البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

تمثيل الله تعالى بخلقه

تمثيل الله وتشبيهه بمخلوقاته نهج انتهجه أهل الضلال، وهو ناقض مخرج من ملة الإسلام، وقد نص العلماء على كفر من شبّه الله بخلقه، وقد نزه الله تعالى نفسه عن المماثلة والمشابهة لأحد من خلقه فقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾(الشورى:11).

الأهمية

إن طوائف المشبهة المنتسبين إلى الإسلام قد تأثروا بمقالات مشبهة الأمم السابقة، أهل الكفر والوثنية والتشبيه والإلحاد. ومما لا شك فيه أن هناك تيارات تشبيهية كانت موجودة عند اليهود والنصارى وغيرهم من ديانات أهل فارس الوثنية كالزرادشتية والمانوية وغيرهما، استقى منها المشبهة مقالاتهم في التشبيه، وتأثروا بها، وضاهوا من قبلهم من ملل الكفر والضلال. فمصدر القول بتشبيه الله تعالى وتمثيله بخلقه هو مصدر يهودي، ونصراني، وفلسفي، وفارسي. "مقالة التشبيه" لجابر أمير (1/199). يقول ابن تيمية: «وهؤلاء المُمَثِّلَة يُمَثِّلُون صفاته بصفات المخلوقات، ويجعلونه من جنس المصنوعات وصنف الآدميين، حتى وصفه بعضهم باللحم والدم والعظام -تعالى الله عن ذلك- مضاهاة لكثير من اليهود في تمثيلهم لربهم بالمخلوق، حتى عبدوا العجل، وكانوا أتباع الدجال اللعين». "جامع المسائل" (5/39).

التعريف

التعريف لغة

مثل: المَثَلُ: الشيء يضرب للشيء فيجعل مثله، والمِثلُ: شِبْهُ الشيءِ في المِثال والقَدْر، ونحوِه، حتى في المعنى. انظر "العين" للفراهيدي (8/228). قال ابن فارس: «وَالْمَثَلُ: الْمِثْلُ أَيْضًا، كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ». "مقاييس اللغة"(5/296). وعليه: فالتمثيل مشابهة الشيء بالشي حتى يكون مِثله.

التعريف اصطلاحًا

«اعتقاد المُثبِت أن ما أثبته لله من الصفات مثل صفات المخلوقين الحقيقية». "القواعد المثلى" للعثيمين (ص21). أو هو «وصف الله بشيء من خصائص المخلوقين، وذلك بأن يثبت لله تعالى في ذاته أو صفاته وأفعاله من الخصائص مثل ما يثبت للمخلوق من الصفات، مثل أن يقال: إن يد الله مثل أيدي المخلوقين، واستواءه كاستوائهم، ونحو ذلك، أو يعطى لمخلوق من خصائص الرب تعالى التي لا يماثله فيها شيء من المخلوقات». "مقالة التشبيه" جابر أمير (1/79).

الأقسام والأنواع

النوع الأول: تشبيه الخالق بالمخلوق: ومعناه: أن يثبت لله في ذاته وصفاته مثل ما يثبت للمخلوق. مثل أن يقول: يد الله مثل أيدي المخلوقين، واستوائه كاستوائهم، ونحو ذلك من المقالات الضالة التي فيها جعل صفات الله تعالى من جنس صفات المخلوقين. ومن تشبيه الخالق بالمخلوق وصف الله بما تعالى عنه ويتقدس، كقول اليهود : إن الله فقير، وإنه بخيل، وإنه تعب لما خلق السماوات والأرض. كما ذكر الله ذلك عنهم في كتابه العزيز حيث قال: ﴿لَّقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء﴾ (آل عمران: 181)، وقال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ﴾ (المائدة: 64). فوصفوا ربهم بالبخل ووصفوه بالفقر، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً. النوع الثاني: تشبيه المخلوق بالخالق: ومعناه: أن يثبت لمخلوق شيئًا مما يختص به الخالق عز وجل من الأفعال والحقوق والصفات. كفعل بعض الضالين من الرافضة والصوفية الذين يدعون لأئمتهم ومشائخهم أن لهم أفعالًا كأفعال الله عز وجل، كإنزال المطر، وإحياء الموتى، ونحو ذلك من الأفعال الخاصة بالرب عز وجل، وكاعتقاد غلاة الشيعة الألوهية في الأئمة من آل البيت. "مقالة التشبيه" لجابر أمير (1 /162-163).

الأدلة

القرآن الكريم

تمثيل الله تعالى بخلقه في القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ ‌لَهُ ‌سَمِيّاً﴾ [مريم: 65]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: «هل تعلَمُ للربِّ مِثلًا أو شِبهًا». "جامع البيان" للطبري (18/226). وقال تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ [الأخلاص: 4]. وقال تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 22]. وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ [البقرة: 165]. وقال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً﴾ [الأسراء: 111]. وقال تعالى: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 74]. وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].

الإجماع

قال السفاريني: «ومذهب السلف من الفرقة الناجية بين التعطيل وبين التمثيل، فلا يمثلون صفات الله - تعالى - بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذاته بذوات خلقه». "لوامع الأنوار البهية" للسفاريني (1 /116).

العقل

صانع العالم لا يشبه شيئا من العالم؛ لأنه: لو أشبه شيئًا من المحدثات بجهة من الجهات لأشبهه في الحدوث من تلك الجهة، ومحال أن يكون القديم محدثًا. أو يكون قديمًا من جهة، حديثًا من جهة. ولأنه يستحيل أن يكون الفاعل يفعل مثله، كالشاتم لا يكون شتمًا وقد فعل الشتم، والكاذب لا يكون كذبًا وقد فعل الكذب. ولأنه يستحيل أن يكون شيئان مثلين يفعل أحدهما صاحبه؛ لأنه ليس أحدُ المثلين بأن يفعل صاحبه أولى من الآخر، وإذا كان كذلك لم يكن لأحدهما على الآخر مزية يستحق لأجلها أن يكون مُحدِثًا له؛ لأن هذا حكم المثلين فيما تماثلا فيه، وإذا كان كذلك استحال أن يكون الباري سبحانه مُشبهًا للأشياء. "الاعتقاد" للبيهقي (ص42). ولو قلنا: إن لله مثيلاً، لزم من ذلك تنقص الله عز وجل، فلهذا نقول: نفى الله عن نفسه مماثلة المخلوقين، لأن مماثلة المخلوقين نقص وعيب، لأن المخلوق ناقص، وتمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصاً، بل ذكر المفاضلة بينهما يجعله ناقصاً، إلا إذا كان في مقام التحدي، كما في قوله تعالى: ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل: 59]، وقوله: ﴿قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ﴾ [البقرة: 140]. "شرح الواسطية" لابن عثيمين (1 /113-114).

أقوال أهل العلم

«من شبَّهَ اللهَ بخلقه، فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف به نفسه، ولا رسوله تشبيهًا». نعيم بن حَمَّاد "العلو" للذهبي (ص67).
«إنما يكون ‌التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع، فهذا ‌التشبيه. وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد، وسمع، وبصر، ولا يقول كيف، ولا يقول مثل سمع، ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾» ابن تَيْمِيَّة "سنن الترمذي" (2 /44).
«ومن جعلَ صفاتِ الخالقِ مثلَ صفاتِ المخلوق فهو المُشبِّه المبطل المذموم». ابن الحَنْبَلي "منهاج السنة" (2/111).
«فلما جاءت النبوات برسالة خالق الأرض والسماوات، ومكون الموجودات، أثبت له الأسماء والصفات، وأخبروا عنه أنه كلمهم وأرسلهم، وأنهم كلموه، وجاوبهم، وأنه سيراه أهل الطاعة في دار الثواب ويكلمهم، فإذا هتفت هواتف الطباع بالتشبيه والتكييف، كان الدواء من المعدن الذي جاء منه الداء، فالذي سمى نفسه سميعًا بصيرًا حيًّا متكلمًا هو الله، لا يعلم أحد كيفيته إلا هو، لا يعبر عنه اللسان ولا يجري في نشره البيان، له القدرة والمشيئة في خلقه، سميع بصير عليم حكيم حفيظ رقيب، وكل ما وصف به نفسه في كتابه وجميع أسمائه وصفاته حق الإيمان به، واجب، والكلام فيه بدعة». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الرسالة الواضحة" (ص606-607).
لَسْنَا ‌نُشبِّهُ وَصْفَهُ بِصِفَاتِنَا*****إنَّ المُشَبِّهَ عَابِدُ الأوْثَانِ كَلَّا وَلَا نُخْلِيهِ مِنْ أوْصَافِهِ*****إنَّ المُعَطِّلَ عَابِدُ البُهْتَانِ مَنْ مَثَّلَ اللَّهَ العَظِيمَ بِخَلْقِهِ*****فَهُوَ النَّسِيبُ لِمُشْرِكٍ نَصْرَانِي أَوْ عَطَّلَ الرَّحْمنَ عَنْ أوْصَافِهِ ***** فَهُوَ الكَفُورُ ولَيْسَ ذَا إيمَانِ "النونية" الأبيات (3219-3222)

اعتراضات وأجوبتها

اعترض أهل الكلام من المعتزلة والجهمية على أهل السنة بأنهم يقولون بالفوقية، والفوقية يلزم منها تمثيل الخالق بالمخلوق. قال الذهبي: «ولو كان إثبات الفوقية لله تعالى معناه التشبيه، لكان كل من أثبت الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حياً قديراً سميعاً بصيراً مشبهاً أيضاً، وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة خلافا لنفات الصفات والمعتزلة»"العلو"(67). فمن مثَّل الله بخلقه، فقد كذب الخبر وعصى الأمر ولهذا أطلق بعض السلف القول بالتكفير لمن مثَّل الله بخلقه، فقال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمه الله: من شبه الله بخلقه، فقد كفر. يُعترض على أهل السنّة بأن السنة ورد فيها بعض الأحاديث التي يظهر منها التمثيل كقول النبي : «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته»"رواه البخاري"(4851). فهنا يشكل من تشبيه وتمثيل ذات الله بالقمر، ويقولون أليس هذا تمثيلاً؟ والرد على الاعتراض: أن هذا ليس تشبيهاً للمرئي بالمرئي، ولكنه تشبيه للرؤية بالرؤية؛سترون كما ترون. فالكاف في: (كما ترون)، وتقدير الكلام فيها: كرؤيتكم القمر ليلة البدر وحينئذ يكون التشبيه للرؤية الواضحة للقمر كرؤية الله يوم القيامة، ولهذا أعقبه بقوله: (لا تضامون في رؤيته) أو: (لا تضارون في رؤيته) فلا إشكال. "انظر رسالة إلى أهل الثغر لأبي الحسن الأشعري"(ص35).

مسائل متعلقة

هل يقال الله تعالى لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه؟ يقول شيخ الإسلام: «ولهذا كان أئمة أهل السنة ومحققو أهل الكلام يمنعون من أن يقال لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه، فإن مقتضى هذا كونه معدومًا، ومنهم طوائف يطلقون هذا، لكن من هؤلاء من يريد بنفي التشابه نفي التماثل، فلا يكون بينهما خلافٌ معنوي، إذ هم متفقون على نفي التماثل بوجه من الوجوه كما دَلّ على ذلك القرآن، كما يعلم أيضًا بالعقل. وأما النفاة من الجهمية وأشباههم فلا يريدون بذلك إلا نفي الشبه بوجه من الوجوه، وهذا عند كل من حقق هذا المعنى لا يصلح إلا للمعدوم، وقد قرر ذلك غير واحد من أئمة المتكلمين». "بيان تلبيس الجهمية" (3 /136).