القدوس
كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...
«لا تمار عالمًا ولا جاهلًا؛ فإنَّك إذا ماريتَ عالمًا خَزنَ عنكَ علمَه، وإن ماريتَ جاهلًا خشَّن صدرَك». الرَّقِّي أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" برقم (835).
«لا تمارِ أخاك؛ فإنَّ المراء لا تفهم حكمته، ولا تُؤمَن غائلته». ابن عبَّاس "لسان العرب" لابن منظور (11 /507).
«من استحقاق حقيقة الإيمان ترك المراء، والمرء صادق». أَبو ذَرّ الغِفاَري "الزهد" لهناد (2/557).
«المراء يقسِّي القلوب، ويُورث الضغائن». الإمام مالِك "إحياء علوم الدين" للغزالي (3/117).
«الجدال والخصام وهو المراء، سواء كان في المناظرة العلمية أو في الأمور الدنيوية، فإن سببَه حظُّ النفس، وهو سبب في الحقد والعدواة، ويجوز إذا كان القصدُ إظهارَ الحق». ابن جُزَيّ الكَلْبي "القوانين الفقهية" (ص636).
«الإسراف في الجدال يوجب عداوة الرجال، وينشر الفتن، ويولد الإحن، ويقلل الهيبة، ويكثر الخيبة، فما يبقى لمبتدِىءٍ قَرار، ولا لمنتهٍ اختيار». ابن حَمْدَان "نهاية المبتدئين" (ص83).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".