الوارث
كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...
«قد تبيَّن بهذه الآيات الكثيرة الدالَّة إجمالاً وتفصيلاً على دعوة الرسل أقوامهم إلى إفراد الله بالعبادة أنَّ الواجبَ الاهتمام والعناية بالدعوة إلى توحيد الألوهية، اقتداءً برسل الله الكرام عليهم الصلاة والسلام؛ لأنَّه التوحيد الذي خلق الله الخلق لأَمْرهم به ونهيهم عن صرف العبادة لأحد سواه، وهو الذي من أجله أُرسلت الرسل وأُنزلت الكتب، ولا يجوز التشاغل عنه بالاهتمام والعناية بتقرير توحيد الربوبية؛ لأنَّ ذلك مركوزٌ في الفطر ولَم تُنكره الأُمم، بل هي مقرَّةٌ به، ولم يُدخلهم إقرارُهم به في الإسلام، ومن الآثار السيِّئة المترتِّبة على اشتغال كثير من المنتسبين إلى العلم بتقرير توحيد الربوبية وعدم عنايتهم بتقرير توحيد الألوهية، ما ابتُلي به كثيرٌ من الناس في مختلف البلاد الإسلامية من الافتتان بالقبور والبناء عليها واتخاذها مساجد، وما يحصل من كثير من الناس من دعاء أهلها والاستغاثة بهم وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات، وغير ذلك مِمَّا لا يجوز أن يُطلب من غير الله» السَّنُوسِي الصنعاني
«قد أطبقت رسل المولى تبارك وتعالى وأجمعوا كلهم من لدن آدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين نبينا ومولانا محمد ﷺ على أن الله كلف عبيده بتوحيده وحرّم عليهم الشرك في ألوهيته وعبادته، وبلّغوا عن المولى تبارك وتعالى أن من ابتلي بهذا المحرّم - وهو الشرك في الألوهية والعبادة- ومات على ذلك فهو محروم من جميع نعم الآخرة مخلد في العذاب العظيم إلى غير نهاية» ابن أَبي زَمَنِين شرح المقدمات (ص96).
«كُلُّ مَنْ عَبْدَ غَيْرَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - فَقَدِ افْتَرَى الْكَذِبَ عَلَى اللَّهِ - تَعَالَى - لأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَمَرَ الْعِبَادَ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» سُلَيمان بن عبد الله "تفسير القرآن العزيز" (2 /295).
«مَن عبد غير الله بنوع من أنواع العبادة فقد أشرك، سواء كان المعبود ملكًا أو نبيًا أو صالحًا أو صنما.» ابن جَرير الطَّبَري "تيسير العزيز الحميد" (ص: 43).
«﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾ [الأنعام: 162] يَقُولُ: وَذَبْحِي. ﴿وَمَحْيَايَ﴾ [الأنعام: 162] يَقُولُ: وَحَيَاتِي. ﴿وَمَمَاتِي﴾ [الأنعام: 162] يَقُولُ: وَوَفَاتِي. ﴿لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] : يَعْنِي أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهُ خَالِصًا دُونَ مَا أَشْرَكْتُمْ بِهِ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ مِنَ الْأَوْثَانِ. ﴿لَا شَرِيكَ لَهُ﴾ [الأنعام: 163] فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِهِ، وَلَا لِشَيْءٍ مِنْهُمْ فِيهِ نَصِيبٌ، لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِلَّا لَهُ خَالِصًا» الرَّافِعِي "جامع البيان" ط هجر (10 /46)
«اعلَمْ أن الذبْحَ للمعبُودِ وبِاسْمِه نازِلٌ منزلةَ السُّجُودِ له، وكل واحد منهما نوعٌ من أنواع التعظِيم والعبادَةِ المخصُوصَةِ بالله تعالى الذي هو المستحِقُّ للعبادةِ، فمَنْ ذبح لغيره مِنْ حَيَوَانٍ أو جَمَادٍ كالصَّنم على وَجْهِ التعظيم والعبادَةِ -لم تَحِلَّ ذبيحتُه وكان ما يأتي به كُفْراً كمَنْ سَجَدَ لغيرِه سَجْدَةَ عِبَادةٍ، وكذا لو ذَبَحَ له ولغِيْره على هذا الوجه» الحَلِيمي "العزيز شرح الوجيز" (12 /84).
«لم يَثبُتْ في الشَّرعِ جَوازُ الصَّرفِ للأغنياءِ؛ للإجماعِ على حُرمةِ النَّذرِ للمخلوقِ، ولا يَنعقِدُ، ولا تشتغِلُ الذِّمَّةُ به» ابن نجيم البحر الرائق (2 /321).
«اعلَمْ أنَّ النَّذرَ الذي يقَعُ للأمواتِ مِن أكثَرِ العَوامِّ وما يؤخَذُ مِنَ الدَّراهمِ والشمعِ والزَّيتِ ونحوِها إلى ضرائحِ الأولياءِ. .. تقرُّبًا إليهم؛ فهو بالإجماعِ باطلٌ وحرامٌ» الحَصْكَفيُّ الدر المختار (2 /439).
«لا ينبغي أن يكون الرجاء إلا بالله جل جلاله إذ كان المنفرد بالملك والدين ولا يملك أحد من دونه نفعًا ولا ضرًا فمن رجا ممن لا يملك مالا يملك فهو من الجاهلين، و إذا علق رجاءه به جل ثناؤه فينبغي أن يسأله ما يحتاج إليه صغيرًا وكبيرًا؛ لأن الكل بيده لا قاضي للحاجات غيره وسؤاله إنما يكون بالدعاء». "المنهاج في شعب الإيمان" (1/520).