البحث

عبارات مقترحة:

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

آداب المفتي والمستفتي

الفتوى من المناصب الإسلامية الجليلة، والأعمال الدينية الرفيعة، والمهام الشرعية العظيمة؛ يقوم فيها المفتي بالتبليغ عن ربِّ العالمين، ويُؤتمن على شرعه ودينه؛ وهذا يقتضي حفظ الأمانة، والصدق في التبليغ؛ لذا وصف أهل العلم والإفتاء بأنهم: ورثة الأنبياء والمرسلين، الموقعون عن ربِّ العالمين، الواسطة بين الله وخلقه. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). المفتي: اسم من الفعل "فَتَى" فالْفَاءُ وَالتَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصل يدل على تبيين حكم، و هو: الْفُتْيَا. يقال: أفتى الفقيه في المسألة، إذا بين حكمها. وَاسْتَفْتَيْتُ، إِذَا سألتَ عَن الحكم، قال تعالى: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ﴾. [النساء: (176)]. ويقال منه فَتْوَى وَفُتْيَا أي: ما أفتى به الفقيه في المسألة. وأفتاه في الأمر الذي يشكل: أبانه له. وأَفْتَيْتُ فلانًا فِي رؤيا رآها: إذا عبرتها له. وأَفْتَيْته في مسألة: إذا أجبته عنها. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (473/4)، "تاج العروس"، للزبيدي: (211/39). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

المفتي: هو: فقيه يتصدى للفتوى بين الناس، ليجيب عما يشكل من المسائل الشرعية. أو هو: الفقيه الذي يجيب في الحوادث والنوازل وله ملكةُ الاستنباط. "القاموس الفقهي"، لسعدي أبو جيب: (281) "المعجم الوسيط"، لمجمع اللغة العربية بالقاهرة: (674/2)، "التعريفات الفقهية"، للبركتي: (212). المستفتي: هو طالب حكم الله من أهله. أو هو: كل من لم يبلغ دَرَجَة الْمُفْتِي، فَهُوَ فِيمَا يسْأَل عَنهُ من الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مُستفتٍ مقلِّد من يفتيه. "آداب الفتوى والمفتي والمستفتي"، للنووي: (13)، "التوقيف"، للمناوي: (305). آداب المفتي: هو التزام المفتي ما ينبغي له في تخريج جواب المسألة في الحوادث والنوازل من النظر إلى أدلتها التفصيلية أو النظرِ إلى تخريج الفقهاء من المسائل وحملِ النظير والنظرِ إلى الأشباه والأمثال. "التعريفات الفقهية"، للبركتي: (21). آداب المستفتي: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في طلب حكم الله من أهله "المفتي" ، مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للمفتي والمستفتي يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي مأخوذ من المعنى اللغوي إلا أن المعنى الاصطلاحي مخصص بالسؤال عن الأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أخبر الله تعالى أنه أفتى عباده فيما يسألون عنه من معرفة ما أشكل عليهم من قضايا النساء وأحكامهن، وكذلك معرفة حكم ميراث الكلالة، قال تعالى: ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ﴾. [النساء: (127)]. وقال تعالى: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ﴾. [النساء: (176)]. 2- تولى الله سبحانه وتعالى بيان الكثير من الآيات والأحكام الشرعية بيانًا واضحًا; ليتفكر العباد فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾. [البقرة: (219)]. وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. [المائدة: (89)]. وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾. [النور: (58)]. 3- كلف الله تعالى رسوله ببيان الأحكام الشرعية للناس وإفتائهم فيما يحتاجون إليه قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾. [النحل: (44)]. 4- أخذ الله العهد والميثاق على أهل العلم أن يعملوا به ويبينوه للناس، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾. [آل عمران: (187)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب المفتي والمستفتي في القرآن الكريم
1- أثنى الله سبحانه وتعالى على أنبيائه السابقين بأنهم يُبَلِّغون رسالاتِ الله إلى الناس، ويخافون الله وحده، ولا يخافون أحدًا سواه، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾. [الأحزاب: (39)]. 2- حرَّم الله سبحانه وتعالى القول بغير علم في الأحكام الشرعية إلا من عالم مؤهل متخصص، قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾. [الإسراء: (36)]. 3- عدَّ الله تعالى القول عليه بغير علم أمرًا محرمًا وعطفه على أعظم المحرمات وهو الشرك بالله، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾. [الأعراف: (33)]. 4- أمر الله سبحانه وتعالى الإنسان إذا لم يكن عنده علم في مسألة من المسائل أن يسأل من يعلمها من العلماء الراسخين في العلم، قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾. [النحل: (43)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب المفتي والمستفتي في السنة النبوية
1- جعل النبي عقوبة العالم المؤهل لبيان الأحكام الشرعية -إن امتنع عن البيان- كاتم علم، يستحق أن يلجم بلجام من نار يوم القيامة، قال : «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يَعْلَمُهُ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ». [أخرجه أحمد: (10487)]. 2- عدَّ النبي أسرع الناس إلى إجابة السائل عن الحكم الشرعي من غير تثبت وتدبر، أسرع الناس إلى دخول النار؛ لأنه أفتى على جهل، أو بغير ما علم، أو بتهاون في تحرير المسألة أو استنباط حكمها، قال : «أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا، أَجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ». [أخرجه الدارمي، السنن: (159)]. 3- جعل النبي إثم من أفتى بغير علم على من أفتاه، قال : «مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ» [أخرجه أبو داود: (3657)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

قال الغزالي: «الإجماع منعقد على أن العامي مكلف بالأحكام، وتكليفه طلب رتبة الاجتهاد محال؛ لأنه يؤدي إلى أن ينقطع الحرث والنسل وتتعطل الحرف والصنائع ويؤدي إلى خراب الدنيا لو اشتغل الناس بجملتهم بطلب العلم، وذلك يرد العلماء إلى طلب المعايش ويؤدي إلى اندراس العلم بل إلى إهلاك العلماء وخراب العالم، وإذا استحال هذا لم يبق إلا سؤال العلماء». "المستصفى"، للغزالي: (372). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

الإفتاء فرض كفاية، فإذا سئل المفتي ولم يكن في البلدة غيره يصلح للإفتاء؛ تعين عليه الجواب فأصبح في حقه واجبًا. وإن كان في البلدة غيره حاضرًا مما يصلح للإفتاء؛ فالجواب في حقهما فرض كفاية. "أدب الفتوى والمفتي والمستفتي"، للنووي: (35)، "صفة الفتوى والمفتي والمستفتي"، لابن حمدان: (14). أما الاستفتاء فهو واجب على العامي -الذي لا يعلم حكم الحادثة-؛ لوجوب العمل عليه حسب حكم الشرع، ولأنه إذا أقدم على العمل من غير علم فقد يرتكب الحرام، أو يترك في العبادة ما لا بد منه. "أدب المفتي والمستفتي"، لابن الصلاح: (158)، "أدب الفتوى والمفتي والمستفتي"، للنووي: (71). قال القرافي: «الذي تنزل به الواقعة إن كان عاميًا وجب عليه الاستفتاء، وإن كان عالمًا لم يبلغ درجة الاجتهاد فالأقرب أنه يجوز له الاستفتاء». "شرح تنقيح الفصول"، للقرافي: (443). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«شرط المفتي كونه مكلفًا مسلمًا ثقة مأمونًا متنزهًا عن أسباب الفسق وخوارم المروءة فقيه النفس سليم الذهن رصين الفكر صحيح التّصرف والاستنباط متيقظًا». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA النَّوَوِي "آداب الفتوى والمفتي والمستفتي"، للنووي: (19).
«ولا يجوز التساهل في الفتوى، ومن عرف بذلك لم يجز أن يستفتى وربما يكون التساهل بإسراعه وعدم تثبته وقد يحمله على ذلك توهمه أن السرعة براعة والبطء عجز ولأن يبطئ ولا يخطئ أجمل به من أن يضل ويضل وقد يكون تساهله بأن تحمله الأغراض الفاسدة على تتبع الحيل المحذورة ترخيصا على من يريد نفعه وتغليظا على من يريد ضرره». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن فَرْحُون "مواهب الجليل"، للحطاب: (32/1).
«أَجْسَرُ النَّاسِ عَلَى الْفُتْيَا أَقَلُّهُمْ عِلْمًا بِاخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سُفْيَان بن عُيَيْنَة "جامع بيان العلم وفضله"، لابن عبد البر: (1527).
«أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسْأَلُ أَحَدُهُمْ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَيَرُدُّهَا إِلَى هَذَا، وَهَذَا إِلَى هَذَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْأَوَّلِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن أَبي لَيْلى "المدخل إلى السنن الكبرى"، للبيهقي: (801).
«إِذَا تَرَكَ الْعَالِمُ لَا أَعْلَمُ فَقَدْ أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبَّاس "جامع بيان العلم وفضله"، لابن عبد البر: (1581).
«الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ: كِتَابٌ نَاطِقٌ، وَسُنَّةٌ مَاضِيَةٌ، وَلَا أَدْرِي» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عَبْد الله بن عُمَر "المعجم الأوسط"، للطبراني: (1001).
«إِنَّ مَنْ يُفْتِي فِي كُلِّ مَا يَسْتَفْتُونَهُ لَمَجْنُونٌ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن مَسْعُود "جامع بيان العلم وفضله"، لابن عبد البر: (1590).
«من أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثم عاص، ومن أقره من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم أيضًا» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "إعلام الموقعين"، لابن قيم الجوزية: (166/4).

الآداب

آداب المفتي

1- أن يحسن زيه، مع التقيد بالأحكام الشرعية في ذلك، فيراعي الطهارة والنظافة، واجتناب الحرير والذهب والثياب التي فيها شيء من شعارات الكفار، ولو لبس من الثياب العالية لكان أدعى لقبول قوله؛ ولأن تأثير المظهر في عامة الناس لا ينكر، وهو في هذا الحكم كالقاضي. 2- أن يحسن سيرته، بتحري موافقة الشريعة في أفعاله وأقواله، لأنه قدوة للناس فيما يقول ويفعل، فيحصل بفعله قدر عظيم من البيان؛ لأن الأنظار إليه مصروفة، والنفوس على الاقتداء بهديه موقوفة. 3- أن يصلح سريرته ويستحضر عند الإفتاء النية الصالحة من قصد الخلافة عن النبي في بيان الشرع، وإحياء العمل بالكتاب والسنة، وإصلاح أحوال الناس بذلك، ويستعين بالله على ذلك، ويسأله التوفيق والتسديد، وعليه مدافعة النيات الخبيثة من قصد العلو في الأرض والإعجاب بما يقول، وخاصة حيث يخطئ غيره ويصيب هو. 4- أن يكون عاملًا بما يفتي به من الخير، منتهيا عما ينهى عنه من المحرمات والمكروهات، ليتطابق قوله وفعله، فيكون فعله مصدقًا لقوله مؤيدًا له، فإن كان بضد ذلك كان فعله مكذبًا لقوله، وصادًا للمستفتي عن قبوله والامتثال له، لما في الطبائع البشرية من التأثر بالأفعال. 5- أن لا يفتي حال انشغال قلبه بشدة غضب أو فرح أو جوع أو عطش أو إرهاق أو تغير خلق، أو كان في حال نعاس، أو مرض شديد، أو حر مزعج، أو برد مؤلم، أو مدافعة الأخبثين ونحو ذلك من الحاجات التي تمنع صحة الفكر واستقامة الحكم. و‌هو ‌أعلم ‌بنفسه، فمتى أحس باشتغال قلبه وخروجه عن حال اعتداله؛ أمسك عن الفتيا. 6- أن يراعي حال المستفتي: أ- فإذا كان بطيء الفهم؛ فعلى المفتي الترفق به والصبر على تفهم سؤاله وتفهيم جوابه. ب- أو كان بحاجة إلى تفهيمه أمورًا شرعية لم يتطرق إليها في سؤاله، فينبغي للمفتي بيانها له زيادة على جواب سؤاله، نصحًا وإرشادًا. جـ- أن يسأله المستفتي عما هو بحاجة إليه فيفتيه بالمنع، فينبغي أن يدله على ما هو عوض منه، كالطبيب الحاذق إذا منع المريض من أغذية تضره يدله على أغذية تنفعه. د- أن سأل عما لم يقع، وتكون المسألة اجتهادية، فيترك الجواب إشعارًا له بأنه ينبغي له السؤال عما يعنيه مما له فيه نفع ووراءه عمل. هـ- أن يكون عقل السائل لا يحتمل الجواب، فيترك إجابته وجوبًا. 7- أن يتأمل سؤال المستفتي تأملًا شافيًا، كلمة بعد كلمة، وإذا كان في السؤال كلمة مشتبهة سأل عنه المستفتي. 8- أن يستفصل السائل إن حضر ويقيد السؤال في ورقة الاستفتاء، ثم يجيب عنه. 9- أن يستشير ويباحث في الجواب من حضره من أهل العلم ممن هو أهل لذلك، وإن كانوا دونه وتلامذته، لما في ذلك من البركة والاقتداء برسول الله وبالسلف الصالح رضي الله عنهم. 10- أن يبين الجواب بيانًا شافيًا يزيل الإشكال. 11- أن يذكر المفتي في فتواه الحجة إذا كانت نصًا واضحًا مختصرًا. 12- أن يختصر الجواب؛ فيكتفي فيه بأن يجوز أو لا يجوز، أو حق أو باطل، ولا يعدل إلى الإطالة والاحتجاج ليفرق بين الفتوى والتصنيف. 13- أن يكتب الجواب بخط واضح وسط، ليس بالدقيق الخافي ولا بالغليظ الجافي، وكذلك يتوسط في سطوره بين توسيعها وتضييقها، وتكون عبارته واضحة صحيحة بحيث يفهمها العامة، ولا تزدريها الخاصة. 14- أن يحذر من الميل في فتواه مع المستفتي أو مع خصمه، كأن يكتب في جوابه ما هو له، ويسكت عما هو عليه. 15- إذا رأى المفتي المصلحة أن يفتي العامي بما فيه تغليظ وهو مما لا يعتقد ظاهره وله فيه تأويل ؛جاز ذلك زجرًا له. 16- أن لا يتساهل في الفتوى. 17- أن يكتم أسرار المستفتين. 18- قد ‌يحتاج ‌المفتي في بعض الوقائع إلى أن يشدد ويبالغ، فيقول: "وهذا إجماع المسلمين"، أو: "لا أعلم في هذا خلافًا"، أو: "فمن خالف هذا فقد خالف الواجب، وعدل عن الصواب"، أو: "ترك الإجماع"، أو: "فقد أثم وفسق"، أو: "وعلى ولي الأمر أن يأخذ بهذا ولا يهمل الأمر"، وما أشبهَ هذه الألفاظ، على ما تقتضيه المصلحة ويوجبه الحال. "أدب المفتي والمستفتي"، لابن الصلاح: (134)، "أدب الفتوى والمفتي والمستفتي"، للنووي: (44)، "صفة الفتوى والمفتي والمستفتي"، لابن حمدان: (58). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب المستفتي

1- أن يلتزم بآداب الإسلام في الكلام والخطاب. 2- أن يلتزم آداب الإسلام في الحديث مع العلماء. 3- أن يبحث عن المفتي المؤهل للإفتاء؛ فلا يجوز له استفتاء من انتسب إلى العلم وانتصب للتدريس والإقراء وغير ذلك من مناصب العلماء بمجرد انتسابه وانتصابه لذلك، ويجوز استفتاء من استفاض كونه أهلا للفتوى. 4- أن يبدأ بالأسن الأعلم من المفتين، وبالأولى فالأولى، إن أراد جمع الأجوبة في رقعة. فإن أراد إفراد الأجوبة في رقاع بدأ بمن شاء. وتكون رقعة الاستفتاء واسعة ليتمكن المفتي من استيفاء الجواب واضحًا، لا مختصرًا مضرًا بالمستفتي. 5- أن يتأدب مع المفتي ويبجله في خطابه وجوابه ونحو ذلك ولا يومئ بيده في وجهه ولا يقل له: ما تحفظ في كذا؟، أو ما مذهب إمامك؟ أو الشافعي في كذا؟ ولا يقل إذا أجابه: (هكذا قلتُ أنا)، أو (كذا وقع لي)، ولا يقل: أفتاني فلان، أو غيرك بكذا ، ولا يقل: إن كان جوابك موافقًا لمن كتب فاكتب وإلا فلا تكتب. 6- أن يظهر تواضعه نحو المفتي واحترامه له؛ فلا يعلي صوته عليه، ولا يومئ بيده في وجهه، ولا يكلمه بلهجة قاسية. 7- أن يستأذن بالسؤال والجلوس. 8- أن يستفتي بنفسه أو أن يرسل ثقة يعتمد خبره ليستفتي له، وله الاعتماد على خط المفتي إذا أخبره من يثق بقوله أنه خطه أو كان يعرف خطه ولم يتشكك في كون ذلك الجواب بخطه. 9- أن يتخير الوقت المناسب والمكان المناسب لسؤاله، فلا يستفتيه وهو مشغول بغيره، ولا يسأله وهو قائم، أو ‌مستوفز، أو على حالة ضجرٍ، أو همٍّ، أو غير ذلك مما يشغل القلب، ولا أن يطرق بابه في وقت القيلولة، إلى غير ذلك من مظاهر الاحترام. 10- أن لا يسأل أسئلة (غير منطقية)، أو يسأل عن أمور العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر، أو يسأل أسئلة يقصد بها إحراج المفتي أمام الناس. 11- لا ينبغي للعامي أن يطالب المفتي بالحجة فيما أفتاه به، ولا يقول له: "لم؟ "، ولا: "كيف؟ ". فإن أحب أن ‌تسكن نفسُه بسماع الحجة في ذلك، سأل عنها في مجلس آخر، أو في ذلك المجلس بعد قَبول الفتوى مُجرَّدةً عن الحجة. "أدب المفتي والمستفتي"، لابن الصلاح: (158)، "أدب الفتوى والمفتي والمستفتي"، للنووي: (71)، "صفة الفتوى والمفتي والمستفتي"، لابن حمدان: (58). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- «عن نافع أن رجلًا سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن مسالة فطأطأ رأسه ولم يجبه حتى ظن الناس أنه لم يسمع مسألته. فقال له: يرحمك الله، أما سمعت مسألتي. قال: بلى، ولكنكم كأنكم ترون أن الله تعالى ليس بسائلنا عما تسألونا عنه. اتركنا رحمك الله حتى نتفهم في مسألتك، فإن كان لها جواب عندنا، وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به». "صفة الصفوة"، لابن الجوزي: (216/1). 2- عن أَبي الْحُصَيْنِ قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُفْتِي فِي الْمَسْأَلَةِ لَوْ وَرَدَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، لَجَمَعَ لَهَا أَهْلَ بَدْرٍ». "شرح السنة"، للبغوي: (305/1). 3- عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: «لَا أُحْسِنُهُ» فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: إِنِّي دُفِعْتُ إِلَيْكَ لَا أَعْرِفُ غَيْرَكَ فَقَالَ الْقَاسِمُ: «لَا تَنْظُرْ إِلَى طُولِ لِحْيَتِي وَكَثْرَةِ النَّاسِ حَوْلِي وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُهُ» فَقَالَ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِهِ: يَا ابْنَ أَخِي الْزَمْهَا فَوَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُكَ فِي مَجْلِسٍ أَنْبَلَ مِنْكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: «وَاللَّهِ لَأَنْ يُقْطَعَ لِسَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِمَا لَا عِلْمَ لِي بِهِ». "جامع بيان العلم وفضله"، لابن عبد البر: (1571). 4- عن عبد الرَّحمنِ بن مهدي، قَالَ: «رَأَيْتُ رَجُلًا جَاءَ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ أَيَّامًا مَا يُجِيبُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ الْخُرُوجَ قَالَ: فَأَطْرَقَ طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: مَا شَاءَ اللهُ يَا هَذَا إِنِّي إِنَّمَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا أَحْتَسِبُ فِيهِ الْخَيْرَ وَلَيْسَ أُحْسِنُ مَسْأَلَتَكَ هَذِهِ». "حلية الأولياء"، للأصفهاني: (323/6). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA