البحث

عبارات مقترحة:

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

المتكبر

كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...

ادعاء وجود خالق مع الله تعالى

توحيد الربوبية من أجلى أنواع التوحيد، فهو الإقرار بأنّ الله ربّ كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره، لا شريك له، وادعاء وجود مشارك له في الخلق مناقض لتوحيد الربوبية وهذا خروج من الملة، ناقض للإيمان.

الأهمية

صفة الخلق من خصائص الله جلّ وعلا، فلا يشركه فيها غيره، وصرف شيء منها لغيره جحود لربوبيته، وكفر به، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

الأدلة

القرآن الكريم

ادعاء وجود خالق مع الله تعالى في القرآن الكريم
الآيات الدالة على اختصاص الله بصفة الخلق، وأنّ أحدًا لا يَشرَكه فيها، كثيرة، منها: 1- قوله تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ [الأنعام: 101-102] قال ابن جرير: «يقول تعالى ذكره: والله خلق كل شيء، ولا خالق سواه. وكلُّ ما تدَّعون أيها العادلون بالله الأوثان من دونه، خلقُه وعبيده، مِلكًا، كان الذي تدعونه ربًّا وتزعمون أنه له ولد، أو جنيًّا أو إنسيًّا». "تفسير الطبري" (11 /12). 2- ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]. 3- ﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد: 16]. 4- ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: 2]. قال ابن كثير: «كل شيء مما سواه مخلوق مربوب، وهو خالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه، وكل شيء تحت قهره وتسخيره، وتدبيره وتقديره». " تفسير ابن كثير" (6 /93).

السنة النبوية

ادعاء وجود خالق مع الله تعالى في السنة النبوية
كان النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أخذ مضجعه يقول : «اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ». أخرجه مسلم (2713). فأخبر أنه ربّ كل شيء، والرب: المالك، والخالق، والمصلح. انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (2 /381). وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ». أخرجه مسلم (2653).

الإجماع

أجمع المسلمون أنّ الله جلّ وعلا متفرد بالخلق والإيجاد، لا يشركه في ذلك أحد، قال الباقلاني: «أجمعت الأمة على القول: بأن لا خالق إلا الله في الدارين، كما أجمعوا أن لا إله غيره» "الإنصاف" (ص: 41)، و انظر: "الإيمان الأوسط" لابن تيمية (ص: 139).

العقل

قال ابن أبي العز: «قوله تعالى: ﴿ مَا اْتَّخَذَ اْللَّهُ مِن وَلَدٖ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنْ إِلَٰهٍۚ إِذٗا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهِۭ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٖۚ ﴾ [المؤمنون: 91]، فتأمل هذا البرهان الباهر، بهذا اللفظ الوجيز الظاهر. فإن الإله الحق لا بد أن يكون خالقا فاعلا، يوصل إلى عابده النفع ويدفع عنه الضر، فلو كان معه سبحانه إله آخر يشركه في ملكه، لكان له خلق وفعل، وحينئذ فلا يرضى تلك الشركة، بل إن قدر على قهر ذلك الشريك وتفرده بالملك والإلهية دونه فعل، وإن لم يقدر على ذلك انفرد بخلقه وذهب بذلك الخلق، كما ينفرد ملوك الدنيا بعضهم عن بعض بممالكه، إذا لم يقدر المنفرد منهم على قهر الآخر والعلو عليه. فلا بد من أحد ثلاثة أمور: إما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه. وإما أن يعلو بعضهم على بعض. وإما أن يكونوا تحت قهر ملك واحد يتصرف فيهم كيف يشاء، ولا يتصرفون فيه، بل يكون وحده هو الإله، وهم العبيد المربوبون المقهورون من كل وجه. وانتظام أمر العالم كله وإحكام أمره، من أدل دليل على أن مدبره إله واحد، وملك واحد، ورب واحد، لا إله للخلق غيره، ولا رب لهم سواه». "شرح الطحاوية" (1 /39).

وجه عده من النواقض

وجه كونه ناقضا: أنّه تكذيب لله تعالى فقد أخبر بأنّ الخلق له، وأنه خالق كل شيء وموجده، ونسبة شيء من خصائص الله جلّ وعلا إلى غيره كفر، وفيه هذا للمعلوم من الدين بالضرورة، قال ابن تيمية: «قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا إله إلا الله وأن الله خالق كل شيء وكل ما سواه مخلوق» "مجموع الفتاوى" (2 /480).

أقوال أهل العلم

«قال أبو مطيع: . .. إِذا أنكر بِشَيْء من خلقه فَقَالَ: لَا أدري من خَالق هَذَا؟ قَالَ: فَإِنَّهُ كفر لقَوْله تَعَالَى: ﴿خَالق كل شَيْء﴾ [الأنعام: 102] فَكَأنهُ قَالَ لَهُ خَالق غير الله» ابن جَرير الطَّبَري أبو حنيفة
«أجمعت الأمة على القول: بأن لا خالق إلا الله في الدارين، كما أجمعوا أن لا إله غيره» ابن أَبي العِزّ أبو بكر الباقلاني
«وأنَّه سبحانه محيطٌ بكلِّ شيء، وخالقُ كلِّ شيء، ورازقُ كلِّ شيء، كان خالقاً قبل وجود الخلق، ورزاقاً قبل وجود الرزق، وله الصفاتُ العُلى، والأسماءُ الحُسنى، والمثلُ الأعلى» علاء الدين ابن العطار الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد (ص: 106)
«إنه لا بدّ من الإيمان بخلق الله وأمره، فيجب الإيمان بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه على كل شيء قدير، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن» تقي الدين ابن تيمية التدمرية (ص: 165)
«توحيد الربوبية، كالإقرار بأنه خالق كل شيء، وأنه ليس للعالم صانعان متكافئان في الصفات والأفعال، وهذا التوحيد حق لا ريب فيه» ابن أبي العز الحنفي شرح الطحاوية (1 /25)
«من توحيده تعالى: توحيده في ربوبيته، وهو: العلم بأن لا خالق غيره ولا مدبر للكون ولا متصرف فيه سواه». ابن باديس "العقائد الإسلامية" (ص: 81)
«والله خلق كل شيء، ولا خالق سواه، وكلُّ ما تدَّعون أيها العادلون بالله الأوثان من دونه، خلقُه وعبيده، مِلكًا، كان الذي تدعونه ربًّا وتزعمون أنه له ولد، أو جنيًّا أو إنسيًّا» تفسير الطبري (11 /12)

اعتراضات وأجوبتها

كيف تجمع بين قوله تعالى: ﴿الله خالق كل شيء﴾ [الأنعام: 102] وبين ما ورد من إثبات الخلق لغير الله، مثل قوله تعالى: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: 14]؟ «الجواب أن يقال: إن الخلق هو الإيجاد، وهذا خاص بالله تعالى، أما تحويل الشيء من صورة إلى أخرى، فإنه ليس بخلق حقيقة، وإن سمي خلقاً باعتبار التكوين، لكنه في الواقع ليس بخلق تام، فمثلا: هذا النجار صنع من الخشب باباً، فيقال: خلق باباً, لكن مادة هذه الصناعة الذي خلقها هو الله عز وجل، لا يستطيع الناس كلهم مهما بلغوا في القدرة أن يخلقوا عود أراك أبداً، ولا أن يخلقوا ذرة ولا أن يخلقوا ذبابًا». " شرح العقيدة الواسطية" للعثيمين (1 /22).