البحث

عبارات مقترحة:

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

عبد الرحمن بن عوف

هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف القرشي الزهري، أبو محمد، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وأحد الستة من أهل الشورى، كان رضي الله عنه من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعا: هاجر إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، وشهد رضي الله عنه مع رسول الله بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله حين ولّى الناس، وجُرِح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجُرِح في رجله فكان يعرج منها، وسقطت ثنيتاه فكان أهتم، وخرج رضي الله عنه في عدة سرايا وكان أمير بعضها، صلى رسول الله خلفه في غزوة تبوك، وكان رضي الله عنه عظيم التجارة مجدودا فيها كثير المال، يكثر الإنفاق والإحسان والصدقة في سبيل الله، وكان يكرم زوجات رسول الله ويقوم على أمورهن، وكان ورعا زاهدا عالما، يفتي مع حضور كبار الصحابة رضي الله عنه، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة، ودفن بالبقيع، وصلّى عليه عثمان، رضي الله عنه وأرضاه.

البطاقة الشخصية

اسمه ونسبه

هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري، يكنى أبا محمد. كان اسمه في الجاهلية: عبد عمرو، وقيل: عبد الكعبة، فسماه رسول الله عبد الرحمن. وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث ابن زهرة. انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /290)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /124)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /844)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /376).

مولده

ولد بعد الفيل بعشر سنين. انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /290)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /124)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /844)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /376).

صفته

الخَلقية: كان رضي الله عنه رجلا طويلا فيه جنأ، أبيض مشربا بحمرة، حسن الوجه، رقيق البشرة، أعين؛ أي: واسع العينين، أهدب الأشفار؛ أي: طويل شعر الأجفان، أقنى؛ أي: طويل الأنف، دقيق الأرنبة مع حدب في وسطه، له جمة؛ وهو ما سقط من شعر الرأس على المنكبين، ضخم الكفين، غليظ الأصابع، لا يغير لحيته ولا رأسه، غليظ الأصابع، جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله، وكان يعرج منها. انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /292)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /133)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /847)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /381). الخُلقية: كان رضي الله عنه كثير الجود والإحسان، والإنفاق في سبيل الله عز وجل، أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا. قال جعفر بن برقان: «بلغني أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بيت». أخرجه الحاكم (5348). وقال الزهري: «تصدّق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بشطر ماله، ثم تصدق بعد بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل اللَّه وخمسمائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة». "الإصابة" لابن حجر (2 /291). وقال الزهري: «أوصى عبد الرحمن لمن بقي ممن شهد بدرا، لكل رجل أربعمائة دينار، وكانوا مائة، فأخذوها، وأخذها عثمان فيمن أخذ: وأوصى بألف فرس في سبيل الله». "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /380). انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /291- 293)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /848)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /381). وكان رضي الله عنه ورعا زاهدا. روى سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم: «أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، أتي بطعام وكان صائما، فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة، إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام». أخرجه البخاري (1275). قال نوفل بن إياس الهذلي: «كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا، وكان نعم الجليس، وإنه انقلب بنا ذات يوم حتى دخلنا منزله، ودخل فاغتسل، ثم خرج فجلس معنا، فأتينا بقصعة فيها خبز ولحم، ولما وضعت بكى عبد الرحمن ابن عوف، فقلنا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا لهذا لما هو خير لنا». "الإصابة" لابن حجر (2 /292)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /848). قال أبو الهياج: «رأيت رجلا يطوف بالبيت وهو يقول: اللهم قني شح نفسي. فسألت عنه فقالوا: هذا عبد الرحمن بن عوف». "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /847). وكان رضي الله عنه عالما، يفتي مع حضور كبار الصحابة رضي الله عنه. روى عبد الله بن نيار الأسلمي، عن أبيه، قال: «كان عبد الرحمن بن عوف ممن يفتي في عهد رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان بما سمع من النبي ». انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /291)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /340). وهو الّذي روى عن رسول الله أخذه الجزية من المجوس. قال سفيان: «سمعت عمرا قال: كنت جالسا مع جابر بن زيد، وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة، - سنة سبعين، عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم -، قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية، عم الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة، فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس، حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله أخذها من مجوس هجر». أخرجه البخاري (3156). وهو الّذي رجع عمر رضي الله عنه بحديثه من سرغ، ولم يدخل الشام من أجل الطاعون. روى عبد الله بن عباس: «أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد، أبوعبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشأم. قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم، فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله ، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعوا لي الأنصار، فدعوتهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه. قال أبوعبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة؟ نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان، إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان متغيبا في بعض حاجته - فقال: إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، قال: فحمد الله عمر ثم انصرف». أخرجه البخاري (5729)، ومسلم (2219).

إسلامه

أسلم رضي الله عنه قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر رضي الله عنه. ذكر ابن إسحاق: أنه لما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه دعا إلى الله عز وجل ورسوله ، وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر. وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه، ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فانطلقوا ومعهم أبو بكر حتى أتوا رسول الله ، فعرض عليهم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام، فآمنوا، فأصبحوا مقرين بحق الإسلام. فكان هؤلاء الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلوا وصدقوا. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /250- 252). انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /290)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /124)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /844)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /376).

زوجاته وأولاده

كان لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من الولد: سالم الأكبر مات قبل الإسلام، وأمه أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة. وأم القاسم، ولدت أيضا في الجاهلية، وأمها بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس. ومحمد وبه كان يكنى، وإبراهيم، وحميد، وإسماعيل، وحميدة، وأمة الرحمن، وأمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس. ومعن، وعمر، وزيد، وأمة الرحمن الصغرى، وأمهم سهلة بنت عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان من بلي من قضاعة، وهم من الأنصار. وعروة الأكبر قتل يوم إفريقية، وأمه بحرية بنت هانئ بن قبيصة بن هانئ من بني شيبان. وسالم الأصغر قتل يوم فتح إفريقية، وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو بن لؤي. وأبو بكر وأمه أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد بن سويد حليفهم. وعبد الله بن عبد الرحمن قتل بإفريقية يوم فتحت، وأمه ابنة أبي الحيس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس من الأنصار. وأبو سلمة وهو عبد الله الأصغر وأمه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب، وهي أول كلبية نكحها قرشي. وعبد الرحمن بن عبد الرحمن وأمه أسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل بن نهشل بن دارم. ومصعب، وآمنة، ومريم، وأمهم أم حريث من سبي بهراء. وسهيل وهو أبو الأبيض، وأمه مجد بنت يزيد بن سلامة ذي فائش الحميرية. وعثمان وأمه غزال بنت كسرى أم ولد من سبي سعد بن أبي وقاص يوم المدائن. وعروة درج، ويحيى وبلال لأمهات أولاد درجوا. وأم يحيى بنت عبد الرحمن وأمها زينب بنت الصباح بن ثعلبة بن عوف من سبي بهراء أيضا. وجويرية بنت عبد الرحمن وأمها بادية بنت غيلان بن سلمة بن معتب الثقفي. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /127)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /844).

وفاته

وتوفي سنة إحدى وثلاثين بالمدينة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، قال ابن حجر في الأخير: «وهو الأشهر». "الإصابة" لابن حجر (2 /293). وكان سِنّه يوم توفي اثنتين وسبعين سنة، وقيل: خمس وسبعين سنة، وقيل: ثمانيا وسبعين سنة، قال ابن حجر: «والأول أثبت». "الإصابة" لابن حجر (2 /293). ودفن بالبقيع، وصلّى عليه عثمان رضي الله عنهم. ولما مات قال علي بن أبي طالب: «اذهب يا ابن عوف قد أدركت صفوها، وسبقت رنقها»، سعد بن إبراهيم، عن أبيه قال: «رأيت سعد بن مالك عند قائمتي سرير عبد الرحمن بن عوف وهو يقول: واجبلاه». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /135). وعن أبي سلمة أنه قال: «توفي أبي وهو ابن اثنتين وسبعين سنة بالمدينة، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان، هو أوصى بذلك». "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /850). قال يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس: «ولد عبد الرحمن بن عوف بعد الفيل بعشر سنين، ومات يرحمه الله سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن خمس وسبعين سنة، وكانت كنيته أبو محمد، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان وكان رجلا طويلا رقيق البشرة - يعني رقيق الجلد - أبيض مشرب بحمرة». أخرجه الحاكم (5344). قال يعقوب بن إبراهيم بن سعد: «مات عبد الرحمن بن عوف لتسع من سني عثمان، وصلى عليه عثمان، وكان قد بلغ خمسا وسبعين سنة». أخرجه الحاكم (5333). قال محمد بن عبد الله بن عمر: «مات عبد الرحمن بن عوف، ويكنى أبا محمد، سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن خمس وسبعين سنة». أخرجه الحاكم (5340). قال الزهري: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: «أنه غشي على عبد الرحمن بن عوف في وجعه غشية، فظنوا أنها قد فاضت نفسه فيها، حتى قاموا من عنده وجللوه ثوبا، وخرجت أم كلثوم بنت عقبة امرأته إلى المسجد تستعين، فيما أمرت به من الصبر والصلاة، فلبثوا ساعة وهو في غشية، ثم أفاق فكان أول ما تكلم به أن كبر، فكبر أهل البيت، ومن يليهم، ثم قال لهم: غشي علي آنفا؟، فقالوا: نعم، فقال: صدقتم، فقال: إنه انطلق بي في غشيتي رجلان أحدهما فيه شدة وفظاظة، فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز العليم، فقال: أرجعاه فإنه من الذين كتب الله لهم السعادة والمغفرة في بطون أمهاتهم، وأنه سيتمتع به بنوه إلى ما شاء الله، فعاش بعد ذلك شهرا، ثم توفي رضي الله عنه، وأقام الحج فيها عثمان رضي الله عنه». أخرجه الحاكم (5341). وصيته : وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، أبا الأسود يقول: «أوصى عبد الرحمن بن عوف في السبيل بخمسين ألف دينار» قال: «ترك عبد الرحمن بن عوف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة بالبقيع، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا، وكان يدخل قوت أهله من ذلك سنة» محمد: «أن عبد الرحمن بن عوف توفي، وكان فيما ترك ذهب قطع بالفئوس حتى مجلت أيدي الرجال منه، وترك أربع نسوة، فأخرجت امرأة ممن ثمنها بثمانين ألفا» انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /293)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /135- 137)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /850)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /380).

أخباره ومواقفه

في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

المؤاخاة بينه وبين غيره من الصحابة رضي الله عنهم. آخى رسول الله بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع. عن أنس رضي الله عنه قال: «قدم عبد الرحمن بن عوف مهاجرا إلى رسول الله فآخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع». أخرجه الحاكم (5346)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة "المصنف" (26703). وروى أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله آخى بين المهاجرين والأنصار، آخى بين سعد بن الربيع وبين عبد الرحمن بن عوف، فقال له سعد: إن لي مالا فهو بيني وبينك شطران، ولي امرأتان، فانظر أيتهما أحببت حتى أطلقها، فإذا خلت فتزوجها، قال: لا حاجة لي بمالك وأهلك، دلني على السوق، فذهب ثم رجع بتمر وأقط قد أفضله، فجاء إلى النبي وبه أثر صفرة، فقال: ميهم؟ قال: تزوجت امرأة من الأنصار، قال: ما سقت إليها؟ قال: وزن نواة من ذهب - أو نواة من ذهب - قال: أولم ولو بشاة». وفي رواية لابن سعد: «فقال: بارك الله لك، ولكن إذا أصبحت فدلوني على سوقكم». "المعجم الكبير" للطبراني (728)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /125- 126)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /378). وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «إن رسول الله آخى بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فقال علي: يا رسول الله، إنك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال رسول الله : أما ترضى يا علي أن أكون أخاك؟ قال ابن عمر: وكان علي رضي الله عنه جلدا شجاعا، فقال علي: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله : أنت أخي في الدنيا والآخرة». أخرجه الحاكم (4289). انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /291)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /125)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /844- 849)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /376). هجرته رضي الله عنه. وكان رضي الله عنه من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعا: هاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم قبل الهجرة، وهاجر إلى المدينة. قال المسور بن مخرمة: «بينما أنا أسير في ركب بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن قدامي عليه خميصة سوداء، فقال عثمان: من صاحب الخميصة السوداء؟ قالوا: عبد الرحمن بن عوف، فناداني عثمان: يا مسور، فقلت: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي الهجرة الآخرة فقد كذب». انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /290)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /124)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /844)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /376). جهاده رضي الله عنه في سبيل الله. وشهد رضي الله عنه مع رسول الله بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله حين ولّى الناس، وجُرِح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجُرِح في رجله فكان يعرج منها، وسقطت ثنيتاه فكان أهتم. انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /290)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /844)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /376). روى يعقوب عن أبيه، قال: «بلغني أن عبد الرحمن بن عوف جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله، فكان يعرج منها». أخرجه الحاكم (5345). وخرج رضي الله عنه في عدة سرايا وكان أمير بعضها. منها: سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دُومَةِ الْجَنْدَل، بعثه رسول الله في شعبان سنة ست من الهجرة إلى دُومَةِ الْجَنْدَلِ، ليدعوهم إلى الإسلام، وعممه بيده، وسدلها بين كتفيه، قال له: إن فتح الله عليك فتزوج بنت مليكهم، فأسلم الْأَصْبَغ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، وكان نصرانيا وكان رأسهم وملكهم، وأسلم معه ناس كثير من قومه، وأقام من أقام على إعطاء الجزية، وتزوج عبد الرحمن ابنة ملكهم تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ، فولدت له أبا سلمة بن عبد الرحمن. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /560- 562)، "السيرة" لابن هشام (2 /632)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /89)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 271)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /254). وكان رسول الله يدافع عنه ويحفظ له فضله. من ذلك أن رسول الله بعث خالد بن الوليد سرية إلى بني جُذَيْمَة بعد فتح مكة، في ثلاثمائة وخمسين رجلا، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد بن الوليد يقتل منهم ويأسر، فلما قدموا المدينة تبرأ رسول الله إلى الله مما حدث، وبعث عليا يودي لهم قتلاهم، وما ذهب منهم. ذكر أهل السير والمغازي أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام وشر بسبب هذه الحادثة، وكان بنو جذيمة قد قتلوا في الجاهلية عوف بن عبد عوف والد عبد الرحمن بن عوف، وقتلوا الفاكة بن المغيرة عم خالد. قال عبد الرحمن بن عوف لخالد: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام. فقال خالد: إنما ثأرت بأبيك. فقال عبد الرحمن: كذبت، قد قتلت قاتل أبي، ولكنك ثأرت بعمك الفاكه بن المغيرة، حتى كان بينهما شر، فبلغ رسول الله ذلك، فقال لخالد: «مهلا يا خالد دع عنك أصحابي، فوالله لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته». انظر: "المغازي" للواقدي (2 /875- 884)، "السيرة" لابن هشام (2 /428- 435)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /148)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /367). ورخص النبي لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في لبس الحرير. عن أنس رضي الله عنه: «أن عبد الرحمن بن عوف، والزبير شكوا إلى النبي - يعني القمل - فأرخص لهما في الحرير، فرأيته عليهما في غزاة». أخرجه البخاري (5432)، ومسلم (2076). أمواله رضي الله عنه. قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «كان رسول الله خط الدور بالمدينة، فخط لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد، فكان لعبد الرحمن بن عوف الحش، والحش نخل صغار لا يسقى». وقال عبد الرحمن بن عوف: «أشهد أن رسول الله أقطعني وعمر بن الخطاب أرض كذا وكذا، فذهب الزبير إلى آل عمر فاشترى منهم نصيبهم، وقال الزبير لعثمان: إن ابن عوف قال: كذا وكذا فقال: هو جائز الشهادة له وعليه». وقال أيضا: «قطع لي رسول الله أرضا بالشام يقال لها السليل، فتوفي النبي ولم يكتب لي بها كتابا، وإنما قال لي: إذا فتح الله علينا بالشام فهي لك». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /126- 127).

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

دوره رضي الله عنه في تعيين الخليفة بعد وفاة عمر رضي الله عنه. لما توفي عمر رضي الله عنه قال عبد الرحمن بن عوف لأصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم: من يخرج نفسه منها، ويختار للمسلمين؟ فلم يجيبوه إلى ذلك، فقال: أنا أخرج نفسي من الخلافة وأختار للمسلمين، فأجابوه إلى ذلك وأخذ مواثيقهم عليه، فاختار عثمان فبايعه. وفي رواية قال علي رضي الله عنه: أنا أول من رضي، فإني سمعت رسول الله يقول: أنت أمين في أهل السماء وأمين في أهل الأرض. انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /290)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /134)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /846)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /378). وكان رضي الله عنه عظيم التجارة مجدودًا فيها، وكسب مالًا كثيرًا. خلف رضي الله عنه ألف بعير وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا، فكان يدخل منه قوت أهله سنة. انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /847). روى شقيق عن أم سلمة قال: «دخل عبد الرحمن بن عوف قالت: فقال: يا أمه، قد خفت أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش مالا. قالت: يا بني، أنفق». "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /848)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /378). فكثر ماله، حتى قدمت له سبعمائة راحلة تحمل البر، وتحمل الدقيق والطعام. قال: فلما دخلت المدينة سمع لأهل المدينة رجة، فقالت عائشة: ما هذه الرجة؟ فقيل لها: عير قدمت لعبد الرحمن بن عوف، سبعمائة بعير تحمل البر والدقيق والطعام. فقالت عائشة: سمعت النبي يقول: «يدخل عبد الرحمن بن عوف الجنة حبوا. فلما بلغ ذلك عبد الرحمن قال: يا أمه، إني أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها وأقتابها في سبيل الله عز وجل». "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /378). رواياته وأحاديثه رضي الله عنه. روى عنه أولاده: إبراهيم، وحميد، وعمر، ومصعب، وأبو سلمة، وابن ابنه المسور بن إبراهيم، وابن أخته المسور بن مخرمة، وابن عباس، وابن عمر، وجبير بن مطعم، وجابر، وأنس، ومالك بن أوس بن الحدثان، وعبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، وبجالة بن عبدة، وآخرون. انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /291).

فضائله ومناقبه

كان رضي الله عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة. روى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: «أن رسول الله قال: عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص. قال: فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة». أخرجه الترمذي (3748)، وقال فيه: «أبو الأعور هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. وسمعت محمدا يقول: هو أصح من الحديث الأول»، وأبي داود (4649)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن أبي داود: «حديث صحح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عبد الرحمن بن الأخنس، فهو مقبول حيث يتابع، وقد توبع في الطريقين الذي قبله والذي بعده»، وابن ماجه (133)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن ابن ماجه: «حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات»، وأحمد (1675)، طبعة الرسالة. وفي رواية أخرى له قال: «أشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كنا مع رسول الله بحراء، فقال: اثبت حراء، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. قيل: ومن هم؟ قال رسول الله ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف. قيل فمن العاشر؟ قال: أنا». أخرجه الترمذي (3757)، وقال فيه: «هذا حديث حسن صحيح»، وأبي داود (4648)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن أبي داود: «حديث صحح»، وابن ماجه (134)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن ابن ماجه: «حديث صحيح، عبد الله بن ظالم متابع، وباقي رجاله ثقات». وهو رضي الله عنه أحد الستّة أصحاب الشّورى. وجعله عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض. انظر: "الإصابة" لابن حجر (2 /290)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /850)، "أسد الغابة" لابن الأثير (3 /376). قال عمرو بن ميمون في حديثه الطويل عند البخاري: «… قال: واستأذن الرجال، فولجت داخلا لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل، فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف، قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر، أو الرهط الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، فسمى عليا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعدا، وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء...». أخرجه البخاري (3700). وصلى رسول الله خلفه في غزوة تبوك. روى عروة بن المغيرة بن شعبة أن المغيرة بن شعبة أخبره: «أنه غزا مع رسول الله تبوك، قال المغيرة: فتبرز رسول الله قبل الغائط، فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله إلي أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يخرج جبته عن ذراعيه، فضاق كُمّا جبته فأدخل يديه في الجبة، حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضأ على خفيه، ثم أقبل. قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم، فأدرك رسول الله إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي صلاته أقبل عليهم، ثم قال: أحسنتم، أو قال: قد أصبتم، يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها». أخرجه البخاري مختصرا (4421)، ومسلم (274)، واللفظ لمسلم. وفي رواية أخرى عند مسلم: «. ..وقد قاموا في الصلاة، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف وقد ركع بهم ركعة، فلما أحس بالنبي ذهب يتأخر، فأومأ إليه، فصلى بهم، فلما سلم قام النبي وقمت، فركعنا الركعة التي سبقتنا». أخرجه مسلم (274). إكرامه رضي الله عنه لزوجات رسول الله وقيامه على أمورهن. روى أبو سلمة عن عائشة: «أن رسول الله كان يقول: إن أمركن لمما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون. قال: ثم تقول عائشة، فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة، تريد عبد الرحمن بن عوف، وقد كان وصل أزواج النبي بمال، يقال: بيعت بأربعين ألفا». أخرجه الترمذي (3749)، وقال فيه: «هذا حديث حسن غريب»، والحاكم (4289)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وعن أبي سلمة: «أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربع مائة ألف». أخرجه الترمذي (3750)، وقال فيه: «هذا حديث حسن غريب». روت أم بكر بنت المسور: «أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسم ذلك في فقراء بني زهرة، وفي ذي الحاجة من الناس، وفي أمهات المؤمنين. قال المسور: فأتيت عائشة بنصيبها من ذلك، فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبد الرحمن بن عوف فقالت: إن رسول الله قال: لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /132). أعماله في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما. استخلافه على الحج. استخلف عمر رضي الله عنه عبد الرحمن بن عوف على الحج سنة ولي الخلافة، ثم حجّ عمر في بقية عمره، كما استخلفه عثمان رضي الله عنه بعد ذلك أيضا. قال ابن سعد: «وحج مع عمر أيضا آخر حجة حجها عمر سنة ثلاث وعشرين، وأذن عمر تلك السنة لأزواج النبي في الحج، فحملن في الهوادج، وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فكان عثمان يسير على راحلته أمامهن فلا يدع أحدا يدنو منهن، وكان عبد الرحمن بن عوف يسير من ورائهن على راحلته فلا يدع أحدا يدنو منهن، وينزلن مع عمر كل منزل، فكان عثمان وعبد الرحمن ينزلان بهن في الشعاب فيقبلانهن الشعاب، وينزلان هما في أول الشعب، فلا يتركان أحدا يمر عليهن، فلما استخلف عثمان بن عفان سنة أربع وعشرين بعث تلك السنة على الحج عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس». "الإصابة" لابن حجر (2 /292)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /134). أقوال الصحابة رضي الله عنهم في مدحه والثناء عليه رضي الله عنه. كان رضي الله عنه أمينَ أهلِ الأرض. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم أن أختار لكم وأنقضي منها، فقال علي: أنا أول من رضي، فإني سمعت رسول الله يقول لك: أنت أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض». أخرجه الحاكم (5354). "الإصابة" لابن حجر (2 /292) وكان رضي الله عنه من فضلاء الصحابة وسيدهم. وقال عمر: «عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين». "الإصابة" لابن حجر (2 /292).