الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
«كان رسول الله ﷺ أجود الناس صدرًا، وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أرَ قبله ولا بعده مثله ﷺ» علي بن أبي طالِب أخرجه الترمذي (3638)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (513/11)
«كان ﷺ في قمَّة الصدق وعَلْيَاء الأمانة، فهو صَادق اللهْجة، صريح القول واللسان، ثابت الجنان، لا ينفي قوله فعله، ميمون النقيبة، يصدق الناس، ويبدل لهم النصح، ولو كان فيه ضرره، حتى ارتبط الصدق بدمه وشحمه وعظمه صلوات ربي وسلامه عليه» بَدْر الدِّين الغَزِّي "الزبدة شرح البردة" لبدر الدين الغزي (ص32).
«وأما عدله ﷺ وأمانته وعفته وصدق لهجته، فكان ﷺ آمن الناس، وأعدل الناس، وأعف الناس، أصدقهم لهجة منذ كان، اعترف له بذلك مُحَادُّوهُ وَعِدَاه، وكان يسمى قبل نبوته: الأمين» القاضي عِيَاض "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض(ص177)
«"أصدق الناس لهجة": هذا مما أقر له به أعداؤه المحاربون له، ولم يجرب عليه أحد من أعدائه كذبة واحدة قط، دع شهادة أوليائه كلهم له به، فقد حاربه أهل الأرض بأنواع المحاربات، مشركوهم وأهل الكتاب منهم، وليس أحد منهم يومًا من الدهر طعن فيه بكذبةٍ واحدةٍ صغيرة ولا كبيرة». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "جلاء الأفهام" لابن القيم (197-198).
«أَصْدَقُ لَهْجَة، وَأَوْفَى ذِمَّهْ...أَلْيَنُهُمْ عَرِيْكَةً فِي الأُمَّهْ» الحافِظِ العِراقي "ألفية السيرة" للعراقي(ص82)
«وَكَانَ ﷺ أصدق النَّاس لهجة وأوفاهم بِذِمَّة» مُحِبّ الدِّين الطَّبَرِي "خلاصة سير سيد البشر" لمحب الدين الطبري (ص84)
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".