البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

المتكبر

كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...

مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحسن إليه

إن مكافأة المحسن خلق فطري ينشأ من خلق الوفاء؛ إذ إن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها. والمؤمن المستقيم لا يكون شاكرًا لله حتى يكون معترفًا بالفضل لأهل الفضل، والرسول كان سيد الناس في هذا الخلق، وهو يأمرنا أن نتحلَّى بهذا الخُلق أيضًا، فقال : «... ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه». "صحيح أبو داود" (5109).

التعريف

التعريف لغة

«كفأ: كافَأَهُ عَلَى الشَّيْءِ مُكافأَةً وكِفَاءً: جَازَاهُ. تَقُولُ: مَا لِي بهِ قِبَلٌ وَلَا كِفاءٌ أَي مَا لِي بِهِ طاقةٌ عَلَى أَن أُكَافِئَهُ». انظر: "لسان العرب" لابن منظور(139/1)، "الصحاح" للجوهري(68/1). «تكافأ الشيئان: تماثلا. وكافأه مُكَافَأَة، وكِفاء: ماثله، وَمن كَلَامهم: الْحَمد كِفَاءُ الْوَاجِب: أَي قدر مَا يكون مكافئا لَهُ» "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده(91/7).

التعريف اصطلاحًا

«المجازاة على الفعل، أو المساواة بين شيئين في أمور معينة». "حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" للدسوقي (237/4). قال عليش من المالكية: «فليكافأه: فليعطه عوض ما تفضل به». "منح الجليل على مختصر خليل" لعليش (383/7).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لا يخرج معنى المكافأة الاصطلاحي عن معناه اللغوي.

الأدلة

القرآن الكريم

مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحسن إليه في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعْمَةٖ تُجْزَىٰٓ * إِلَّا اْبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ اْلْأَعْلَىٰ﴾ [الليل: 19-20]. قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَآءُ اْلْإِحْسَٰنِ إِلَّا اْلْإِحْسَٰنُ﴾[الرحمن: 60]. قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾. [القلم: 4].

السنة النبوية

مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحسن إليه في السنة النبوية
«كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِى (سَلْ). فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِى الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ». قُلْتُ هُوَ ذَاكَ. قَالَ: «فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ». أخرجه مسلم (1122). وحين اقترض رسول الله من عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي قلب حنين رد إليه القرض بعد الغزوة وقال له : «بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد». صحيح ابن ماجه (1983).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

دعاؤه لمن أحسن إليه

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ، فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ».» أخرجه أبو داود (3854)، والنسائي في "السنن الكبرى" (6901)، وأحمد (12177).

الإحسان لمن أساء

فحين استفسر أحد الصحابة قائلا: يا رسول الله، الرجل أمر به فلا يقريني ولا يضيفني، ثم يمر بي أفأجزيه؟ - أي بمثل بخله – قال الرسول : " لا، بل أقره" أي أعطه وضيفه. أخرجه الترمذي (2006).

إحسانه لصواحب خديجة

عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال: «اذهبوا به إلى فلانة؛ فإنها كانت صديقة خديجة، اذهبوا به إلى بيت فلانة؛ فإنها كانت تحب خديجة». صحيح الأدب المفرد(172).

خيركم أحسنكم قضاء

عن أبي هريرة: «أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتقاضاه فأغلظ له، فهمّ به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا، ثم قال: أعطوه شيئًا مثل سنّه» ، فقالوا: يا رسول الله، لا نجد إلا أفضل من سنه، قال: «أعطوها، وخيركم أحسنكم قضاء». أخرجه البخاري(2401)، ومسلم(1601).

مكافأة النبي لمن أقرضه

في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه قال: «أتيت النبي وهو في المسجد وكان لي عليه دين فقضاني وزادني» أخرجه البخاري (2394) ومسلم (1222).

الإحسان إلى البهائم

لقد كانت المكافأة بالسوء مستنكرة حتى مع البهائم؛ إذ حينما فرت امرأة مسلمة من العدو على ناقة مسلوبة كانت لرسول الله نذرت إن وصلت للمدينة ناجية أن تنحرها، فلما ذكر ذلك لرسول الله قال : بئسما جزيتيها. صحيح ابن حبان (4392).

أقوال أهل العلم

«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا» علي بن أبي طالِب أخرجه البخاري (2585).
«كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا». علي بن أبي طالِب أخرجه مسلم(2310)
«أَجْوَدُ النَّاسِ كَفًّا، وَأَجْرأُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَوْفَى النَّاسِ بِذِمَّةٍ، وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمُهُمْ عِشْرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ. يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ» عائِشَة أم المُؤْمِنِين "دلائل النبوة" للبيهقي (270/1).
«كان رسول الله دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا صخَّاب ولا فحَّاش ولا عيّاب ولا مشاح، يتغافل عمّا لا يشتهي، ولا يؤيس منه راجيه، ولا يجيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذمّ أحدًا ولا يعيبه ولا يطلب عورته، ولا يتكلّم إلّا فيما رجا ثوابه وإذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنّما على رؤوسهم الطّير، فإذا سكت تكلّموا، لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلّم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك ممّا يضحكون منه ويتعجّب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقة ومسألته، حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم» أَنَس بن مالِك "الشمائل المحمدية" للترمذي (199/1).