البحث

عبارات مقترحة:

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

إنكار الصفات

من الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وإنكار شيء من صفاته جلَّ وعلا بمعنى الجحود وعدم الاعتراف، بعد بلوغها، كفرٌ به بما أخبر به، وناقض من نواقض الإيمان.

الأهمية

تواترت النصوص التي تخبر بصفات الله تعالى، فله الأسماء الحسنى، والصفات العليا، كما يليق بجلاله، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات، وجحد شيء منها إلحاد في أسمائه وصفاته، وتكذيب لما أخبر، وتعطيل عن صفات الكمال والجلال.

التعريف

التعريف لغة

الإنكار: خلاف الاعتراف، وهو مشتق من (نكر)، ويدل معناه: على خلاف المعرفة التي يسكن إليها القلب، ونكر الشيء وأنكره: لم يقبله قلبه، ولم يعترف به لسانه، ويقال: نَكِرْتُ الرجلَ نُكْراً ونُكوراً، وأَنْكَرْتُهُ واسْتَنْكَرْتُهُ. "الصحاح" للجوهري (2 /836)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (5 /476). والصفات: جمع صفة، وأصلها: (وصف)، يقال: وصفت الشي وصفا وصفة، ومعنى الصفة: الأمارة اللازمة للشيء. "الصحاح" للجوهري (4 /1438)، " مقاييس اللغة" لابن فارس (6 /115).

التعريف اصطلاحًا

إنكار صفات الله جلّ وعلا: هو جحد شيء مما وصف الله تعالى به نفسه أو وصفه به رسوله ، كأن ينكر أنّ لله سمعا وبصرا، ويدا، وقدما، وعلما، وحكمة، وغير ذلك من الصفات الإلهية. انظر: "نواقض الإيمان القولية والعملية" العبد اللطيف (ص: 118).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي هو المعنى اللغوي.

الأدلة

القرآن الكريم

إنكار الصفات في القرآن الكريم
الآيات الدالة على إثبات الصفات الله كثيرة جدا، وحسبك أن تطالع في ذلك العقيدة الواسطية فقد جمعت آيات كثيرة في ذكر صفات الله جل وعلا، ومن تلك الآيات: 1- قوله تعالى: ﴿قل هو الله أحد • الله الصمد • لم يلد ولم يولد • ولم يكن له كفوا أحد﴾ [الإخلاص: 1 - 4]. 2- وقوله: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده﴾ - أي: لا يكرثه ولا يثقله - ﴿حفظهما وهو العلي العظيم﴾ [البقرة: 255]. 3- وقوله سبحانه: ﴿هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم﴾ [الحديد: 3]. 4- وقوله سبحانه: ﴿العليم الحكيم﴾ [التحريم: 3]. 5- وقوله: ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ [الشورى: 11]. 6- وقوله: ﴿ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد﴾ [البقرة: 253]. 7- وقوله: ﴿وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾ [البقرة: 195]. 8- وقوله: ﴿رضي الله عنهم ورضوا عنه﴾ [البينة: 8]. 9- ﴿كتب ربكم على نفسه الرحمة﴾ [الأنعام: 54]. 10- ﴿ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه﴾ [محمد: 28].

السنة النبوية

إنكار الصفات في السنة النبوية
الأحاديث الدالة على إثبات الصفات لله جلّ وعلا كثيرة جدا، منها: 1- قوله : «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» أخرجه البخاري (1145)، ومسلم (758). 2- وقوله : «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ، إِذَا وَجَدَهَا» أخرجه مسلم (2675). 3- وقوله : «يضحك الله إلى رجلين؛ يقتل أحدهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة» أخرجه البخاري (2826)، ومسلم (1890). 4- وقوله : «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ» أخرجه البخاري (4741) 5- وقوله : «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء» أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064). 6- وقوله : «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» أخرجه البخاري (554)، ومسلم (633).

الإجماع

أجمع المسلمون على أنّ من جحد صفات الله جلّ وعلا كفر بما أخبر به جلّ وعلا، قال القاضي عياض: «فأما من نفى صفة من صفات الله تعالى الذاتية، أو جحدها مستبصراً في ذلك كقوله: ليس بعالم، ولا قادر، ولا مريد، ولا متكلم، وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة، فقد نص أئمتنا على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها، وأعراه عنها» "الشفا" (2 /1080).

العقل

جحد صفات الكمال لله جلّ وعلا وتعطيله عنها مما يدرك العقل بطلانه، فواهب الكمال أولى به، وتعطيله عن صفاته، يلزم من لوازم فاسدة، كتشبيهه بالمعدوم، والجمادات، ورميه بالنقائص انظر: " الصواعق المرسلة" لابن القيم (4 /1235)، يقول ابن تيمية: «إن هذا الذي فر من أن يجعل القديم الواجب موجوداً، موصوفاً بصفات الكمال، لئلاً يلزم ما ذكره من التشبيه والتجسيم، وجعل نفي هذا اللازم دليلاً على نفي ما جعله ملزوما ً له، لزمه في آخر الأمر ما فر منه من جعله الموجود الواجب جسماً يشبه غيره، مع أنه وصفه بصفات النقص التي يجب تنزيه الرب عنها، ومع أنه جحد الخالق جل جلاله، فلزمه مع الكفر الذي هو أعظم من كفر عامة المشركين، فإنهم كانوا يقرون بالصانع مع عبادتهم لما سواه، ولزمه مع هذا أنه من أجهل بنى آدم وأفسدهم عقلاً ونظراً وأشدهم تناقضا، وهكذا يفعل الله بالذين يلحدون في أسمائه وآياته» "مجموع الفتاوى" (5 /362).

وجه عده من النواقض

وجه عد جحد صفات الله جلّ وعلا من النواقض أمور: 1- أن هذا الإنكار لمن بلغته تلك النصوص؛ يعد تكذيباً لنصوص الوحيين، ورداً للأخبار الصحيحة في إثبات تلك الأسماء أو الصفات لله تعالى. 2- إن في هذا النفي إلحاداً في أسماء الله تعالى، وتعطيلاً لما يجب لله عز وجل من الإثبات المفصل كما يليق بجلاله وعظمته. 3- أن جحد الصفات يستلزم لوازم شنيعة جداً، كجحد الصانع ونفيه، وسلب كماله عنه ، ووصفه بالنقائص والعيوب، وتشبيهه بالجمادات الناقصة، وتشبيهه بالمعدومات، بل بالممتنعات، والطعن فيما أخبر به عن نفسه وأخبرت به عنه رسله، والقدح في علم الرسول أو بيانه أو نصحه، وإفساد الفطر والعقول وتغييرها عما فطرت عليه، كإفساد الشياطين لها بالشرك واتباع الغي. انظر: "نواقض الإيمان القولية والعملية" العبد اللطيف (ص: 120).

أقوال أهل العلم

ومَنْ جَحَدَ الخلَّاقَ أوْ صِفَةً لَهُ*****أو البعضَ مِنْ كُتُبِ الإلهِ الْمُوَحَّدِ أو الرُّسْلَ أوْ مَنْ سَبَّهُ أوْ رَسولَهُ*****ولوْ كانَ ذا مَزْحٍ كَفَرَ كالتَّعَمُّدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص69).
فقد سئل أبو حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض، فقال: «قد كفر؛ لأن الله تعالى يقول ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه، آية 5] ، وعرشه فوق سماواته»، فقيل لأبي حنيفة: إنه يقول: أقول على العرش استوى، ولكن قال: لا يدري العرش في السماء أو في الأرض، قال: «إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر» أبو حنيفة "العلو للعلي الغفار" للذهبي (ص: 136)
«لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه أمته، لا يسع أحداً من خلق الله قامت عليه الحجة ردها، لأن القرآن نزل بها، وصح عن رسول الله بها فيما روى عنه العدول، فإن خالف بعد ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يقدر بالعقل، ولا بالروية، والقلب، ولا نكفر بالجهل بها أحداً إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، ونثبت هذه الصفات، وننفي عنها التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه فقال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ، [الشورى: 11]» الإِمَام الشَّافِعي
«وصح الخبر عن رسول الله أنه قال: «وكلتا يديه يمين» مسلم (1827)، فمن لم يؤمن بذلك ويعلم أن ذلك حق، كما قال رسول الله ، فهو مكذب برسول الله » الإمام ابن حَنْبَل الإمام أحمد بن حنبل
«فإن هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله بها نفسه ورسوله مما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية، لا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهائها إليه» أبو جعفر بن جرير الطبري "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم (ص: 195)
«كفر الجهمية بكفر مشهور، وهو تكذيبهم بنص الكتاب، أخبر الله تبارك وتعالى أن القرآن كلامه، وادعت الجهمية أنه خلقه، وأخبر الله تبارك وتعالى أنه كلم موسى تكليماً، وقال هؤلاء لم يكلمه الله بنفسه، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء﴾ [المائدة، آية 64]، وقال هؤلاء الجهمية: ليس لله يد، وما خلق آدم بيده، وإنما يداه نعمتاه ورزقاه، فادعوا بين يدي الله أوحش مما ادعته اليهود؛ قالت اليهود يد الله مغلولة، وقالت الجهمية يد الله مخلوقة؛ لأن النعم والأرزاق مخلوقة لاشك فيها، وذاك محال في كلام العرب، فضلاً أن يكون كفراً» الدارمي الرد على الجهمية ص: (173، 174) باختصار
«وكان مما بينه لأمته أنه أعلمهم في غير حديث «إنكم ترون ربكم عز وجل» البخاري (554)، ومسلم (633)، ورواه جماعة من صحابته رضي الله عنهم، وقبلها العلماء عنهم أحسن القبول، كما قبلوا عنهم علم الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وعلم الحلال والحرام، كذا قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون الله عز وجل ولا يشكون في ذلك، ثم قالوا: من رد هذه الأخبار فقد كفر» الآجري الشريعة (ص: 253)
«جحود الاستواء كفر؛ لأنه رد لخبر الله، وكفر بكلام الله، ومن كفر بحرف متفق عليه فهو كافر، فكيف بمن كفر بسبع آيات، ورد خبر الله تعالى في سبعة مواضع من كتابه» الموفق ابن قدامة ذم التأويل (ص: 26)
«من قال إن الله لم يكلم موسي تكليماً، فهذا إن كان لم يسمع القرآن، فإن يعرف أن هذا نص القرآن، فإن أنكره بعد ذلك استتيب، فإن تاب وإلا قتل، ولا يقبل منه إن كان كلامه بعد أن يجحد نص القرآن، بل لو قال إن معنى كلامي إنه خلق صوتا في الهواء فأسمعه موسى كان كلامه - أيضا - كفراً، وهو قول الجهمية الذين كفّرهم السلف، وقالوا يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا، ولكن من كان مؤمناً بالله ورسوله مطلقاً، ولم يبلغه من العلم ما يبين له الصواب فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي من خالفها كفر، إذ كثير من الناس يخطئ فيما يتأوله من القرآن، ويجهل مما يرد من معاني الكتاب والسنة، والخطأ والنسيان مرفوعان عن هذه الأمة، والكفر لا يكون إلا بعد البيان» تقي الدين ابن تيمية مجموع الفتاوى (12 /523، 524)
«كلما كان الرجل أعظم تعطيلاً، كان أعظم شركاً، وتوحيد الجهمية والفلاسفة مناقض لتوحيد الرسل من كل وجه، فإن مضمونه إنكار حياة الرب، وعلمه، وقدرته، وسمعه، وبصره، وكلامه، وإنكار وجهه الأعلى ويديه، ومجيئه، وإتيانه ومحبته، ورضاه، وغضبه، وضحكه، وسائر ما أخبر به الرسول عنه، ومعلوم أن هذا التوحيد هو نفس تكذيب الرسول بما أخبر به عن الله» ابن القيم مختصر الصواعق المرسلة (1 /243، 244)
(من قال: إن الله عز وجل لا يرى في الآخرة؛ فهو كافر) الإمام أحمد مسائل الإمام أحمد لأبي داود (ص: 105)
«قَوْلُهُ: (فَمَنْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ، أَوْ جَحَدَ رُبُوبِيَّتَهُ، أَوْ وَحْدَانِيَّتَهُ، أَوْ صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ، أَوْ اتَّخَذَ لِلَّهِ صَاحِبَةً، أَوْ وَلَدًا، أَوْ جَحَدَ نَبِيًّا، أَوْ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ، أَوْ شَيْئًا مِنْهُ، أَوْ سَبَّ اللَّهَ أَوْ رَسُولَهُ: كَفَرَ) بِلَا نِزَاعٍ فِي الْجُمْلَةِ. وَمُرَادُهُ: إذَا أَتَى بِذَلِكَ طَوْعًا، وَلَوْ هَازِلًا. وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ طَوْعًا» المرداوي الإنصاف (10 /326)
«من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا». نعيم بن حماد "العلو" للذهبي (ص172).
«والقدرية المبتدعة ضلال، فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر». أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (1/197).