البحث

عبارات مقترحة:

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

آداب الجوارح

يُعدّ حفظ الجوارح رأس مال الإنسان وربحه؛ فمن ضيع رأس المال كيف يكون له ربح؟ وجوارح الإنسان التي يتعين عليه حفظها سبعة وهي: اللسان والفرج والبطن واليدان والرجلان والعينان، ثلاثة منفردة، وأربعة مزدوجة، وهي مركب العَطَب والنجاة، فمنها عطب مَنْ عطب بإهمالها وعدمِ حفظها، ونجا من نجا بحفظها ومراعاتها، فحِفْظُها أساس كل خير، وإهمالها أساس كل شر. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الجوارح: جمع جَرْحٌ، وأصلها الْكَسْبُ، فجَرَحَ واجْتَرَحَ، أي اكْتَسَبَ ومنه قَوْلُهُمْ: اجْتَرَحَ إِذَا عَمِلَ وَكَسَبَ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ﴾. [الجاثية: (21)]. وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذَلِكَ اجْتِرَاحًا؛ لِأَنَّهُ عَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ، وَهِيَ الْأَعْضَاءُ الْكَوَاسِبُ. وجوارِحُ الإنسان: أعضاؤه التي يَكْتَسِبُ بها. وَالْجَوَارِحُ مِنَ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ: ذَوَاتُ الصَّيْدِ. والجُرْح، بالضمّ: يكون فِي الأَبدانِ بالحَديد ونَحْوِه؛ والجَرْحُ، بِالْفَتْح: يكون باللّسان فِي المَعانِي والأَعراضِ ونحوِها. قال تعالى: ﴿ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ﴾. [الأَنعام: (60)]. "مقاييس اللغة"، ابن فارس: (451)، "الصحاح"، للجوهري: (358/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (336/6). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الجوارح هي: أعضاء الانسان التي يكتسب بها، كيديه ورجليه. "معجم الفروق اللغوية"، للعسكري: (170). وهي في الأصل إناث الخيل، سميت بذلك لأنها تكسب أربابها نتاجها، وذوات الصيد من السباع والطير والكلاب لأنها تجرح لأهلها، أي تكسب لهم، وفي التنزيل: ﴿يَسْـَٔلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ اْلطَّيِّبَٰتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ اْلْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: 4]. والجوارح سبعة: اللسان والفرج والبطن واليدان والرجلان والعينان، ثلاثة منفردة، وأربعة مزدوجة. وقد نظمها بعضهم فقال: جَوارِحُنا العينانِ، سمعٌ، لسانُنَا*****يدانِ، كذا الرِّجلانِ، فَرْجٌ، بُطونُنَا "النسق الغالي" لعبد الصمد كنون (ص216). والمقصود بآداب الجوارح: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في كفُّ الجوارح عن فضول: الكلام، والسمع، والنظر، والمنام، وعن كل ما يشغل الإنسان عن طاعة الله تعالى، والبعد عن كل ما يشينه من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريفين اللغوي والاصطلاحي يتبين لنا أن بينهما ارتباط وثيق إذ التعريف الاصطلاحي نفسه هو التعريف اللغوي إلا أن المعنى الاصطلاحي مخصوص بجوارح الإنسان وأعضائه التي يجترح بها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين بأنهم يحفظون فروجهم مما حرَّم الله من الزنى وكل الفواحش، فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾. [المؤمنون: (6-5)]. 2- تعهد النبي لمن حفظ لسانه وفرجه أن يضمن له الجنة، فقال : «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ». [أخرجه البخاري: (6474)]. 3- أنكر الله تعالى على الذين اكتسبوا السيئات، وخالفوا أمره، وعبدوا غيره، ظنهم أن يجعلهم كالذين آمنوا به، وعملوا الصالحات، ويساويهم بهم في الدنيا والآخرة، ساء حكمهم. قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾. [الجاثية: (21)]. 4- جعل النبي النظر سهمًا من سهام إبليس مسموم، من تركه مخافة الله تعالى أبدله الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه، فقال : «النَّظْرَةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومَةٌ فَمَنْ تَرَكَهَا مِنْ خَوْفِ اللَّهِ أَثَابَهُ جَلَّ وَعَزَّ إِيمَانًا يَجِدُ حَلَاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ». [أخرجه الحاكم: (7875)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الجوارح في القرآن الكريم
1- أمر الله تعالى رسوله أن يقول للمؤمنين أن يَغُضُّوا مِن أبصارهم عمَّا لا يحلُّ لهم من النساء والعورات، وأن يحفظوا فروجهم عمَّا حَرَّم الله من الزنى واللواط، وكشف العورات، ونحو ذلك، قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾. [النور: (30)]. 2- أمر الله تعالى رسوله أن يقول لعباده المؤمنين أن يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب قال تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الإسراء: (53)]. 3- نهى الله تعالى الإنسان أن يمشي في الأرض مختالًا متكبرًا؛ لأنه لن يخْرِق الأرض بمشيه عليها بهذه الصفة، ولن يبلغ الجبال طولا بخيلائه وفخره وكبره. قال: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾. [الإسراء: (37)]. 4- نهى الله تعالى الإنسان عن تتبع ما لا يعلم، بل عليه أن يتأكَّد ويتثبَّت؛ لأنه مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده. قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: (36)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب الجوارح في السنة النبوية
1- أخبر النبي أن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا، هو مدركه لا محالة، ثم بين أن زنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، وزنا اللسان المنطق. قال : «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ». [أخرجه البخاري: (6243)، ومسلم: (2657)]. 2- عدَّ النبي من سبل النجاة أن يمسك الإنسان لسانه عن الشر فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقُلْتُ: مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: «يَا عُقْبَةُ، أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ». [أخرجه الطبراني، المعجم الكبير: (741)]. 3- عدَّ النبي الفم والفرج من أكثر الأسباب التي تودي بالناس إلى نار جهنم، فقد سُئِلَ النبي عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: «الفَمُ وَالفَرْجُ». [أخرجه الترمذي: (2004)]. 4- حذر النبي من حصائد الألسن وبين أنها السبب في أن يُكَبَّ الناس على وجوههم أو على مناخرهم في نار جهنم فقال : «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ». [أخرجه الترمذي: (2616)]. 5- بين النبي أن صلاح جوارح العبد بصلاح قلبه، وفساد جوارحه بفساد قلبه، فقال : : «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ». [أخرجه البخاري: (52)، ومسلم: (1599)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

حفظ الجوارح وكفها عن المحظور واجب، وعن المكروه سنة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾. [الإسراء: (36)]. فواجب على المسلم أن يكف جوارحه عن المحظور؛ ككف يده عن السرقة والغصب والقتل والجرح ونحو ذلك، وكف لسانه عن الغيبة والنميمة واللعن والقذف والبذاء وما أشبه ذلك، وكف فرجه عن الزناء والمباضعة والمساحقة والجماع للزوجة في الحيض والنفاس، وكف عينه عن النظر إلى ما لا يحل له، وكف سمعه من الاستماع للمحرمات من الغيبة ونحوها، وكذا عن سماع الملاهي وما حرم من الغناء، وكف بطنه من الحرام، وقلبه عن الآثام. واسترساله مع الأوهام. وكذا بقية الأعضاء، وإن كان المنهي عنه غير محظور بأن كان نهي كراهة، فكف الجوارح عنه مندوب لا واجب. انظر: "شرح منظومة الآداب" للحجاوي (ص119-120)، و"غذاء الألباب"، للسفاريني: (206/1). قال الحارث المحاسبي: «وَاعْلَم أَن حفظ الْجَوَارِح فَرِيضَة وَترك الفضول فَضِيلَة». " رسالة المسترشدين"، للحارث المحاسبي: (112). وقال الشيخ عماد الدين الواسطي: «يحاسب الإنسان نفسه في حركات جوارحه السبع من حين تطلع الشمس إلى أن تغيب، ومن غروبها إلى أن تطلع، وهي العين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل، فيحفظ اللسان عن الكلام فيما لا يثاب عليه، ولا يترتب عليه مصلحة دينية، أو دنيوية مما يحتاج إليه، ويحفظ العين عن كل محرم، خصوصًا النظر إلى الأمرد والنساء الأجانب، ولو كان ذلك بغير شهوة، ويحسم مادة النظر عن كل شيء لا يثاب عليه، ولا يترتب عليه مصلحة، وكذلك يحفظ سمعه، فإن المستمع شريك للقائل، وكذلك يصون بطنه عن الحرام والشبهات، فكل جسم نبت من حرام فالنار أولى به، وآكل الشبهات كيف يتنور قلبه؟! أم كيف يزكو عمله؟! وكذلك يحفظ الفرج واليدين عن جميع محرمات الشرع ومكروهاته، وكذلك يحفظ الرجلين، ومتى أخطأ أو زل بادر إلى التوبة». "شرح منظومة الآداب" للحجاوي (ص77-78). وقال الشيخ خليل بن إسحاق: «ويكف جوارحه عن جميع ما لا يحل له كفراره عن واجب عليه، ويغض بصره عن المحارم إلا لشهادة، أو طب، أو فلتة نظرة، وليكف بعدها عنها، ويحفظ بطنه، وفرجه، ولسانه عن كثرة الكلام والهدر وفضول المزاح، ولا يصغي بسمعه إلى الملاهي والغناء وآلته، والنظر إلى ذلك حرام كالإدمان على الشطرنج والنرد». "الجامع" (ص42-43). واستدرك عليه تحريم السعي بالأرجل إلى محرم، وبطش الأيدي. انظر "التسهيل والتكميل" لولد عدود. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "زاد المعاد"، لابن قيم الجوزية: (28/2).
«ما صلح منطقُ رجل إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطقُ رجل قطُّ إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA يحيى بن أبي كَثِير "حلية الأولياء"، للأصبهاني: (68/2).
«والله الذي لا إله إلا هو، ما على الأرض أحقُّ بطول سجنٍ مِنَ اللِّسانِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن مَسْعُود "الأدب المفرد"، للبخاري: (1307).
«إن أردت حفظَ الجوارح فعليك بتطهير القلب؛ فهو تقوى الباطن، والقلب هو المضغة التي إذا صلحت صلح بها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد بها سائر الجسد، فاشتغل بإصلاحه لتصلح به جوارحك، وصلاحه يكون بملازمة المراقبة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الغَزالي "بداية الهداية"، للغزالي: (58).
«وأصل فَسَاد القلب ترك المحاسبة للنَّفس، والاغترار بطول الأمل، فَإِذا أردْت صَلَاح قَلْبك فقف مَعَ الْإِرَادَة، وَعند الخواطر، فَخذ مَا كَانَ لله ودع مَا كَانَ لغيرِهِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحارِث المُحَاسِبي "رسالة المسترشدين"، للحارث بن أسد المحاسبي: (110).
«فأصل الإيمان في القلب، وهو قول القلب وعمَلُه، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على ‌الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه؛ ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه، وهي تصديقٌ لما في القلب، ودليلٌ عليه، وشاهدٌ له، وهي شعبة من مجموع الإيمان المطلق وبعضٌ له؛ لكن ما في القلب هو الأصل لما على ‌الجوارح». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" (7/644).
واحتَلْ على نفسِك بالتَّدريجِ*****فإنَّهُ أذهبُ للتَّحريجِ وخالفنَّها ولا تُطعهَا*****وارع الودائعَ ولا تُضعهَا وهي الجوارحُ التِي بها اكتِسَابْ ***** للخيرِ والشَّرِّ، وخَفْ يومَ الحسابْ وهْيَ: لسانٌ، ثم فرجٌ، بَطْنُ *****يَدٌ، ورِجْلٌ، ثُمَّ عينٌ، أُذنُ سبعٌ كأبوابِ الجحيمِ في العَدَدْ *****فارع جميعَهَا وألزِمها السَّدَدْ فإنَّها مَسؤولةٌ في الآجِلِ ***** شاهدةٌ بما جنَتْ في العاجِلِ فَمَنْ عَصَى بواحدٍ منها فقَدْ ***** فَتَح بابًا للجحيمِ قَدْ وَقَدْ وأصلُها القَلْبُ فَعَالِجْ داءَهْ ***** واحشُ بمرهَمِ التُّقَى سوداءَهْ صلاحُهُ صلاحُهَا لمن خَبُر ***** والضدُّ بالضدِّ كما جا في الخَبَرْ وأصل داءِ القلب حبُّ العاجلهْ ***** فانبذْهُ، واحتفل لأمر الآجلهْ Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الهِلالي "النصيحة"
«الجوارح نعمةٌ من الله تعالى على عبدِه، وأمانةٌ لديه، ومن أشدِّ الطغيان وغاية الخسران، استعانةُ العبدِ بنعمة الله على معصيته وخيانته لما أمَّنَهُ الله تعالى عليه». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الجُزُولي "شرح الرسالة" كما في "النسق الغالي" (ص214).
أَلَا كُلُّ مَنْ رامَ السلامةَ فلَيَصُنْ جَوارِحَهُ عمَّا نَهَى اللَّهُ يَهْتَدِ
المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص20).

الآداب

آداب البصر

1- أن يستعملها في ما خلقت من الهداية بها في الظلمات، والاستعانة بها في الحاجات، والنظر بها إلى عجائب ملكوت الأرض والسموات. 2- أن ينظر لإخوانه بالمودة التي يعرفونها منه. 3- أن ينظر إلى أحسن شيء يبدو له من إخوانه. 4- ألا يصرف بصره عن المتحدث أثناء حديثه لك. 5- ألا ينظر بها إلى محرم، أو إلى صورة مليحة ولا بشهوة نفس. 6- ألا ينظر بها إلى مسلم بعين الاحتقار. 7- ألا يطلع بها على عيب مسلم. "بداية الهداية"، للغزالي: (52)، " آداب العشرة"، لأبي بركات الغزي: (75). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب السمع

1- أن يحفظها من الاصغاء لمحرم؛ كالبدعة، أو الغيبة، أو الفحش، أو الخوض في الباطل، أو ذكر مساوئ الناس. 2- أن يستمع بها كلام الله تعالى، وسنة رسول الله ، وحكمة أوليائه، وأن يستفيد العلم النافع. 3- أن يظهر التلذذ بحديث محادثه. 4- ألا يصرف سمعه عن محدثه أثناء الحديث. 5- ألا يقاطع المتحدث بشيء. 6- أن يظهر عذره لمحدثه إذا ضاق به الوقت. "بداية الهداية"، للغزالي: (52)، " آداب العشرة"، لأبي بركات الغزي: (75). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب اللسان

خطر اللسان عظيم، وهو أشد الجوارح السبعة، وأكثرها فسادًا، وأعظم ما يُراعى استقامتُه بعدَ القلبِ مِنَ الجوارح اللسانُ، فإنَّه ترجمانُ القلب والمعبِّرُ عنه. انظر "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/512)، "واللآلىء الحسان" لولد الخديم. ومن آدابه: 1- أن يستعمله في ما خلق له، فيكثر به ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه، ويرشد به خلق الله تعالى إلى طريقه. 2- أن يظهر به ما في ضميره من حاجات دينه ودنياه. 3- أن يحدث إخوانه بما يحبون في وقت نشاطهم لسماع ذلك. 4- أن يبذل لإخوانه النصيحة بما فيه صلاحهم. 5- أن يسقط من كلامه ما يكرهه إخوانه. 6- ألا يرفع صوته علي إخوانه. 7- ألا يخاطبهم إلا بما يفهمونه ويعلمونه. 8- أن يحفظه من آفات السان الثمانية وهي: الكذب، والخلف في الوعد، والغيبة، والمراء والجدال، وتزكية النفس، واللعن والدعاء على الخلق، والمزاح والسخرية والاستهزاء بالناس. "بداية الهداية"، للغزالي: (52)، " آداب العشرة"، لأبي بركات الغزي: (75). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب اليدين

1- أن يبسطهما لإخوانه بالبر والصلة، وألا يقبضهما عنهم، ولا عن الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به. 2- ألا يضرب بهما مسلمًا. 3- ألا يتناول بهما مالًا حرامًا. 4- ألا يؤذي بهما أحدًا من الخلق. 5- ألا يخون بهما في أمانة أو وديعة. 6- ألا يكتب بهما ما لا يجوز النطق به، فإن القلم أحد اللسانين، فاحفظ القلم عما يجب حفظ اللسان عنه. "بداية الهداية"، للغزالي: (57)، " آداب العشرة"، لأبي بركات الغزي: (75). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب الرجلين

1- أن يماشي بهما إخوانه على حد التبع. 2- ألا يتقدم بهما على إخوانه، وأن يتقرب بهما من إخوانه على قدر الحاجة. 3- ألا يقعد عن حقوق الإخوان ثقة بالأخوة. 4- أن يقوم بهما لإخوانه إذا أبصرهم مقبلين. 5- ألا يقعد إلا بقعود إخوانه، ولا يقعد إلا حيث أقعدوه. 6- أن يحفظهما عن أن يمشي بهما إلى حرام. 7- ألا يسعى بهما إلى باب سلطان ظالم؛ فإن المشي إلى السلاطين الظلمة من غر ضرورة وارهاق معصية كبيرة؛ فإنه تواضع وإكرام لهم على ظلمهم. "بداية الهداية"، للغزالي: (57)، " آداب العشرة"، لأبي بركات الغزي: (75). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب البطن

1- أن يحفظه من تناول الحرام والشبهة. 2- أن يحرص على طلب الحلال. 3- أن تقتصر من الحلال على ما دون الشبع، فإن الشبع يقسي القلب، ويفسد الذهن، ويبطل الحفظ، ويثقل الأعضاء عن العبادة والعلم، ويقوي الشهوات، وينصر جنود الشيطان. 4- أن يتحرز مما يعلم أنه مال حرام أو يظن أنه حرام ظنًا حصل من علامة ناجزة مقدرة بالمال؛ أما المعلوم فظاهر، وأما المظنون بعلامة فهو مال السلطان وعماله، ومال من لا كسب له إلا من النياحة، أو بيع الخمر، أو الربا، أو المزامير؛ وغير ذلك من آلات اللهو المحرمة. "بداية الهداية"، للغزالي: (56). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب الفرج

1- أن يحفظه عن كل ما حرم الله تعالى. 2- أن يحفظه بحفظ العين عن النظر، والقلب عن التفكر، والبطن عن الشبهة وعن الشبع؛ فإن هذه محركات للشهوة ومغارسها. "بداية الهداية"، للغزالي: (57). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- «عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلاَمٌ يُخْرِجُ لَهُ الخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ الغُلاَمُ: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسَانٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَا أُحْسِنُ الكِهَانَةَ، إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ». [أخرجه البخاري: (3842)]. 2- «دَخَلَ رَجُلٌ يومًا على داود الطائي، فَقَالَ: إِنَّ فِي سَقْفِ بَيْتِكَ جِذْعًا قَدِ انْكَسَرَ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنِّي فِي هَذَا الْبَيْتِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً مَا نَظَرْتُ إِلَى السَّقْفِ. وَكَانُوا يَكْرَهُونَ فُضُولَ النَّظَرِ كَمَا يَكْرَهُونَ فُضُولَ الْكَلَامِ». "المجالسة وجواهر العلم"، للدينوري: (347/1). 3- «عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قال: " يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ فُضُولَ الْكَلَامِ، وَكَانُوا يَعُدُّونَ فُضُولَ الْكَلَامِ مَا عَدَا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يُقْرَأَ، أَوْ أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ تَنْطِقَ فِي حَاجَتِكَ فِي مَعِيشَتِكَ الَّتِي لَا بُدَّ لَكَ مِنْهَا أَتُنْكِرُونَ ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ﴾. [الانفطار: (11)]. ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾. [ق: (17)]. أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ لَوْ نُشِرَتْ عَلَيْهِ صَحِيفَتُهُ الَّتِي أَمْلَاهَا صَدْرَ نَهَارِهِ أَكْثَرُ مَا فِيهَا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَلَا دُنْيَاهُ "». "حلية الأولياء"، للأصبهاني : (314/3). قال ابن قيم الجوزية: «ومن العجب: أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك. ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه. حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب. وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول». "الجواب الكافي"، لابن قيم الجوزية: (111). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA