البحث

عبارات مقترحة:

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

صالح عليه السلام

صالح عليه السلام نبي من أنبياء الله الكرام الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية، أرسل اللهُ صالحًا عليه السلام إلى قبيلة ثمود يدعوهم إلى الله تعالى، وجعل الناقة آية لنبوته، فأعرضوا عن رسالته وكفروا بالله، وتمادوا في غيهم وعصيانهم، وعقروا الناقة، واستعجلوا عذاب الله، فأرسل الله إليهم الصيحة فصعقوا جميعا وذهبوا عن بكرة أبيهم.

اسمه ونسبه

صالح عليه السلام من نسل سام بن نوح. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 94). من هم قوم ثمود؟ كانت قوم ثمود بعد عاد قوم هود وجودا في الأرض وعيشا في الحياة، وسياق قصتهم في القرآن والترتيب في الذكر الوارد في الآيات يدل على هذا، ومنه أيضا قول نبيهم صالح: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ سورة الأعراف: 74. وثمود مثل عاد من العرب البائدة، الذين أباد الله نسلهم، ولم يبق منهم أحدا، ولم يترك لهم أثرا. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 94)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /270). وقد نص القرآن على المكان الذي سكنه قوم صالح وهو الحِجْر. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ﴾ سورة الحجر: 80- 82. فكانوا يقيمون في منطقة الحجر الصخرية الجبلية. وقول الله تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ سورة الفجر: 9 تدل على أنهم كانوا يسكنون منطقة جبلية، والجَوْب: قطع الجوب، وهو الأرض المنخفضة. ومنطقة الحِجْر تقع في شمال غرب الحجاز، على الطريق القديم الذي يربط بين المدينة المنورة وبين تبوك، ومنطقة الحِجْر أطلق عليها في التاريخ الإسلامي اسم العُلا. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 94)، "القصص القرآني" صلاح الخالدي (1 /271- 276). ومن مظاهر تقدمهم المادي أنهم كانوا نحتوا البيوت في الجبال، وكانوا فارهين حاذقين مارهين، وتقدموا في الزراعة. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ سورة الأعراف: 74. وقال تعالى: ﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ﴾ سورة الحجر: 82. ومكنهم الله في الأرض وأنشأوا عليها جنات وزروع وثمار وبيوت في الجبال وقصور في السهول. يقول صالح عليه السلام لهم: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ سورة هود: 61. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /276- 278).

معنى الاسم لغة

الصالح اسم فاعل من صَلَحَ يصلُح أي: زال عنه الفساد. والصالح: هو المستقيم المؤدي لواجباته. انظر: "المعجم الوسيط" مجمع اللغة العربية (1 /520). وثمود كلمة عربية فصيحة من الثَّمْد. قال ابن فارس: الثَّمَد: «القليل من الشيء، والثمد الماء القليل». "مقاييس اللغة" لابن فارس (1 /387)، وكذا انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 94).

ذكره في القرآن الكريم

ذُكِر نبي الله صالح عليه السلام في القرآن تسع مرات، وذُكِرت قبيلته أربعة وعشرين مرة، في عدة سورة، وقد وردت على عدة حالات، فأحيانا يعرض الله عز وجل مشاهد مطولة، وأحيانا يذكر بعض اللقطات من القصة، وأحيانا يكتفي بإشارات سريعة، واحيانا لا يذكر إلا اسم ثمود أو اسم صالح عليه السلام. في سورة الأعراف: قال تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾ سورة الأعراف: 73-79. في سورة هود: قال تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ * قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ * وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ * فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ﴾ سورة هود: 61- 68. في سورة الحجر: قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ سورة الحجر: 80- 84. ي سورة الشعراء: قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ سورة الشعراء: 141-159. في سورة النمل: قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ * وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ سورة النمل: 45- 53. في سورة القمر: قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ * سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ* وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ* فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ سورة القمر: 23- 32 في سورة الشمس: قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ سورة الشمس: 11- 15. في سورة الإسراء: قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا سورة الإسراء: 59. في سورة فصلت: قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ سورة فصلت: 17- 18. في سورة الذاريات: قال تعالى: ﴿وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ * فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾ سورة الذاريات: 43- 45. في سورة النجم: قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى﴾ سورة النجم: 51. في سورة الفجر: قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ سورة الفجر: 9. انظر: "قصص القرآن الكريم" فضل عباس (ص 229- 246)، "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 94)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (ص 265- 269).

ذكره في السنة النبوية

ذُكر سيدنا صالح عليه السلام في أحاديث رسول الله ، من ذلك : ناقة صالح عليه السلام. روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «أنَّ رسول الله لما نَزَل الحِجرُ قام فخطب في الناس فقال : يا أيها الناس، لا تسألوا نبيكم عن الآيات، فإن قومَ صالح سألوا نبيهم أن يبعث إليهم آية فبعث الله إليهم ناقة، فكانت ترد من هذا الفج، فتشرب ماءَهم يوم وردها، ويحتلبون من لبنها مثل الذي كانوا يأخذون من مائها يومَ غِبِّها، وتصدر من هذا الفَج، فعتوا عن أمر ربهم فعقرُوها، فوعدهم الله العذاب بعد ثلاثة أيام، وكان وَعدًا من الله غيرَ مكذوب، ثم جاءتهم الصيحة، فأهلكَ الله من كان منهم تحت مشارق الأرض ومغاربها، إلا رجلًا كان في محارم الله، فمنعه حرم الله من عذاب الله، فقيل: يا رسول الله من هو؟ قال: أبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومَه». أخرجه أحمد (14160)، واللفظ له، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «حديث قوي، وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم وأبي الزبير فمن رجال مسلم، وأبو الزبير مدلس، وقد عنعن، واختلف على ابن خثيم فيه، فرواه مرة عن أبي الزبير، وأخرى عن عبد الرحمن بن سابط»، والحاكم (3248)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي. أشقى الناس الذي عقر ناقة صالح. من حديث عبد الله بن زمعة رضي الله عنه: أنه سمع النبي يخطب، وذكر الناقة والذي عقر، فقال رسول الله : «﴿إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ الشمس: 12، انبعث لها رجل عزيز عارم، منيع في رهطه، مثل أبي زمعة». أخرجه البخاري (4942)، ومسلم (2855). والعارم: الشديد المفسد الخبيث. من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما: «…قال رسول الله لعلي: يا أبا تراب! لما يرى عليه من التراب، فقال رسول الله : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى تبتل هذه من الدم - يعني لحيته -». أخرجه أحمد (18321)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «حسن لغيره، دون قوله: "يا أبا تراب" فصحيح من قصة أخرى، كما سيرد، وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: الجهالة، والانقطاع، والتفرد»، والحاكم (3248)، واللفظ له، وقال فيه: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي. سرعة المرور بالقوم المعذبين والنهي عن الدخول عليهم. روى ابن عمر رضي الله عنهما: «أن الناس نزلوا مع رسول الله أرض ثمود، الحجر، فاستقوا من بئرها، واعتجنوا به، فأمرهم رسول الله أن يهريقوا ما استقوا من بئرها، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة». أخرجه البخاري (3379)، ومسلم (2981)، واللفظ للبخاري. وعنه رضي الله عنهما أيضا: «أن النبي لما مر بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم ما أصابهم، ثم تقنع بردائه وهو على الرحل». أخرجه البخاري (3380)، ومسلم (2980)، واللفظ للبخاري. روى محمد بن أبي كبشة الأنماري، عن أبيه، قال: «لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله ، فنادى في الناس: الصلاة جامعة، قال: فأتيت رسول الله وهو ممسك بعيره، وهو يقول: ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم؟ فناداه رجل منهم: نعجب منهم يا رسول الله قال: أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا وسددوا، فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئا، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء». أخرجه أحمد (18029)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «إسناده ضعيف، محمد بن أبي كبشة سلفت ترجمته عند الحديث (18024)، وهو لين الحديث إذا تفرد، ولم يتابع على هذا الحديث...»، وابن كثير في "قصص الأنبياء" (1 /164)، وقال فيه: «إسناد حسن ولم يخرجوه». حج صالح عليه السلام بيت الله الحرام. روى ابن عباس قال: «لما مر رسول الله بوادي عسفان حين حج، قال: يا أبا بكر، أي واد هذا؟ قال: وادي عسفان، قال: لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر خطمها الليف، أزرهم العباء، وأرديتهم النمار، يلبون يحجون البيت العتيق». أخرجه أحمد (2066)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «إسناده ضعيف، لضعف زمعة، وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة بن صالح». عسفان : اسم موضع بين الجحفة ومكة على طريق المدينة إلى مكة المكرمة. بكرات: جمع بكرة : وهي الفتية من الإبل. الخطم: جمع خطام: وهو الحبل الذي تقاد به الناقة. النمار: جمع نمرة: وهي الشملة المخططة من مآزر الأعراب كأنها أخذت من لون النمر. انظر: "صحيح القصص النبوي" لعمر الأشقر (ص 29- 33)، "الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء" لإبراهيم العلي (ص 51- 54)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (1 /296- 299).

قصصه

قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قومه وإهلاك الله قوم ثمود.

بعد أن دَمّرَ الله قومَ عاد بالريح الصرصر العاتية، ونجى هودا والمؤمنين معه، وماتَ ذلك الجيل وأتباعه المؤمنون، نشأت أجيال جديدة تَدس الكفر والشرك، وتعبد الأصنام، ومن هذه الأجيال الجديدة قبيلة ثمود، فأرسل الله لهم أخاهم صالحًا ليدعوهم لعبادة الله لكنهم رفضوا، ولم يستجيبوا له، وقتلوا الناقة التي أمرهم بحفظها، فتوعدهم صالح عليه السلام بعذابٍ بعد ثلاثةُ أيامٍ. وبعد مضيًّ الأيام الثلاثة أوقع الله بهم عذابه، فأخذتهم الصيحة عند صباح اليوم الرابع، ولم يُرسل الله عليهم إلا صيحة واحدة، أبادهم بها وقضى عليهم، وصارو كالهشيم المُحتظر، أي أنهم أصبحوا كالزرع اليابس الذي يجمعه صاحب المزارع ويطحنه ليقدم تبنًا مدروسا لحيواناته، وهذا لشدة ما وقعَ عليهم. وقد أطلق الله على عذاب ثمود عدة أسماء، وهي: 1. الصيحة، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ سورة القمر: 31، ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ﴾ سورة الحجر: 83، والصيحة: الصوت الشديد كانشقاق الخَشب. 2. الرجفة، قال تعالى: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ سورة الأعراف: 78، والرجفة: الحركة والاضطراب والخوف الشديد. 3. الصاعقة: قال تعالى: ﴿فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾ سورة الذاريات: 43- 45. ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ سورة فصلت: 17. والصاعقة: الصوت الشديد من الجو، فصعقوا بعد الصيحة والرجفة، فسمي العذاب الذي وقع بهم الصاعقة. وتلك الأسماء تعتبر مرحلة لكل عذاب مرَّ عليهم، فأولًا قد انشقت بهم الأرض، وسمعوا صيحةً قويةً، وصوتًا عاليًا، ثم رجفت بهم حتى صعقتهم، ثم دمدم الله عليهم وأهلكهم، وسوى بهم الارض، وكان ذلك عقابًا لهم على طغيانهم، وبهذا انتهت ثمود وخلت، وأصبحت ديارهم خاوية، كان لم يكن بها ساكنون، وغادروها معذبين. قال تعالى: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ سورة الشمس: 14. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (ص 269- 296).

نبوته

بعَث الله صالحًا عليه السلام نبيًا ورسولاً إلى ثمود. قال تعالى: ﴿إُنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ سورة الشعراء : 143. وجعل الله لهم الناقة آية بينة ومعجزة واضحة قدمها لقومه دليلا على نبوته. قال تعالى: ﴿ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ* وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ﴾ سورة القمر: 27- 28. وكانت الناقة وحدها تشرب ماء العين كله يوما وقوم ثمود يشربون يوما آخر، فكان شرب الناقة للماء شربا خاصا معجزا. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (ص 278- 280).

دعوته

كانت قبيلة ثمود من القبائل التي تَدسسَ الشرك والكفر فيها وعبدوا الأصنام وأشركوا بالله، فأرسلَ الله عزّ وجلّ لهم أخاهم صالحًا عليه السلام، يبلّغهم رسالة الله تعالى ويدعوهم إلى عبادة الله وترك أصنامهم، فذكرهم بعاقبة المجرمين، ووعظهم وخوفهم، وترفقوا لهم ولطف لهم القول، لكنهم ردّوا عليه دعوته، وأصرّوا على كُفرهم، وأثاروا الشبهات ضده، وسخروا منه واستهزؤوا، واتهموه بالسحر والجنون، فثبت صالح عليه السلام تجاههم، فكان على بينةٍ من ربه، وعلى حَق من عنده. وجعل الله عز وجل الناقة مع صالح عليه السلام معجزة دليلًا على صدق نبوته، وحَذَر صالحٌ قومَهُ من أن يمسوها بِسوء أو يمنعوها من شربها، لكنهم لم يستجيبوا، فأقدموا على عَقر الناقة، فعقرها أشقاهم، وعتوا عن أمر ربهم، فاستعجلوا عذاب الله، فأخبرهم صالح عليه السلام أن العذابَ واقعٌ بهم بعد ثلاثة أيام، وبعد اليوم الموعود جاءهم العذاب وأخذتهم الصيحة وصعقوا حتى أصبحوا جُثثًا كالهشيم. وكانت ثمود قد مكرت وتآمرت على قتل صالح عليه السلام، حيث كانَ في ثَمود تِسعةٌ من كبار المجرمين، كانوا يقودون المفسدين الظالمين في مواجهة صالح وصد الناس عن دين الله، فتآمروا على حياة صالح عليه السلام، واتفقوا على قَتله، لكن الله أبطل مكرهم وقضى عليهم وانجى صالحا ومن معه. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 95- 111)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (ص 280- 291).

دروس وعِبَر

يستفاد من قصة صالح أن جميع الأنبياء دعوتهم واحدة، وأن من كذّب واحدًا منهم كذّب الجميع، وأن عقوبات الله للأمم الطاغية عند تناهي طغيانها وتفاقم جرائمها، وأن العقائد الباطلة الراسخة المأخوذة عن الآباء وغيرهم من أكبر الموانع لقبول الحق. انظر: "مصابيح الضياء" للسعدي (ص 19)، "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 111).