البحث

عبارات مقترحة:

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

إنكار وجود الله

إنّ هذه المفردة متعلّقة بمن رفض اعتقاد وجود خالق لهذا الكون الفسيح، من جهة تعريفه، وأنواعه، وأقوال العلماء عنه، وكونه ناقضًا من نواقض الإيمان.

الأهمية

إنّ فكرة إنكار الخالق بات تيّارًا يحارب المسلمين بكلّ ما أمكن لديه من قوّة بعد ما كان خامل الذّكر شرذمة من النّاس يعتقدون، وبهذا يتبيّن خطورة هذا الأمر وأهميّة التصدّي له وإليك كلام شاهد عيان يحكي واقع هؤلاء الذي صاروا إليه حيث يقول عنهم: إنّ «ا لملاحدة الجدد ينطلقون في تعاملهم مع الدين من رؤية ترى فيه منبعاً للشرور والكوارث والقوارع البشرية، وأنه من الواجب السعي بجدية في محاربته وفق الأدوات المتاحة والممكنة». "ميليشيا الإلحاد" عبد الله بن صالح العجيري (ص44).

التعريف

التعريف لغة

فتعريف الإنكار مأخوذ من مادّة (ن ك ر) الّتي تدلّ على خلاف المعرفة الّتي يسكن إليها القلب. ونكر الشّيء وأنكره لم يقبله قلبه ولم يعترف به لسانه. "المقاييس" (ج5 /ص 476). يقول الرّاغب في تعريف هذه المفردة: «الإنكار: ضدّ العرفان. يقال: أنكرت كذا ونكرت، وأصله أن يرد على القلب ما لا يتصوّره، وذلك ضرب من الجهل». "المفردات" (ص 505). فمن خلال هذين التعريفين، نستطيع أن نقول في تعريف إنكار وجود الله: هو رفض اعتقاد وجود خالق لهذا الكون.

التعريف اصطلاحًا

أمّا اصطلاحًا فإنّ (إنكار وجود الله) والقول بأنّ الكون وجد بلا خالق، وأن المادة أزلية أبدية، واعتبار تغيرات الكون قد تمت بالمصادفة، أو بمقتضى طبيعة المادة وقوانينها، واعتبار ظاهرة الحياة، وما تستتبع من شعور وفكر عند الإنسان، من أثر التطور الذاتي في المادة يعدّ من تعريف الإلحاد المعاصر. "كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة" لحسن حبنكة الميداني (ص409).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

إنّ التعريف اللغوي لـ (إنكار وجود الله) لم يختلف عن تعريفه الاصطلاحيّ وذلك راجع إلى وضوح معناه فقد استخدم تعريفًا للإلحاد المعاصر في الاصطلاح.

الفروق

الفرق بين إنكار وجود الله و الإلحاد

«ليس الإلحاد إنكار وجود الله فقط - كما هو معلوم -وإنما يتعدى ذلك لإنكار وجوده الحقيقي أو إنكار صفاته العلية أو بعضها». "المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية" (ص13).

الأدلة

القرآن الكريم

إنكار وجود الله في القرآن الكريم
قد دلّ القرآن على كفر من جحد الصانع منها قول الله تعالى في قصّة فرعون في القصص: ﴿ فَذَٰنِكَ بُرْهَٰنَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيْهِۦٓۚ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمٗا فَٰسِقِينَ ﴾ إلى قوله: ﴿ ​وَأَتْبَعْنَٰهُمْ فِي هَٰذِهِ اْلدُّنْيَا لَعْنَةٗۖ وَيَوْمَ اْلْقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ اْلْمَقْبُوحِينَ ﴾. فأخبر سبحانه أنَّه أرسله إلى فرعون وقومه وأخبر أنَّهم كانوا قومًا فاسقين وأخبر أنَّهم قالوا ما هذا إلَّا سحر مفترًى وأخبر أنَّ فرعون قال ﴿ما علمت لكم من إلهٍ غيري﴾ وأنَّه أمر باتِّخاذ الصَّرح ليطَّلع إلى إله موسى وأنَّه يظنُّه كاذبًا وأخبر أنّه استكبر فرعون وجنوده وظنُّوا أنَّهم لا يرجعون إلى الله وأنَّه أخذ فرعون وجنوده فنبذهم في اليمِّ فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وأنَّه جعلهم أئمَّة يدعون إلى النَّار ويوم القيامة لا ينصرون وأنه أتبعهم في الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين. "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (2/280) بتصرُّف يسِير.

الإجماع

«وجود الله معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلاَّ ملحد دهري». "مذكّرة التوحيد"، لعبد الرزاق العفيفي ص (18). «جميع أهل الملل مطبقون على كفر فرعون. فهذا عند الخاصة والعامة أبين من أن يستدل عليه بدليل فإنه لم يكفر أحد بالله ويدعي لنفسه الربوبية والإلهية مثل فرعون». " مجموع الفتاوى" (ج 2 /ص 279).

العقل

أمّا بالعقل: 1-فإنّ الإيمان بالشيء فرع عن الإيمان بوجوده، فمن أنكر وجود الله فقد أنكر الأصل ومن أنكر الأصل أبطل فروعه. 2-دليل اللزوم فمن يؤمن بالله وأسمائه وصفاته يلزم أن يؤمن بوجوده سبحانه وتعالى.

وجه عده من النواقض

إن المنكر لوجود الله صاحبه خالف الفطرة والعقل والشّرع، فكيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ ، وقد ذكر العلماء حكم إنكار ما يعلم من الدّين بالضرورة فنقلوا الإجماع على تكفير صاحبه، وفي ذلك يقول الشافعيّ رحمه الله: «العلِمُ عِلمانِ: عِلمُ عامَّةٍ، لا يَسَعُ بالغًا غيرَ مغلوبٍ على عَقْلِه جَهْلُه. .. مِثلُ: الصَّلواتِ الخَمسِ، وأنَّ لله على النَّاسِ صَومَ شَهرِ رَمَضانَ، وحَجَّ البيتِ إذا استطاعوه، وزكاةً في أموالِهم، وأنَّه حَرَّم عليهم الزِّنا والقَتْلَ والسَّرِقةَ والخَمْرَ، وما كان في معنى هذا ممَّا كُلِّف العبادُ أن يَعقِلوه ويَعمَلوه، ويُعطوه من أنفُسِهم وأموالِهم، وأن يكُفُّوا عنه ما حُرِّمَ عليهم منه، وهذا الصِّنفُ كُلُّه من العِلمِ موجودٌ نصًّا في كِتابِ اللهِ، موجودٌ عامًّا عند أهلِ الإسلامِ، ينقُلُه عوامُّهم عمَّن مضى من عوامِّهم، يحكونَه عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا يتنازَعون في حكايتِه، ولا وجوبِه عليهم، وهذا العِلمُ العامُّ الذي لا يمكِنُ فيه الغَلَطُ من الخبرِ والتأويلِ، ولا يجوزُ فيه التنازُعُ». يُنظر: "الرسالة" (ص 357-359). وقد قيّد الرّافعي كون المجحود مجمعًا عليه فيه نصٌّ كما حكى عنه النَّووي: «أطلق الإمامُ الرَّافعي القَولَ بتكفيرِ جاحِدِ المجمَعِ عليه، وليس هو على إطلاقِه، بل من جحد مجمَعًا عليه فيه نَصٌّ، وهو من أمورِ الإسلامِ الظَّاهرةِ التي يشترِكُ في مَعرِفتِها الخواصُّ والعوامُّ؛ كالصَّلاةِ، أو الزكاةِ، أو الحَجِّ، أو تحريمِ الخَمرِ أو الزِّنا، ونحوِ ذلك- فهو كافِرٌ، ومن جحد مجمَعًا عليه لا يعرِفُه إلَّا الخواصُّ؛ كاستحقاقِ بنتِ الابنِ السُّدُسَ مع بنتِ الصُّلبِ، وتحريمِ نِكاحِ المعتَدَّةِ، وكما إذا أجمع أهلُ عَصرٍ على حُكمِ حادثةٍ؛ فليس بكافرٍ؛ للعُذْرِ». "روضة الطالبين" (2 /146)

أقوال أهل العلم

«من ينكر وجود الله، ويقول: ليس هناك إله والحياة مادة كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله: هؤلاء أكفرُ الناس، وأضلُّهم، وأعظمُهم شركًا وضلالًا، نسأل الله العافية». المَرْداوي عبد العزيز بن باز
ومَنْ جَحَدَ الخلَّاقَ أوْ صِفَةً لَهُ*****أو البعضَ مِنْ كُتُبِ الإلهِ الْمُوَحَّدِ أو الرُّسْلَ أوْ مَنْ سَبَّهُ أوْ رَسولَهُ*****ولوْ كانَ ذا مَزْحٍ كَفَرَ كالتَّعَمُّدِ ابن الحَنْبَلي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص69).
«والشكوك العارضة على الحق لا يبطله عند أهله، لأن البارىء جلت قدرته قد أقيمت الشكوك على بطلانه، وأن ليس لهذا الوجود صانع». القاضي عِيَاض "الرسالة الواضحة" (ص543).
«من أنكر الخالق فإنه مختل العقل كما أنه لا دين عنده، وأنه كافر لا يرتاب أحد في كفره». محمد الصالح العثيمين "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (2 /124)
«وقال أبو حنيفة وأصحابه: من جحد أن الله تعالى خالقه أو ربه أو قال ليس لي رب فهو مرتد». "الشفا" (2/498).