختارهم الله واصطفاهم عليهم السلام. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ﴾ سورة ص: 48. ووصفه كذلك بأنه حليم. قال تعالى لما بشر إبراهيم عليه السلام بابنه: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ سورة الصافات: 100- 101. ووصفه رسول الله في أحاديثه بأنه عليه السلام كان يجيد الرماية. روى سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «مر النبي على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي : ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا ارموا، وأنا مع بني فلان. قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله : ما لكم لا ترمون؟ قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي : ارموا فأنا معكم كلكم». أخرجه البخاري (2899). انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /384).

قصصه

إسكان إبراهيم عليه السلام هاجر وابنها إسماعيل في بلاد الحِجاز.

عاد إبراهيم عليه السلام وزوجه سارة من مصر إلى فلسطين، وأقام فيها، وكانت سارة قد قدمت منها مع جاريتها هاجر، وكانت سارة لا تُنجب ولا تلد، وقد تقدم العمر بإبراهيم عليه السلام، وليس له أولاد، فوهبت سارة جاريتها لإبراهيم، فكان ملك يمين له، فولدت له إسماعيل، فبعد أَن أنجبت هاجر إسماعيل عليه السلام في فلسطين، أَمرَ الله إبراهيم عليه السلام أن يأخذ ابنه الرضيع وأمه إلى بلاد الحِجاز، وأن يضعهما هُناك في وادٍ غيرَ ذي زَرع، لأمرٍ يُريده الله سُبحانه. ونفذَّ الخليل عليه السلام أَمرَ الله تعالى، فوضعهما ببلاد الحجاز، ووضع عندهما جرابًا من التمر، وسقاء فيه ماء، ولمّا غادرهما توجه لله تعالى ودعاه دعاءً خاشعًا منيبا، بأن يجعل الواديَ مثمرًا وفيه ماءً وزرعًا وحياةً. قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) ﴾ سورة إبراهيم : 35-38. وجعلت أم إسماعيل ترضعه وتسقيه حتى نفذ ما في السقاء، ورأت إسماعيل يتلوى من العَطش، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه فلم تجد أحدًا، فهبطت من الصفا وقامت المروة فلم ترَ أحدًا وفعلت ذلك سَبعَ مراتٍ. فإذا بالمَلكِ عند موضع زمزم، فَبَحثَ بِعَقبه حتى ظَهر الماء، وجعلت تغرف الماء لتملأ سقاها، فشربت وأرضعت ابنها، وقالَ لهم المَلك: «لا تخافوا الضَيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإنَّ الله لا يضيع أهله». وكانت ذلك حتى مرَّت بهم قبيلة جرهم فنزلوا عندهم، وتعلمَ إسماعيل العربية منهم، وتزوج منهم، وماتت أم إسماعيل. وجاء إبراهيم عليه السلام بعدَ أن تزوج إسماعيل ليطالعَ تركته، فلم يجد إسماعيل وسأل امرأته عنه فقالت نحن في ضيق وشدة، وطلب منها عندما يجيء أن تقرأ عليه السلام، وتخبره بأن يغير عتبة بابه. فأخبرته ما حدث فقال هذا أبي، وأمرني أن أفارقك فطلقها وتزوج منهم أخرى، فلبث إبراهيم عليه السلام وأتاهم فلم يجد إسماعيل وسأل امرأته كيف أنتم؟ فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله. فقال لها عندما يجيء إسماعيل إقرأي عليه السلام، وأخبريه أن يُثبت عتبة بابه، فأخبرته فقال لها، هذا أبي وأمرني أن أمسكك. ثم جاء إبراهيم مكة في الزيارة الثالثة، ورأى إسماعيل عليه السلام يرمي نبلا، وأخبره أن الله أمره بأن يبنيا بيتًا هنا، فبنيا بيت الله الحرام. انظر "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /384- 396). قال ابن عباس: «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة، فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: رب ﴿إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ﴾ حتى بلغ ﴿يَشْكُرُونَ﴾ سورة إبراهيم: 37، وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي : فذلك سعي الناس بينهما، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه - تريد نفسها -، ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابن عباس: قال النبي : يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء -، لكانت زمزم عينا معينا، قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم، قال ابن عباس: قال النبي : فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس، فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأَنْفَسَهم وأَعْجَبَهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول غير عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي : ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه. قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا بخير، قال: فأوصاك بشيء، قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك، ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك، وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ سورة البقرة: 127، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ سورة البقرة: 127». أخرجه البخاري (3364).

أمرِ الله إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام.

أَمرَ الله تعالى إبراهيم عليه السلام في رؤياه بأن يذبح ابنه، ورؤيا الأنبياء حق، فما كانَ عليه إلا أن يُنفِذَ أَمرَ الله، ولله حكمة في ذلك. توجه إبراهيم عليه السلام لينفذَ أمر الله، فذهب لابنه وأخبره أمر الله، وإسماعيل عليه السلام قَبِل ذلك تنفيذًا لأمر الله تعالى، فاستسلمَ النبيان المؤمنان لله تعالى وأمره. ولمّا أرادا أن يُنفذا أمرَ الله، وقَبْل أن يمر إبراهيم السكين على عنق ابنه، ناداه الله وأمره بعدم الذبح، لأن المطلوب قد تحقق، وهو من باب الابتلاء والامتحان لإبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، وقد نفذا أمرَ الله تعالى من شدة إيمانهما به. انظر "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /395- 400). وفي حكاية ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴾ سورة الصافات: 99- 113. من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه في استفساره ابن عباس عن مناسك الحج، قال: «… إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان - قال يونس: الشيطان - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: قد تله للجبين - قال يونس: وثم تله للجبين - وعلى إسماعيل قميص أبيض، وقال: يا أبت، إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره، فاخلعه حتى تكفنني فيه، فعالجه ليخلعه، فنودي من خلفه: ﴿أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾ الصافات: 105، فالتفت إبراهيم، فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين، قال ابن عباس: لقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش… الحديث». أخرجه أحمد (2707)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي، فقد روى له أبو داود، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: ولمعظم هذا الحديث طرق وشواهد يتقوى بها. سريج: هو ابن النعمان، ويونس: هو ابن محمد المؤدب».

بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت الحرام.

أمر الله عز وجل إبراهيم ببناء الكعبة، فتوجه إلى مكة، وأخبر إسماعيل عليه السلام بأن الله أمره ببناء البيت فهل يعينه، فاستجاب له، فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، حتى ارتفع البناء فوضع له حجرا فقام إبراهيم عليه السلام عليه يبني، وإسماعيل عليه السلام يناوله الحجارة، حتى بنيا بيت الله الحرام. وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ سورة البقرة: 125- 129. وبعدما بنى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت أذن إبراهيم بالحج، ودعا الناس إلى الحج إلى بيت الله الحرام. قال تعالى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ سورة الحج: 26- 29. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /402- 412).

نبوته

إسماعيل عليه السلام نبيٌ من أنبياء الله عزّ وجلّ. قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ سورة مريم: 54.

دعوته

أرسل الله تعالى نبيَّه إسماعيل عليه السلام نبيًا إلى العَرب، ليدعوهم لعبادة الله تعالى، ويأمرهم بالصلاة والزكاة، قال تعالى ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ سورة مريم: 54- 55. واستجاب أهل مكة المقيمين حول البيت الحرام لدعوة إسماعيل عليه السلام، وكانوا على دينه ودينِ أبيه مسلمين حنفاء. ولم يبعث الله عز وجل من نسل إسماعيل إلا نبيًّا واحدًا هو أفضل الأنبياء وخاتمهم محمد . ففي حديث واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله يقول: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». أخرجه مسلم (2776). انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 173- 174)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /415).

توجيه مواقف مشكلة

اختلاف الناس فيمن كان الذبيح. الراجح أن الذبيح كان إسماعيل وليس إسحاق عليهما السلام. يقول ابن كثير: «قد قال بأنه إسحاق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم، وإنما أخذوه -والله أعلم- من كعب الأحبار أو من صحف أهل الكتاب، وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب». "قصص الأنبياء" لابن كثير (1 /143). وقال ابن القيم ما نصه: «وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهاً، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره، وفي لفظ: وحيده، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده، والذي غرّ أصحاب هذا القول أن في التوراة التي بأيديهم: اذبح ابنك إسحاق، قال: وهذه الزيادة من تحريفهم وكذبهم، لأنها تناقض قوله: اذبح بكرك ووحيدك، ولكن اليهود حسدت بني إسماعيل على هذا الشرف، وأحبوا أن يكون لهم، وأن يسوقوه إليهم، ويحتازوه لأنفسهم دون العرب، ويأبي الله إلا أن يجعل فضله لأهله، وكيف يسوغ أن يقال: أن الذبيح إسحاق، والله تعالى قد بشر أم إسحاق به وبابنه يعقوب، فقال تعالى عن الملائكة: إنهم قالوا لإبراهيم لما أتوه بالبشرى ﴿﴾ سورة هود: 70- 71، فمحال أن يبشرها بأن يكون لها ولد، ثم يأمر بذبحه، ولا ريب أن يعقوب عليه السلام داخل في البشارة، فتناول البشارة لإسحاق ويعقوب في اللفظ واحد، وهذا ظاهر الكلام وسياقه». "زاد المعاد" لابن القيم (1 /71). ويدل عليه أيضاً: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر قصة إبراهيم وابنه الذبيح في سورة الصافات قال: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ * كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ سورة الصافات: 103- 111 ثم قال تعالى: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الصافات : ۱۱۲] فهذه بشارة من الله تعالى له شكراً على صبره على ما أمر به، وهذا ظاهر جداً في أن المبشر به غير الأول، بل هو كالنص فيه. وأيضاً أن الذبيح كان بمكة، ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها، كما جعل السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار تذكيراً لشأن إسماعيل وأمه، وإقامة لذكر الله. وأيضاً فإن الله سبحانه سمى الذبيح حليماً، لأنه لا أحلم ممن أسلم نفسه للذبح طاعة لربه، ولما ذكر إسحاق سماه عليماً، فقال تعالى: «قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم» سورة الذاريات: 28. وأيضاً فإن الله سبحانه أجرى العادة البشرية أن بكر الأولاد أحب إلى الوالدين ممن بعده، وإبراهيم عليه السلام لما سأل ربه الولد، ووهبه له، تعلقت شعبة من قلبه بمحبته، فأمره بذبح المحبوب، وامتحنه به. انظر: "الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء" لإبراهيم العلي (ص 92- 95)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /401- 402).