البحث

عبارات مقترحة:

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

سعيد بن زيد

هو الصحابي الجليل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي، أبو الأعور، وهو ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وصهره، تزوج من أخته فاطمة، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة من أهل الشورى الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، كان من فضلاء الصحابة، شهد رضي الله عنه أحدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله ، ولم يشهد بدرا، لأنه كان غائبا بالشام، فقدم عقيب غزاة بدر، فضرب له رسول الله بسهمه وأجره، كان رضي الله عنه مستجاب الدعوة، توفي رضي الله عنه في أيام معاوية، سنة خمسين أو إحدى وخمسين من الهجرة.

البطاقة الشخصية

اسمه ونسبه

هو الصحابي الجليل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، وكان سعيد يكنى أبا الأعور، وقيل: أبو ثور. قال ابن الأثير: «والأول أكثر». "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /235). أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية، كانت من السابقين إلى الإسلام. وهو صهر عمر بن الخطاب، تزوج أخته فاطمة بنت الخطاب، وكانت أخته عاتكة بنت زيد تحت عمر بن الخطاب، تزوجها بعد أن قتل عنها عبد الله بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم. وهو ابن عم عمر بن الخطاب، يجتمعان في نفيل. روى عبد الملك بن زيد بن سعيد: «أن عمرو بن نفيل والخطاب بن نفيل والد عمر أخوان لأب». أخرجه الحاكم (5845). انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /87)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /379)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /615)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /235). وكان أبوه زيد بن عمرو ابن نفيل يطلب دين الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام قبل أن يبعث النبي ، وقدم الشام فسأل اليهود والنصارى عن العلم والدين فلم يعجبه دينهم، فقال له رجل من النصارى: أنت تلتمس دين إبراهيم، فقال زيد: وما دين إبراهيم؟ قال: كان حنيفا لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له، وكان يعادي من عبد من دون الله شيئا، ولا يأكل ما ذبح على الأصنام، وكان لا يذبح للأنصاب ولا يأكل الميتة والدم. ومن خبره في ذلك: أنه خرج في الجاهلية يطلب الدين هو ورقة بن نوفل، فلقيا اليهود، فعرضت عليهما يهود دينهم، فتهود ورقة، ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم، فترك ورقة اليهودية وتنصر، وأبي زيد بن عمرو أن يأتي شيئا من ذلك، وقال: ما هذا إلا كدين قومنا، تشركون ويشركون، ولكنكم عندكم من الله ذكر ولا ذكر عندهم. فقال له راهب: إنك لتطلب دينا ما هو على الأرض اليوم. فقال: وما هو؟ قال: دين إبراهيم. قال: وما كان عليه إبراهيم؟ قال: كان يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويصلي إلى الكعبة، فكان زيد على ذلك حتى مات. قال ابن أبي الزناد: قالت أسماء بنت أبي بكر، وكانت أكبر من عائشة بعشر سنين أو نحوها: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش، والله لا آكل ما ذبح لغير الله، والله ما على دين إبراهيم أحد غيري. روى نوفل بن هشام بن سعيد بن زيد، عن أبيه، عن جده قال: خرج ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل يطلبان الدين حتى مر بالشام، فأما ورقة فتنصر، وأما زيد فقيل له: إن الذي تطلب أمامك. قال: فانطلق حتى أتى الموصل، فإذا هو براهب، فقال: من أين أقبل صاحب الراحلة؟ فقال: من بيت إبراهيم. قال: فما تطلب؟ قال: الدين. قال: فعرض عليه النصرانية. فقال: لا حاجة لي بها، وأبى أن يقبلها. فقال: إن الذي تطلب سيظهر بأرضك. فأقبل وهو يقول: لبيك حقا حقا. تعبدا ورقا. مهما تجشمني فإني جاشم. عذت بما عاذ به إبراهم.قال: ومر بالنبي ومعه أبو سفيان بن الحارث يأكلان من سفرة لهما، فدعواه إلى الغذاء، فقال: يا بن أخي، إني لا آكل ما ذبح على النصب. قال: فما رئي النبي من يومه ذلك يأكل مما ذبح على النصب حتى بعث . قال: وأتاه سعيد بن زيد، فقال: إن زيدا كان كما قد رأيت وبلغك، فاستغفر له؟ قال: نعم. فاستغفر له، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /379- 381)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /615- 617).

صفته

كان سعيد بن زيد رضي الله عنه طوالا آدم أشعر. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /88)، والحاكم (5849).

إسلامه

أسلم رضي الله عنه قديمًا قبل عمر بن الخطاب، هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وهي كانت سبب إسلام عمر. قال ابن عبد البر: «وخبرهما في ذَلِكَ خبر حسن». "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /615). وقال ابن حجر: «أسلم قبل دخول رسول الله دار الأرقم». "الإصابة" لابن حجر (3 /87)، انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /88)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /382). وآذاه قومه بسبب إسلامه فصبر في سبيل الله. قال قيس: «سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني، وإن عمر لموثقي على الإسلام، قبل أن يسلم عمر». أخرجه البخاري (3862).

زوجاته وأولاده

وكان لسعيد بن زيد رضي الله عنه من الولد: عبد الرحمن الأكبر لا بقية له، وأمه رملة، وهي أم جميل بنت الخطاب بن نفيل. وزيد لا بقية له، وعبد الله الأكبر لا بقية له، وعاتكة، وأمهم جليسة بنت سويد بن صامت. وعبد الرحمن الأصغر لا بقية له، وعمر الأصغر لا بقية له، وأم موسى، وأم الحسن، وأمهم أمامة بنت الدجيج من غسان. ومحمد، وإبراهيم الأصغر، وعبد الله الأصغر، وأم حبيب الكبرى، وأم الحسن الصغرى، وأم زيد الكبرى، وأم سلمة، وأم حبيب الصغرى، وأم سعيد الكبرى، توفيت قبل أبيها، وأم زيد، وأمهم حزمة بنت قيس بن خالد بن وهب بن محارب بن فهر. وعمرو الأصغر، والأسود، وأمهما أم الأسود امرأة من بني تغلب. وعمرو الأكبر، وطلحة هلك قبل أبيه لا بقية له، وزجلة امرأة، وأمهم ضمخ بنت الأصبغ بن شعيب من كلب. وإبراهيم الأكبر، وحفصة، وأمهما ابنة قربة من بني تغلب. وخالد، وأم خالد توفيت قبل أبيها، وأم النعمان، وأمهم أم خالد أم ولد. وأم زيد الصغرى، وأمها أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري. وأم زيد الصغرى كانت تحت المختار بن أبي عبيد، وأمها من طيئ. وعائشة، وزينب، وأم عبد الحولاء، وأم صالح، وأمهم أم ولد. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /381- 382)، وانظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /618).

وفاته

توفي سعيد بن زيد رضي الله عنه في أيام معاوية، سنة خمسين أو إحدى وخمسين من الهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل: توفي سنة ثمان وخمسين بأرضه بالعقيق، من نواحي المدينة، فحمل إلى المدينة، ودفن بها. وقيل: توفي بالمدينة. قال ابن الأثير: «والأول أصح». "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /237). وخرج إليه عبد الله بن عمر، فغسله وحنطه، وصلى عليه، قاله نافع. وقالت عائشة بنت سعد: «غسل سعيد بن زيد سعد بن أبي وقاص، وحنطه ثم أتى البيت، فاغتسل، فلما خرج قال: أما إني لم اغتسل من غسلي إياه، ولكن أغتسل من الحر، ونزل في قبره سعد بن أبي وقاص وابن عمر، وصلى عليه ابن عمر». وقال ابن حجر: «وصلى عليه المغيرة بن شعبة». "الإصابة" لابن حجر (3 /88). انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /88)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /383- 384)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /620)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /237).

أخباره ومواقفه

في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

المؤاخاة بينه وبين غيره من الصحابة رضي الله عنهم: آخى رسول الله بينه وبين أبي بن كعب. انظر: "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /235). وقال عبد الملك بن زيد من ولد سعيد بن زيد عن أبيه: «آخى رسول الله بين سعيد بن زيد ورافع بن مالك الزرقي». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /382). هجرته رضي الله عنه: كان سعيد بن زيد رضي الله عنه من المهاجرين الأولين، هاجر هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب. قال عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: «لما هاجر سعيد بن زيد إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي أبي لبابة». انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /87)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /382)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /615)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /235). جهاده رضي الله عنه في سبيل الله: شهد رضي الله عنه أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله ، ولم يشهد بدرا، لأنه كان غائبا بالشام، فقدم عقيب غزاة بدر، فضرب له رسول الله بسهمه وأجره، قاله موسى بن عقبة وابن إسحاق. ذكر أهل السير والمغازي في قصة ذلك: أنه لما انصرف العير التي خرجت من الشام، التي كان رسول الله يريدها في غزوة العشيرة، وسمع رسول الله بعير أبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير لقريش عظيمة، فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم، وفيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش، منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب، وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام؛ بعث طلحة بن عبيد الله التيمي وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يتحسسان خبر هذا العير، فبلغا التجبار من أرض الحوراء، فنزلا على كشد الجهني فأجارهما وأنزلهما وكتم عليهما حتى مرت العير، ثم خرجا وخرج معهما كشد خفيرا حتى أوردهما ذا المروة، وساحلت العير وأسرعت فساروا بالليل والنهار فرقا من الطلب، فقدم طلحة وسعيد المدينة ليخبرا رسول الله خبر العير، فوجداه قد خرج لطلبها. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /606)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /12)، "الإصابة" لابن حجر (3 /87)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /615)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /235).

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

رواياته وأحاديثه رضي الله عنه: روى عنه من الصحابة: ابن عمر، وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل، ومن كبار التابعين: عبد الله بن ظالم المازني، وزر بن حبيش، وأبو عثمان النهدي وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وغيرهم. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /87)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /620)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /237). وشهد رضي الله عنه اليرموك وحصار دمشق: انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /87)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2/)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /237).

فضائله ومناقبه

كان رضي الله عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة: روى سعيد بن زيد: «أن رسول الله قال: عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص. قال: فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة». أخرجه الترمذي (3748)، وقال فيه: «أبو الأعور هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. وسمعت محمدا يقول: هو أصح من الحديث الأول»، وأبي داود (4649)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن أبي داود: «حديث صحح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عبد الرحمن بن الأخنس، فهو مقبول حيث يتابع، وقد توبع في الطريقين الذي قبله والذي بعده»، وابن ماجه (133)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن ابن ماجه: «حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات»، وأحمد (1675)، طبعة الرسالة. وكان رضي الله عنه مجاب الدعوة: روى هشام بن عروة، عن أبيه: «أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله ، قال: وما سمعت من رسول الله ؟ قال: سمعت رسول الله ، يقول: من أخذ شبرا من الأرض ظلما، طوقه إلى سبع أرضين، فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا، فقال: اللهم، إن كانت كاذبة فعم بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها، إذ وقعت في حفرة فماتت». أخرجه البخاري مختصرا (2452)، ومسلم (1610)، واللفظ له. قال: فكان أهل المدينة يقولون: أعماك الله كما أعمى أروى، يزيدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك الله كما أعمى الأروى، يريدون الأروى التي في الجبل، يظنونها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم. انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /619)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /236). أقوال التابعين رحمهم الله في الثناء عليه رضي الله عنه وبيان منزلته: قال سعيد بن جبير: كان مقام أبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن ابن عوف وسعيد بن زيد، كانوا أمام رسول الله في القتال ووراءه في الصلاة. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /87)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /237).