البحث

عبارات مقترحة:

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

سعد بن أبي وقاص

هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري، أبو إسحاق، وكان من كبار الصحابة وفضلائهم، وأهل السابقة منهم رضوان الله عليهم، وأحد العشرة سادات الصحابة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة من أهل الشورى الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، شهد رضي الله عنه بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله ، وثبت يوم أحد حين انهزم الناس وولوا، وأبلى بلاء عظيما، وخرج رضي الله عنه في عدة سرايا وكان أمير بعضها، وهو أول من أراق دما في سبيل الله، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان رضي الله عنه مجاب الدعوة، جمع رسول الله له أبويه يوم أحد فقال: «يا سعد ارم فداك أبي وأمي»، وكان رسول الله يفتخر به ويقول: «هذا خالي فليرني امرؤ خاله»، ونزل آيات من القرآن بموافقته، وكان أمير غزوة القادسية وفتح المدائن في خلافة عمر رضي الله عنه، وولي الكوفة ثم عزله عمر عنها، لما شكاه أهل الكوفة، ثم أعاده عثمان عليها ثم ولاها غيره. توفي رضي الله عنه في زمن معاوية، سنة خمس وخمسين من الهجرة، وقيل غير ذلك.

البطاقة الشخصية

اسمه ونسبه

هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الزهري، واسم أبي وقاص: مالك بن وُهَيْبِ، وقيل: أهيب، يكنى أبا إسحاق. قال البخاري: «وبنو زهرة أخوال النبي ، وهو سعد بن مالك». كتاب أصحاب النبي ، باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري. وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية، وقيل: حمنة بنت أبي سفيان بن أمية. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /61- 62)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /137)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /606- 607)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /214).

مولده

قال موسى بن طلحة: «كان علي بن أبي طالب والزبير وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص، كان يقال لهم: لُدَات عام واحد، قال إبراهيم: ولدوا في عام واحد». أخرجه الحاكم (6107)، "الإصابة" لابن حجر (3 /62).

صفته

الخَلقية: واختلف في صفته رضي الله عنه اختلافا كثيرا متضادا. قال إسماعيل بن محمد بن سعد: «كان سعد آدم طويلا، أفطس». وقالت ابنته عائشة: «كان أبي رجلا قصيرا، دحداحا، غليظا، ذا هامة، شثن الأصابع، أشعر، وكان يخضب بالسواد». وروى ليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن نفر قد سماهم: «أن سعدا كان يخضب بالسواد». وقال وهب بن كيسان: «رأيت سعد بن أبي وقاص يلبس الخز». وعن حكيم بن الديلم: «أن سعدا كان يسبح بالحصى». انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /142-143)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /610)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /217). الخُلقية: وروى عبد الله بن بريدة عمن حدثه عن جرير: «أنه مر بعمر، فسأله عن سعد بن أبي وقاص، فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة، هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة، أشد الناس عن الباس، وأحب قريش إلى الناس». "الإصابة" لابن حجر (3 /64). سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معديكرب عن خبر سعد بن أبى وقاص فقال: «متواضع في خبائه، عربي في نمرته، أسد في تاموره، يعدل في القضية، ويقسم بالسوية، ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إلينا حقنا نقل الذرة». "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /216- 217). وكان سعد من أحدِّ الناس بصَرًا، «فرأى ذات يوم شيئًا يزول، فقال لمن معه: ترون شيئًا؟ قالوا: نرى شيئا كالطائر. قال: أرى راكبًا على بعير، ثم جاء بعد قليل عم سعد على بختي، فقال سعد: اللهم إنا نعوذ بك من شر ما جاء به». "الإصابة" لابن حجر (3 /63).

إسلامه

كان رضي الله عنه سابع سبعة في الإسلام، أسلم بعد ستة، وقيل: بعد أربعة، وكان عمره لما أسلم سبع عشرة سنة. قال عامر بن سعد، عن أبيه: «لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام». أخرجه البخاري (3726). ويقول سعد بن أبي وقاص: «ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام». أخرجه البخاري (3727). روت عنه ابنته عائشة بنت سعد قال: «أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة». وروي عنه أنه قال: «لقد أسلمت يوم أسلمت وما فرض الله الصلوات». انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /62)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /139)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /607)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /214). وأرادت أمه أن ترده عن دينه، فامتنعت عن الطعام والشراب أياما لعله يرجع. روى مصعب بن سعد، عن أبيه: «أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا. قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي﴾ وفيها ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ سورة لقمان: 15، ثم ساق الحديث». أخرجه مسلم (1748). وروت عنه ابنته عائشة أنه قال: «رأيت في المنام، قبل أن أسلم، كأني في ظلمة لا أبصر شيئا إذ أضاء لي قمر، فاتبعته، فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وإلى علي بن أبي طالب، وإلى أبي بكر، وكأني أسألهم: متى انتهيتم إلى ها هنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أن رسول الله يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد، وقد صلى العصر، فأسلمت، فما تقدمني أحد إلا هم». "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /216).

زوجاته وأولاده

وكان لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من الولد: إسحاق الأكبر وبه كان يكنى، دَرَج، وأم الحكم الكبرى، وأمهما ابنة شهاب بن عبد الله بن زهرة. وعمر قتله المختار، ومحمد بن سعد قتل يوم دير الجماجم، قتله الحجاج، وحفصة، وأم القاسم، وأم كلثوم، وأمهم ماوية بنت قيس بن معدي كرب من كندة. وعامر، وإسحاق الأصغر، وإسماعيل، وأم عمران، وأمهم أم عامر بنت عمرو بن عمرو من بهراء. وإبراهيم، وموسى، وأم الحكم الصغرى، وأم عمرو، وهند، وأم الزبير، وأم موسى، وأمهم زبد، ويزعم بنوها أنها ابنة الحارث بن يعمر بن شراحيل بن عبد عوف بن بكر بن وائل، أصيبت سباء. وعبد الله بن سعد وأمه سلمى من بني تغلب بن وائل. ومصعب بن سعد وأمه خولة بنت عمرو بن أوس بن سلامة بن تغلب بن وائل. وعبد الله الأصغر، وبجير واسمه عبد الرحمن، وحميدة، وأمهم أم هلال بنت ربيع بن سعد بن مذحج. وعمير بن سعد الأكبر هلك قبل أبيه، وحمنة وأمهما أم حكيم بنت قارظ من بني كنانة. وعمير الأصغر، وعمرو، وعمران، وأم عمرو، وأم أيوب، وأم إسحاق، وأمهم سلمى بنت خصفة بن ثعلبة بن عكابة. وصالح بن سعد كان نزل الحيرة لشر وقع بينه وبين أخيه عمر بن سعد ونزلها ولده، ثم نزلوا رأس العين، وأمه طيبة بنت عامر بن عتبة بن شراحيل من النمر بن قاسط. وعثمان، ورملة، وأمهما أم حجير. وعمرة وهي العمياء، تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، وأمها امرأة من سبي العرب. وعائشة بنت سعد. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /139).

وفاته

توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في زمن معاوية، سنة خمس وخمسين من الهجرة، قاله الواقدي، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: «مات سنة ثمان وخمسين». وقال الزبير وعمرو بن علي والحسن بن عثمان: «توفي سعد سنة أربع وخمسين، وكان سنه يوم توفي بضع وسبعين سنة». وقال الفلاس: «وهو ابن أربع وسبعين سنة». وقال ابن حجر: «مات سنة إحدى وخمسين. وقيل ست. وقيل سبع. وقيل ثمان. والثاني أشهر». "الإصابة" لابن حجر (3 /62). وتوفي سعد بن أبي وقاص في قصره بالعقيق على سبعة أميال من المدينة، فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان بن الحكم، وهو يومئذ والي المدينة وأزواج النبي ، ودفن بالبقيع. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /62- 63)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /147- 148)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /610)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /217). روت عائشة بيت سعد: «أنه لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي أن يمروا بجنازته في المسجد، ففعلوا، فوقف به على حجرهن فصلين عليه، وخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد، فبلغهن أن الناس عابوا ذلك، وقالوا: ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد، فبلغ ذلك عائشة فقالت: ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به، عابوا علينا أن يُمَرّ بجنازة في المسجد، وما صلى رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /147). وهو رضي الله عنه آخر العشرة موتا. قال ابنه عامر: «كان أبي آخر المهاجرين وفاة». أخرجه الحاكم (6097). وروى الزهري: «أن سعد بن أبي وقاص لما حضره الموت دعا بِخَلَقِ جبة له من صوف، فقال: كفنوني فيها، فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر، وإنما كنت أخبأها لهذا اليوم». أخرجه الحاكم (6100). قال مصعب بن سعد: «كان رأس أبي في حجري وهو يقضي، قال: فدمعت عيناي، فنظر إلي فقال: ما يبكيك أي بني؟، فقلت: لمكانك، وما أرى بك، قال: فلا تبك علي، فإن الله لا يعذبني أبدا، وإني من أهل الجنة، إن الله يدين المؤمنين بحسناتهم ما عملوا لله، قال: وأما الكفار فيخفف عنهم بحسناتهم، فإذا نفدت قال: ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /147).

أخباره ومواقفه

في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

المؤاخاة بينه وبين غيره من الصحابة رضي الله عنهم. روى موسى بن محمد عن أبيه قال: «آخى رسول الله بين سعد بن أبي وقاص ومصعب بن عمير». وعن سعد بن إبراهيم، وعبد الواحد بن أبي عون، قالا: «آخى رسول الله بين سعد بن أبي وقاص وسعد بن معاذ». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /139- 140). هجرته رضي الله عنه. روى أبو بكر بن إسماعيل بن محمد عن أبيه قال: «لما هاجر سعد وعمير ابنا أبي وقاص من مكة إلى المدينة نزلا في منزل لأخيهما عتبة بن أبي وقاص كان بناه في بني عمرو بن عوف وحائط له، وكان عتبة أصاب دما بمكة فهرب فنزل في بني عمرو بن عوف، وذلك قبل بعاث». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /139). جهاده رضي الله عنه في سبيل الله. وشهد رضي الله عنه بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله ، وثبت يوم أحد حين انهزم الناس وولوا، وأبلى بلاء عظيما، وهو أول من أراق دما في سبيل الله، وأول من رمى بسهم في سبيل الله. قال سعد رضي الله عنه: «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي ، وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة، ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد خبت إذا وضل عملي، وكانوا وشوا به إلى عمر، قالوا: لا يحسن يصلي». أخرجه البخاري (3728)، ومسلم (2966). روت عائشة بنت سعد عن أبيها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «لما جال الناس عن رسول الله تلك الجولة يوم أحد، تنحيت فقلت: أذود عن نفسي، فإما أن أستشهد، وإما أن أنجو حتى ألقى رسول الله ، فبينا أنا كذلك إذا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون حتى قلت: قد ركبوه، ملأ يده من الحصى، ثم رمى به في وجوههم فنكبوا على أعقابهم القهقرى، حتى يأتوا الجبل ففعل ذلك مرارا، ولا أدري من هو وبيني وبينه المقداد بن الأسود، فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال المقداد: يا سعد، هذا رسول الله يدعوك، فقلت: وأين هو؟ فأشار لي المقداد إليه، فقمت، ولكأنه لم يصبني شيء من الأذى، فقال رسول الله : أين كنت اليوم يا سعد؟ فقلت: حيث رأيت رسول الله فأجلسني أمامه، فجعلت أرمي، وأقول: اللهم سهمك فارم به عدوك ورسول الله يقول: اللهم استجب لسعد، اللهم سدد لسعد رميته، إيها سعد، فداك أبي وأمي، فما من سهم أرمي به إلا، وقال رسول الله : اللهم سدد رميته، وأجب دعوته، إيها سعد، حتى إذا فرغت من كنانتي، نثر رسول الله ما في كنانته، فنبلني سهما نضيا، قال: وهو الذي قد ريش، وكان أشد من غيره. قال الزهري: إن السهام التي رمى بها سعد يومئذ كانت ألف سهم». أخرجه الحاكم (4314)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، والبزار (1213)، وقال فيه: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد». انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /142)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /607)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /214). وخرج في عدة سرايا وكان أمير بعضها. منها سرية الخرار، بعثه رسول الله على رأس تسعة أشهر من الهجرة إلى الْخَرَّارِ، فخرج في عشرين راكبا، يعترض عيرًا لقريش، وفاتهم رضي الله عنهم العير، فرجعوا دون أن يحصل قتال. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /600)، "المغازي" للواقدي (1 /11). وأراد رضي الله عنه أن يوصي من ماله، فمنعه رسول الله فيما زاد على الثلث. روى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: «كان رسول الله يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. فقلت: بالشطر؟ فقال: لا. ثم قال: الثلث والثلث كبير أو كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك، فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد ابن خولة، يرثي له رسول الله أن مات بمكة». أخرجه البخاري (1295)، ومسلم (1628).

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

كان رضي الله عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة: روى أبو هريرة: «أن رسول الله ، كان على جبل حراء فتحرك، فقال رسول الله : اسكن حراء فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، وعليه النبي ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم». أخرجه مسلم (2417). وروى سعيد بن زيد: «أن رسول الله قال: عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص. قال: فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة». أخرجه الترمذي (3748)، وقال فيه: «أبو الأعور هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. وسمعت محمدا يقول: هو أصح من الحديث الأول»، وأبي داود (4649)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن أبي داود: «حديث صحح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عبد الرحمن بن الأخنس، فهو مقبول حيث يتابع، وقد توبع في الطريقين الذي قبله والذي بعده»، وابن ماجه (133)، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط في تخريجه على سنن ابن ماجه: «حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات»، وأحمد (1675)، طبعة الرسالة. وهو أحد الستّة أصحاب الشّورى: وجعله عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض. وقال: إن ولي سعد الإمارة فذاك، وإلا فأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، فولاه عثمان الكوفة ثم عزله، واستعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /62)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /607)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /215). قال عمرو بن ميمون في حديثه الطويل: «… واستأذن الرجال، فولجت داخلا لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل، فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف، قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر، أو الرهط، الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، فسمى عليا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعدا، وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء - كهيئة التعزية له - فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله عن عجز، ولا خيانة، . ..». أخرجه البخاري (3700). رواياته وأحاديثه رضي الله عنه: روى رضي الله عنه عن النبي كثيرا. وروى عنه من الصحابة: ابن عمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة، وروى عنه بنوه عامر، ومصعب، ومحمد، وإبراهيم، وعائشة أولاد سعد، ومن كبار التابعين: ابن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وقيس ابن أبي حازم، وعلقمة، والأحنف، وآخرون. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /62)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /217). أعماله في خلافة عمر رضي الله عنه: كان رضي الله عنه أمير غزوة القادسية. واستعمل عمر بن الخطاب سعدا على الجيوش الذين سيرهم لقتال الفرس، وهو كان أميرا لجيش الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء فهزموهم، ففتح الله على يده أكثر فارس، وله كان فتح القادسية وغيرها. انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /608)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /215). وكان رضي الله عنه من فتح المدائن. وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى بالعراق. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /63)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /608)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /215). وكان رضي الله عنه أمير الكوفة وواليها. وولى العراق في خلافة عمر رضي الله عنهما، ثم عزله عن الكوفة وذلك في سنة إحدى وعشرين، وذلك أن ناسا من أهل الكوفة شكوه إلى عمر بن الخطاب، ورموه بالباطل، فعزله عنها، فدعا سعد على الذي واجهه بالكذب عليه دعوة ظهرت فيه إجابتها، وكان أكثرهم شكوى منه رجل من بني أسد، وولى عمار بن ياسر الصلاة، وعبد الله بن مسعود بيت المال، وعثمان بن حنيف مساحة الأرض. ثم عزل عمارا، وأعاد سعدا على الكوفة ثانية، ثم عزله، وولى جبير بن مطعم، ثم عزله قبل أن يخرج إليها، وولى المغيرة بن شعبة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر رضي الله عنه، فأقره عثمان يسيرا ثم عزله، وولى سعدا، ثم عزله، وولى الوليد بن عقبة. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /62)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /608)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /215). أعماله في خلافة عثمان رضي الله عنه: كان على الكوفة المغيرة بن شعبة، حين قتل عمر رضي الله عنه، فأقره عثمان عليها يسيرا ثم عزله، فولاه سعد، ثم عزله، واستعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط. انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /609)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /215). موقفه رضي الله عنه من الفتنة بعد قتل عثمان رضي الله عنه: ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة، ولم يكن مع أحد من الطوائف المتحاربة، بل لزم بيته، وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام. وأراده ابنه عمر بن سعد وابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أن يدعو إلى نفسه بعد قتل عثمان، فأبى ولم يفعل، وطلب السلامة. روى أيوب عن محمد قال: نبئت أن سعدا كان يقول: «ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة، قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، ولا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني، لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان، فيقول: هذا مؤمن وهذا كافر». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /143). فلما اعتزل الفتنة طمع فيه معاوية، وفي عبد الله بن عمر، وفي محمد بن مسلمة، فكتب إليهم يدعوهم إلى أن يعينوه على الطلب بدم عثمان، ويقول: إنكم لا تكفرون ما أتيتموه من خذلانه إلا بذلك، ويقول: إن قاتله وخاذله سواء، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به، وينكر مقالته، ويعرفه بأنه ليس بأهل لما يطلب، وكتب إليه سعد أبيات شعر: معاوي داؤك الداء العياء*****وليس لما تجيء به دواء أيدعوني أبو حسن علي*****فلم أردد عليه ما يشاء وقلت له: اعطني سيفًا بصيرًا*****تميز به العداوة والولاء أتطمع في الذي أعيا عليًا*****على ما قد طمعت به العفاء ليوم منه خير منك حيًا*****وميتًا أنت للمرء الفداء انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /63)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (2 /609)، "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /216).

فضائله ومناقبه

أول من رمى بسهم في سبيل الله: وذلك في سرية عبيدة بن الحارث، وكان معه يومئذ المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان، بعث رسول الله عبيدة بن الحارث ليعترض عيرًا لقريش، التقى الفريقان ولم يكن بينهما قتال، فقط تراموا بالسهام، وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ممن اشترك في هذه السرية، فرمى فيها بسهم، فكان أوّل سهم رمي به في الإسلام. قال سعد رضي الله عنه: «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله». أخرجه البخاري (3728)، ومسلم (2966). وقال سعد بن أبي وقاص: «أنا أول من رمى في الإسلام بسهم، خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكبا سرية». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3 /140). وهو أول من أراق دمًا في سبيل الله: كان أصحاب رسول الله بمكة يستخفون بصلاتهم، فبينا سعد في شعب من شعاب مكة في نفر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون، فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي جمل، فشجه، فكان أول دم أريق في الإسلام. انظر: "الإصابة" لابن حجر (3 /62). جمع رسول الله له أبويه يوم أحد: قال سعد: «جمع لي النبي أبويه يوم أحد». أخرجه البخاري (3725)، ومسلم (2412). ويقول علي: «ما سمعت النبي جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك، فإني سمعته يقول يوم أحد: يا سعد ارم فداك أبي وأمي». أخرجه البخاري (4059)، ومسلم (2411). يقول سعد بن أبي وقاص: «نثل لي النبي كنانته يوم أحد، فقال ارم فداك أبي وأمي». أخرجه البخاري (4055). وفي أخرى: وعند مسلم: يقول سعد: «أن النبي جمع له أبويه يوم أحد قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبي : ارم فداك أبي وأمي، قال: فنزعت له بسهم ليس فيه نصل، فأصبت جنبه فسقط، فانكشفت عورته، فضحك رسول الله حتى نظرت إلى نواجذه». أخرجه مسلم (2412). وكان رضي الله عنه مجابَ الدعوة مشهورًا بذلك، تخاف دعوته وترجى: وكان سعد يستجيب الله لدعائه، وكان الناس يعلمون ذلك منه ويخافون دعاءه، لا يشك في إجابتها عندهم، لدعوة رسول الله له بذلك. روى قيس: «أن النبي قال: اللهم استجب لسعد إذا دعاك». أخرجه الترمذي (3751)، وقال فيه: «وهذا أصح»، والحاكم (6118)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3 /142). وروى قيس بن أبي حازم، عن سعد بن أبي وقاص، قال: «قال لي رسول الله : اللهم سدد رميته، وأجب دعوته». أخرجه الحاكم (6122)، وقال فيه: «هذا حديث تفرد به يحيى بن هانئ بن خالد الشجري وهو شيخ ثقة من أهل المدينة»، وعلق عليه الذهبي في التلخيص، فقال: «تفرد به الشجري وهو ثقة». روى مصعب بن سعد عن سعد: «أن رجلا نال من علي رضي الله عنه، فدعا عليه سعد بن مالك فجاءته ناقة أو جمل فقتله، فأعتق سعد نسمة، وحلف أن لا يدعو على أحد». أخرجه الحاكم (6120). قال قيس بن أبي حازم: «كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة، وهو يشتم علي بن أبي طالب، والناس وقوف حواليه إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال: يا هذا، علام تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله ؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال: ألم يكن ختن رسول الله على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه، وقال: اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك، فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك. قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار، فانفلق دماغه ومات». أخرجه الحاكم (6121)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي. وروى سعيد بن المسيب عن سعد، قال: «جاء الحارث بن البرصاء وهو في السوق، فقال له: يا أبا إسحاق، إني سمعت مروان يزعم أن مال الله ماله من شاء أعطاه، ومن شاء منعه، فقال له: أنت سمعته يقول ذلك؟ قال: نعم، قال سعيد: فأخذ بيدي سعد وبيد الحارث حتى دخل على مروان، فقال: يا مروان، أنت تزعم أن مال الله مالك، ما شئت أعطيته ومن شئت منعته؟ قال: نعم، قال: فأدعو؟ ورفع سعد يديه، فوثب إليه مروان، وقال: أنشدك الله أن تدعو هو مال الله من شاء أعطاه ومن شاء منعه». أخرجه الحاكم (6124). افتخار رسول الله به: قال جابر بن عبد الله: «أقبل سعد، فقال النبي : هذا خالي فليرني امرؤ خاله». أخرجه الترمذي (3752)، وقال فيه: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث مجالد»، والحاكم (6113)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وإنما قال هذا لأن سعدا زهري، وأم رسول الله زهرية، وهو ابن عمها، فإنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، يجتمعان في عبد مناف، وأهل الأم أخوال. انظر: "أسد الغابة" لابن الأثير (2 /215). نزول القرآن بموافقته رضي الله عنه لما أراده: روى مصعب بن سعد، عن أبيه: «أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا. قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي﴾ وفيها ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [ لقمان: 15]، قال: وأصاب رسول الله غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف فأخذته، فأتيت به الرسول ، فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حاله، فقال: رده من حيث أخذته، فانطلقت، حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، قال: فشد لي صوته: رده من حيث أخذته، قال: فأنزل الله عز وجل: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ [ الأنفال: 1]، قال: ومرضت فأرسلت إلى النبي فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، قال فأبى، قلت: فالنصف، قال فأبى، قلت: فالثلث، قال فسكت، فكان، بعد الثلث جائزا. قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقك خمرا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال فأتيتهم في حش - والحش البستان - فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزق من خمر. قال فأكلت وشربت معهم، قال فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم. فقلت: المهاجرون خير من الأنصار. قال فأخذ رجل أحد لحيي الرأس فضربني، به فجرح بأنفي فأتيت رسول الله ، فأخبرته فأنزل الله عز وجل في - يعني نفسه - شأن الخمر: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ [ المائدة: 90]». أخرجه مسلم (1748). وفي رواية له أنه قال: أنزلت في أربع آيات، وساق الحديث». أخرجه مسلم (1748). روى سعد: «فِيّ نزلت: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ﴾ سورة الأنعام: 52، والعشي قال: نزلت في ستة: أنا وابن مسعود منهم، وكان المشركون قالوا له: تدني هؤلاء». أخرجه مسلم (2413). قال سعد: «كنا مع النبي ستة نفر، فقال المشركون للنبي : اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ سورة الأنعام: 52». أخرجه مسلم (2413). قيامه رضي الله عنه على حراسة رسول الله : وكان رضي الله عنه أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رسول الله في مغازيه. قالت عائشة: «أرق رسول الله ، ذات ليلة، فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة»، قالت وسمعنا صوت السلاح، فقال رسول الله : من هذا؟ قال سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله جئت أحرسك. قالت عائشة: فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه». أخرجه مسلم (2410). شهد له رسول الله بحب الله له: روت عائشة بنت سعد عن أبيها: «أن النبي جلس في المسجد ثلاث ليال، يقول: اللهم أدخل من هذا الباب عبدا يحبك وتحبه، فدخل منه سعد». أخرجه الحاكم (6117)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.