البحث

عبارات مقترحة:

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

آداب الكسب وطلب الرزق

ينبغي للمسلم أن يتحرى الحلال ويطلبه ، خصوصًا في مجال الكسب، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [البقرة:(168)]. وقال تعالى: ﴿ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ﴾ [المائدة:(88)]. فقد حث الله تعالى على طلب الحلال كسباً وتناولاً، والمسلم مطالب أن يطرق السبل المشروعة لتحصيل الرزق الحلال، ومن أعظم أسبابه تقوى الله تعالى والخوف منه؛ فما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته. وفي هذه المفردة سنتحدث عن آداب الكسب وطلب الرزق.

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الكسب: الكاف والسين والباء أصل صحيح يدل على ابتغاءٍ وطلبٍ وإِصابةٍ. فالكَسْبُ: طلب الرزق. وأصله الجمع، يقال: كَسَبْتُ شيئاً واكْتسبْته بمعنًى. وفلان طيِّبُ الكَسْب، وطيب المكسبة مثال المغفرة. وَكَسَبَ أَهْلَهُ خَيْرًا، وَكَسَبْتُ الرَّجُلَ مَالًا؛ فَكَسَبَهُ. الصحاح، للجوهري: (212/1)، مقاييس اللغة، لابن فارس: (179/5)، تاج العروس، للزبيدي: (144/4). طَلَبْ: الطاء والام والباء أصل واحد يدل على ابتغاء الشيء. يُقَالُ: طَلَبْتُ الشَّيْءَ أَطْلُبُهُ طَلَبًا. وَهَذَا مَطْلَبِي، وَهَذِهِ طَلِبَتِي. أي: حاولت وجدان الشيء وأخذه. "الصحاح"، للجوهري: (172/1)، "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (417/3)، "تاج العروس"، للزبيدي: (274/3). الرِزْقُ: ما يُنْتَفَعُ به والجمع الأرزاق. والرزق: عطاء الله، وهو مصدر قولك: رَزَقَهُ الله رِزْقًا. والرَزْقَةُ بالفتح: المرّة الواحدة، والجمع الرَزَقاتُ، وهي أطماع الجند. وارْتَزَقَ الجندُ، أي أخَذوا أرزاقهم. "الصحاح"، للجوهري: (1481/4)، "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (388/2).

التعريف اصطلاحًا

الكسب: هو الفعل المُفْضي إلى اجتلاب نفع أو دفع ضرر. أو هو: السعي في طلب الرزق والمعيشة. التعريفات، للجرجاني: (ص 184)، "معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية"، د. محمود عبد المنعم (145/3). الرزق: اسم لما يسوقه الله إلى الحيوان فيأكله، فيكون متناولًا للحلال والحرام. أو هو: ما يسوقه الله إلى الحيوان للتغذي وما به قوام الجسم ونماؤه. "التعريفات"، للجرجاني: (ص 110)، "التوقيف على مهمات التعاريف"، للمناوي: (ص362). ومما سبق يمكننا أن نعرف طلب الرزق بأنه: محاولة الإنسان اجتلاب طعامه وشرابه وما يصلح معاشه ومن يعول. وأما آداب الكسب وطلب الرزق فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في سعي الإنسان لجلب طعامه وشرابه وسائر أمور معاشه، مما فيه قوامه وقوام عياله، والبعد عن كل ما يشينه من الأقوال والأفعال.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

تبين لنا أن معنى الكسب في اللغة هو: ابتغاء الشيء وطلبه وإِصابته، وأن معنى الرزق هو: عطاء الله، وما يُنْتَفَعُ به. وأما في الاصطلاح فالكسب: هو الفعل المُفْضي إلى اجتلاب النفع أو دفع الضرر. أو هو: السعي في طلب الرزق والمعيشة. وبناءً على ذلك يتبين لنا أن المعنى اللغوي معنى عام يشمل كل طلب يبتغيه الإنسان سواء كان رزقًا أم لا، بينما المعنى الشرعي أخص منه؛ لأنه مقتصر على طلب الإنسان لرزقه: طعامه وشرابه وكسائه وما ينفعه.

الفضل

بين النبي أن أفضل طعام يأكله الإنسان هو ما كان من كسبه وعمل يده، فقال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ». [أخرجه البخاري: (2072)]. كما بين عليه الصلاة والسلام أن سعي الإنسان في الكسب وطلب الرزق -وإن كان في مهنة يزدريها الناس- خير له من أن يسأل الناس سواء أعطوه أم منعوه، فقال : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا، فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ». [أخرجه البخاري: (1470)]. وأشار النبي إلى أن الأنبياء كانوا أصحاب كسب وسعي في طلب الرزق، وأنهم يأكلون من عمل أيديهم فقال : «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ»، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ». [أخرجه البخاري: (2262)]. وقال : «كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا». [أخرجه ابن ماجة: (2150)]. وذكر عليه الصلاة والسلام أن «نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ». [أخرجه البخاري: (2072)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الكسب وطلب الرزق في القرآن الكريم
قدم الله تبارك وتعالى ذكر السعي في طلب الرزق وتحصيل الكسب على ذكر الجهاد في سبيل الله، في قوله تعالى: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾. [المزمل: (20)]. وأمر الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين بالسعي في طلب الرزق وتحصيل الكسب وخصوصًا عقب فراغهم من العبادة، فقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: (10)]. وقال تعالى: ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: (32) ]، وقال سبحانه: ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ﴾. [العنكبوت: (17) ]. ووصف الله تعالى عباده الصادقين المخلصين بأنهم يسعون في طلب الرزق الحلال، وأن ذلك لا يشغلهم عن ذكر الله تعالى. فقال: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [النور: (]. ونهى الله تعالى عباده المؤمنين عن أكل أموال الناس بالباطل، وأباح لهم الكسب المشروع بالتجارة عن تراضٍ، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾. [النساء: (29)]. وعد الله تعالى من يتقيه برزقه من حيث لا يحتسب فقال: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2-3]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب الكسب وطلب الرزق في السنة النبوية
أمر النبي المسلمين بإجمال طلب الرزق من الله تعالى، ويكون ذلك بطلبه من الحلال مع الاعتماد على الله عز وجل والتوكل عليه في كل حركة، وألا يطلبه من الحرام، فعَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا النَّاسَ، فَقَالَ: «هَلُمُّوا إِلَيَّ»، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ فَجَلَسُوا فَقَالَ: «هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ جِبْرِيلُ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لَا تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَلَيْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَأْخُذُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ». [أخرجه البزار: (2914)]. وعن أبي حميد الساعدي قال: قال رسولُ الله : «أجمِلُوا في طلبِ الدنيا؛ فإنَّ كلاًّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له». أخرجه ابن ماجه، وابن أبي عاصم في "السنة"، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (898). وعن جابر، عن النبيِّ قال: «لو أن ابنَ آدَمَ هَربَ من رِزقِه كما يَهربُ من الموتِ؛ لأدركَهُ رِزْقُه كما يُدركُه الموتُ﴾»رواه أبو نعيم في "الحلية"، وابن عساكر، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (952). وعن جابر بن عبد الله، أنَّ رسولَ الله قال: «لا تستبطئوا الرِّزقَ؛ فإنَّه لم يكن عبدٌ ليموتَ حتَّى يبلُغَ آخِرَ رزقٍ هو له، فأجمِلُوا في الطَّلَبِ؛ أخذِ الحلالِ، وتركِ الحرامِ». أخرجه ابن حبان في صحيحه، والحاكم، والبيهقي، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2607). بين النبي أن أطيب كسب يكسبه الرجل ما كان من عمل يده، وأن أفضل نفقة ينفقها على نفسه وولده وأهله وخادمه؛ فعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا كَسَبَ الرَّجُلُ كَسْبًا أَطْيَبَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَخَادِمِهِ، فَهُوَ صَدَقَةٌ». [أخرجه ابن ماجة: (2138)]. دعا النبي بالرحمة وإسباغ النعمة للرجل السمح السهل في البيع، والشراء، والاقتضاء، والقضاء فالسماحة في البيع، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى». [أخرجه البخاري: (2076)]. حذر النبي من زمان يأتي على الناس لا يبالي أحدهم من أين كسب المال أمن الحلال أم من الحرام، وهذا لا يكون إلا لضعف الدين وعموم الفتن. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لاَ يُبَالِي المَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الحَلاَلِ أَمْ مِنَ الحَرَامِ». [أخرجه البخاري: (2059)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

لما فطر الله تعالى الإنسان على الحاجة إلى الطعام، والشراب، والكساء لنفسه ولعياله؛ كان لا بد له من السعي في طلبه وتحصيله؛ ولهذا عدَّ العلماء ذلك من الفريضة التي لا يتوصل إلى إقامة الفرض إلا بها. فقد نص العلماء على إباحة كل عمل من شأنه أن يلبي للإنسان حاجته، ومن ذلك: قال الماوردي: «وأصول المكاسب المألوفة ثلاثة : زراعة، وتجارة، وصناعة، فينبغي للمكتسب بها أن يختار لنفسه أطيبه». "الحاوي"، للماوردي: (341 15/). وقال السرخسي: «المكاسب أربعة: الإجارة والتجارة والزراعة والصناعة وكل ذلك في الإباحة سواء عند جمهور الفقهاء رحمهم الله». "المبسوط"، للسرخسي: (463 30/). وقال ابن قدامة: «وأجمع المسلمون على جواز البيع في الجملة». "المغني"، لابن قدامة: (3/4). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العقل

شرع الله تعالى السعي في طلب الرزق وتحصيل الكسب لحكمٍ عظيمةٍ، وغاياتٍ جليلةٍ منها: 1- إ عفاف النفس، والاستغناء عن الحاجة للناس، وكفاية من تلزمه نفقته. 2- يحيي حياة كريمة بعيدًا عن الذل والمهانة. 3- الاستعانة بالكسب الطيب على طاعة الله تعالى؛ فينفق في سبيل الله، ويهدي ويتصدق ابتغاء مرضاة الله. 4- الترفع عن البطالة والخمول والكسل. 5- الاستعانة بالكسب الطيب على تحقيق المصالح من الطعام والشراب والكساء والدواء والسكن وغيرها. 6- المساهمة في سد حاجات المسلمين بالصدقة والانفاق في وجوه البر. 7- المشاركة في عمارة الأرض بزراعتها واستخراج كنوزها وخيراتها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

الأصل في طلب الرزق والسعي لتحصيل الكسب أنه واجب على المسلم؛ ليأكل وينفق على أهله ويجاهد في سبيل الله بماله، ويستعف عن سؤال الناس. قال ابن قدامة: «اعلم: أن طلب الحلال فرض على كل مسلم». "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (86). وقد تعتري طلب الرزق الأحكام التكليفية الخمسة على حسب حال الإنسان ومن ذلك: قد يكون السعي في طلب الرزق وتحصيل الكسب فرضًا؛ كمن يسعى في كفاية نفسه وعياله وقضاء ديونه ونفقة من تجب عليه نفقته. وقد يكون السعي في طلب الرزق وتحصيل الكسب مستحبًّا؛ كمن يسعى في تحصيل ما زاد على أقل الكفاية ليواسي به فقيرًا أو يصل به رحمًا. وقد يكون السعي في طلب الرزق وتحصيل الكسب مباحًا؛ كمن يسعى لزيادة المال والجاه والترفه والتنعم والتوسعة على العيال مع سلامة الدين والعرض والمروءة وبراءة الذمة؛ لأنه لا مفسدة فيه إذن. وقد يكون السعي في طلب الرزق وتحصيل الكسب حرامًا أو مكروهًا؛ كمن يسعى في تحصيل الرزق للتفاخر والتكاثر؛ لما فيه من التعاظم المفضي إلى هلاك صاحبه دنيا وأخرى. قال السرخسي: «إن المرء باكتساب ما لا بد له منه ينال من الدرجات أعلاها، وإنما ينال ذلك بإقامة الفريضة، ولأنه لا يتوصل إلى إقامة الفرض إلا به فحينئذ كان فرضًا بمنزلة الطهارة لأداء الصلاة». "المبسوط"، للسرخسي: (245/30). وقال الماوردي: «اعلم أن الحاجة إلى المكاسب داعية لما فطر الله تعالى عليه الخلق من الحاجة إلى الطعام، والشراب، والكسوة لنفسه، ومن يلزمه الإنفاق عليه من مناسب ومصاحب». "الحاوي"، للماوردي: (341/15). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«كُلْ تُسق إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلف». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن مَسْعُود أبو جعفر العابد –رحمه الله-
«مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَيْتَةً أَمُوتُهَا بَعْدَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ بَيْنَ شُعْبَتَيْ رَحَلٍ، أَضْرِبُ فِي الْأَرْضِ، أَبْتَغِي مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَرْداوي "إصلاح المال"، لابن أبي الدنيا: (207).
«مَكْسَبَةٌ فِيهَا بَعْضُ الدَّنَاءَةِ خَيْرٌ مِنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الشَّيخ خَلِيل "إصلاح المال"، لابن أبي الدنيا: (323).
«إِنَّهُ لاَ غِنَى بِكَ عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا , وَأَنْتَ إِلَى نَصِيبِكَ مِنَ الآخِرَةِ أَحْوَجُ , فَآثِرْ نَصِيبَك مِنَ الآخِرَةِ عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا , فَإِنَّهُ يَأْتِي بِكَ ، أَوْ يُمَرُّ بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَيَنْتَظِمُهُ لَك انْتِظَامًا , فَيَزُولُ مَعَك أَيْنَمَا زُلْتَ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن الوَرْدي "المصنف"، لابن أبي شيبة: (35840).
«إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ، فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟ فَإِنْ قَالُوا: لا؛ سَقَطَ مِنْ عَيْنِي». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "المجالسة وجواهر العلم"، للدينوري: (3005).
«إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ آكُلَ مِنْ كَدِّ يَدِي» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "حلية الأولياء"، للأصبهاني: (200/1).
«إِنِّي لَأَمْقَتُ الرَّجُلَ أُرَاهُ فَارِغًا، لَا فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ وَلَا فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "الزهد"، لأبي داود: (174).
وإيَّاكَ والمالَ الحرامَ مُوَرِّثًا*****لباذِلِهِ في الْبِرِّ تَشْقَ ويَسْعَدِ تُعَدُّ لَعَمْري أَخْسَرَ الناسِ صَفْقَةً*****وأكثرَهم غُبْنًا وعَضًّا على اليَدِ فبَادِرْ إلى تَقديمِ مَالِكَ طائِعًا*****صَحيحًا شَحيحًا رَغْبَةً في التَّزَوُّدِ ولا تَخْشَ فَوْتَ الرزْقِ فاللَّهُ ضامِنٌ*****لكَ الرزْقَ ما أَبقاكَ في اليومِ والغَدِ "الألفية في الآداب الشرعية" (ص83).
وَأَجْمِلْ إنْ أرَدْتَ أن تُموَّلا*****إجْمالَ من تجَمُّلا تَجَمَّلا فإن أبتْ عنكَ فأنتَ الأعلى *****ليهْنِك الإبِا وهيَ النُّزْلَى قولُ الزَّمخشرِي: (ومُذْ أفلحَ)، لا *****تعدِل به فهو يُضاهي المَثَلَا أو ساعدتْكَ فاقتصِد في المالِ *****واعدُ عن الشُّبَه للحلالِ واصرِفْهُ في حقوقُه مُمتثلا *****لقوله سبحانه: (ولا... ولا) حماد بن ألمين "بغية الراغبين" لحماد بن ألمين (ص161، 190).
«ويجبُ عليه تصفيةُ القوت على قدر اجتهادِه، لأنه قَوَام الدين، إذ من لم يُطِبْ مكسَبَه خيف ألا تُقبَل أعمالُه، فإن رأس الدين الورع، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به». "الجامع" (ص200).
«وادَّرع جدًّا وكَدًّا واجتنِبْ*****صُحبَةَ الحمقَى وأربابِ الخَلَلْ بينَ تبذيرٍ وبخلٍ رتبةٌ *****و كلا هذين إن دامَ قَتَلْ». "لامية ابن الوردي" الأبيات (48-49).

الآداب

آداب السعي في طلب الرزق

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

للكسب وطلب الرزق حقوق ينبغي أن لا يغفل عنها المسلم أبدًا ومن هذه الحقوق ما يأتي: 1- أن يُحَصِّل العلوم الشرعية المتعلقة بالكسب وتحصيل الرزق؛ كمعرفة أحكام العقود التي لا تنفك المكاسب عنها، وهي البيع والربا والسلم والإجارة والشركة والقراض وغيرها. 2- أن يقصد بسعيه القيام بفرض من فروض الكفايات، فإن الحرف والمهن لو تركت لبطل المعاش؛ ولذا يشتغل نفسه بمهنة أو حرفة مهمة؛ ليكون في قيامه بها كافياً عن المسلمين مهماً. 3- أن لا يشغله طلب الرزق عن الصلوات وسائر العبادات؛ فلا يؤخر شيئا من فرائض الله تعالى لأجل الكسب، ولا يدخل النقص فيها. بل يواظب على الأوراد، فإذا سمع الأذان، فينبغي أن يترك المعاش اشتغالاً بأداء الفرض. 4- أن يتوقى مواقع الشبه ومواضع الريب؛ كالاتجار في سوق يختلط الحرام فيه بالحلال، وكالتعامل مع من أكثر ماله حرام. 5- تحري الصدق والأمانة لما جاء عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا». [أخرجه البخاري: (1532)]. و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إِلَّا بَيَّنَهُ لَهُ». [أخرجه ابن ماجة: (2246)]. 6- السماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة والتضييق على الناس بالمطالبة؛ لحديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى». [أخرجه البخاري: (2076)]. 7- أن يُنْظِر المعسر لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ». [أخرجه البخاري: (2078)]. 8- أن يتجنب جميع أنواع الغش والخداع؛ لما رواه رفاعة بن رافع رضي الله عنه أنه قال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ بُكْرَةً، فَنَادَاهُمْ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ»، فَلَمَّا رَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: «إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ». [أخرجه ابن ماجة: (2146)]. 9- أن لا يتلقى الركبان أو الجلب: وهو أن يستقبل الحضريُ البدويَ قبل وصوله إلى السوق؛ ليشتري منه سلعته بأقل من الثمن للنهي عن ذلك، قال ﷺ : «لاَ تَلَقَّوُا الرُّكْبَانَ، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ». [أخرجه البخاري: (2150)، ومسلم: (1515)]. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍرضي الله عنه قال: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ». [أخرجه مسلم: (1521)]. 10- أن يتجنب الاحتكار لحديث النبي ﷺ: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ». [أخرجه مسلم: (1605)]. وقوله أيضًا عليه الصلاة والسلام: «الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ». [أخرجه ابن ماجة: (2153)]. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (60/2)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (82).

نماذج وقصص

1- وعن الحسن قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشي ذات يوم في نفرٍ من أصحابه، إذا صبية في السوق يطرحها الريح لوجهها من ضعفها، فقال عمر: يا بؤس هذا من يعرف هذه؟ قال له عبد لله: أو ما تعرفها! هذه إحدى بناتك! قال: وأي بناتي؟ قال: بنت عبد الله بن عمر، قال: فما بلغ بها ما أرى من الضيعة؟ قال: إمساكك ما عندك، قال: إمساكي ما عندي عنها يمنعك أن تطلب لبناتك ما تطلب الأقوام! أما والله ما لك عندي إلا سهمك من المسلمين، وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب الله. "الورع"، لابن أبي الدنيا: (189). 2- وعن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على عهد رسول الله بشطر ماله أربعة آلاف. ثم تصدق بأربعين ألف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة. "البداية والنهاية"، لابن كثير: (253/10). 3- وعن سهيل بن علي قال : كنت أجالس خير بن نعيم رحمه الله، فرأيته يتجر في الزيت، فقلت له: وأنت أيضًا تتجر؟ فضرب بيده على كتفي، ثم قال: انتظر حتى تجوع ببطن غيرك. فقلت في نفسي: كيف يجوع الإنسان ببطن غيره. فلما بليت بالعيال إذا أنا أجوع ببطونهم. "المنتظم"، لابن الجوزي: (17/8). 4- عن مسلم قال: لقيني معاوية بن قرّة رحمه الله، وأنا جاءٍ من الكلأ، فقال لي: ما صنعت؟ فقلت: اشتريت لأهلي كذا وكذا. قال: وأصبت مِن حلال؟ قلت: نعم. قال: لأن أغدو فيما غدوتَ به أحبّ إليّ من أن أقوم الليل وأصوم النهار. "العيال"، لابن أبي الدنيا: (375). 5- ويحكى أن رجلًا لقي الحسن بن يحيى رحمه الله بأرض الحبشة معه تجارة، فقال له: ما الذي بلغ بك ها هنا؟! فعذله - أي لامه - الرجل، فقال: أكلُّ هذا طلبٌ للدنيا، وحرص عليها؟! فقال له: الحسن: يا هذا: إن الذي حملني على هذا: كراهة الحاجة إلى مثلك. "إصلاح المال"، لابن أبي الدنيا: (237). 6- جاء في ترجمة الشيخ حسن الشطي الحنبلي: «وكان شأنه العلم والعبادة، وكسبه كأسلافه من التجارة الخالصة، ولم يعهد له مداخلة قط في أمور الحكومة». "روض البشر" (ص65). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA