الشهيد
كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...
ومَنْ جَحَدَ الخلَّاقَ أوْ صِفَةً لَهُ*****أو البعضَ مِنْ كُتُبِ الإلهِ الْمُوَحَّدِ أو الرُّسْلَ أوْ مَنْ سَبَّهُ أوْ رَسولَهُ*****ولوْ كانَ ذا مَزْحٍ كَفَرَ كالتَّعَمُّدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص69).
فقد سئل أبو حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض، فقال: «قد كفر؛ لأن الله تعالى يقول ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه، آية 5] ، وعرشه فوق سماواته»، فقيل لأبي حنيفة: إنه يقول: أقول على العرش استوى، ولكن قال: لا يدري العرش في السماء أو في الأرض، قال: «إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر» أبو حنيفة "العلو للعلي الغفار" للذهبي (ص: 136)
«لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه أمته، لا يسع أحداً من خلق الله قامت عليه الحجة ردها، لأن القرآن نزل بها، وصح عن رسول الله ﷺ بها فيما روى عنه العدول، فإن خالف بعد ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يقدر بالعقل، ولا بالروية، والقلب، ولا نكفر بالجهل بها أحداً إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، ونثبت هذه الصفات، وننفي عنها التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه فقال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ، [الشورى: 11]» الإِمَام الشَّافِعي
«وصح الخبر عن رسول الله ﷺ أنه قال: «وكلتا يديه يمين» مسلم (1827)، فمن لم يؤمن بذلك ويعلم أن ذلك حق، كما قال رسول الله ﷺ، فهو مكذب برسول الله ﷺ» الإمام ابن حَنْبَل الإمام أحمد بن حنبل
«فإن هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله بها نفسه ورسوله مما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية، لا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهائها إليه» أبو جعفر بن جرير الطبري "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم (ص: 195)
«كفر الجهمية بكفر مشهور، وهو تكذيبهم بنص الكتاب، أخبر الله تبارك وتعالى أن القرآن كلامه، وادعت الجهمية أنه خلقه، وأخبر الله تبارك وتعالى أنه كلم موسى تكليماً، وقال هؤلاء لم يكلمه الله بنفسه، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء﴾ [المائدة، آية 64]، وقال هؤلاء الجهمية: ليس لله يد، وما خلق آدم بيده، وإنما يداه نعمتاه ورزقاه، فادعوا بين يدي الله أوحش مما ادعته اليهود؛ قالت اليهود يد الله مغلولة، وقالت الجهمية يد الله مخلوقة؛ لأن النعم والأرزاق مخلوقة لاشك فيها، وذاك محال في كلام العرب، فضلاً أن يكون كفراً» الدارمي الرد على الجهمية ص: (173، 174) باختصار
«وكان مما بينه ﷺ لأمته أنه أعلمهم في غير حديث «إنكم ترون ربكم عز وجل» البخاري (554)، ومسلم (633)، ورواه جماعة من صحابته رضي الله عنهم، وقبلها العلماء عنهم أحسن القبول، كما قبلوا عنهم علم الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وعلم الحلال والحرام، كذا قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون الله عز وجل ولا يشكون في ذلك، ثم قالوا: من رد هذه الأخبار فقد كفر» الآجري الشريعة (ص: 253)
«جحود الاستواء كفر؛ لأنه رد لخبر الله، وكفر بكلام الله، ومن كفر بحرف متفق عليه فهو كافر، فكيف بمن كفر بسبع آيات، ورد خبر الله تعالى في سبعة مواضع من كتابه» الموفق ابن قدامة ذم التأويل (ص: 26)
«من قال إن الله لم يكلم موسي تكليماً، فهذا إن كان لم يسمع القرآن، فإن يعرف أن هذا نص القرآن، فإن أنكره بعد ذلك استتيب، فإن تاب وإلا قتل، ولا يقبل منه إن كان كلامه بعد أن يجحد نص القرآن، بل لو قال إن معنى كلامي إنه خلق صوتا في الهواء فأسمعه موسى كان كلامه - أيضا - كفراً، وهو قول الجهمية الذين كفّرهم السلف، وقالوا يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا، ولكن من كان مؤمناً بالله ورسوله مطلقاً، ولم يبلغه من العلم ما يبين له الصواب فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي من خالفها كفر، إذ كثير من الناس يخطئ فيما يتأوله من القرآن، ويجهل مما يرد من معاني الكتاب والسنة، والخطأ والنسيان مرفوعان عن هذه الأمة، والكفر لا يكون إلا بعد البيان» تقي الدين ابن تيمية مجموع الفتاوى (12 /523، 524)
«كلما كان الرجل أعظم تعطيلاً، كان أعظم شركاً، وتوحيد الجهمية والفلاسفة مناقض لتوحيد الرسل من كل وجه، فإن مضمونه إنكار حياة الرب، وعلمه، وقدرته، وسمعه، وبصره، وكلامه، وإنكار وجهه الأعلى ويديه، ومجيئه، وإتيانه ومحبته، ورضاه، وغضبه، وضحكه، وسائر ما أخبر به الرسول عنه، ومعلوم أن هذا التوحيد هو نفس تكذيب الرسول بما أخبر به عن الله» ابن القيم مختصر الصواعق المرسلة (1 /243، 244)
(من قال: إن الله عز وجل لا يرى في الآخرة؛ فهو كافر) الإمام أحمد مسائل الإمام أحمد لأبي داود (ص: 105)
«قَوْلُهُ: (فَمَنْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ، أَوْ جَحَدَ رُبُوبِيَّتَهُ، أَوْ وَحْدَانِيَّتَهُ، أَوْ صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ، أَوْ اتَّخَذَ لِلَّهِ صَاحِبَةً، أَوْ وَلَدًا، أَوْ جَحَدَ نَبِيًّا، أَوْ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ، أَوْ شَيْئًا مِنْهُ، أَوْ سَبَّ اللَّهَ أَوْ رَسُولَهُ: كَفَرَ) بِلَا نِزَاعٍ فِي الْجُمْلَةِ. وَمُرَادُهُ: إذَا أَتَى بِذَلِكَ طَوْعًا، وَلَوْ هَازِلًا. وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ طَوْعًا» المرداوي الإنصاف (10 /326)
«من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا». نعيم بن حماد "العلو" للذهبي (ص172).
«والقدرية المبتدعة ضلال، فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر». أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (1/197).