البحث

عبارات مقترحة:

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

أبو عبيدة عامر بن الجراح

هو الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، وكان من كبار الصحابة وفضلائهم، وأهل السابقة منهم رضوان الله عليهم، وأحد العشرة سادات الصحابة المشهود لهم بالجنة، أمين الأمة رضي الله عنه، أسلم قديما قبل دخول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دار الأرقم، شهد رضي الله عنه بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله ، وثبت يوم أحد مع رسول الله حين انهزم الناس وولوا، وانتزع من وجه رسول الله حلقتي الدرع يوم أحد فسقطت ثنيتاه، فكان أثرم الثنيتين، وخرج رضي الله عنه في عدة سرايا وكان أمير بعضها، واستعمله رسول الله على جباية الجزية، وكان أبو بكر الصديق أشار على الناس بالبيعة لأبي عبيدة أو لعمر رضي الله عنهما بالخلافة بعد وفاة رسول الله ، إلا انهم بايعوا أبا بكر. وتوفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، في خلافة عمر بن الخطاب، ومات بالأردن من أرض الشام، وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن فيها.

البطاقة الشخصية

اسمه ونسبه

هو الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، مشهور بكنيته، وبالنسبة إلى جدّه. واختلف في اسمه، فقيل: عامر بن عبد الله بن الجراح. وقيل: عبد الله بن عامر. قال الأثير: «والأول أصح». "أسد الغابة" لابن الأثير (5 /205). وقال ابن عبد البر: «ومنهم من لم يذكر بين عامر والجراح عبد اللَّه، وبذلك جزم مصعب الزبيري في نسب قريش. والأكثر على إثباته». "الإصابة" لابن حجر (3 /475). وهو: عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر القرشي الفهري، وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة. قال خليفة: وكانت أمه من بني الحارث بن فهر، أدركت الإسلام، وأسلمت. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /475)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /409)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 /1710)، "أسد الغابة" لابن الأثير (5 /205).

صفته

الخَلقية: كان رضي الله عنه رجلا نحيفا معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالا، أجنأ، أي: له ميل في الظهر، وقيل: في العنق، وهو الذي انتزع من وجه رسول الله حلقتي الدرع يوم أحد فسقطت ثنيتاه، وكان لذلك أثرم الثنيتين. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /476)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /414)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 /1710)، والحاكم (5149). الخُلقية: كان رضي الله عنه ورعا زاهدا. ولما دخل عمر بن الخطاب الشام، ورأى عيش أبي عبيدة، وما هو عليه من شدة العيش، قال له: كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة. انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 /1711)، "أسد الغابة" لابن الأثير (5 /206). وروى هشام بن عروة، عن أبيه: «قدم عمر الشام فتلقاه أمراء الأجناد، فقال: أين أخي أبو عبيدة؟ فقالوا: يأتي الآن. فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وساء له حتى أتى منزله، فلم نر فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله. فقال له عمر: لو اتخذت متاعا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن هذا يبلغنا المقيل». انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /478)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 /1711)، "أسد الغابة" لابن الأثير (5 /206). وكان رضي الله عنه من كبار الصحابة وفضلائهم، وأهل السابقة منهم رضوان الله عليهم، وكان من علية أصحابه. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /410)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 /1710). وكان رضي الله عنه حسن الخلق، لين الجانب، متبعا لأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وعهده. من ذلك أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمّر عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، وهي من مشارف الشام في بليّ ونحوهم من قضاعة، فخشي عمرو عددهم، فبعث يستمد، فندب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الناس من المهاجرين الأولين، فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددا لعمرو بن العاص. ذكر أهل السير والمغازي: أن أبا عبيدة لما قدم بالمدد أراد أن يؤم الناس للصلاة، فقال له عمرو: إنما قدمت علي مددا وأنا الأمير، فتنازع المسلمون، فقال المهاجرون: كلا، بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه! فقال له عمرو: بل أنتم مدد لنا، وكان أبو عبيدة رجلا سهلا، حسن الخلق، لين الشيمة، هينا عليه أمر الدنيا، فقال أبو عبيدة: يا عمرو، وتعلمن أن آخر ما عهد إلى رسول الله أن قال: إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا، وإنك إن عصيتني أطعتك، قال: فإني الأمير عليك، وأنت مدد لي، قال: فدونك، فأطاع له بذلك أبو عبيدة، وكان عمرو يصلي بالناس. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /771)، "السيرة" لابن هشام (2 /623- 624)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /131). وكان رضي الله عنه حييا. روى الطّبرانيّ من طريق عبد اللَّه بن عمرو، قال: «ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها، وأحسنهم خلقا، وأشدهم حياء: أبو بكر، وعثمان، وأبو عبيدة». انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /475)، وقال فيه: «في سنده ابن لهيعة». وكان رضي الله عنه متواضعا تقيا. قال أبو عبيدة بن الجراح وهو أمير على الشام: «يا أيها الناس، إني امرؤ من قريش، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /412).

إسلامه

كان رضي الله عنه أحد العشرة السابقين إلى الإسلام، وكان إسلامه هو وعثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد في ساعة واحدة قبل دخول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دار الأرقم. ذكره ابن سعد من رواية يزيد بن رومان. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /475)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /409)، الحاكم (5160).

زوجاته وأولاده

وكان لأبي عبيدة رضي الله عنه من الولد: يزيد، وعمير، وأمهما هند بنت جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، فدرج ولد أبي عبيدة بن الجراح فليس له عقب. "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /409).

وفاته

توفي رضي الله عنه في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، في خلافة عمر بن الخطاب، وكان سنه يوم توفي ثمان وخمسين سنة، ومات بالأردن من الشام، وبها قبره، وصلى عليه معاذ بن جبل، ونزل في قبره معاذ، وعمرو بن العاص، والضحاك بن قيس. قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان: «مات في طاعون عمواس خمسة وعشرون ألفا». وقيل: «مات من آل صخر عشرون فتى، ومن آل المغيرة عشرون فتى. وقيل: بل من ولد خالد بن الوليد». انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /478)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /414)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 /1711)، "أسد الغابة" لابن الأثير (5 /206). قال ابن حجر: «اتفقوا على أنه مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة، وأرّخه بعضهم سنة سبع عشرة. وهو شاذّ، وجزم ابن مندة تبعا للواقدي والفلاس أنه عاش ثمانيا وخمسين سنة. وأما ابن إسحاق، فقال: عاش إحدى وأربعين سنة». "الإصابة" لابن حجر (3 /478). قال طارق بن شهاب: «أتانا كتاب عمر: لما وقع الوباء بالشام، فكتب عمر إلى أبي عبيدة: أنه قد عرضت لي إليك حاجة لا غنى لي بك عنها، فقال أبو عبيدة: يرحم الله أمير المؤمنين، يريد بقاء قوم ليسوا بباقين، قال: ثم كتب إليه أبو عبيدة: إني في جيش من جيوش المسلمين لست أرغب بنفسي عن الذي أصابهم، فلما قرأ الكتاب استرجع، فقال الناس: مات أبو عبيدة قال: لا، وكان كتب إليه بالعزيمة، فأظهر من أرض الأردن فإنها عميقة وبية إلى أرض الجابية فإنها نزهة ندية، فلما أتاه الكتاب بالعزيمة أمر مناديه أذن في الناس بالرحيل، فلما قدم إليه ليركبه وضع رجله في الغرز ثنى رجله، فقال: ما أرى داءكم إلا قد أصابني، قال: ومات أبو عبيدة ورجع الوباء عن الناس». أخرجه الحاكم (5146)، وقال فيه: «رواة هذا الحديث كلهم ثقات وهو عجيب بمرة»، وعلف عليه الذهبي في التلخيص: «على شرط الشيخين». وروى عبد الله بن عباس: «أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد، أبوعبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشأم. قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم، فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله ، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعوا لي الأنصار، فدعوتهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه. قال أبوعبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة؟ نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان، إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان متغيبا في بعض حاجته - فقال: إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، قال: فحمد الله عمر ثم انصرف». أخرجه البخاري (5729)، ومسلم (2219). وقال عروة بن رويم: «انطلق أبو عبيدة يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله، فتوفي هناك، وأوصى أن يدفن حيث قضى، وذلك بفحل من أرض الأردن، ويقال: إن قبره ببيسان، وقالوا: إنه كان يخضّب بالحناء والكتم». "الإصابة" لابن حجر (3 /478). العرباض بن سارية قال: «دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه الذي مات فيه وهو يموت، فقال: غفر الله لعمر بن الخطاب رجوعه من سرغ، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: «المطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد، والحرق شهيد، والهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة، وذات الجنب شهيدة». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /414).

أخباره ومواقفه

في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

المؤاخاة بينه وبين غيره من الصحابة رضي الله عنهم. روى أنس: «أن رسول الله آخى بين أبي عبيدة بن الجراح، وبين أبي طلحة». أخرجه مسلم (2528). وقال الواقدي: «آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ». "الإصابة" لابن حجر (3 /475). وقال محمد بن إبراهيم: «آخى رسول الله بين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة». وقال محمد بن عمر: «وآخى رسول الله بين أبي عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /410). هجرته رضي الله عنه. وكان رضي الله عنه من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعا: هاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم قبل الهجرة، وهاجر إلى المدينة. وذكر ابن إسحاق والواقدي أنه هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة، ولم يذكر ذلك ابن عقبة ولا غيره. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /475)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /409)، "أسد الغابة" لابن الأثير (5 /206). قال عاصم بن عمر بن قتادة: «لما هاجر أبو عبيدة بن الجراح من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /410). جهاده رضي الله عنه في سبيل الله. وشهد رضي الله عنه بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله ، وثبت يوم أحد مع رسول الله حين انهزم الناس وولوا. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «لما جال الناس على رسول الله يوم أحد: كنت أول من فاء إلى رسول الله ، فبصرت به من بعد، فإذا أنا برجل قد اعتنقني من خلفي مثل الطير، يريد رسول الله ، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، وإذا أنا برجل يرفعه مرة ويضعه أخرى، فقلت: أما إذا أخطأني لأن أكون أنا هو مع رسول الله ، ويجيء طلحة فذاك أنا وأمر فانتهينا إليه، فإذا طلحة يرفعه مرة ويضعه أخرى، وإذا بطلحة ست وستون جراحة، وقد قطعت إحداهن أكحله، فإذا رسول الله قد ضرب على وجنتيه، فلزقت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه، فلما رأى أبو عبيدة ما برسول الله ناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله ، فانتزع إحداهما بثنيته فمدها فندرت وندرت ثنيته، ثم نظر إلى الأخرى فناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله فانتهزها بالثنية الأخرى، فمدها، فندرت وندرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أثرم الثنايا». أخرجه الحاكم (4315)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، والبزار (1 /186)، وقال فيه: «وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن النبي إلا أبو بكر الصديق، ولا نعلم له إسنادا غير هذا الإسناد، وإسحاق بن يحيى لين الحديث إلا أنه قد روى عنه جماعة منهم الثوري وابن المبارك وغيرهما وقد احتملوا حديثه». وقال عبد الله بن شوذب: «جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح ينصب الأل لأبي عبيدة يوم بدر، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر الجراح قصده أبو عبيدة فقتله، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية حين قتل أباه ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ﴾ سورة المجادلة: 22». أخرجه الحاكم (5152). وخرج رضي الله عنه في عدة سرايا وكان أمير بعضها. منها: سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة. بعثه رسول الله في شهر ربيع الآخر، سنة ست من الهجرة إلى بني ثعلبة بذي القصة، في أربعين رجلا من المسلمين، فأغاروا عليهم فأعجزوهم هربا في الجبال، وأصابوا رجلا واحدا فأسلم فتركوه، وأخذوا نعما وشاء كان هناك، فاستاقوه وقدموا به إلى المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /552)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /86)، "إنسان العيون" للحلبي (3 /247)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 268)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /250). سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى سيف البحر أو سرية الخبظ. بعثه رسول الله إلى حي من جهينة بِالْقَبَلِيَّةِ مما يلي ساحل البحر، قبل صلح الحديبية، في ثلاثمائة رجل، ليتلقى عيرا لقريش، وحملوا معهم تمرا زادا، ففني ما معهم فأكلوا الخبط، وابتاع قيس بن سعد جزرا ونحرها لهم، حتى أخرج الله لهم دابة من البحر فأكلوا منه وصحّوا، وتزودوا ورجعوا إلى رسول الله . انظر: "المغازي" للواقدي (2 /774)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /132)، "فتح الباري" لابن حجر (8 /78- 81)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 302- 303). قال عمرو بن دينار: سمعت جابر بن عبد الله يقول: «بعثنا رسول الله ثلاث مائة راكب، أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عير قريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط، فسمي ذلك الجيش جيش الخبط، فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا، فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه، فنصبه فعمد إلى أطول رجل معه. قال سفيان: مرة ضلعا من أضلاعه فنصبه وأخذ رجلا وبعيرا فمر تحته. قال جابر: وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه. وكان عمرو يقول: أخبرنا أبو صالح، أن قيس بن سعد قال لأبيه: كنت في الجيش فجاعوا، قال انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال انحر، قال: نحرت، ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نهيت». أخرجه البخاري (4361)، ومسلم (1935). روى وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه قال: «بعث رسول الله بعثا قبل الساحل، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاث مائة، وأنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش، فجمع ذلك كله، فكان مِزْوَدَيْ تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فَنِيَ، فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما فلم تصبهما». أخرجه البخاري (2483). قال جابر: قال أبو عبيدة: «… فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي فقال: كلوا، رزقا أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم، فأتاه بعضهم فأكله». أخرجه البخاري (4362). وفي رواية أبي الزبير، عن جابر، قال: «بعثنا رسول الله وأمر علينا أبا عبيدة، نتلقى عيرا لقريش، وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثم نبله بالماء فنأكله، قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر، قال: قال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، بل نحن رسل رسول الله ، وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاث مائة حتى سمنا، قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن، ونقتطع منه الفدر كالثور، أو كقدر الثور، فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا، فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله ، فذكرنا ذلك له، فقال: «هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟»، قال: فأرسلنا إلى رسول الله منه فأكله». أخرجه مسلم (1935). استعماله رسول الله على جباية الجزية. روى المسور بن مخرمة، أن عمرو بن عوف الأنصاري وهو حليف لبني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرا، أخبره: «أن رسول الله بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله هو صالح أهل البحرين، وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافت صلاة الصبح مع النبي ، فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله حين رآهم، وقال: أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء؟ قالوا: أجل يا رسول الله، قال: فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم». أخرجه البخاري (3158)، ومسلم (2661).

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

بعد وفاة رسول الله أشار أبو بكر الصديق له ولعمر بالخلافة، فبايعوه. ولما كان يوم السقيفة أشار أبو بكر رضي الله عنه للصحابة بالبيعة لأبي عبيدة أو لعمر رضي الله عنهم أجمعين. روت عائشة رضي الله عنها، زوج النبي : «أن رسول الله مات وأبو بكر بالسنح، قال إسماعيل: يعني بالعالية، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله ، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر، فكشف عن رسول الله فقبله، قال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ سورة الزمر: 30، وقال: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ سورة آل عمران: 144، قال: فنشج الناس يبكون، قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر، أو أبا عبيدة بن الجراح، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله ، فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر قتله الله». أخرجه البخاري (3668)، ومسلم (1691). أعماله في خلافة عمر رضي الله عنه. سيّره عمر رضي الله عنهما إلى الشام أميرا، فكان فتح أكثر الشام على يده. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /475)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /410- 414)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 /1710)، "أسد الغابة" لابن الأثير (5 /206). رواياته وأحاديثه رضي الله عنه. روى رضي الله عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث، وروى عنه العرباض بن سارية، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وسمرة وغيرهم. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /475).

فضائله ومناقبه

كان رضي الله عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة. روى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: «أن رسول الله قال: عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص. قال: فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة». أخرجه الترمذي (3748)، وقال فيه: «أبو الأعور هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. وسمعت محمدا يقول: هو أصح من الحديث الأول»، وأبي داود (4649)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن أبي داود: «حديث صحح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عبد الرحمن بن الأخنس، فهو مقبول حيث يتابع، وقد توبع في الطريقين الذي قبله والذي بعده»، وابن ماجه (133)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن ابن ماجه: «حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات»، وأحمد (1675)، طبعة الرسالة. وفي رواية أخرى له قال: «أشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كنا مع رسول الله بحراء، فقال: اثبت حراء، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. قيل: ومن هم؟ قال رسول الله ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف. قيل فمن العاشر؟ قال: أنا». أخرجه الترمذي (3757)، وقال فيه: «هذا حديث حسن صحيح»، وأبي داود (4648)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن أبي داود: «حديث صحح»، وابن ماجه (134)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن ابن ماجه: «حديث صحيح، عبد الله بن ظالم متابع، وباقي رجاله ثقات». وكان رضي الله عنه أمين الأمة. روى أنس بن مالك: «أن رسول الله قال: إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح». أخرجه البخاري (3744)، ومسلم (2419). وقال حذيفة رضي الله عنه: «جاء أهل نجران إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله ابعث إلينا رجلا أمينا فقال: لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين، قال: فاستشرف لها الناس، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح». أخرجه البخاري (3745)، ومسلم (2420)، واللفظ لمسلم. وقال أنس بن مالك: قال رسول الله : «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح». أخرجه الترمذي (3791)، وقال فيه: «هذا حديث حسن صحيح». وقال أبو هريرة: قال رسول الله : «نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح». أخرجه الترمذي (3795)، وقال فيه: «هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سهيل». وأخرج ابن سعد بسند حسن أن معاذ بن جبل بلغه أنّ بعض أهل الشام استعجز أبا عبيدة أيام حصار دمشق، ورجّح خالد بن الوليد، فغضب معاذ، وقال: أبأبي عبيدة يظن! واللَّه إنه لمن خيرة من يمشي على الأرض. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /477). أقوال الصحابة رضي الله عنهم في بيان منزلته والثناء عليه. قال ابن أبي مليكة : «وسئلت عائشة: من كان رسول الله مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر، ثم قيل لها: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، ثم انتهت إلى هذا». أخرجه مسلم (2385). وقال عمر بن الخطاب لجلسائه: «تمنوا، فتمنوا، فقال عمر بن الخطاب: لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، قال سفيان: فقال له رجل: ما أَلَوْتُ الإسلام، فقال: ذاك الذي أردت». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /413)، وأخرجه الحاكم (5144). وقال أبو سعيد المقبري: «لما طعن أبو عبيدة، قال: يا معاذ صل بالناس، فصلى معاذ بالناس، ثم مات أبو عبيدة بن الجراح، فقام معاذ في الناس فقال: يا أيها الناس توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحا، فإن عبد الله لا يلقى الله تائبا من ذنبه إلا كان حقا على الله أن يغفر له، ثم قال: إنكم أيها الناس قد فجعتم برجل والله ما أزعم أني رأيت من عباد الله عبدا قط أقل غمزا ولا أبر صدرا، ولا أبعد غائلة، ولا أشد حبا للعاقبة، ولا أنصح للعامة منه، فترحموا عليه رحمه الله، ثم أصحروا للصلاة عليه، فوالله لا يلي عليكم مثله أبدا» فاجتمع الناس، وأخرج أبو عبيدة، وتقدم معاذ فصلى عليه حتى إذا أتى به قبره دخل قبره معاذ بن جبل وعمرو بن العاص والضحاك بن قيس، فلما وضعوه في لحده وخرجوا فشنوا عليه التراب، فقال معاذ بن جبل: يا أبا عبيدة، لأثنين عليك ولا أقول باطلا أخاف أن يلحقني بها من الله مقت كنت والله ما علمت من الذاكرين الله كثيرا، ومن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما، ومن الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قواما وكنت والله من المخبتين المتواضعين الذي يرحمون اليتيم والمسكين ويبغضون الخائنين المتكبرين». أخرجه الحاكم (5148)، "الإصابة" لابن حجر (3 /478). وقال عمر بن الخطاب: «لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت: سمعت نبيك يقول: هو أمين هذه الأمة». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /413). روى مالك بن أنس: «أن عمر بن الخطاب أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار، وقال للرسول: انظر ما يصنع، قال: فقسمها أبو عبيدة، قال: ثم أرسل إلى معاذ بمثلها، وقال للرسول مثل ما قال، فقسمها معاذ إلا شيئا، قالت امرأته: نحتاج إليه، فلما أخبر الرسول عمر قال: الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /413). وروى الحسن: «أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: ما من أحد من أصحابي إلّا لو شئت لأخذت عليه في خلقه، ليس أبا عبيدة بن الجرّاح». "الإصابة" لابن حجر (3 /477)، وقال فيه: «هذا مرسل، ورجاله ثقات».