البحث

عبارات مقترحة:

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

البعث والحشر

البعث والحشر هما من أصول الإيمان، فيجب الإيمان بهما، وهو من الإيمان باليوم الآخر، وقد ثبتا بنصوص الكتاب والسنة، وأجمع عليهما العلماء، ويكفر مُنكِرُهما إن أقيمت عليه الحجة، والحشر يكون بعد البعث تاليًا له، وأنكر البعث كثير من مشركي العرب، وغيرهم، وأنكر البعث الجسماني خاصة الفلاسفة، ورد عليهم علماء المسلمين بالأدلة الواضحة البينة التي اشتملت عليها نصوص الوحي.

التعريف

التعريف لغة

البعث لغة: الإثارة والإرسال، قال الأزهري: «والبعث فِي كَلَام الْعَرَب على وَجْهَيْن أَحدهمَا الْإِرْسَال؛ كَقَوْل الله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى﴾ (الْأَعْرَاف: 103) مَعْنَاهُ: أرسلنَا. والبَعْث: إثارة بارِكٍ أَو قَاعد. تَقول بعثت الْبَعِير فانبعث أَي أثرته فثار» "تهذيب اللغة" (2/201)، وقال ابن فارس: «الْبَاءُ وَالْعَيْنُ وَالثَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْإِثَارَةُ. وَيُقَالُ: بَعَثْتُ النَّاقَةَ: إِذَا أَثَرْتَهَا.» "مقاييس اللغة" (1/266) ويختلف معناه باختلاف متعلَّقه، قال الراغب: «ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علّق به، فَبَعَثْتُ البعير: أثرته وسيّرته، وقوله عزّ وجل: ﴿وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ﴾ [الأنعام: 36] ، أي: يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة» "المفردات" (ص132) راجع "لسان العرب" لابن منظور (2/116)، و"تاج العروس" للزبيدي (5/168) والحشر في اللغة: الجمع والتسيير، قال ابن فارس: «وَهُوَ السُّوقُ وَالْبَعْثُ وَالِانْبِعَاثُ. وَأَهْلُ اللُّغَةِ يَقُولُونَ: الْحَشْرُ الْجَمْعُ مَعَ سَوْقٍ، وَكُلُّ جَمْعٍ حَشْرٌ» "مقاييس اللغة" (2/66) وقال الراغب: «الحَشْرُ: إخراج الجماعة عن مقرّهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوه» "المفردات" (ص237) وقال الزبيدي: «(و) الحَشْرُ: (الجَمْعُ) والسَّوْقُ. يُقَال: حَشَرَ (يَحْشُر)، بالضَّمّ، (ويحْشِر)، بالكَسْر، حَشْراً، إِذا جَمَعَ وساقَ.» "تاج العروس" (11/19)

التعريف اصطلاحًا

البعث اصطلاحًا: إحياء الموتى من قبورهم للعرض والحساب. قال ابن حجر: «أصل البعث إثارة الشيء عن جفاء وتحريكه عن سكون، والمراد به هنا إحياء الأموات وخروجهم من قبورهم ونحوها إلى حكم يوم القيامة» "فتح الباري" (11/393) قال السفاريني: «أما البعث فالمراد به المعاد الجسماني، فإنه المتبادر عند الإطلاق، إذ هو الذي يجب اعتقاده ويكفر منكره» "لوامع الأنوار" (2/157) وقال العواجي: «هو إحياء الله للموتى وإخراجهم من قبورهم أحياء للحساب والجزاء» "الحياة الآخرة" (ص33) أما الحشر اصطلاحًا: قال ابن حجر: «والحشر الثالث حشر الأموات من قبورهم وغيرها بعد البعث جميعا إلى الموقف» "فتح الباري" (11/379) وقال السفاريني: «المراد به جمع أجزاء الإنسان بعد التفرق، ثم إحياء الأبدان بعد موتها فيعيد جميع العباد، ويعيدهم بعد إيجادهم بجميع أجزائهم الأصلية وهى التي من شأنها البقاء من أول العمر إلى آخره ويسوقهم إلى محشرهم لفصل القضاء» "لوائح الأنوار" (2/222) وقال سلطان العميري: «المراد بالحشر: جمع الناس في مكان واحد بعد بعثهم من قبورهم المتفرقة» "العقود الذهبية" (2/46)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

البعث والحشر بالمعنى اللغوي أعم منهما بالمعنى الاصطلاحي، فإن البعث لغة يعم كل إثارة وإرسال، أما اصطلاحًا فهو يختص بعث الأموات من قبورهم للعرض والحساب، وكذلك الحشر لغة: يعم كل جمع وسوق، أما اصطلاحًا فيختص بحشر الناس جميعًا وسوقهم إلى الحساب.

الحكم

الإيمان بالبعث واجب، وهو من أصول الإيمان، وورد التصريح به في حديث جبريل، قال: فما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، والجنة والنار، والبعث بعد الموت، والقدر كله» أخرجه أحمد برقم (184) وهو يدخل ضمن الإيمان باليوم الآخر، بل هو لازم له، قال ابن تيمية: «والإيمان بالله واليوم الآخر: يتضمن الإيمان بالمبدأ والمعاد وهو الإيمان بالخلق والبعث» "مجموع الفتاوى" (5/30) و قال السفاريني عند كلامه عن وجوب الإيمان بالميزان: «وهو من مراتب المعاد الواجب اعتقادها على جميع العباد وهي البعث والنشور ثم القيام لرب العالمين ثم العرض ثم تطاير الصحف وأخذها باليمين والشمال ثم السؤال والحساب ثم الميزان.» "لوائح الأنوار" (2/180) ويكفر منكر البعث والحشر إذا أقيمت عليه الحجة، قال ابن تيمية عن الرجل الذي أمر بنيه أن يحرقوه ويذروه في اليم خشية أن يبعثه الله: «فهذا الرجل ظن أن الله لا يقدر عليه إذا تفرق هذا التفرق فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك وكل واحد من إنكار قدرة الله تعالى وإنكار معاد الأبدان وإن تفرقت كفر. لكنه كان مع إيمانه بالله وإيمانه بأمره وخشيته منه جاهلا بذلك ضالا في هذا الظن مخطئا. فغفر الله له ذلك. والحديث صريح في أن الرجل طمع أن لا يعيده إذا فعل ذلك وأدنى هذا أن يكون شاكا في المعاد وذلك كفر - إذا قامت حجة النبوة على منكره حكم بكفره-» "مجموع الفتاوى" (11/409) وقال السفاريني: «فالمعاد الجسماني واجب الاعتقاد، ومنكره من أهل الكفر والإلحاد.» "لوائح الأنوار السنية" (2/220)

الأدلة

القرآن الكريم

البعث والحشر في القرآن الكريم
الآيات المثبتة للبعث والحشر في القرآن الكريم كثيرة، وأدلتهما فيه متنوعة، ومن هذه الآيات قوله تعالى: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [التغابن: 7] ففي هذه الآية تأكيد بالغ لكون البعث حقًا. وقوله تعالى: ﴿أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا﴾ [مريم: 67، 68] وقوله تعالى: ﴿وضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: 78، 79] قال البغوي: «نَزَلَتْ فِي أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ خَاصَمَ النَّبِيَّ فِي إِنْكَارِ الْبَعْثِ، وَأَتَاهُ بِعَظْمٍ قَدْ بَلِيَ فَفَتَّتَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: أَتُرَى يُحْيِي الله هذا بعد ما رَمَّ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ : "نَعَمْ وَيَبْعَثُكَ وَيُدْخِلُكَ النَّارَ" فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَاتِ» "تفسير البغوي" (7/28) راجع "الحياة الآخرة" لغالب العواجي (ص52: 71)

السنة النبوية

البعث والحشر في السنة النبوية
ورد التصريح بالبعث والحشر في عدة أحاديث، منها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ». أخرجه البخاري برقم (50) ومسلم برقم (9). وحديثه أيضًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي، كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْئًا أَحَدٌ " أخرجه البخاري برقم (4974). وكذلك حديث عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالحَقِّ، وَيُؤْمِنُ بِالمَوْتِ، وَبِالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَيُؤْمِنُ بِالقَدَرِ» أخرجه الترمذي برقم (2145). وحديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُسْلِمِ طَيْرٌ يَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ» أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" برقم (202). وأيضا حديث المقداد بن معديكرب أن النبي قال: «يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً» أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" برقم (421).

الإجماع

أجمع المسلمون شرقًا وغربًا على اعتقاد البعث والحشر، وهو من أصول الإيمان كما ثبتت بذلك السنة. وقال أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي: «أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمُ......» وكان من جملة ما ذكراه: «وَالْبَعْثُ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ حَقٌّ.» وقال السفاريني عن الحشر: «والمراد به جمع أجزاء الإنسان بعد التفرق، ثم إحياء الأبدان بعد موتها فيعيد جميع العباد، ويعيدهم بعد إيجادهم بجميع أجزائهم الأصلية وهى التي من شأنها البقاء من أول العمر إلى آخره ويسوقهم إلى محشرهم لفصل القضاء، فكل هذا حق ثابت بالكتاب والسنة وإجماع أهل الحق». "لوائح الأنوار" (2/222)

العقل

اختلف العلماء في إمكان العلم بالبعث والحشر بالعقل، فأثبته أكثرهم، ونفاه بعضهم قال ابن تيمية: «وقد تنازع الناس في " العلم بالمعاد وبحسن الأفعال وقبحها " فأكثر الناس يقولون: إنه يعلم بالعقل مع السمع والقائلون بأن العقل يعلم به الحسن والقبح أكثر من القائلين بأن المعاد يعلم بالعقل» "مجموع الفتاوى" (13/138) وقال أيضًا عن معرفة المعاد بالعقل: «وَالصَّوَاب أَن مَعْرفَته بِالسَّمْعِ وَاجِبَة وَأما بِالْعقلِ فقد تعرف وَقد لَا تعرف فَلَيْسَتْ مَعْرفَته بِالْعقلِ ممتنعة وَلَا هِيَ أَيْضا وَاجِبَة» "مختصر الفتاوى المصرية" (ص649) وقال ابن القيم: «أصح القولين أن المعاد يعلم بالعقل وأن السمع ورد بتفصيل ما يدل العقل على إثباته. ومن تأمل طريقة القرآن وجدها دالة على ذلك. وانه سبحانه يضرب لهم الأمثال المعقولة التي تدل على إمكان المعاد تارة ووقوعه أخرى، فيذكر أدلة القدرة الدالة على إمكان المعاد وأدلة الحكمة المستلزمة لوقوعه. ومن تأمل أدلة المعاد في القرآن وجدها كذلك مغنية بحمد الله عن غيرها، كافية شافية موصلة إلى المطلوب بسرعة، متضمنة للجواب عن الشبه العارضة لكثير من الناس». "الرسالة التبوكية" (ص70). وقال أيضًا: «فشهادة العقل بالجزاء كشهادته بالوحدانية، ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل، وإنما اهتدي إلى تفاصيله بالوحي، ولهذا يجعل الله سبحانه إنكار المعاد كفرا به سبحانه، لأنه إنكار لقدرته ولإلهيته، وكلاهما مستلزم للكفر به». "مدارج السالكين" (1/145). وقال السفاريني: «اعْلَمْ أنَّ المَعادَ الجُسْمانِيَّ حَقٌّ واقِعٌ وصِدْقٌ صادِقٌ دَلَّ عَلَيْهِ النَّقْلُ الصَّحِيحُ، ولَمْ يَمْنَعْهُ العَقْلُ فَوَجَبَ الإيمانُ بِهِ، والتَّصْدِيقُ بِمُوجِبِهِ لِأنَّهُ جاءَ فِي السَّماعِ الصَّحِيحِ المَنقُولِ ودَلَّ عَلَيْهِ عِنْدَ الجُمْهُورِ صَرِيحُ المَعْقُولِ». "لوامع الأنوار" (2/157).

الحكمة

من حكمة البعث إظهار قدرة الله تعالى عليه، وتصديق خبره سبحانه، ومنها أيضًا الجزاء والحساب، فتنعم الأرواح والأجساد التي أحسنت، وتعذب الأرواح والأجساد التي أساءت. قال المعلمي اليماني في بيان الحكمة من البعث الجسماني: «فمن الحكمة فيه تنعيم الأرواح وتعذيبها بما هو من جنس ما ألفته في الدنيا بواسطة الأبدان، فإن الأرواح لطول صحبتها للأبدان واعتيادها اللذات والآلام التي تصل إليها بواسطتها تبقى بعد مفارقة الأبدان متصورة تلك اللذات والآلام، متشوقة إلى جنس تلك اللذات، نافرة عن جنس تلك الآلام، فإذا أعيدت إلى أبدان ثم نعمت بما هو من جنس اللذات التي ألفتها، كان ذلك أكمل للذتها وأتم لنعيمها من أن تنعم بلذات روحية محضة فكيف إذا جمع لها الأمران معاً، وإن أعيدت إلى أبدان ثم عذبت بما هو من جنس الآلام التي كانت تنفر عنها كان ذلك أبلغ في إيلامها من أن تعذب بآلام روحية محضة، فكيف إذا جمع لها الأمران». "القائد إلى تصحيح العقائد" (ص162).

أقوال أهل العلم

قال لقمان لابنه : يا بنيَّ، إن كنتَ تشكُّ في البعث فإذا نمتَ فلا تنتبه، فكما أنك تنتبه بعد نومك فكذلك تُبعث بعد موتك. لُقْمان لقمان

مذاهب المخالفين

المعاد متفق عليه عند المسلمين والنصارى واليهود، قال ابن القيم: ومعاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى. "الروح" (1/82) وأقره على ذلك السفاريني. انظر "لوائح الأنوار السنية" (2/221) ومنكرو البعث على أقسام: 1- من ينكرون البعث مطلقًا روحانيًا وجسمانيًا، وهذا القول اعتنقه كثير من العرب في الجاهلية، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: 24] قال السفاريني: «وقد أنكره الطبايعيون، والدهرية، والملحدة» "لوائح الأنوار السنية" (2/219) 2- المقرون للبعث الروحاني دون البعث الجسماني، ومن هؤلاء عدد من الفلاسفة كالفارابي وابن سينا، قال ابن سينا: «فإذا بطل أن يكون للبدن والنفس جميعًا، وبطل أن يكون للنفس على سبيل التناسخ، فالمعاد إذن للنفس وحدها» "الأضحوية" (ص126). وقال السفاريني: «وأنكرت الفلاسفة المعاد الجسماني، بناء منهم على امتناع إعادة المعدوم بعينه» "لوائح الأنوار السنية" (2/220). 3- المقرون للبعث الجسماني دون البعث الروحاني، وينسب لكثير من أهل الكلام. راجع "الحياة الآخرة" للعواجي (ص80: 103)، "العقود الذهبية" للعميري (2/40: 42)

المواد الدعوية