البحث

عبارات مقترحة:

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

انتهار الفقراء والضعفاء

من شعائر الإسلام العظيمة الإحسان إلى الفقراء والضعفاء، والتوسيع عليهم؛ طلبًا لرحمة الله الملك العلاَّم؛ وقد نهى الله تعالى نبيه عن انتهار الفقراء والسائلين، ف أحوجُ الناس إلى الإحسان هم الفقراء والمحاويج، فلعلَّك بالقليل من المال والإحسان تُكَفْكِف دموعهم، وتَجبر كَسْر قلوبهم، فيكفَّ الله نارَ جهنَّم عنك يوم القيامة.

التعريف

التعريف لغة

«النون والهاء والراء أصل صحيح يدل على تفتح شيء أو فتحه» "مقاييس اللغة" لابن فارس(362/5)، «والنَّهْر: مِنَ الِانْتِهَارِ. ونَهَرَ الرجلَ يَنْهَرُه نَهْراً وانْتَهَرَه: زَجَرَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: نَهَرْتَه وانْتَهرْتُه إِذا اسْتَقْبَلْتَهُ بِكَلَامٍ تَزْجُرُهُ». "لسان العرب" لابن منظور (239/5).

التعريف اصطلاحًا

«والنَّهْرُ والانتهارُ: الزّجر بمغالظة، يقال: نَهَرَهُ وانتهره، قال: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما﴾ [الإسراء: 23]، وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ﴾ [الضحى: 10]». "المفردات" للراغب (ص826).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

يشترك المعنى الاصطلاحي واللغوي في دلالتهما على الزجر.

الأدلة

القرآن الكريم

انتهار الفقراء والضعفاء في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾ [الضحى: 10]. قال الطبري في تفسير هذه الآية : «وأما من سألك من ذي حاجة فلا تنهره، ولكن أطعمه واقض له حاجته». "جامع البيان" للطبري (489/24). وقال ابن إسحاق في تفسيرها: «أَيْ: فَلَا تَكُنْ جَبَّارًا، وَلَا مُتَكَبِّرًا، وَلَا فَحَّاشا، وَلَا فَظًّا عَلَى الضُّعَفَاءِ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ». "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (427/8). وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [ الأحزاب: 58]. وقال تعالى: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الأنعام: 52]. وقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾ [الكهف: 28]. وقال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَناحَكَ للِمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: 88]. وقال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء: 36].

السنة النبوية

انتهار الفقراء والضعفاء في السنة النبوية
عن عائذ بن عمرو قال: «أنَّ أَبَا سُفْيَانَ، أَتَى علَى سَلْمَانَ، وَصُهَيْبٍ، وَبِلَالٍ في نَفَرٍ، فَقالوا: وَاللَّهِ ما أَخَذَتْ سُيُوفُ اللهِ مِن عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا، قالَ فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولونَ هذا لِشيخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ؟ فأتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ، لقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ. فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقالَ: يا إخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ؟ قالوا: لا يَغْفِرُ اللَّهُ لكَ يا أَخِي». أخرجه مسلم (2504). وعن مصعب بن سعد قال: «رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أنَّ له فَضْلًا علَى مَن دُونَهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ». أخرجه البخاري (2896). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ». أخرجه البخاري (5353). وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سِتَّةَ نَفَرٍ، فَقالَ المُشْرِكُونَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ لا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا. قالَ وَكُنْتُ أَنَا وَابنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِن هُذَيْلٍ، وَبِلَالٌ، وَرَجُلَانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا، فَوَقَعَ في نَفْسِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ فَحَدَّثَ نَفْسَهُ فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الأنعام: 52]». أخرجه مسلم(2413).

أقوال أهل العلم

«ونهى عن انتهار الفقراء والضعفاء واليتيم والسائل ونحوهم، بل يلين لهم القول ويتواضع معهم، وكان صلّى الله عليه وسلّم يولّى من الناس خيارهم، والذى يليه منهم خيارهم، وكان أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة، وما انتهر خادمًا، ولا قال له في شيء صنعه: لم صنعته؟ ولا في شيء تركه: لم تركته؟». رِفَاعَة الطَّهْطَاوِي "نهاية الإيجاز" للطهطاوي (ص424).
null
null

العقوبة

- احتمال الإثم العظيم: قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [ الأحزاب: 58]. - أن يحرم الإنسان رحمة الله تعالى. - الوعيد الشديد يوم القيامة.

وسائل الاجتناب

- النظر في سيرة النبي صلى الله علي وسلم وسيرة أصحابه والتأسي بهم. - كثرة قراءة القرآن. -صحبة الصالحين.