البحث

عبارات مقترحة:

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

داود عليه السلام

داود عليه السلام نبي من أنبياء الله الكرام، وهو النبي الصالح العابد، كانَ داوود عليه السلام خليفة بالمعنى الشرعي، أي كانَ يحكم بين الناس بشرع الله تعالى، فكان أوَّلَ نبيٍ وملك، وأوَّل من أَنشأَ خلافةً إيمانية، وكانَ داود عليه السلام متكاملًا في عبادته وشجاعته، وأنزل الله عليه الزبور، ووهبهُ الله صوتًا جميلًا في تلاوة الزبور، وقد أكرم الله داود فصائل وكراماتٍ كثيرة، منها أنه ألانَ له الحديد، وسخر الطيور والجبال لتسبح معه، وآتاه الملك والنبوة والخلافة الإيمانية.

اسمه ونسبه

هو داود عليه السلام، ويعود في نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. انظر: "موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة" (2 /1212).

معنى الاسم لغة

داود اسمٌ علم أعجمي، ممنوعٌ من الصَرف للعلمية والعجمة، وغير واضحٍ اشتقاقه في العربية.

ذكره في القرآن الكريم

ورد ذكر اسم داود عليه السلام في القرآن الكريم ستَّ عَشرَ مرة، ومن ذلك: ما ورد ذكر اسمه فقط ضمن جملة من الأنبياء، دون الإشارة إلى قصته. يقول الله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة الأنعام: 84. وأحيانا ببيان تفضيل الله له بإنزال الزبور عليه. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ سورة النساء: 163. ويقول الله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ سورة الإسراء: 55. وذكر في بدء أمره لما قتل جالوت وهو جندي في جيش طالوت. يقول الله تعالى: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ سورة البقرة: 251. وذكر في سياق لعن الكفار من بني إسرائيل. ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ سورة المائدة: 78. يقول الله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ﴾ سورة الأنبياء: 78- 80. يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ سورة النمل: 15- 16. يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ سورة سبأ: 10- 11. يقول الله تعالى: ﴿اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ * ۞ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ * يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾ سورة ص: 17- 26. ويقول الله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ سورة ص: 30. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 287)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /402- 405).

ذكره في السنة النبوية

ورد ذكر داود عليه السلام في السنة النبوية، ومن ذلك: دعاء داود عليه السلام. روى أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «كان من دعاء داود يقول: اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي، ومن الماء البارد. قال: وكان رسول الله إذا ذكر داود يحدث عنه قال: كان أعبد البشر». أخرجه الترمذي (3490)، وقال فيه: «هذا حديث حسن غريب». عبادة داود عليه السلام. روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله قال له: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما، ويفطر يوما». أخرجه البخاري (1131)، ومسلم (1159)، واللفظ للبخاري. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت للنبي ، وإما أرسل إلي فأتيته، فقال لي: ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟ فقلت: بلى، يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير، قال: فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام. قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال فإن لزوجك عليك حقا، ولزورك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا. قال: فصم صوم داود نبي الله ، فإنه كان أعبد الناس. قال قلت: يا نبي الله، وما صوم داود؟ قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما. قال: واقرأ القرآن في كل شهر. قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في كل عشرين. قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في كل عشر. قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقا، ولزورك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا. قال: فشددت، فشدد عليّ. قال: وقال لي النبي : إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر. قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي ، فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله ». أخرجه البخاري (1976)، ومسلم (1159)، واللفظ لمسلم. وروى أبو قتادة رضي الله عنه: «رجل أتى النبي فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله ، فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه، قال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه، فقال عمر: يا رسول الله، كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر، أو قال: لم يصم ولم يفطر. قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال: ويطيق ذلك أحد؟ قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال: ذاك صوم داود عليه السلام. قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال: وددت أني طوقت ذلك. ثم قال رسول الله : ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله، صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». أخرجه مسلم (1162). بيان النبي أن سجدة ص هي توبة داود عليه السلام. روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «قرأ رسول الله وهو على المنبر ﴿ص﴾، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناس للسجود، فقال رسول الله : إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزَّنْتُمْ للسجود، فنزل فسجد وسجدوا». أخرجه أبو داود (1410)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على السنن: «إسناده صحيح». تَشَزَّنَ: تهيا للامر واستعد له. قبول الله توبة داود عليه السلام. روى ابن عباس رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى النبي ، فقال: يا رسول الله، إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، وضع عني بها وزرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود، قال الحسن: قال لي ابن جريج: قال لي جدك: قال ابن عباس: فقرأ النبي سجدة، ثم سجد، فقال ابن عباس: فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة». أخرجه الترمذي (579)، وقال فيه: «هذا حديث غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلا من هذا الوجه»، وابن ماجه (1053)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على السنن: «إسناده ضعيف، الحسن بن محمد بن عبيد الله المكي مجهول». سجود النبي اقتداء بأخيه داود عليه السلام. قال مجاهد: «قلت لابن عباس رضي الله عنه: أنسجد في ص؟ فقرأ: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ﴾ حتى أتى ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ سورة الأنعام: 90، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: نبيكم ممن أمر أن يقتدي بهم». أخرجه البخاري (3421). وروى ابن عباس، أن النبي سجد في ص وقال: «سجدها داود توبة، ونسجدها شكرا». أخرجه النسائي (957). الزيادة في عمر داود من عمر آدم عليهما السلام. روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لما خلق الله آدم، ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله تبارك وتعالى، فقال له ربه: رحمك الله يا آدم، وقال له: يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملأ منهم جلوس، فقل: السلام عليكم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم رجع إلى ربه عز وجل فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك وبنيهم، فقال الله تبارك وتعالى له - ويداه مقبوضتان -: اختر أيهما شئت، قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب، ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، وإذا فيهم رجل أضوؤهم، أو من أضوئهم، لم يكتب له إلا أربعين سنة، فقال: يارب ، من هذا؟ فقال: هذا ابنك داود ، وقد كتبت له أربعين سنة، فقال: يارب ، زده في عمره، قال: ذاك الذي كتبت له، قال: فإني جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك، فقال: ثم أُسْكِن الجنة ما شاء الله، ثم أُهْبِط منها، وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة، قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود». أخرجه الترمذي (3368)، وقال فيه: «حسن غريب»، والحاكم (1 /64)، وقال فيه: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص 324)، وابن حبان في الموارد (2082). كيفية وفاة داود عليه السلام. روى أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله قال: «كان داود النبي فيه غيرة شديدة، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، قال: فخرج ذات يوم وغلقت الدار، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة؟ والله لتفتضحن بداود. فجاء داود، فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له داود: من أنت؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني شيء ، فقال داود : أنت والله ملك الموت، فمرحبا بأمر الله. فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه، حتى فرغ من شأنه، وطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلته الطير حتى أظلمت عليهما الأرض، فقال لها سليمان: اقبضي جناحا جناحا. قال أبو هريرة: يرينا رسول الله كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله بيده ، وغلبت عليه يومئذ المَضْرَحِيَّةُ». أخرجه أحمد (9432)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يسمع من أبي هريرة كما قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/17، وأبو حاتم في "المراسيل" لابنه ص 209، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين»، وقال ابن كثير في "قصص الأنبياء" (2 /281): «انفرد بإخراجه الإمام أحمد وإسناده جيد قوي رجاله ثقات». قوله: فرمل، قال السندي: براء مهملة وتخفيف، أي: أسرع في المشي إلى الموضع الذي أراد أن تقبض روحه فيه. وقوله: وغلبت عليه يومئذ المَضْرَحِيَّةُ، أي: وغلبت على التظليل عليه الصقور الطوال الأجنحة، واحدها مضرحي. قال الجوهري: وهو الصقر الطويل الجناح. انظر: "الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء" لإبراهيم العلي (ص 177- 185).

صفته الخُلُقيَّة

اتصفَ سيدنا داود عليه السلام بالكثير من الصفات، فكانَ قدوةً للناسِ أجمعين، ومن ذلك : جمع الله عز وجل لداود عليه السلام الملك والنبوة لبني اسرائيل، ولم تذكر المصادر الإسلامية أحدا جمع الله له القيادية الدينية والدنيوية إلا داود وابنه سليمان عليهما السلام. يقول الله تعالى: ﴿وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ﴾ سورة البقرة: 251. وجعل الله داود خليفة في الأرض. يقول الله تعالى: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾ سورة ص: 26. وكان داود عليه السلام شجاعا قويا، حيث قتل الطاغية جالوت دون أي رهبة. يقول الله تعالى: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ﴾ سورة البقرة: 251. وقد شد الله على ملكه، ومكّنه من كل ما تقوي سلطنته وملكه، يقول الله تعالى: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ﴾ سورة ص: 20. وقد وصفَه الله عز وجل بأنه ذو الأيد، أي: ذا قوة في العلم والعمل. يقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ سورة ص: 17. وكانَ داود عليه السلام ذو فَضلٍ، فقد فضّله الله تعالى على عباده. يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا﴾ سورة سبأ: 10. وقد آتى الله عز وجل داود عليه السلام العلم والحكمة. يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا﴾ سورة النمل: 15. ويقول الله تعالى: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ﴾ سورة ص: 20. وكان داود عليه السلام حكيمًا في حلّ الخصومة بين الناس. يقول الله تعالى: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ سورة ص: 20. وكان داود عليه السلام من أعبدَ الناس. قال النبي لعبد الله عمرو بن العاص يوصيه بالاقتداء بنهج داود عليه السلام في العبادة: «… فصم صوم داود نبي الله ، فإنه كان أعبد الناس...». أخرجه البخاري (1976)، ومسلم (1159)، واللفظ لمسلم. وكان ذا قوة في الطاعة والعبادة، ومن أكثر الناس صلاةً في الليل وصياما بالنهار، وكان متوازنا فيها مراعيا لسائر حقوقه. روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله قال له: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما، ويفطر يوما». أخرجه البخاري (1131)، ومسلم (1159)، واللفظ للبخاري. وكان داود عليه السلام رجاعا إلى الله منيبا إليه حريصا على مرضاته. يقول الله تعالى: ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ سورة ص: 24. ويقول الله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ سورة ص: 30. وكان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده، وهذا من مروءته وشهامته. روى المقدام رضي الله عنه عن النبي قال: «ما أكل أحد طعاما قط، خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام، كان يأكل من عمل يده». أخرجه البخاري (2072). انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 292- 296)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /405- 428).

قصصه

داود عليه السلام جندي في جيش طالوت.

جعل الله طالوت ملكا على بني إسرائيل لما سألوا الله عز وجل أن يجمعهم تحت إمرة ملك منهم يخوضون معه الحروب ويقاتلون الأعداء، ﴿إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ سورة البقرة: 246، فاختار الله لهم طالوت، فلما اعترضوا عليه بيّن الله عز وجل لهم أن له بسطة في العلم والجسم، ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ سورة البقرة: 247، فبعد أن اطمأنت بنو إسرائيل لملكه بآية الله لهم وهو أن يأتيهم التابوت تحمله الملائكة أذعنوا له، ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ سورة البقرة: 248، فجهزهم طالوت للجهاد في سبيل الله، وتوجهوا للمعركة الفاصلة. سار طالوت وأتباعه حتى التقوا بجالوت وجنوده، فدعوا الله عز وجل والتجاؤا اليه، ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ سورة البقرة: 251، فخاضوا المعركة وحاربوهم حتى هزموهم، وأثناء المعركة ظهر جندي مقاتل شجاع، توجّه نحو الكافر جالوت وقتله، وهو داود عليه السلام. يقول الله تعالى: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ﴾ سورة البقرة: 251. وبذلك انهزم جالوت واتباعه باذن الله ونصره. ولا معرفة لنا بتفاصيل القصة ولا كيف كان القتال. ثم يذكر الله عز وجل ما أنعم به على داود عليه السلام بعد ذلك. يقول الله تعالى: ﴿وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ﴾ سورة البقرة: 251. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 287- 292)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /370- 395، 405-407).

تسبيح الجبال والطَير مع داود عليه السلام.

كان داود عليه ذا صوتٍ حَسن في تلاوة الزبور، فقد وهبه الله عز وجل صوتا جميلا، وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه من أجمل الصحابة صوتًا أيضا، حتى قال النبي له: «يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود». أخرجه البخاري (5048)، ومسلم (793)، واللفظ للبخاري. وفي رواية مسلم: روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن عبد الله بن قيس أو الأشعري أعطي مزمارا من مزامير آل داود». أخرجه مسلم (793). وفي رواية أخرى عنده: قال رسول الله لأبي موسى: «لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود». أخرجه مسلم (793). وهذا يدل على جمال صوت داود عليه السلام. ومن روعة جمال صوت داود عليه السلام، أنّه كانَ لمّا يذكر الله تعالى ويسبحه، كان يتأثر مع حوله من طيور وجبال وتسبح معه، وللجبال والطيور لغةٌ خاصة في التعبير، وأصواتًا خاصة تُسبِّحُ بها، فقد سخرَ الله له الجبال والطير مسبحةً في الصباح والمساء. وقد ورد بيان ذلك ثلاث مرات في القرآن الكريم: يقول الله تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾ سورة الأنبياء: 79. ويقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ﴾ سورة سبأ: 10، يامر الله عز وجل الجبال والطير ان تردد معه عندما يبدا بالتسبيح. ويقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ﴾ سورة ص: 18- 19. يخبر الله عز وجل أنها تسبح مرتين في اليوم، حتى كانت أوَّابةً له تستسلم له، وتسبح معه. انظر: "قصص القرآن الكريم" لفضل عباس (ص 647- 648)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /422- 430).

صنع داود عليه السلام الدروع الحديدية.

زوّد الله عز وجل داود عليه السلام الوسائل الذي تقوي سلطنته وتشيد ملكه، فكان يصنع الدروع الحربية المحكمة. يقول الله تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ﴾ سورة الأنبياء: 80. وقد ألان الله له الحديد، يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ سورة سبأ: 10- 11، فكان عليه السلام يحسن تقدير ثقب الحديد، فتكون الحلقة مناسبة للمسمار تماما، لا اصغر منه ولا أكبر. فالسابغات: الواسعات الطوال، والسرد: الثقب والخرز، والدروع المسرودة هي الدروع الحديدية الذي وضعت المسامير في حلقاتها فصارت محكمة متينة. وكان داود عليه السلام أول من صنع الدروع الحديدية مسرودة بالحلق والمسامير ولم تكن قبل ذلك، وقد عرف داود عليه السلام فضل الله عليه في ذلك فكان يحمده عليها. يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة النمل: 15. انظر: "قصص القرآن الكريم" لفضل عباس (ص 667)، "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 296)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /430- 439).

قصة داود عليه السلام وحكمه في الحرث والغنم.

وقصة ذلك: أنه كان لاحدهم بستانا أو حرثا، فدخلت غنم لاخرين ذلك الحرث، وافسدته ونفشت فيه واكلته، فلما راى صاحب الحرث بستانه وقد أصابه التلف والفساد اشتكى إلى داود عليه السلام، وطلب إنصافه من صاحب الغنم. وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ سورة الأنبياء: 78- 79. ونفش الغنم انتشاره والمترددة ليلا في المرعى بدون راع. وقد أخبر الله عز وجل ان سليمان عليه السلام كان حاضرا الدعوى، فاستدرك على حكم أبيه داود عليه السلام وحكم بحكم اخر، ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ أي ارشدناه إلى ان يحكم فيها الحكم الأصوب الاكمل، فكان حكم داود عليه السلام فيها صوابا، لكن حكم سليمان عليه السلام أكثر صوابا، لذا اثنى الله على داود وسليمان عليهما السلام كليهما، ﴿وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾. وأما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنه في تفاصيل الدعوى والحكم موقوف عليه مخالف لسياق الآية غير مرفوع إلى رسول الله فلا يعتمد عليه. انظر: "قصص القرآن الكريم" لفضل عباس (ص 666- 667)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /442- 448).

قصة داود عليه السلام وحكمه في المرأتين.

وقصة ذلك: رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال: «كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود عليه السلام فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى. قال أبو هريرة: والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المدية». أخرجه البخاري (6769)، ومسلم (1720)، واللفظ للبخاري. وفي هذه الحادثة أيضا حكم داود عليه السلام بالولد للكبرى، لوجود قرائن عنده، كأن تكون أمضى لسانا وافصح بيانا، فقدّمتْ حجتها بطريقة مقتنعة، وكان الصغيرة ضعيفة في تقديم الحجة، ولا يضير الرسول حكمه بالظاهر ولا يلام عليه ولا يخطئ في ذلك الحكم. ولقد أشار إلى هذا رسول الله . روت أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله قال: «إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا، بقوله: فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها». أخرجه البخاري (2680)، ومسلم (1713)، واللفظ للبخاري. وأما سليمان عليه السلام فقد زاده الله فطنة وحكمة وفهما، فلم يحكم بالظاهر ولم يؤخذ ببلاغة وفصاحة الكبرى فسلك وسيلة مثيرة، فأراد امتحان المرأتين، فطلب سكينا ليشق الطفل بينهما ويعطي كل واحدة منهما شطرا على مسمع منهما، فوافقت الكبرى ورفضت الصغرى، فعند ذلك عرف الأم الحقيقية، التي رضيت أن يبقى حيا على أن لا يُذْبَح، ولو أن يعيش عند غيرها. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /448- 451).

قصة داود وسليمان عليهما السلام وحكمهما في الخصمان والمائة نعجة.

وقصة ذلك: أن رجلين متخاصمين تسوروا على جدار محراب داود عليه السلام، ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾، أي ظهروا عليه ثم نزلوا عنه، والمحراب مكان العبادة وهو أفضل جزء في البيت مخصص لذكر الله، وكان داود في محرابه يتعبد الله عز وجل، فلما رآهم خاف وفزع منهم، ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ﴾، فطمانوه، ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ﴾، ثم عرضوا عليه الخصومة، ﴿خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا﴾، ولا تشطط أي لا تظلم ولا تجر ولا تسرف في حكمك، واحكم بالعدل، ثم بين المتكلم ان خصمه غلبه في الجدال وقهره وظلم جقه، ﴿ وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾. فلما سمع داود عليه السلام كلام المشتكي وأنه مظلوم لم يطلب من المشتكى عليه حجة ولم يترك له فرصة للكلام، ولم يسمع منه، وقال للمشتكي: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ﴾، ثم قرر قاعدة عامة في الشراكة وحقيقة الظلم والعدوان الواقع فيها: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ﴾. بعد ان انهى كلامه فكر فعرف أن الحكمة في هذه الحادثة هو وأنه المقصود بها وايقن ان الله امتحنه وفتنه بالملكين في صورة الرجلين، ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾، وانه تعجل في حكمه على المشتكى عليه دون أن يسمع منه، فاستغفر الله مباشرة وسجد له، واستسلم إليه ورجع إليه، ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾، ولم اسجد داود واستغفر الله قال الله تعالى: ﴿فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ﴾، فقد تاب الله عليه واعلى منزلته وجعل له مصيرا ومنقلبا حسنا. وجماع هذه الآيات قول الله تعالى: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ سورة ص: 21- 25. انظر: "قصص القرآن الكريم" لفضل عباس (ص 648- 649)، "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 296- 299)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /451- 470).

نبوته

داود عليه السلام نبيٌ من أنبياء الله عزّ وجلّ الكرام، وقد آتاه الله النبوة. يقول الله تعالى: ﴿ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ﴾ سورة البقرة: 251. كما ذكره الله عز وجل في جملة الأنبياء. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ سورة النساء: 163. وأنزل الله على داود عليه السلام الكتاب وهو الزبور، والراجح أنه كلمة اعجمية غير عربية، مثل التوراة والإنجيل، وهو أحد الكتب السماوية المنزلة على الرسل، وقد ذكر اسم الزبور في القرآن الكريم ثلاث مرات: الأولى: في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ سورة النساء: 163. يخبر الله عز وجل فيها بإنزال الزبور عليه. والثانية: في قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ سورة الإسراء: 55. يخبر الله عز وجل فيها عن تفضيله بإنزال الزبور عليه، وتخصيصه بذلك. والثالثة: في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ سورة الأنبياء: 105- 106. يخبر الله عز وجل فيها عن بعض موضوعات الزبور. وقد خُفّف قراءة الزبور على داود عليه السلام، فكان ينهي قراءته أثناء سرج دابته. روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي ، قال: «خفف على داود عليه السلام القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده». أخرجه البخاري (3417). انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /410- 417).

وفاته

كان داود عليه السلام ذا غيرة شديدة، فأبواب بيته كانت تُقفَلُ بعد خروجه، لئلا يدخل أحدٌ اليها بعده، فلمّا خَرَجَ ذاتَ يوم، أقبلت امرأة تطلع على دارها وتتفقد أحوالها، فوجدت رجلًا قائمًا في وسط دار داود عليه السلام، وتعجب من دخوله، وخشيت من غضب داود عليه السلام لما يعود ويجد رجلًا في منزله. ولم يمضِ وقتٌ حتى عادَ داود إلى منزله، فوجَدَ رجلًا فيه، ولم يفزع لكونه أمامَ المَلِك. وسأل داود الرجل الذي في بيته عن نفسه، فأخبرَهُ الرجل، أَنَّه الذي لا يخاف من الملوك، ولا يمنع من الحجاب، فعرف داود عليه السلام أنَّه مَلَكُ الموت، فقبض روحه. روى أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله قال: «كان داود النبي فيه غيرة شديدة، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، قال: فخرج ذات يوم وغلقت الدار، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة؟ والله لتفتضحن بداود. فجاء داود، فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له داود: من أنت؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني شيء ، فقال داود : أنت والله ملك الموت، فمرحبا بأمر الله. فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه، حتى فرغ من شأنه، وطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلته الطير حتى أظلمت عليهما الأرض، فقال لها سليمان: اقبضي جناحا جناحا. قال أبو هريرة: يرينا رسول الله كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله بيده ، وغلبت عليه يومئذ المَضْرَحِيَّةُ». أخرجه أحمد (9432)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على المسند: «إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يسمع من أبي هريرة كما قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/17، وأبو حاتم في "المراسيل" لابنه ص 209، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين»، وقال ابن كثير في "قصص الأنبياء" (2 /281): «انفرد بإخراجه الإمام أحمد وإسناده جيد قوي رجاله ثقات». قوله: فرمل، قال السندي: براء مهملة وتخفيف، أي: أسرع في المشي إلى الموضع الذي أراد أن تقبض روحه فيه. وقوله: وغلبت عليه يومئذ المَضْرَحِيَّةُ، أي: وغلبت على التظليل عليه الصقور الطوال الأجنحة، واحدها مضرحي. قال الجوهري: وهو الصقر الطويل الجناح. فداود عليه السلام كان ملِكًا عَظيمًا، وأميرًا مطاعًا، فلم يفقد قواه ولم يمرض كما زعموا في التوراة، وإنما دخل ملكُ الموتِ دارَهُ دون إذنه وانتظره حتى رَجَع من منزله وقَبَضَ روحه من غيرٍ مرضٍ أصابه. وأخبرنا الرسول أنَّ لمّا غُسِل داود عليه السلام وكفّن طلعت عليه الشمس، فأمر ابنه سليمان عليه السلام الطيور أن تُظله بأجنحتها، حتى يفي اباه داود حر الشمس، فبسكت اسراب الكيور اجنحتها واستجابت لامر سليمان حتى أظلمت الأرض، ثم أمر سليمان الطيور أن تقبض أجنحتها. انظر: "صحيح القصص النبوي" لعمر الأشقر (ص 139- 142)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (3 /470- 473).

توجيه مواقف مشكلة

وقد استشكل بعضهم في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ﴾ سورة ص: 24: كيف لنبي الله داود وهو من استخلفه الله في الأرض أن يقطع الظلم بقول الشخص قبل أن يسمع قول الآخر؟ والجواب هنا: 1. إما أَنه سمع من الآخر حجة لا تخلّصه، فقال للأول: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ﴾، أو صدقه الآخر في قوله، فقال للأول: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ﴾. 2. وإما أن يكون قالها بإضمار فقصد فيها؛ ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ﴾ إن كان حقًا ما تقول، ولكن لا يمكن أن يقولها نبي الله داود وهي من خلف الله في أرضه دون أن يسمع حجة الآخر. فكل هذه الأقوال التي وقعت بين داود وخصمه من المجازية العادية، فلم يثبت بها طاعة أو معصية. واختلف العلماء في تفسير الفتنة التي استوجبت التوبة والانابة إلى الله الوارد ذكره في قوله تعالى: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ سورة ص: 24؟ والجواب على ذلك: أن الآية عند أهل العلم تحتمل معنيين: 1. المعنى الأول: أن المتخاصمين مَلَكان، وهو التي عليه جمهور المفسرين، وأنه المقصود في المثال، وانه اختبر وامتحن، فعوتب إذ لم يصبر وتسرع في الاجابة قبل أن يسمع من الطرف الآخر، فلذلك استغفر وخرَّ ساجدًا واناب. 2. المعنى الثاني: أن المتخاصمين رجلان كظاهر الآية، فأجابهما بما علم أو بما ظهر من المسألة، والفتنة في إجابته قبل سماع رأي الطرف الآخر. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 298- 299)، "تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء" لابن خمير (ص 27- 36).

دروس وعِبَر

ويستفاد من قصة داود عليه السلام: أن قهر الله للظالمين قد يجعله بالعدد القليل الضعيف. أن الضعيف لا ييأس من رحمة الله. أن انتصار داود لم يُغَيّره. إن حسن الصوت نعمة يحمد المرء عليها. أن داود عليه السلام فيه من الصفات الحسنة الشيء الكثير من العلم والحكمة والحلم وقوة اليد وكثرة العبادة. أن طاعة الله وشكره يوجب المزيد. أن الابتلاء سنة الله في خلقه. أن النبوة والملك قد يجتمع في الشخص الواحد. بيان أن الله على كل شيء قدير. أن سوء أدب الخصم لا يمنع الحاكم من الحكم. جواز قول المظلوم: (لقد ظلمني). إكرام الله لداود وسليمان بالزلفى وحسن المآب. وغير ذلك من الفوائد الكثيرة. انظر: "مصابيح الضياء" للسعدي (ص 44- 47)، "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 300).