البحث

عبارات مقترحة:

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

نسبة تدبير الكون لغير الله

اشتهر لدى طوائف من أهل الزيغ والابتداع نسبة تصريف الأمور في هذا الكون الفسيح لغير الله، أو نسبة تدبير بعض الأحداث لغير الله، وهي عقيدة القطبية لدى طوائف من المتصوفة، كما صرح بها جمعٌ من أعيان الروافض.

الأهمية

تكمن أهميّة هذا الموضوع من عناية القرآن به، فكم في كتاب الله من آيات بيّنات في دحض اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيء من تدبير الكون، من إيجاد أو إعدام، أو إحياء أو إماتة، جلب خير أو دفع شر، أو غير ذلك من معاني الربوبية، أو اعتقاد منازع له في شيء من مقتضيات أسمائه وصفاته كعلم الغيب وكالعظمة والكبرياء ونحو ذلك. وقد انتشر هذا النوع من الشّرك في طائفتين هما: الصوفية والروافض. أما الصوفية فقد جعلوا للأولياء مراتب، وابتدعوا لكل منها لقبًا خاصًّا، فمنهم الأقطاب والأئمة والأوتاد والأبدال والنقباء والنجباء وغيرهم، ثم أسندوا لهؤلاء الأولياء أنواعًا من التصرف في الكون مما لا ينبغي لغير الله عز وجل. نقل السيد علي بن محمد الحبشي -أحد أقطاب حضرموت- على سبيل الإقرار والاستحسان عن عبدالعزيز الدباغ قوله: «إن تصرفي يصل حتى إلى الجنان، وإن الحور ما يفعلن شيئاً إلا بأمر مني»، وكان يقول لمريده: «إن كنت تعتقد أن الْبِسَّ في جميع أقطار الأرض يأكل الفأر بغير إذن مني فما أحسنت الأدب معي»، ثم يعقب الحبشي على ذلك فيقول: «انظر إلى هذا الفناء العظيم وأين اليوم هذا الاعتقاد». "القبورية في اليمن" لأحمد حسن المعلم (ص293-294). وأما الروافض فيسندون التصرف والتدبير لأئمتهم المعصومين، ويرفعونهم فوق مرتبة البشرية. "شرح منظومة الإيمان" (ص123).

التعريف

التعريف لغة

إنّ التدبير مأخوذ من مادّة (د ب ر) وأصل هذا الباب أنّ جلّه في قياس واحد وهو آخر الشّيء وخلفه خلاف قبله. فمعظم الباب أنّ الدّبر خلاف القبل، وفي الحديث لا تدابروا، وهو من الباب، وذلك أن يترك كلّ واحد منهما الإقبال على صاحبه بوجهه. "مقاييس اللغة" (2 /324). وقال ابن منظور: دبّر الأمر وتدبّره: نظر في عاقبته، واستدبره: رأى في عاقبته ما لم ير في صدره، وعرف الأمر تدبّرا أي بأخرة، قال جرير: ولا تتّقون الشّرّ حتّى يصيبكم*****ولا تعرفون الأمر إلّا تدبّرا والتّدبير في الأمر: أن تنظر إلى ما تئول إليه عاقبته، والتّدبّر في الأمر: التّفكّر فيه، وفلان ما يدري قبال الأمر من دباره أي أوّله من آخره، ويقال: إنّ فلانا لو استقبل من أمره ما استدبره لهدي لوجهة أمره أي لو علم في بدء أمره ما علمه في آخره لاسترشد لأمره، وقال أكثم بن صيفيّ لبنيه: يا بنيّ، لا تتدبّروا أعجاز أمور قد ولّت صدورها. " لسان العرب" (4 /273). فخلاصة الأمر أنّ التدبير لغة: تصريف الأمور بالفكر والتخطيط والحكمة والنظر للعواقب.

التعريف اصطلاحًا

من خلال تعريف العلماء لتدبير الله للكون بقولهم أنّ الله سبحانه وتعالى يقدر أمور الكائنات، على ما اقتضته حكمته وسبقت به مشيئته. التفسير الوسيط - مجمع البحوث الإسلامية " (4 /50)، (4 /82)، (5 /402). فيقال في نسبة تدبير الكون لغير الله: هو أن يعتقد بم صرّف ومدبّر للكون غير الله سبحانه أو إن شئت قل: هو اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيء من تدبير الكون من إيجاد أو إعداد أو إحياء أو إماتة أو جلب خير أو دفع شر، أو غير ذلك. "أعلام السنة المنشورة" للحكمي (ص 24). وعرفه رشيد رضا بقوله: «المراد بالتصرف في الكون: أن الله تعالى قد وكل أمور العالم إلى بعض الصالحين من الأحياء والميتين، فهم يفعلون في الكون ما شاءوا بالخوارق لا بالأسباب المشتركة العامة، من بَسْطِ الرزق لبعض الناس وقَدْرِهِ - أي تضييقه على بعض - ومن شفاء المرضى، وإحياء الموتى وإماتة بعض الأصحاء الذين ينكرون عليهم، أو الذين يستعديهم عليهم بعض زوارهم، والمتقربين بالنذور والهدايا لأضرحتهم، وغير ذلك من أمور الناس وأمور الكون، كالرياح والبحار والجبال والحيوان والنبات». "مجلة المنار" (24/489).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

مما سبق يتبيّن لنا أنّ العلاقة بين المصطلحين علاقة العامّ بالخاص فالمدبر لغةً هو من يعتني بالنظر في العواقب والمآلات من العقلاء، أمّا في الاصطلاح فهو متعلق بالله سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

الأدلة

القرآن الكريم

نسبة تدبير الكون لغير الله في القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ [فاطر: 2-3] الآيات. وقال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ﴾ [يونس: 107]. وقال تعالى: ﴿ قُلِ اْدْعُواْ اْلَّذِينَ ‌زَعَمْتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ اْلضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴾ [الإسراء: 56] وقال تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر: 38]. وقال تعالى: ﴿قُلْ ‌مَن ‌يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَٰتِ اْلْبَرِّ وَاْلْبَحْرِ تَدْعُونَهُۥ تَضَرُّعٗا وَخُفْيَةٗ لَّئِنْ أَنجَىٰنَا مِنْ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ اْلشَّٰكِرِينَ * قُلِ اْللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٖ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾. [النمل: 62]. وقال تبارك وتعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ [الأنعام: 59] الآيات. وقال تبارك وتعالى: ﴿أَمَّن ‌يُجِيبُ ‌اْلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ اْلسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ اْلْأَرْضِۗ ﴾ [النمل: 62]. يقول الشيخ صبغ الله الحنفي: «فإنه جل ذكره قرر أنه الكاشف للضر لا غيره، وأنه المتعين لكشف الشدائد والكرب، وأنه المنفرد لإجابة دعاء المضطرين، لا غيره، وأنه المستغاث لذلك كله، وأنه القادر على إيصال الخير، فهو المنفرد بذلك، فإذا تعين هو جل ذكره خرج غيره من ملك ونبي وولي وغيره». " سيف الله على من كذب على أولياء الله" (ص47). وقال تعالى: ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65] الآية. وقال تعالى: ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء﴾ [البقرة: 255]. وقال تعالى: ﴿ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]. وقد جاء في القرآن ما يبيّن بطلان نسبتة التدبير لأي مخلوق مهما كان حيث قال الله تعالى: ﴿وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون﴾. وروى الإمام أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم والضياء في "المختارة" عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ ، يقول: شكركم: ﴿أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ ، يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا وبنجم كذا وكذا" وهذا أولى ما فسرت به الآية. " تيسير العزيز الحميد " لسليمان بن عبد الله (ص 388) قال الله تعالى : ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾. فهذا استفهام توبيخ وتقريع للمشركين في عبادة غيره أنّهم لا يملكون شيئًا في تدبير الخلائق بل ولا يملكون أنفسهم، وهذا دليل على أنّ توحيد الربوبيّة مستلزم لتوحيد الألوهيّة. " غاية المريد شرح كتاب التوحيد" (ص 166).

السنة النبوية

نسبة تدبير الكون لغير الله في السنة النبوية
روى الإمام مسلم (71)، والبخاري (3906) في صحيحهما عن زيد بن خالدٍ الجهني قال: صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟» ، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ، فأما مَن قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنَوْء كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب. قال الشافعي رحمه الله: «وأرى معنى قوله - والله أعلم-: أن من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر، كما قال رسول الله لأن النوء وقت والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا ولا يمطر ولا يصنع شيئا، فأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على معنى مطرنا بوقت كذا فإنما ذلك كقوله مطرنا في شهر كذا ولا يكون هذا كفرًا، وغيره من الكلام أحب إليَّ منه». "الأم" (1 /252).

الإجماع

قال ابن حزم: «القائلون بأنها والفلك عاقلة مميّزة فاعلة مدبّرة دون الله -تعالى-، أو معه، وأنّها لم تزل، فهذه الطائفة كفار مشركون حلال دماؤهم وأموالهم بإجماع الأمّة». "الفصل والملل والأهواء والنحل" (5 /148). وقال سليمان بن عبد الله: «واعلم أنّ التنجيم على ثلاثة أقسام: أحدها: ما هو كفر بإجماع المسلمين: وهو القول بأنّ الموجودات في العالم السفلي مركّبة على تأثير الكوكب والروحانيات، وأنّ الكوكب فاعلة مختارة، وهذا كفر بإجماع المسلمين». "تيسير العزيز الحميد" (ص 353).

وجه عده من النواقض

ولا شكّ أنّ توحيد الربوبيّة هو من أصل الإيمان وأن إنكار ذلك يعد نقضًا لذلك الأصل، قال أبو عبد الله بن بطة العكبري: «أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء: أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته لي كون بذلك مباينًا لمذاهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعًا. و الثاني: أن يعتقد وحدانيته ليكون مباينًا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره. و الثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه». "الإبانة" (2/172-173). فكلامه دليل على أنّ أصل الإيمان بالله وتوحيده مبني على هذه الأمور الثلاثة، لا يكون إلا بها جميعًا. كما أن في نسبة تدبير الكون لغير الله تعالى، سواء بادعاء علم غير الله تعالى بالغيب، أو بنسبة الإماتة والإحياء له، أو القدرة على الضر والنفع، وإجابة المضطر، يقول القرطبي: «ووجه تكفير بعض أهل العلم لمن يدعي الاطلاع على الغيب أنه ادعى لنفسه ما استأثر تعالى به دون خلقه، وكذب القرآن الوارد كقوله: ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه﴾ [النمل: 65] وقوله هنا: ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ [الأنعام: 59] ونحو ذلك». انتهى كلامه رحمه الله. وقد سُئِل الشيخ ابن عثيمين: عن حكم من يدعي علم الغيب؟ فأجاب بقوله: «الحكم فيمن يدعي علم الغيب أنه كافر؛ لأنه مكذب لله عز وجل قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾». "مجموع فتاوى ابن عثيمين"(1/67).

أقوال أهل العلم

إن الرب سبحانه هو الملك المدبر، المعطي المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل، فمن شهد أن المعطي أو المانع، أو الضار أو النافع، أو المعز أو المذل غيره، فقد أشرك بربوبيته. ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" (1/92)
«التصرف يكون لله وحده، والعبد لا يملك ولو كان أصلح الصالحين، ولو كان من الرسل لا يملك التصرف بالكون. .. وما قد يقع لبعض الصوفية أو غيرهم من اعتقاد هذا في بعض مشايخهم، وأن يقول الشيخ كن فيكون، وأنه يدبر الأمور، هذا كله غلو، كله إطراء زائد، وكله كفر وضلال، لا يجوز هذا، بل هذا من الكفر بالله سبحانه وتعالى». الشَّوْكَاني ابن باز
«فاعلم أن الرزية كل الرزية والبلية كل البلية أمر غير ما ذكرناه من التوسل المجرد والتشفع بمن له الشفاعة، وذلك ما صار يعتقده كثير من العوام وبعض الخواص في أهل القبور وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله، ويفعلون ما لا يفعله إلا الله عز وجل، حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم فصاروا يدعونهم تارة مع الله وتارة استقلالًا ويصرفون لهم خضوعًا زائدًا على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي الله في الصلاة والدعاء، وهذا إذا لم يكن شركًا فلا ندري ما هو الشرك وإذا لم يكن كفرًا فليس في الدنيا كفر». عَبْد الله الحَدَّاد " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " (ص28).
«التصرف الحقيقي الذي هو التأثير والخلق والإيجاد لله تعالى وحده لاشريك له، ولا تأثير للولي ولا غيره في شي قط، لا حَيَّاً ولا مَيتاً، فمن اعتقد أن للولي أو غيره تأثيرًا في شيء فهو كافر بالله تعالى». ابن نُجَيْم "عقود الألماس" (1/47).
«ومن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله واعتقد بذلك فقد كفر». "البحر الرائق" (3/94).

مسائل متعلقة

فروع عقيدة التصرف في الكون عند القبورية: لعقيدة التصرف في الكون عند القبورية فروع كثيرة، منها: ادعاء قدرة المقبور على أن يقول للشيء كن فيكون، والإحياء والإماتة، وعلم الغيب، وإعطاء الولد، وإنزال المرض ورفعه، وإنزال المطر، وإجابة الداعي وإغاثة المستغيث. والقبورية لما ادّعوا لأنفسهم خلافة الله في تصريف الكون ساغ لهم ذلك الادعاء الكاذب المبني على الادعاء الكاذب الأول. ومن أدلة ادعائهم ذلك لأنفسهم وإقرارهم من ادعاه ما ورد في ترجمة علوي بن الفقيه مـن " المشرع" (2 /211) قال: «وحُكي أن الشيخ عبدالله باعباد سأل صاحب الترجمة عما ظهر له من المكاشفات بعد موت والده فقال: «ظهر لي ثلاث أحيي وأميت بإذن الله، وأقول للشيء كن فيكون، وأعرف ما سيكون فقال الشيخ عبدالله: نرجو فيك أكثر من هذا». " المشرع" (2 /211) وقد اعتمد القوم هذه المنقبة له حتى قال صاحب "النور السافر" عنه (ص 281) : «يقول للشيء كن فيكون بإذن الله»، وانظر "الغرر" (ص 372). قال صاحب تذكير الناس: «قال سيدي: وزرنا مرة تربة الفريط بتريم نحن والأخ حامد بن أحمد المحضار، ولما كنا عند الشيخ القرشي صاحب الذرية أخذ الأخ حامد حصاة كبيرة ووضعها عند قبر الشيخ وقال: -والحاضرون يسمعون - شف نحنا نبغي ولداً لفاطمة عبوده بنت عبدالله بن عمر القعيطي، وكانت مسنة في ذلك الوقت ومستبعدٌ أن تحمل فقدّر الله أنها حملت بولد وعاش». وصاحب هذه الحكاية من كبار أقطاب القوم وعلمائهم ومع ذلك يروي هذه الحكاية مقراً لها، و"حامد المحضار " من كبارهم أيضاً وقد رفع صوته يطلب ذلك أمام العامة وأقره من حضر من الأكابر، إذاً هي قضية مسلّمة يربّون عليها أتباعهم. ويقول آخر من كبارهم وُصف بأنه: " العالم الجليل نسخة السلف وقدوة الخلف " في رحلته الموسومة بـ " النفحة الشذية إلى الديار الحضرمية وتلبية الصوت من الحجاز وحضرموت " (ص1 75 –1 76) في نفس الموضوع: «ولما وقفنا على قبر الشيخ عمر بن علي القرشي ويروى أن من طرح عند قبره حجرة يرزق ولداً، وقيل: لنا أن الحبيب علي بن محمد الحبشي زاره وبصحبته الحبيب عمر بن عيدروس العيدروس فأخذ الحبيب عمر ملا ثوبه حصى ليطرحه عند القبر، فقال له الحبيب علي: كثّرت جم، فقال: أريد نسمات تذكر الله أو قال تعبد الله، فأخذت أنا حصاتين وطرحتهما عند القبر على هذه النية» ، فإذا كان هذا فعل علمائهم فماذا يا ترى يصنع عوامهم وجهالهم؟.