البحث

عبارات مقترحة:

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الكوثر

الكوثر هو نهر عظيم في الجنة أعطاه الله لنبيه ، حافتاه من ذهب، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته كعدد النجوم، والإيمان بالكوثر واجب، وهو من خصائص نبينا محمد ، وقد ثبت بالكتاب والسنة وإجماع العلماء.

التعريف

التعريف لغة

الكوثر: هو فوعل من الكثرة، ومعناه: الكثير من كل شيء قال الفيروزآبادي: «الكَوْثَرُ: الكثيرُ من كلِّ شيء» "القاموس المحيط" (ص468). وقد يختص بالخير الكثير، قال الأزهري: «والكوثرُ فوعلٌ من الكثرةِ، ومعناهُ الخَيرُ الكثيرُ» "تهذيب اللغة" (10/102). قال الجوهري: «والكوثر من الرجال: السيد الكَثيرُ الخير» "الصحاح" (2/802). وقال ابن فارس: «الْكَافُ وَالثَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ خِلَافَ الْقِلَّةِ. مِنْ ذَلِكَ الشَّيْءُ الْكَثِيرُ، وَقَدْ كَثُرَ. ثُمَّ يُزَادُ فِيهِ لِلزِّيَادَةِ فِي النَّعْتِ فَيُقَالُ: الْكَوْثَرُ: الرَّجُلُ الْمِعْطَاءُ. وَهُوَ فَوْعَلٌ مِنَ الْكَثْرَةِ» "مقاييس اللغة" (5/160) راجع "المفردات" للراغب الأصفهاني (ص703)، "لسان العرب" (5/133).

التعريف اصطلاحًا

التعريف اصطلاحًا: الكوثر اصطلاحًا هو نهر في الجنة أعطيه النبي ، وقد ثبت ذلك التعريف في السنة، كما في حديث ابن عمر أن النبي قال: «الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ». أخرجه أحمد برقم (5355). قال ابن تيمية: «والكوثر المعروف إنما هو نهر في الجنة كما قد وردت به الأحاديث الصحيحة الصريحة». "مجموع الفتاوى" (16/529). وقيل: هو الخير الكثير الذي أعطيه النبي ، والنهر بعض ذلك الخير، وممن قال بهذا ابن عباس رضي الله عنه. عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: فقلت لسعيد بن جبير: فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة، قال: فقال سعيد: «النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه». "تفسير الطبري" (24/647). والقول الأول أولى لثبوت الخبر عن النبي بذلك، قال الطبري: «وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي، قول من قال: هو اسم النهر الذي أُعطيه رسول الله في الجنة، وصفه الله بالكثرة، لعِظَم قدره. وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك، لتتابع الأخبار عن رسول الله بأن ذلك كذلك» "تفسير الطبري" (24/649). وهذا النهر هو مادة الحوض، فهو يصب فيه، وقد يطلق على الحوض كوثرًا تغليبًا. قال ابن حجر: «الكوثر نهر داخل الجنة كما تقدم ويأتي وماؤه يصب في الحوض ويطلق على الحوض كوثر لكونه يمد منه». "فتح الباري" (11/466). وقال المناوي: «(الْكَوْثَر نهر أعطانيه الله فِي الْجنَّة) وَهُوَ النَّهر الَّذِي يصب فِي الْحَوْض فَهُوَ مَادَّة الْحَوْض كَمَا فِي البُخَارِيّ». "التيسير بشرح الجامع الصغير" (2/228).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التعريف الاصطلاحي أخص من التعريف اللغوي، فإن الكوثر بالمعنى الاصطلاحي نهر عظيم كثير ماؤه ويختص بذلك ولا يتعدى إلى ما سواه، أما في اللغة فهو الكثير من كل شيء، فإن جعل الكوثر اصطلاحًا هو الخير الكثير كان هذا التعريف ناظرًا للمعنى اللغوي، ويكون وصفًا لا علمًا على شيء بعينه، قال صديق حسن خان بعد ذكر الأحاديث الدالة على أن الكوثر نهر في الجنة: «فهذه الأحاديث تدل على أن الكوثر هو النهر الذي في الجنة فيتعين المصير إليها، وعدم التعويل على غيرها، وإن كان معنى الكوثر هو الخير الكثير في لغة العرب، فمن فسره بما هو أعم مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو تفسير ناظر إلى المعنى اللغوي». "فتح البيان" (15/411).

الحكم

الإيمان بالكوثر واجب، لثبوت السنة به، وهو من جملة الإيمان باليوم الآخر قال القرطبي: «ومما يجب على كل مكلف أن يعلمه، ويصدِّق به: أن الله تعالى قد خصَّ نبيه محمدًا بالكوثر الذي هو الحوض المصرَّح باسمه، وصفته، وشرابه وآنيته في الأحاديث الكثيرة الصحيحة الشهيرة ؛ التي يحصل بمجموعها العلم القطعي، واليقين التواتري». "المفهم" (19/28)

الأدلة

القرآن الكريم

الكوثر في القرآن الكريم
قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ [الكوثر: 1] قال الواحدي: «واختلف المفسرون في تفسيره، فالذي عليه الأكثرون أنه نهر في الجنة» "البسيط" (24/372). وقال الرازي: «واخْتَلَفَ المُفَسِّرُونَ فِيهِ عَلى وُجُوهٍ: الأوَّلُ: وهو المَشْهُورُ والمُسْتَفِيضُ عِنْدَ السَّلَفِ والخَلَفِ أنَّهُ نَهْرٌ في الجَنَّةِ» (32/313). وقال الألوسي: ﴿الكَوْثَرَ﴾ فِيهِ أقْوالٌ كَثِيرَةٌ. فَذَهَبَ أكْثَرُ المُفَسِّرِينَ إلى أنَّهُ نَهْرٌ في الجَنَّةِ. "روح المعاني" (15/478).

السنة النبوية

الكوثر في السنة النبوية
ورد في ذكر الكوثر عدد من الأحاديث، منها حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ». أخرجه البخاري برقم (4964). وعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ﴾ [الكوثر: 1] قَالَتْ: «نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ». أخرجه البخاري برقم (4965). وكذلك حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ». أخرجه أحمد برقم (5355)، راجع "البدور السافرة" للسيوطي (ص241: 256)، وراجع "الحياة الآخرة" للعواجي (1356: 1362).

الإجماع

أجمع أهل السنة على إثبات الكوثر. قال السفاريني: «الباب السابع في الحوضِ، والكوثرِ وهما ثابتان بالكتابِ والسُّنّةِ وإجماع أهْل الحق». "البحور الزاخرة" (2/887).

العقل

الكوثر من الأمور الغيبية التي لا تدرك بالعقل، وإنما تعرف بالوحي، قال ابن عبد البر: «وأحْكامُ الآخِرَةِ لا مَدْخَلَ فِيها لِلْقِياسِ والِاجْتِهادِ ولا لِلنَّظَرِ والِاحْتِجاجِ». "التمهيد" (22/452).

الحكمة

أعطى الله نبيَّه محمدًا الكوثرَ دون غيره من البشر؛ إظهارًا لفضله ومنزلته عند الله تعالى، وتسلية لنبيه وتقوية لقلبه، قال الألوسي عن سبب بناء الفعل للماضي في قوله: ﴿أعطيناك﴾: «وقِيلَ: إشارَةٌ إلى بِشارَةٍ أُخْرى كَأنْ قِيلَ: إنّا هَيَّأْنا أسْبابَ سَعادَتِكَ قَبْلَ دُخُولِكَ في الوُجُودِ، فَكَيْفَ نُهْمِلُ أمْرَكَ بَعْدَ وُجُودِكَ واشْتِغالِكَ بِالعُبُودِيَّةِ؟». "روح المعاني" (15/480). قال سيد قطب عن سورة الكوثر: «هذه السورة خالصة لرسول الله- - كسورة الضحى، وسورة الشرح. يسري عنه ربه فيها، ويعده بالخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر» "في ظلال القرآن" (6/3987).

أقوال أهل العلم

سمع أنس قومًا يتذاكرون الحوض، فقال: ما كنت أرى أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون في الحوض، لقد تركت عجائز خلفي، ما تصلي امرأة منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض النبي . أَنَس بن مالِك "تفسير القرطبي" (20/218)