البحث

عبارات مقترحة:

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

إدريس عليه السلام

إدريس عليه السلام نبيٌ من أنبياء الله الكرام، أثنى الله عز وجل عليه في القرآن، ووصفه بالنبوة والصديقية، وأخبرنا رسول الله أنه رآه في السماء الرابعة ليلة المعراج، وكان إدريس عليه السلام من الصالحين الصابرين.

معنى الاسم لغة

إِدريس اسمُ علمٍ أجنبي، وليس عربيًا مشتقًا، وهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. قال ابن حجر: «واختُلِف في لفظ إدريس فقيل: هو عربي واشتقاقه من الدراسة، وقيل له ذلك لكثرة درسه الصحف، وقيل: بل هو سرياني وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أنه كان سريانيا، ولكن لا يمنع ذلك كون لفظ إدريس عربيا إذا ثبت بأن له اسمين». "فتح الباري" لابن حجر(6 /373- 374). ولم يقبل الزمخشري اشتقاقه، فقال: «وقيل سمي إدريس إدريس لكثرة درسه كتاب الله تعالى، وكان اسمه أخنوخ وهو غير صحيح، لأنه لو كان إفعيلا من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد وهو العلمية وكان منصرفا، فامتناعه من الصرف دليل على العجمة، وكذلك إبليس أعجمي، وليس من الإبلاس كما يزعمون، ولا يعقوب من العقب، ولا إسرائيل بإسرال كما زعم ابن السكيت، ومن لم يحقق ولم يتدرب بالصناعة كثرت منه أمثال هذه الهنات، يجوز أن يكون معنى إدريس عليه السلام في تلك اللغة قريبا من ذلك فحسبه الراوي مشتقا من الدرس». انظر: "الكشاف" للزمخشري (3 /23- 24).

ذكره في القرآن الكريم

وَرَدَ اسم إدريس عليه السلام في القرآن مرتين: الأولى: في سورة الأنبياء. قال تعالى: ﴿وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الأنبياء: 85-86. والثانية: في سورة مريم. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا﴾. سورة مريم: 56- 57. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /85).

ذكره في السنة النبوية

بيّن رسول الله مكانة إدريس عليه السلام في الجنة في حديث المعراج. روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه، أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسري به قال: «... ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إلى إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح...». أخرجه البخاري برقم (3887)، ومسلم برقم (162)، واللفظ للبخاري.

صفته الخُلُقيَّة

كانَ إدريس عليه السلام صابرًا صالحًا، ومرحومًا أدخله الله في رحمته. قال تعالى: ﴿وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الأنبياء : 85-86. وكان نبيا صديقا. قال تعالى : ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا﴾. سورة مريم: 56- 57. انظر: "الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء" لإبراهيم العلي (ص 36)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /85- 88). وفي حديث أبي ذر الطويل الذي رواه ابن حبان أن إدريس كان نبيا رسولا، وأنه أول من خط بالقلم، وذكر ابن إسحاق له أوليات كثيرة، منها: أنه أول من خاط الثياب، ولبس المخيط، وأول من نظر في علم النجوم والحساب وسيرها. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (6 /375)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (11 /117).

نبوته

وصفت الآيات نبوة سيدنا إدريس عليه السلام. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾ سورة مريم: 56. وبعدما أثنى الله عز وجل على إدريس بأنه صديقٌ نبي، أخبرنا بأنهُ رفعه عنده إلى مكانٍ علي ﴿وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا ﴾ سورة مريم: 57. وقد رفع الله إدريس عليه السلام إلى السماء، بدليل إخبار رسول الله عن رؤيته له في السماء الرابعة ليلة المعراج.

توجيه مواقف مشكلة

إزالة الاشكال عن قول الله عز وجل: ﴿وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا﴾ سورة مريم: 57 وما ادعوه من أن إدريس عليه السلام رفع إلى السماء مثل عيسى عليه السلام وهو حي لم يمت. قال ابن حجر: «وكون إدريس رفع وهو حي لم يثبت من طريق مرفوعة قوية. وقد روى الطبري أن كعبا قال لابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا﴾ أن إدريس سأل صديقا له من الملائكة، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت، فقال له: أريد أن تعلمني كم بقي من أجل إدريس، قال: وأين إدريس؟ قال: هو معي، فقال: إن هذا لشيء عجيب، أمرت بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فقلت: كيف ذلك وهو في الأرض؟ فقبض روحه، فذلك قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا. وهذا من الإسرائيليات، والله أعلم بصحة ذلك». "فتح الباري" لابن حجر (6 /375). واختلف المفسرون في تأويل آية: ﴿وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا﴾ سورة مريم: 57: فقال جماعة من المفسرين: هو رفع مجازي معنوي، والمراد: رفع الله ذكره في العالمين، ومنزلته بين المقربين، لما أوتيه من العلم الذي فاق به على من سلفه. ونقل هذا عن الحسن، وقال به أبو مسلم الأصفهاني. وقال جماعة أخرون: هو رفع حقيقي إلى السماء الرابعة، وذلك بعد نزع روحه وموته، وهو الأصح، والذي ذهب إليه أكثر المفسرين. قال ابن جزي: «ورفعناه مكانا عليا في حديث الإسراء: وإنه في السماء الرابعة، وقيل: يعنى رفعة النبوة وتشريف منزلته. والأول أشهر ورجحه الحديث». "التسهيل لعلوم التنزيل" لابن جزي (1 /482). انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (11 /117- 119)، "تيسير الكريم المنان" للسعدي (ص 496)، "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" للبيضاوي (4 /22)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (16 /131)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /88- 91).