البحث

عبارات مقترحة:

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

القول بالحلول والاتحاد

من العقائد الوثنية الفلسفية التي تسربت إلى الفرق الباطنية، كبعض الفرق الصوفية وغيرهم، عقيدة وحدة الوجود، والمراد بها: أن يكون الوجود واحدًا بلا فرق بين الخالق والمخلوق، والموجِد والموجود، فيشهد الكون واحدًا اندمجت فيه الذوات، وهذا من أعظم الكفر والفساد.

الأهمية

إن خطورة القول بالحلول والاتحاد تأتي من جهة مناقضته لكثير من النصوص الشرعية، وقد جاء القرآن بأوصاف الله تعالى حيث قال سبحانه: ﴿الرّّحمن على العرش استوى﴾، وذكر مخلوقاته وقال: ﴿الذي أحسن كلّ شيء خَلَقه وبدأ خلق الإنسان من طين﴾، فهو عالي فوق عرشه ﴿إليه يصعد الكلم الطّيب﴾ و﴿تعرج الملائكة والروح إليه﴾ كلّ ذلك مبطل لما ادّعوه وما زعموه، تعالى الله عمّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

التعريف

التعريف لغة

أولًا: الحلول: مأخوذ من حل بالمكان يحل حلولًا ومحلًا وحلًا وحللًا، بفك التضعيف نادر: وذلك نزول القوم بمحلة وهو نقيض الارتحال؛ قال الأسود بن يعفر: كم فاتني من كريم كان ذا ثقة ***** يذكي الوقود بجمد ليلة الحلل وحله واحتل به واحتله: نزل به. الليث: الحل الحلول والنزول "لسان العرب" (11 /163) والمحلة: المكان ينزل به القوم. "مقاييس اللغة" (2 /21). ثانيًا: الاتحاد: وهو من الفعل الثلاثي وحد الذي يدل على الانفراد وكون الشيء واحدًا "مقاييس اللغة" (6 /90 – 91) "تاج العروس" (7 /379) "لسان العرب" (3 /70)، ومنه اتَّحد بمعنى انفرد، والشيئان أو الأشياء صارت شيئًا واحدًا. "المعجم الوسيط" (2 /1016). أما وحدة الوجود فهي مركبة من كلمتين: الوحدة، وهي لغة : أصله وَحَد، وهو: يدل على الانفراد. انظر: " مقاييس اللغة" لابن فارس (6/90). و الوجود : مشتق من (وجد)، ومعناه ا لظفر بالشيء، يقال وجد الشيء يجده وجودًا، ووجد ضالته وجدانًا. انظر: "الصحاح" للجوهري (2 /547).

التعريف اصطلاحًا

وأمّا في الاصطلاح فقد عرّف العلماء الحلول في الاصطلاح بقولهم: هو الزّعم بأنّ الإله قد يحلّ في جسم عدد من عباده، أو بعبارة أخرى أنّ اللاهوت يحلّ في النّاسوت. "المعجم الفلسفي" (ص 76). وقال الجرجاني: الاتحاد: هو تصيير الذاتين واحدة، ولا يكون إلا في العدد من الاثنين فصاعدًا. .. الاتحاد : وهو شهود الوجود الحق الواحد المطلق، الذي الكل موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجودا به، معدومًا بنفسه، لا من حيث إن له وجودا خاصا اتحد به، فإنه محال. وقيل: الاتحاد امتزاج الشيئين واختلاطهما حتى يصيرا شيئًا واحدًا؛ لاتصال نهايات الاتحاد. "التعريفات" (ص 8 – 9) وجاء في المعجم الفلسفي ليوسف كرم: الاتحاد: حال موجودين مختلفين أو أكثر يؤلفون كلا واحدا من جهة ما، مثل اتحاد النفس والجسم. "المعجم الفلسفي" (ص 7). و وحدة الوجود : هي ادعاء اتحاد الخالق بالمخلوق، فوجود المخلوق هو عين وجود الخالق. انظر: "مجموع الفتاوى" (2 /294، 435).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما هي العموم والخصوص المطلق فالمعنى اللغوي أعم مطلقًا من المعنى لاصطلاحي، والمعنى الاصطلاحي هو فرد من أفراد المعنى ، وقصر العام على بعض أفراده من صور المجاز اللغوي الصحيح، وعليه فهو بمعناه الاصطلاحي حقيقة عرفية خاصة بأهل الفن والاصطلاح، ومجاز لغوي.

التعريف لغة

أولًا: الحلول فهو مأخوذ من «حل بالمكان يحل حلولا ومحلا وحلا وحللا، بفك التضعيف نادر: وذلك نزول القوم بمحلة وهو نقيض الارتحال؛ قال الأسود بن يعفر: كم فاتني من كريم كان ذا ثقة، . .. يذكي الوقود بجمد ليلة الحلل وحله واحتل به واحتله: نزل به. الليث: الحل الحلول والنزول». "لسان العرب" (11 /163) «والمحلة: المكان ينزل به القوم». "مقاييس اللغة" (2 /21). «ثانيًا: الاتحاد : وهو : من الفعل الثلاثي وحد الذي يدل على الانفراد وكون الشيء واحدا». "مقاييس اللغة" (6 /90 – 91) "تاج العروس" (7 /379) "لسان العرب" (3 /70)، «ومنه اتَّحد بمعنى انفرد ، والشيئان أو الأشياء صارت شيئا واحدا». "المعجم الوسيط" (2 /1016).

التعريف اصطلاحًا

وأمّا في الاصطلاح فقد عرّف العلماء الحلول في الاصطلاح بقولهم: «هو الزّعم بأنّ الإله قد يحلّ في جسم عدد من عباده، أو بعبارة أخرى أنّ اللاهوت يحلّ في النّاسوت». "المعجم الفلسفي" (ص 76). وقال الجرجاني : «الاتحاد: هو تصيير الذاتين واحدة، ولا يكون إلا في العدد من الاثنين فصاعدا. .. الاتحاد : وهو شهود الوجود الحق الواحد المطلق، الذي الكل موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجودا به، معدوما بنفسه، لا من حيث إن له وجودا خاصا اتحد به، فإنه محال. وقيل: الاتحاد امتزاج الشيئين واختلاطهما حتى يصيرا شيئا واحدا؛ لاتصال نهايات الاتحاد». "التعريفات" (ص 8 – 9) وجاء في المعجم الفلسفي ليوسف كرم : «الاتحاد حال موجودين مختلفين أو أكثر يؤلفون كلا واحدا من جهة ما ، مثل اتحاد النفس والجسم». "المعجم الفلسفي" (ص 7).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما هي العموم والخصوص المطلق فالمعنى اللغوي أعم مطلقًا من المعنى لاصطلاحي، والمعنى الاصطلاحي هو فرد من أفراد المعنى ، وقصر العام على بعض أفراده من صور المجاز اللغوي الصحيح، وعليه فهو بمعناه الاصطلاحي حقيقة عرفية خاصة بأهل الفن والاصطلاح ، ومجاز لغوي.

التعريف اصطلاحًا

وأمّا في الاصطلاح فقد عرّف العلماء الحلول في الاصطلاح بقولهم: هو الزّعم بأنّ الإله قد يحلّ في سجم عدد من عباده، أو بعبارة أخرى أنّ اللاهوت يحلّ في النّاسوت. "المعجم الفلسفي" (ص 76). وقال الجرجاني : الاتحاد: هو تصيير الذاتين واحدة، ولا يكون إلا في العدد من الاثنين فصاعدا. .. الاتحاد : وهو شهود الوجود الحق الواحد المطلق، الذي الكل موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجودا به، معدوما بنفسه، لا من حيث إن له وجودا خاصا اتحد به، فإنه محال. وقيل: الاتحاد امتزاج الشيئين واختلاطهما حتى يصيرا شيئا واحدا؛ لاتصال نهايات الاتحاد. "التعريفات" (ص 8 – 9) وجاء في المعجم الفلسفي ليوسف كرم : الاتحاد حال موجودين مختلفين أو أكثر يؤلفون كلا واحدا من جهة ما ، مثل اتحاد النفس والجسم "المعجم الفلسفي" (ص 7).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما هي العموم والخصوص المطلق فالمعنى اللغوي أعم مطلقًا من المعنى لاصطلاحي، والمعنى الاصطلاحي هو فرد من أفراد المعنى ، وقصر العام على بعض أفراده من صور المجاز اللغوي الصحيح، وعليه فهو بمعناه الاصطلاحي حقيقة عرفية خاصة بأهل الفن والاصطلاح ، ومجاز لغوي.

الأقسام والأنواع

اعلم أن مذهب الحلول والاتحاد من أفسد المذاهب التي حدثت في هذه الأمة، والتبس أمر بعض القائلين به على بعض علماء المسلمين، قبل أن يتبينوا حقيقة هذا المذهب و شد ة إغراقه في الكفر والزندقة. وأساس هذا المذهب – على كثرة تفريعاته – جعل الرب هو العبد حقيقة. ثم هم إما يقولون بحلوله فيه، أو اتحاده به، وعلى التقديرين فإما أن يجعل ذلك مختصا ببعض الخلق، أو عاما في كل الخلق، فالأقسام إذن أربعة، كما بينه شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (2 /171-172): القسم الأول: الحلول الخاص ، ومعناه حلول الرب – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - في مخلوق معين خاص، وهذا قول النسطورية من النصارى القائلين بحلول ا للا هوت في الناسوت كحلول الماء في الإناء، وقد وافقهم في هذه الأمة غلاة الروافض الذين يقولون إنه حل في علي بن أبي طالب وأئمة آل البيت، وغلاة المتصوفة الذي يقولون بالحلول في الأولياء أو بعضهم كالحلاج وغيره. القسم الثاني: الاتحاد الخاص، وهو قول يعقوبية النصارى القائلين بأن اللاهوت والناسوت اختلطا وامتزجا كاختلاط اللبن بالماء، وهو قول من وافقهم من الغلاة في هذه الأمة. القسم الثالث: الحلول العام، وهو قول الجهمية المتقدمين – ومن وافقهم من المتأخرين – الذين يقولون إن الله بذاته في كل مكان!! وهذا المذهب باطل من وجوه متعددة لا سبيل إلى بيانها في هذا الموضع، لئلا أخرج عن المقصود. ويمكن الرجوع في هذه المسألة بالذات – أعني مسألة إثبات علو الله عز وجل والرد على الجهمية في بدعتهم الحلولية – إلى كتاب العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي، وكتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" للعلامة ابن القيم، وغيرها. القسم الرابع: الاتحاد العام ، وهو قول أهل وحدة الوجود، وهو مذهب خبيث يزعم أصحابه أن الخالق عين المخلوق، وهم - كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – أكفر من اليهود والنصارى من وجهين: 1- إن الرب عند النصارى يتحد بعبده المخصوص المقرب والمصطفى بعد أن لم يكونا متحدين وأما أهل وحدة الوجود فيقولون إن الرب مازال متحدا بالعبد!! 2- ثم النصارى خصوا ذلك بالمسيح، وأما هؤلاء فجعلوه في الكون كله، حتى الأنتان والكلاب والخنازير والقاذورات وغير ذلك.

الفروق

الفرق بين القول بالحلول والاتحاد و

الفرق بين الحلول والاتحاد: «يرى الاتحادي أن المخلوق المصطفى يرتفع بنفسه ويصفو ويسمو بروحه إلى حضرة الذات العلية حتى يتحد بها، ويفنى فيها ولا يبقى له أثر، بينما يرى الحلولي أن الله تعالى يتنازل عن عليائه عز وجل فيحل في بعض المصطفين من عباده». "الشرك في القديم والحديث" (1 /843). فالاتحاد لا يقبل الانفصال، فيكون الشيئان شيئًا واحدًا، كاتحاد الماء مع اللبن، أما الحلول فهو أن يكون أحد الشيئين ظرفاً للآخر بحيث يمكن أن ينفصلا. انظر: "مصطلحات في كتب العقائد " محمد الحمد (ص: 47).

الأدلة

القرآن الكريم

القول بالحلول والاتحاد في القرآن الكريم
وقد نصّ القرآن على كفر هؤلاء في كتابه سبحانه وتعالى قوله: ﴿ لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَاّ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)﴾ [المائدة: 17-19]. قال ابن عجيبة في تفسيره: «قائل بهذه المقالة هي الطائفة اليعقوبية من النصارى ، كما تقدم. وقيل : لم يصرح بهذه المقالة أحدٌ منهم. ولكن لزمهم حيث قالوا بأن اللاهوت حل في ناسوت عيسى مع أنهم يقولون الإله واحد ، فلزمَهم أن يكون هو المسيح ، ولزمهم الاتحاد والحلول؛ فنسب إليهم لازم قولهم ، توضيحًا لجهلهم ، وتقبيحًا لمعتقدهم». "البحر المديد" (2 /46). قال البيضاوي عند قوله تعالى: ﴿أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ﴾ «أي: أفلا يتوبون بالانتهاء عن تلك العقائد والأقوال الزائغة، ويستغفرونه بالتوحيد والتنزيه عن الاتحاد والحلول، بعد هذا التقرير والتهديد». "تفسير البيضاوي" (2/138). الآيات التي تدل على إبطال مذهب وحدة الوجود، وإلحاده كثيرة، منها: قول الله عز وجل : ﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ﴾ [الزخرف: 15]، وقوله سبحانه : ﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ. سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُون﴾ [الصافات: 159]. فحكم الله عز وجل بكفر من جعل له من عباده جزءًا، ونسب إليه شيئًا من خلقه، ومن باب أولى من ادعى أنه الخلق متحد فيه. ومن جملة الأدلة الآيات في الكتاب الحكيم تقرر أن المخلوق غير الخالق، منها: قوله: تعالى: ﴿أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ [مريم: 67]. وقال تعالى : ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [النحل: 73] فالأصنام والأوثان (وهي خلق) هي من دون الله تعالى، وليست جزءًا منه، ولا هي هو. انظر: "الكشف عن حقيقة التصوف" عبدالرؤوف القاسم (ص: 703 – 711).

السنة النبوية

القول بالحلول والاتحاد في السنة النبوية
روى الإمام مسلم(537) في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنّه قال: كانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَـلَ أحد والجوانية ، فاطّـلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها ، وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون ، لكني صككتها صكّـة فأتيت رسول الله فعظّم ذلك عليّ. قلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال : ائتني بها. فأتيته بها فقال لها : أين الله ؟ قالت : في السماء. قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله. قال : أعتقها ، فإنها مؤمنة. قال أبو سعيد الدارمي (ت 280هـ): «ففي حديث رسول الله هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله عز وجل في السماء دون الأرض فليس بمؤمن، ولو كان عبدًا فأُعتق لم يجز في رقبة مؤمنة؛ إذ لا يعلم أن الله في السماء؛ ألا ترى أن رسول الله جعل أمارة إيمانها معرفتها أن الله في السماء؟». "الرد على الجهمية للدارمي" (ص: 46-47).

الإجماع

قال القاضي عياض في "الشفا" ما معناه: «أجمع المسلمون على كفر أصحاب الحلول ومن ادعى حلول الباري سبحانه في أحد الأشخاص كقول بعض المتصوفة والباطنية والنصارى والقرامطة». "الشفا" للقاضي عياض (2/606)، ونقله السيوطي في " الحاوي للفتاوي" (2 /159)، "تأييد الحقيقة العلية" (ص65). وقد أجمع المسلمون على أنّ الله بائن عن خلقه، فمن ادعى خلاف ذلك فقد كفر، قال ابن تيمية: «المسلمون يعلمون أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ليس هو المخلوقات، ولا جزءًا منها، ولا صفة لها، بل هو بائن عنها سبحانه وتعال ى» " الإيمان الأوسط" (ص: 517). وقال: «السلف والأئمة يقولون: إن الله فوق سمواته مستو على عرشه بائن من خلقه كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وكما علم المباينة والعلو بالمعقول الصريح الموافق للمنقول الصحيح، وكما فطر الله على ذلك خلقه؛ من إقرارهم به وقصدهم إياه سبحانه وتعالى». " مجموع الفتاوى" (2 /297)، وانظر: " الرد على القائلين بوحدة الوجود" الملا علي القاري (ص: 13). بل قد جاء تكفير الحلولية عمن له قدر في التصوف، قال السيوطي: «وممن نصر على إكفار القائلين بالحلول والاتحاد من أهل التصوف الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في أول "الحلية"، وكذلك القاضي ناصر الدين البيضاوي الإمام في التفسير والفقه والكلام والأصول والتصوف، وانظر تفسيره المشهور تجده مشحونًا بالتصوف، وقد نص في سورة المائدة على كفر من قال بالحلول والاتحاد». "تأييد الحقيقة العلية" (ص65).

العقل

مما يدل على بطلان مذهب وحدة الوجود، وأنّ قائله مخالف للشرع والعقل، ما يشاهد من السحاب والحيوان والنبات، وغير ذلك، فإن هذه يمتنع أن يكون وجودها واجبا؛ لكونها كانت معدومة، ويمتنع أن تكون ممتنعة لكونها وجدت، فهذه مما يعلم بالضرورة أنها ممكنة ليست واجبة ولا ممتنعة، فإذا ثبت هذا استحال وجود الاتحاد. انظر: " درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية (3 /164). ومن الأدلة العقلية على إبطال القول بالحلول والاتحاد ما ذكره الرازي رحمه الله في "المحصل لأفكار المتقدمين والمتأخرين" (ص 360) حيث قال: «لمعتقدهم الباري تعالى لا يتحد بغيره؛ لأنه حال الاتحاد إن بقيا موجودين فهما اثنان لا واحد، وإن صارا معدومين فلم يتحدا بل حدث ثالث، وإن عدم أحدهما وبقي الآخر فلم يتحد لأن المعدوم لا يتحد بالموجود». و انظر: " معالم أصول الدين" للرازي (ص: 50). والخلاصة: «لَا يُمكن يتحد شَيْء بِشَيْء إِلَّا إِذا استحالا وفسدت حَقِيقَة كل مِنْهُمَا، وَحصل من اتحادهما أَمر ثَالِث، لَا هُوَ هَذَا، وَلَا هَذَا كَمَا إِذا اتَّحد المَاء وَاللَّبن وَالْمَاء وَالْخمر وَنَحْو ذَلِك» " العبودية" لابن تيمية (ص: 128).

وجه عده من النواقض

تعد مقالة وحدة الوجود من أشنع الكفر، فهي تتضمن أنواعًا من الكفر: 1- إشراك بربوبية الله تعالى، فقد جعلوا خلقه متصل بذاته، وصرفوا الربوبية للمخلوق، تعالى الله عن ذلك. 2- جعلوا وجود المخلوق عين وجود الخالق، وهذا مناقض للشرع والعقل. 3- جعلوا عابدي الأصنام والأوثان، بل وفرعون المعلوم كفره بالاضطرار على حق وصواب، وهذا مباين لشرع الله تعالى. 4- ما يلزم من قولهم من وصف الله جل وعلا بأنواع النقائص، وأنّ وجوده هو عين وجود القاذورات والنجاسات وغير ذلك مما تأباه الفطر السليمة. انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (2 /124)، " العقد الثمين" للفاسي (2 /282). قال ابن تيمية: «اتفق سلف الأمة وأئمتها: على أن الخالق تعالى بائن من مخلوقاته، ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته، والسلف والأئمة كفروا الجهمية لما قالوا إنه في كل مكان وكان مما أنكروه عليهم: أنه كيف يكون في البطون والحشوش والأخلية؟ تعالى الله عن ذلك، فكيف بمن يجعله نفس وجود البطون والحشوش والأخلية والنجاسات والأقذار؟ واتفق سلف الأمة وأئمتها: أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته. ولا في أفعاله، وقال: من قال من الأئمة من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها. وأين المشبهة المجسمة من هؤلاء؟ فإن هؤلاء غاية كفرهم: أن يجعلوه مثل المخلوقات. لكن يقولون: هو قديم وهي محدثة، وهؤلاء جعلوه عين المخلوقات، وجعلوه نفس الأجسام المصنوعات، ووصفوه بجميع النقائص والآفات التي يوصف بهما كل كافر وكل فاجر وكل شيطان وكل سبع وكل حية من الحيات، فتعالى الله عن إفكهم وضلالهم وسبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، والله تعالى ينتقم لنفسه ولدينه ولكتابه ولرسوله ولعباده المؤمنين منهم» "مجموع الفتاوى" (2 /126). ولا شكّ أنّ من ادّعى بأنّ الله حلّ فيه فقد كذب على الله، فإنّ القول بالحلول والاتحاد كما قال ابن تيمية: «يج رّ قولهم إلى التعطيل، بجعل العبد هو الرب، وغير ذلك من البدع الكاذبة الضالة». " مجموع الفتاوى" (4 /216)، وهذا من الكفر الصريح قال ابن عثيمين رحمه الله: «ت كذيبُ خبرِ الله ورَسوله كُفر مخرجٌ عن الملَّة بالإجماع». "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (10 /765).

أقوال أهل العلم

«وذلك لما بلغك من بسط لساننا ولسان أهل الفقه والآثار في كل القطر والأمصار في المنتسبين إليهم من الفسقة والفجار، والمباحية والحلولية الكفار». ابن أَبي العِزّ "حلية الأولياء" (ص4)
«فقود هذه المقالة يستلزم أن وجود كل شيء هو عين وجود الخالق تعالى، هذا منتهي الإلحاد، وهو مما يعلم بالحس والعقل والشرع أنه في غاية الفساد، ولا مخلص من هذا إلا بإثبات الصفات، مع نفي مماثلة المخلوقات، وهو دين الذين آمنوا وعملوا الصالحات». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة درء تعارض العقل والنقل (1 /283)
«وهذا القول قد أفضى بقوم إلى القول بالحلول والاتحاد، وهو أقبح من كفر النصارى، فإن النصارى خصوه بالمسيح، وهؤلاء عموا جميع المخلوقات، ومن فروع هذا التوحيد: أن فرعون وقومه كاملو الإيمان، عارفون بالله على الحقيقة». الذَّهَبي شرح الطحاوية (ص28).
«أعظم الخلق كفرًا وضلالًا: من زعم أن ربه نفس وجود هذه الموجودات، وأن عين وجوده فاض عليها فاكتست عين وجوده، فاتخذ حجابًا من أعيانها، واكتست جلبابًا من وجوده، ولبس عليهم ما لبسوه على ضعفاء العقول والبصائر من عدم التفريق بين وجود الحق سبحانه وإيجاده، وأن إيجاده هو الذي فاض عليها، وهو الذي اكتسته، وأما وجوده: فمختص به لا يشاركه فيه غيره، كما هو مختص بماهيته وصفاته، فهو بائن عن خلقه، والخلق بائنون عنه، فوجود ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن، حاصل بإيجاده له، فهو الذي أعطى كل شيء خلقه، ووجوده المختص به، وبان بذاته وصفاته ووجوده عن خلقه». ابن جَمَاعة "مدارج السالكين" (3 /382).
«فيا حسرةً على العباد كيف لا يغضبون لله تعالى ولا يقومون في الذب عن معبودهم، تبارك اسمه وتقدست في ذاتُه، عن أن يمتزج بخَلْقه أو يحلّ فيهم. وتعالى الله عن أن يكون هو عين السماوات والأرض وما بينهما. فإنّ هذا الكلام شرٌ من مقالة من قال بقِدَم العالم ومن عرفَ هؤلاء الباطنيّة عَذَرني، أو هو زنديقٌ مبطنٌ للاتحاد يذب عن الاتّحاديّة والحُلُوليّة ومن لم يعرفهم فالله يثيبه على حُسْن قصْده. وينبغي للمرء أن يكون غضَبُه لربّه إذا انتُهِكت حُرُماته أكثر من غضبه لفقير غير معصومٍ من الزّلل. فكيف بفقير يحتمل أن يكون في الباطن كافرًا، مع أنَّا لا نشْهد على أعيان هؤلاء بإيمانٍ ولا كفرٍ لجواز توبتهم قبل الموت. وأمرهم مُشْكِل وحسابهم على الله. وأمّا مقالاتهم فلا رَيْبَ في أنّها شرٌّ من الشِّرْك، فيا أخي ويا حبيبي اعطِ القوسَ باريها ودعني ومعرفتي بذلك، فإنّني أخاف الله أن يُعذّبني على سكوتي كما أخاف أن يعذّبني على الكلام في أوليائه. وأنا لو قلت لرجلٍ مسلم: يا كافر، لقد بؤت بالكفر، فكيف لو قلته لرجلٍ صالح أو ولٍّي لله تعالى؟». "تاريخ الإسلام" (15 /168)
«يجب أن ينزه الله تعالى عن الحلول خلافًا للنصارى، وبعض الصوفية، جل الله وتعالى عن قولهم علوًّا كبيرًا». "شرح الكوكب الوقاد" كما في "تأييد الحقيقة العلية" (ص65).