اللطيف
كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...
«قد سمعتَ رَحِمك الله بِهَذَا الطَّرِيق الْحَرج والمسلك الشاق والقنطرة المضطربة الَّتِي لَا تثبت عَلَيْهَا الْأَقْدَام وَلَا تجوزها الأوهام إِلَّا قدم ثبتَتْ على التَّقْوَى وَوهم جَازَ فِي الملكوت الْأَعْلَى. ولعلك تظن أَن هَذَا الطَّرِيق من طرق الدُّنْيَا الصعبة وسبلها الوعرة، بل هُوَ أحد من السَّيْف وأدق من الشعرة، فَمَا ظَنك بك وَقد حملت عَلَيْهِ وكلفت الْمُرُور بِهِ ومهواه جَهَنَّم تَحْتك، وَقد مَلأ زفيرها أُذُنك، ومنظرها الهائل قَلْبك وعينك، وَأَرَدْت الْمُرُور فَلم تقدر، والنهوض فَلم تستطع، واضطرب بك اضطرابًا، والتهب ذَلِك السعير تَحْتك التهابًا، وَلم تَجِد إِلَى النجَاة سَبِيلا وَلَا إِلَى الْخَلَاص بَابًا، وَلَا ينْهض بك إِلَّا سعيك الَّذِي سعيت، وَلَا جرى بك إِلَّا عَمَلك الَّذِي عملت، ومركوبك الَّذِي فِي الدُّنْيَا ركبت، فلتتخير الْآن أَي المراكب تركبها، وَأي الْأَبْوَاب تدْخلهَا، وَأي الطّرق تَأْخُذ فِيهَا وتسلكها، وَالله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان، وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم.» ابن الخَرَّاط "العاقبة في ذكر الموت" (ص314)