البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

يوشع بن نون عليه السلام

يوشع بن نون عليه السلام هو العبد الصالح، واختلف في نبوته، وكان يوشع بن نون عليه السلام رجلا مؤمنا صالحا، وهو فتى موسى عليه السلام الوارد ذكره في سورة الكهف.

اسمه ونسبه

هو يوشع بن نون عليه السلام، كذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبي بن كعب رضي الله عنه، عن النبي قال: «قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم؟… فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون، وحملا حوتا في مكتل… الحديث». أخرجه البخاري (122)، ومسلم (2380). انظر: "موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة" (6 /3239).

معنى الاسم لغة

يوشع بالعبرية: يشوع، ولما عُرّب قدمت الواو على الشين فصار يوشع. واصله بالعبرية: يهوشع ويهوشوع، ومعناه: الله هو الخلاص. انظر: "موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة" (6 /3240).

ذكره في القرآن الكريم

لم يرد اسم يوشع عليه السلام في القرآن الكريم صريحًا، وإنما كان هناك آيات من سورة الكهف تشير إلى قصته، في مصاحبته لموسى عليه السلام، وسماه القرآن فتاه، أي فتى موسى، لملازمته له: وهو قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ سورة الكهف: 60 - 65. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /306- 308).

ذكره في السنة النبوية

ورد اسم يوشع عليه السلام في الأحاديث النبوية، وهي: يوشع عليه السلام فاتح بيت المقدس وهو الذي حبس الشمس عليه، لما دعا بذلك أثناء الفتح. روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بُضْعَ امرأةٍ، وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبنِ بها، ولا أحدٌ بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنما أو خَلِفَات وهو ينتظر وِلادَها، فغزا، فَدَنَا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فَحُبِسَتْ حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فَلَزِقَتْ يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فَلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَأَحَلَّها لنا». أخرجه البخاري (3124)، ومسلم (1747)، واللفظ للبخاري. وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ما حُبست الشمسُ على بَشَرٍ قَط إلا على يوشع بن نون، ليالي سارَ إلى بيتِ المَقدس». أخرجه أحمد (8314)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر -وهو ابن عياش- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي»، وكذلك أخرجه ابن كثير من طريقه في "قصص الأنبياء" (2 /208)، وقال فيه: «انفرد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط البخاري». رحلة يوشع مع موسى عليه السلام لرؤية الخضر. روى أبي بن كعب رضي الله عنه، عن النبي قال: «قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون، وحملا حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما وناما، فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، فقال له فتاه: ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ﴾، قال موسى: ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾، فلما انتهيا إلى الصخرة، إذا رجل مسجى بثوب، أو قال تسجى بثوبه، فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى، فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه، قال: ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، ليس لهما سفينة، فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهما، فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور، فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة، فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا - فكانت الأولى من موسى نسيانا -، فانطلقا، فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟ - قال ابن عيينة: وهذا أوكد - فانطلقا، حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه، قال الخضر: بيده فأقامه، فقال له موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك. قال النبي : يرحم الله موسى، لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما». أخرجه البخاري (122)، ومسلم (2380)، واللفظ للبخاري. انظر: "الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء" لإبراهيم العلي (ص 174- 175).

قصصه

رحلة يوشع بن نون مع موسى عليه السلام للقاء الخضر.

بعدَ أن عَلِم موسى عليه السلام أنّ الخضر هو أعلمُ أهلَ الأرض قرر أن يذهبَ إلى لقائه، ليتعلم منه، فطلب من الله أن يدله على مكان وجوده، فاخبره انه بمجمع البحرين، والمقصود بمجمع البحرين: أي بحران قريبان جدا من بعضهما في نقطة معينة تفصل بينهما قطعة من اليابسة فهذه القطعة هي مجمع البحرين. ولم يعلم موسى عليه السلام كيف يصل إلى مجمع البحرين ولا كيف يلتقي مع الخضر، فطلب من الله أن يدله على الطريقة، فامره الله ان يختار حوتا من السمك وأن يملحه وان يضعه في مكتل سلة من السلال، وان يصحب معه فتاه يوشع بن نون، أحد العابدين الصالحين الصادقين من بني إسرائيل، فإذا وجد صخرة هناك فقد وصلا مجمع البحرين، فسيعيد الله الحياة إلى الحوت فيخرج من المكتل ويعود حيا إلى البحر، فإذا حصل ذلك فسيقابل الخضر في ذلك المكان. سار موسى عليه السلام مع فتاه نحو مجمع البحرين كما أخبره الله عزّ وجلّ، ومعهما حوتهما، فوجدا صخرةً فاستلقيا، ثم عاد الحوتُ إلى الماء دون أن ينتبه يوشع لذلك، ولما أكَملا المسير تذكرا الحوت، حتى لم يجدانه، فعلم موسى عليه السلام أن في موقع مغادرة الحوت هي إشارة لوجود الخِضر هناك، وعادا للمكان فوجدا الخِضر، حتى أكمل موسى عليه السلام رحلته مع الخضر دون ذهاب يوشع بن نون معهما. وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ سورة الكهف: 60 - 65. وروى البخاري ومسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه، عن النبي قال: «قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون، وحملا حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما وناما، فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، فقال له فتاه: ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ﴾، قال موسى: ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾، فلما انتهيا إلى الصخرة، إذا رجل مسجى بثوب، أو قال تسجى بثوبه، فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى، فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه، قال: ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، ليس لهما سفينة، فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهما، فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور، فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة، فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا - فكانت الأولى من موسى نسيانا -، فانطلقا، فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟ - قال ابن عيينة: وهذا أوكد - فانطلقا، حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه، قال الخضر: بيده فأقامه، فقال له موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك. قال النبي : يرحم الله موسى، لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما» أخرجه البخاري (122)، ومسلم (2380)، واللفظ للبخاري. انظر: "قصص القرآن الكريم" لفضل عباس (ص 606- 613)، "صحيح القصص القرآني" لعمر الأشقر (ص 399- 410)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /306- 312).

فتح بيت المقدس على يد يوشع بن نون عليه السلام

ذكر جمهور العلماء أن هارون عليه السلام توفي في التيه، وبعده بنحو سنتين توفي نبي الله موسى عليه السلام ، ثم بعث الله يوشع عليه السلام، وخرج بالقوم من التيه، وقصد بهم بيت المقدس. وقد أخبرنا رسول الله أن نبي الله يوشع عليه السلام منع أن يكون في جيشه من هو معلق قلبه بأمر يوهن عزمه على الجهاد في سبيل الله، ويشغب عليه افكاره، ويعوق تفانيهم في قتال أعداء الله. روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بُضْعَ امرأةٍ، وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبنِ بها، ولا أحدٌ بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنما أو خَلِفَات وهو ينتظر وِلادَها، فغزا، فَدَنَا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فَحُبِسَتْ حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فَلَزِقَتْ يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فَلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَأَحَلَّها لنا». أخرجه البخاري (3124)، ومسلم (1747)، واللفظ للبخاري. يقول ابن حجر: «وهذا النبي هو يوشع بن نون كما رواه الحاكم من طريق كعب الأحبار وبين تسمية القرية كما سيأتي، وقد ورد أصله من طريق مرفوعة صحيحة أخرجها أحمد من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس». "فتح الباري" لابن حجر (6 /221). وقد أمر الله أتباع يوشع عليه السلام أن يدخلوا المدينة التي فتحوها بفضل من الله سُجّدا قائلين: حِطّة، أي حُّطّ عنا ذنوبنا الذي سلفت، فلم يمتثلوا أمر الله، بل عاندوا وبدلوا كلام الله وحرفوه عن مواضعه. قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ سورة البقرة: 58- 59. وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «قيل لبني إسرائيل: ﴿ادْخُلُوا البَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ سورة البقرة: 58، فبدلوا، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة». أخرجه البخاري (3403)، ومسلم (3015)، واللفظ للبخاري. وقولهم: حبة في شعرة: ليس لهم غرض من هذا الكلام لأنه لا معنى له وإنما قالوه استهزاء ومخالفة. انظر: "موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة" (6 /3242- 3243).

نبوته

اختلف العلماء في نبوته، فذهب فريق من العلماء إلى أنه نبي، وهو ما اتفق عليه علماء الكتاب، واعتمدوا في ذلك على حديث صحيح غير صريح في نبوته، وهو ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بُضْعَ امرأةٍ، وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبنِ بها، ولا أحدٌ بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنما أو خَلِفَات وهو ينتظر وِلادَها، فغزا، فَدَنَا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فَحُبِسَتْ حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فَلَزِقَتْ يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فَلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَأَحَلَّها لنا». أخرجه البخاري (3124)، ومسلم (1747)، واللفظ للبخاري. وتوقف الآخرون في القول بنبوته وذهبوا إلى أنه ليسَ نبيًا، وإنما هو رجل مؤمن صالح، وفتى موسى عليه السلام. وهو ما رجحه الدكتور صلاح الخالدي وقال: ولكن الراجح أن الحديث لا ينص على ذلك ولا يشير إليه، فالراجح أن يوشع بن نون ليس نبيا والله أعلم. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /361- 365).

وفاته

بعد وفاة موسى عليه السلام تولى يوشع بن نون قيادة بني إسرائيل، وكانَ حاكمًا عليهم، يقومُ بِشؤونِهِم، وقد دخلَ بهم إلى الأرض المُقدسة، وافتتحَ بعض مدنها وقُراها. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /308).