البحث

عبارات مقترحة:

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

حق الجن

الجن خلق من خلق الله تعالى، خلقهم سبحانه لعبادته كالإنس، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾. [الذّاريَات: ( 56 )]، وهم مُكلَّفُون بالتكاليف الشرعية، ويسكنون الأرض، يأكلون ويشربون، يتناكحون ولهم ذرية، وينتسبون إلى أديان مختلفة، فمنهم المؤمنون، ومنهم الكافرون. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

حق: الحق: نقيض الباطل، يقال: حَقَّ الأمْرُ يحِقُّ ويَحُقُّ حَقًّا وحُقُوقًا أي: صار حَقًا وثبتَ، وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقًا وأحَقَّه كِلَاهُمَا أثْبَتَهُ. وَصَارَ عِنْده حَقًا لَا يَشُكُّ فِيهِ. وأصل الحقّ المطابقة والموافقة. "المحكم"، لابن سيده: (472/2)، "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (246)، "تاج العروس"، للزبيدي: (166/25). والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. وأصل الجن الستر والتستر عن الحاسة وقيل: جنه: ستره؛ أو جنه: جعل له ما يجنه كقولك: قبرته وأقبرته وسقيته وأسقيته. فكل ما سُتر عنك: فقد جُن عنك. الجنة: الجنون، وذلك أنه يغطي العقل. وجنان الليل: سواده وستره الأشياء. قال: والجن سموا بذلك لأنهم متسترون عن أعين الخلق، ولأنّها تُتَّقى ولا تُرى. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (422/1)، "الصحاح"، للجوهري: (2093/5)، "تاج العروس"، للزبيدي: (364/34). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الحق: الصواب، ضد الباطل وهو: الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. يقال: حق الله أي: ما وجب لله تعالى على الإنسان. وحق الآدمي: أي ما وجب للآدمي على غيره. وحق الحيوان أي ما وجب للحيوان على غيره. "معجم لغة الفقهاء"، لقلعجي وقنيبي: (182) الجن: «نوع من الأرواح العاقلة المريدة المكلفة على نحو ما عليه الإنسان، وهي ليست أجسامًا ولا جسيمات بل هي موجودات روحانية مخلوقة من عنصر ناري، ولها حياة وإدراك خاص بها لا يُدرى مداه، مستترون عن الحواس، لا يُرون على طبيعتهم ولا بصورتهم الحقيقية، ولهم قدرة على التشكل، يأكلون ويشربون ويتناكحون ولهم ذرية، محاسبون على أعمالهم في الآخرة». "روح المعاني" للألوسي (92/15)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (218/29). وهم نوع حيوان ذو أجسام مؤلفة، وأشخاص مشخصة، ويجوز أن يكون الجن أجسامًا كثيفة، ولطيفة رقيقة. "نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص58). حق الجن: يمكننا تعريف حق الجن بأنه: ما وجب للجن على الإنسان. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للجن يتبين لنا أن المعنى الاصطلاحي مبني على المعنى اللغوي ولا يخرج عنه فالجن مستترون عن أعين الإنس. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- بيَّن الله تعالى المادة التي خلق من الجن وهي لهب من النار المختلط بعضه ببعض. قال تعالى: ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾. [الرحمن: (15)]. 2- أخبر الله تعالى أن الشيطان يرانا هو وذريته وجنسه ونحن لا نراهم. قال تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾ [الأعراف: (27)]. 3- أخبر الله تعالى أنه بعث لرسوله طائفة من الجن يستمعون منه القرآن، فلما حضروا، ورسول الله يقرأ، قال بعضهم لبعض: أنصتوا؛ لنستمع القرآن، فلما فرغ الرسول من تلاوة القرآن، وقد وعَوه وأثَّر فيهم، رجعوا إلى قومهم منذرين ومحذرين لهم بأس الله، إن لم يؤمنوا به. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴾. [الأحقاف: (29)]. 4- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ الله عَلَى أصحَابِهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا فَقَالَ: «لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيلَةَ الْجِن فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كنْتُ كُلَّمَا أَتَيتُ عَلَى قَوْلِهِ: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ قَالُوا: لا بِشَيءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمْدُ». [أخرجه الترمذي: (3291)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

حق الجن في القرآن الكريم
1- وبخ الله تعالى المشركين من الجن والإنس بالاستفهام الإنكاري، ألم يأتكم رسل من جملتكم، يخبرونكم بآياتي الواضحة المشتملة على الأمر والنهي وبيان الخير والشر، ويحذرونكم لقاء عذابي يوم القيامة؟ قال تعالى: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾. [الأنعام: (130)]. 2- أخبر الله تعالى أنه ما خلق الجن والإنس ولا بعث الرسل إلا لغاية سامية، هي عبادته وحده دون سواه. قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. [الذاريات: (56)]. 3- أمر الله تعالى بالاستعاذة من أذى الجن الذي يوسوس للناس عند الغفلة. قال تعالى: ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾. [الناس: (5)]. 4- أمر الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان عند قراءة القرآن. قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. [الأعراف: (200)]. 5- حذر الله تعالى الإنس من اتباع طرق الشيطان في التحليل والتحريم، والبدع والمعاصي. وبيَّن أن الشيطان عدو للإنسان ظاهر العداوة. قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾. [البقرة: (68)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

حق الجن في السنة النبوية
1- بيَّن النبي أصل المادة التي خلق من الجن فقال : «خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ». [أخرجه مسلم: (2996)]. 2- أخبر النبي أن كل إنسان معه قرين من الجن موكل به لإضلاله وصرفه عن طاعة الله تعالى. قال : «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ» قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ». [أخرجه مسلم: (2814)]. 3- أخبر النبي بمجيء وفد من جن نصيبين إليه يسألونه الزاد، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ بِمَكَّةَ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ قَالَ: «لِيَقُمْ مَعِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، وَلَا يَقُومَنَّ مَعِي رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْغِشِّ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ»، قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُ، وَأَخَذْتُ إِدَاوَةً، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ رَأَيْتُ أَسْوِدَةً مُجْتَمِعَةً، قَالَ: فَخَطَّ لِي رَسُولُ اللَّهِ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: «قُمْ هَاهُنَا حَتَّى آتِيَكَ»، قَالَ: فَقُمْتُ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله إِلَيْهِمْ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَثَوَّرُونَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَسَمَرَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَيْلًا طَوِيلًا، حَتَّى جَاءَنِي مَعَ الْفَجْرِ، فَقَالَ لِي: «مَا زِلْتَ قَائِمًا يَا ابْنَ مَسْعُودٍ؟»، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَقُلْ لِي: «قُمْ حَتَّى آتِيَكَ؟» قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: «هَلْ مَعَكَ مِنْ وَضُوءٍ؟»، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَفَتَحْتُ الْإِدَاوَةَ، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ الْإِدَاوَةَ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله : «تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ»، قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ مِنْهَا، فَلَمَّا قَامَ يُصَلِّي أَدْرَكَهُ شَخْصَانِ مِنْهُمْ، قَالَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَؤُمَّنَا فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: فَصَفَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ لَهُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَؤُلَاءِ جِنُّ نَصِيبِينَ، جَاءُوا يَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ سَأَلُونِي الزَّادَ، فَزَوَّدْتُهُمْ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ تُزَوِّدُهُمْ إِيَّاهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: «قَدْ زَوَّدْتُهُمُ الرَّجْعَةَ، وَمَا وَجَدُوا مِنْ رَوْثٍ وَجَدُوهُ شَعِيرًا، وَمَا وَجَدُوهُ مِنْ عَظْمٍ وَجَدُوهُ كَاسِيًا». [أخرجه أحمد: (4381)]. 4- أخبر النبي أن جنًا بالمدينة قد أسلموا، قال : «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ». [أخرجه مسلم: (2236)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمع أهل العلم على أن الجن حق. قال ابن حزم: «اتفقوا أن الجن حق». "مراتب الإجماع" (ص 174). وقال السعد التفتازاني: «وبالجملة: فالقول بوجود الملائكة والجن والشياطين مما انعقد عليه إجماع الآراء ونطق به كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وحكي مشاهدة الجن عن كثير من العقلاء وأرباب المكاشفات من الأولياء، فلا وجه لنفيها». نقله البقاعي في "تفسيره" (4/111) عن "شرح المقاصد" وأجمع العلماء على أن رسولنا محمد رسول إلى جميع الجن والإنس إلى يوم القيامة. "مراتب الإجماع"، لابن حزم: (167)، "الإقناع في مسائل الإجماع"، لابن القطان: (48/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العقل

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

يتعلق بالجن جملة من الأحكام العقدية منها: 1- أن نؤمن بوجود الجن، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾. [الأحقاف: (29)]. وقد دلَّ القرآن الكريم والسنة النبوية على وجود الجن، وأخبرا عن كثير من أحوالهم وصفاتهم بما يجعل الإيمان بهم واجبًا، وإنكار وجودهم كفرًا؛ لأن إنكار الجن يُعَدُّ إنكارًا لأمر معلوم من الدين بالضرورة. 2- أ ن نؤمن بأن الجن لا يرون على حقيقتهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾. [الأعراف: (27)]. 3- أن نؤمن بأن الجن منهم المؤمن والكافر: اليهودي، والنصراني، والشيطان، والمارد. انظر "نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص58)، قال تعالى في شأن الجن حاكيًا قولهم عن أنفسهم: ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا﴾ [الجن: (11)]. 4- أن نؤمن بأن الجن مكلفون كالإنس وأنهم مجازون مثلهم، وأن رسلهم من البشر. قال تعالى حاكيًا قولهم: ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: (15-14)]. وقال أيضًا: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾. [الأنعام: (130)]. 5- أن نؤمن بأن الجن خلق من النار التي لهبها خالص من الدخان وصاف منه. قال تعالى: ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾. [الرحمن: (15)]. وقال أيضًا: ﴿ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾. [الحجر: (27)]. 6- أن نؤمن بأنه يمكن للجن أن يتلبس بالإنس. قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾. [البقرة: (275)]. 7- أن نؤمن بأن الجن لا يعلم الغيب، قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً﴾. [الجن: (26-25)]. وقال أيضًا في قصة سليمان –عليه السلام-: ﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾. [سبأ: (14)]. 8- أن نؤمن بأن الله تعالى سخر الجن لنبيه سليمان - عليه السلام – قال تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾. [ص: (5-2)]. وقال أيضًا: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾. [سبأ: (13-12)]. 9- أن نؤمن بأنه لا سلطان للجن على الإنسان، قال تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ [الحجر: (42)]. قال أيضًا: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾. [النحل: (100-99)].

أقوال أهل العلم

«لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن ولا في أن الله أرسل محمدا إليهم. .. وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواترًا معلومًا بالاضطرار ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة بل مأمورون منهيون ليسوا صفات وأعراضًا قائمة بالإنسان أو غيره كما يزعمه بعض الملاحدة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى"، لابن تيمية: (10/19).
«كما اتفقوا على وجود الجن». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن تَيْمِيَّة "الرد على المنطقيين"، لابن تيمية: (470)
«وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن تَيْمِيَّة "الفتاوى الكبرى"، لابن تيمية: (12/3).
«الْجِنّ عِنْد أهل الْكَلَام وَالْعلم بِاللِّسَانِ منزلون على مَرَاتِب فَإِذا ذكرُوا الْجِنّ خَالِصًا قَالُوا جني فَإِن أَرَادوا أَنه مُمكن يسكن مَعَ النَّاس قَالُوا عَامر وَالْجمع عمار فَإِن كَانَ مِمَّن يعرض للصبيان قَالُوا أَرْوَاح فَإِن خبث وتعزم فَهُوَ شَيْطَان فَإِن زَاد على ذَلِك فَهُوَ مارد فَإِن زَاد على ذَلِك وقوى امْرَهْ قَالُوا عفريت وَالْجمع عفاريت وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عَبْد البَر "آكام المرجان في أحكام الجان"، للشلبي: (25)

الآداب

آداب لحماية الإنسان من أذى الجن والشياطين

يوجد آداب لحماية الإنسان نفسه من أذى الجن والشياطين ينبغي مراعاتها في جميع شؤون حياتنا من هذه الآداب ما يأتي: 1- أن لا يخاف الإنسان من الجن؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾. [الجن: (6)]. 2- أن يتخذ الإنسان الشياطين أعداءً، فلا يطيعهم في معصية الله تعالى. قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾. [فاطر: (6)]. وقال تعالى: ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾. [الكهف: (50)]. 3- أن لا نصدق الجن فيما يخبرون به على ألسنة الإنس؛ لأن الغالب في الجني الذي يتلبس بالإنسي أنه فاجر كذاب. 4- أن لا نتعامل مع من يتعامل مع الجن لأن رسول الله قال: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ». [أخرجه أحمد: (9536)]. 5- أن يتجنب الإنسان أعمال الشيطان من الخمر والميسر والأزلام. قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾. [المائدة: (90)]. 6- أن يتجنب الإنسان طاعة الشيطان في فتنة نزع الثياب وإبداء العورات والتكشف والتعري. قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾. [الأعراف: (27)]. 7- أن لا يستجيب المسلم لوساوس الشيطان وإغرائه بالشر ودعوته إلى القبائح. قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾. [البقرة: (268)]. وقال أيضًا: ﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾. [النساء: (120)]. 8- أن يستعيذ به الإنسان إذا وسوس له بـ "من خلق ربك؟ قال : «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولَ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ». [أخرجه مسلم: (134)]. 9- أ ن يستنثر الإنسان ثلاثًا إذا استيقظ من منامه؛ لأن الشيطان يبيت على خياشيمه. قال : «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ». [أخرجه مسلم: (238)]. 10- أن يؤذن الإنسان لطرد الشيطان من المكان. قال : «إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ» قَالَ سُلَيْمَانُ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الرَّوْحَاءِ فَقَالَ: «هِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ مِيلًا». [أخرجه مسلم: (388)]. وقال أيضًا: «إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّأْذِينُ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ، أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطُرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ لَهُ: اذْكُرْ كَذَا وَاذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِنْ قَبْلُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ مَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى». [أخرجه مسلم: (389)]. 11- أن لا يجلس الإنسان جلسة الإقعاء، وهو أن يلصق أليتيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض كما يفرش الكلب وغيره من السباع؛ لورود النهي عن ذلك ففي الحديث: «وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ». [أخرجه مسلم: (498)]. 12- أن يسجد الإنسان سجدتي السهو إذا لبس عليه الشيطان في صلاته، فلم يدر كم صلى. قال : «إِنَّ أَحَدَكُمْ، إِذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَلَبَسَ عَلَيْهِ، حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدَكُمْ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ». [أخرجه مسلم: (389)]. 13- أن لا يؤخر الإنسان صلاة العصر إلى وقت الغروب؛ فعَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ، حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ، وَدَارُهُ بِجَنْبِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ، قَالَ: أَصَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ؟ فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّمَا انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ، قَالَ: فَصَلُّوا الْعَصْرَ، فَقُمْنَا، فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا». [أخرجه مسلم: (622)]. 14- أن لا يترك الإنسان قيام الليل فقد ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ: «ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ»، أَوْ قَالَ: «فِي أُذُنِهِ». [أخرجه مسلم: (774)]. 15- إذا استيقظ الإنسان من نومه يذكر الله تعالى ويتوضأ ويصلي حتى يصبح نشيطًا طيب النفس. قال : «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلَاثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ، بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ». [أخرجه مسلم: (776)]. 16- أن يقرأ الإنسان سورة البقرة في بيته ولا يجعله كالمقبرة. قال : «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ». [أخرجه مسلم: (780)]. 17- أن يتجنب الإنسان الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها. قال : «لَا تَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بِقَرْنَيْ الشَّيْطَانِ». [أخرجه مسلم: (828)]. 18- أن يدعو الإنسان ربه أن يجنبه الشيطان إذا أتى أهله. قال : «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا». [أخرجه مسلم: (1434)]. 19- أن يكف الإنسان صبيانه إذا كان جنح الليل، وأن يغلق الأبواب، ويوكأ القرب، ويخمر الآنية، ويطفأ المصابيح. قال : «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ - أَوْ أَمْسَيْتُمْ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ». [أخرجه مسلم: (2012)]. 20- أن يذكر الإنسان اسم الله تعالى عند تناول الطعام. فعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللهِ فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لَا يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا». [أخرجه مسلم: (2017)]. 21- أن يذكر الانسان ربه عند دخول بيته وعند طعامه. قال : «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ». [أخرجه مسلم: (2018)]. 22- أن يتجنب الإنسان الأكل بالشمال؛ لأن الشيطان يأكل بها، قال : «لَا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ». [أخرجه مسلم: (2019)]. وقال : «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ». [أخرجه مسلم: (2020)]. 23- أن يميط الأذى عن اللقمة إذا سقطت منه وليأكلها ولا يدعها للشيطان، قال : «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى، ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ». [أخرجه مسلم: (2033)]. 24- أن يتجنب الإنسان استخدام الجرس وآلات الموسيقى؛ لأنها مزامير الشيطان، قال : الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ». [أخرجه مسلم: (2114)]. 25- إذا حال الشيطان بين الإنسان وبين صلاته فعليه أن يتعوذ بالله من خنزب ويتفل عن يساره ثلاثًا، «فعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، أَتَى النَّبِيَّ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا» قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي». [أخرجه مسلم: (2203)]. 26- أن يقطع الإنسان على الشيطان ظن السوء بإخوانه، فعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَدَعَاهُ، فَجَاءَ، فَقَالَ: «يَا فُلَانُ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلَانَةُ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ، فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ». [أخرجه مسلم: (2147)]. 27- أن يتجنب الإنسان قول الشعر القبيح، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ بِالْعَرْجِ إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «خُذُوا الشَّيْطَانَ، أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا». [أخرجه مسلم: (2259)]. 28- أن ينفث عن يساره ويتعوذ بالله ويتحول عن جنبه الذي كان عليه إذا حلم الإنسان حلمًا يكرهه، فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى مِنْهَا، غَيْرَ أَنِّي لَا أُزَمَّلُ، حَتَّى لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ». [أخرجه مسلم: (2261)]. وفي رواية قَالَ : «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ». [أخرجه مسلم: (2262)]. 29- أن لا يخبر أحدًا بتلعب الشيطان به في المنام، قال : «إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ». [أخرجه مسلم: (2262)]. 30- أن لا يكون أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، قال : «لَا تَكُونَنَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ، أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ». [أخرجه مسلم: (2451)]. 31- أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب، فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ». [أخرجه مسلم: (2610)]. 32- أ ن لا يشير الإنسان إلى أخيه بالسلاح، قال : «لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ». [أخرجه مسلم: (2617)]. 33- أن لا يقول الإنسان لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن يقول قدر الله وما شاء فعل، قال : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ». [أخرجه مسلم: (2664)]. 34- أ ن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم إذا سمع نهيق الحمار، قال : «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا». [أخرجه مسلم: (2729)]. 35- أن يكظم الإنسان التثاؤب ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، قال : «التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ». [أخرجه مسلم: (2994)]. وفي رواية: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ». [أخرجه مسلم: (2995)] Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

حق الجن

للجن حق ينبغي أن يراعى ومنه ما يأتي: 1- أن لا يستنجي الإنسان بعظم ولا بعر ولا روث؛ لأنه طعام إخواننا من الجن. قال : «أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ﴾ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ: ﴿ لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ ﴾. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : ﴿فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ». [أخرجه مسلم: (450)]. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: «ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا، وَلَا ‌تَأْتِنِي ‌بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ». فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي، حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ: مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ: «هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلَا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا». أخرجه البخاري (3860). 2- أن لا يتبول الإنسان في الجحور؛ لأنها مساكن الجن، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْجُحْرِ»، قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ؟ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ. [أخرجه أبو داود: (29)، وقال النووي في "المجموع" (2/85): «حديث ابن سرجس صحيح، رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم بالأسانيد الصحيحة». ]. انظر في هذه الآداب: "آكام المرجان في أحكام الجان"، للشلبي: (30-5). 3- اجتناب قتلِ أحدِهم إلا بعد أن يُستأذَن ثلاثَ مرَّاتٍ في ثلاثَةِ أيَّامٍ: عن أبي ثعلبَةَ الخُشَني، عن النبيِّ قال: «الجِنُّ ثلاثَةُ أصنافٍ: فصِنفٌ لهم أجنحةٌ يطيرون بها في الهواء، وصِنفٌ حيَّاتٌ وكِلابٌ، وصِنفٌ يحِلُّون ويَظعَنون». رواه الطبراني، والحاكم، والبيهقي، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (3114). وقوله «ويظعنون» أي ويرتحلون. وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي قال: «إنَّ بالمدينةِ جِنَّاً قد أسلَمُوا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذِنُوهُ ثلاثةَ أيَّامٍ، فإن بدا لكُم بعدَ ذلك فاقتلوه؛ فإنما هو شيطانٌ» أخرجه مسلم. أي ليس جنيًّا مُسلمًا، وإنما هو شيطان كافر. وفي رواية عنه، عن النبي قال: «إنَّ لهذه البيوت عَوامِرَ، فإذا رأيتم شيئاً منها فحَرِّجوا عليها ثلاثاً؛ فإن ذهَبَ، وإلا فاقتلوه؛ فإنه كافر». أخرجه مسلم. وفي رواية: «إنَّ بالمدينة نفراً من الجِنِّ قد أسلموا، فمن رأى شيئاً من هذه العوامِرِ فليؤْذِنْه ثلاثاً، فإن بدا له بعدُ، فليقْتُلْهُ؛ فإنَّه شيطانٌ». أخرجه مسلم. وفي رواية عند أبي داود: «فإن رأيتم أحداً منهم، فحذِّروه ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم إن بدا لكم بعدُ أن تقتلوه، فاقتلوه بعد الثلاث» قوله : «فآذِنُوهُ» أي: فاطلبوا منه أن يخرج من دون أن يؤذي أحدًا. وقوله: «فإن بدا لكُم» أي: إن بدا لكم أنه ليس جنيًّا مسلمًا، وإنما هو شيطان وكافر، وأبى إلا المكث والأذى، فحينئذٍ فاقتلوه. وقوله: «العوامر» أي: الحيَّات، وقد تقدم في الحديث أن من الجن من يكون حية أو على صورة حية، وسميت عوامر لطول أعمارها. وقوله «فحرِّجوا» أي: فقولوا له: نحرِّج عليك ونشدِّد ونضيِّق إن لم تخرج، أو إن عدت لنقتلنك ونضربنك، ونخرجنك بالقوة. ونحوه معنى «فحذِّروه». فإن قيل: علامَ تحذيره ثلاثاً، وإمهاله ثلاثاً. .؟ والجواب: أن ذلك للاحتياط؛ إذ لعله يكون مُسلمًا، أو يكون كافرًا لكن لا يجوز قتله ظلمًا، فحينئذٍ ليس من حقك أن تبادر إلى قتله أو قتاله؛ فتقتل نفسًا معصومة بغير حق، لذا من حقه عليك أن تصبر عليه، وتنذره ثلاثًاـ ليتضح أمره، وتظهر حقيقته ـ كما أمرت بذلك أدلة الكتاب والسنة التي تحض على التبين والتثبت، قبل الإقدام على القتل والقتال. قال النووي: «قال العلماء: معناهُ: وإذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيوت، ولا مِمَّن أسلم من الجن، بل هو شيطان فلا حرمة عليكم، فاقتلوه، ولن يجعل الله له سبيلًا للانتصار عليكم بثأره، بخلاف العوامر، ومن أسلم، والله أعلم». "شرح صحيح مسلم" للنووي (14/236). وقال ابن تيمية في تفسير النهي: «وذلك أن قتل الجن بغير حق لا يجوز، كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق، والظلم محرم في كل حال، فلا يحل لأحد أن يظلم أحدًا ولو كان كافرًا، بل قال تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾». "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (19/44). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- «رُوِيَ أَن سعيد بن الْمسيب دخل يَوْمًا مَسْجِد رَسُول الله فَجعل يلْتَفت فِي أَرْكَان الْمَسْجِد يتفكر فِيمَن أدْرك من أَصْحَاب النَّبِي ثمَّ بَكَى وَجعل يَقُول: أَلا ذهب الحماة واسلموني*****فوا اسفا على فقد الحماة توَلّوا للقبور فاسقموني*****فوا اسفا على فقد الثقاة فَأَجَابَهُ هَاتِف من ركن الْمَسْجِد بِصَوْت محزون من كبد مشجون وَهُوَ يَقُول: فدع عَنْك الثقاة فقد توَلّوا*****ونفسك فابكها حِين الْمَمَات فَكل جمَاعَة لَا بُد يَوْمًا*****يفرق بَينهم وَقع الشتات فَقَالَ سعيد: من أَنْت؟ فقد زدتني حزنًا، فَقَالَ: أَنا من مؤمني الْجِنّ، كُنَّا فِي هَذَا الْمَسْجِد سبعين رجلًا، فَأتى الْمَوْت على جماعتنا، كَمَا أَتَى على جماعتك، وَلم يبْق مِنْهُم غَيْرِي، كَمَا لم يبْق من الْإِنْس غَيْرك، وَإِنَّا بهم لاحقون فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون». "بستان الواعظين"، لابن الجوزي: (154). 2- عن يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ قال: حَدَّثَنِي ابْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ جَرِينٌ فِيهِ تَمْرٌ فَكَانَ مِمَّا يتعاهده فَوَجَدَهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ كَهَيئَةِ الْغُلَام المحتلم. قَالَ فَسلم فَرَدَّ السَّلامَ. فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ جِنٌّ أَمْ إنس؟ قَالَ: جِنٌّ. فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ، وَشعر كلب. فَقلت: هَذَا خلق الْجِنّ؟ فَقَالَ: لقد علمت الْجِنّ أَن مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنِّي. فَقُلْتُ: مَا يحملك على مَا صنعت؟ فَقَالَ: بَلغنِي أَنَّك تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ. فَقلت: مَا الَّذِي يَحْرِزُنَا مِنْكُمْ؟ فَقَالَ هَذِهِ الآيَةُ، آيَةُ الْكُرْسِيِّ. قَالَ: فَتَرَكْتُهُ. وَغَدَا أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: ﴿صدق الْخَبيث ﴾. "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان"، للهيثمي: (1724). 3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ : ﴿يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ﴾، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: ﴿أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ﴾، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ»، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: «اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ» [البقرة: (255)]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ»، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: «اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ» [البقرة: (255)]، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ : «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»، قَالَ: لاَ، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ». [أخرجه البخاري: (2311)]. 4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ : «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ البَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلاَتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ ﴿رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾. [النمل: (39)] فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا». [أخرجه البخاري: (3423)]. 5- عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْكُهَّانَ كَانُوا يُحَدِّثُونَنَا بِالشَّيْءِ فَنَجِدُهُ حَقًّا قَالَ: «تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْحَقُّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ». [أخرجه البخاري: (7561)، ومسلم: (2228)]. 6- عَن عمار بن يَاسر قَالَ: قَاتَلت مَعَ رَسُول الله الْجِنّ وَالْإِنْس. قيل: وَكَيف قَاتَلت الْجِنّ وَالْإِنْس؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله فِي سفر، فنزلنا منزلًا، فَأخذت قربتي ودلوي لأستقي. فَقَالَ رَسُول الله : «أما إِنَّه سيأتيك على المَاء آتٍ يمنعك مِنْهُ»، فَلَمَّا كنت على رَأس الْبِئْر إِذا رجل أسود كَأَنَّهُ مرس، فَقَالَ: وَالله لَا تستقي مِنْهَا الْيَوْم ذنوبًا وَاحِدًا، فأخذني وأخذته، فصرعته، ثمَّ أخذت حجرًا، فَكسرت بِهِ وَجهه وَأَنْفه، ثمَّ مَلَأت قربتي، فَأتيت رَسُول الله فَقَالَ: «هَل أَتَاك على المَاء من أحد ؟»، فَقلت: نعم، فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة. فَقَالَ: «أَتَدْرِي مَنْ هُوَ ؟» قلت: لَا. قَالَ: «ذَاك الشَّيْطَان». "آكام المرجان في أحكام الجان"، للشلبي: (171). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA