البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

الافتخار

الافتخار مذموم، سواء كان بالمال أو الولد أو الحسب والنسب أو غير ذلك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، مُؤمِنٌ تَقِيّ، وَفاجرٌ شَقِيّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رجَالٌ فخْرَهُمْ بِأقوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فحْمٌ مِنْ فحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلاَن التِي تدْفعُ بأنْفِهَا النَّتْنَ». صحيح سنن أبي داود (5116).

التعريف

التعريف لغة

«الْفَاءُ وَالْخَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى عِظَمٍ وَقِدَمٍ. مِنْ ذَلِكَ الْفَخْرُ. وَيَقُولُونَ فِي الْعِبَارَةِ عَنِ الْفَخْرِ: هُوَ عَدُّ الْقَدِيمِ، وَهُوَ الْفَخَرُ أَيْضًا. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: فَخَرْتُ الرَّجُلَ عَلَى صَاحِبِهِ أَفْخَرُهُ فَخْرًا: أَيْ فَضَّلْتُهُ عَلَيْهِ. وَالْفَخِيرُ: الَّذِي يُفَاخِرُكَ». "لسان العرب" لابن منظور (840/4). «الفَخْرُ: ادِّعاءُ العِظَمِ والكِبَرِ والشَّرَفِ، كالافْتِخَار وقد فَخَرَ كمَنَعَ، يَفْخَرُ فخَرْاً وفَخْرَةً حَسَنَةً، عن اللِّحْيَانيّ، فهو فاخِرٌ وفَخُورٌ، وكذلك افْتَخَر، وتَفَاخَرُوا: فَخَرَ بَعْضُهُم على بَعْض، والتَّفَاخُر: التَّعَاظُم. والتَّفَخُّر: التَّكَبُّر. وفاخرَه مُفَاخرَةً وفِخَارًا، بالكَسْر: عارَضَهُ بالفَخْرِ، ففَخَرَهُ، كنَصَرَهُ يَفْخُرُهُ فَخْرًا: غَلَبَهُ وكانَ أَفْخَرَ منه وأَكْرَمَ أَبًا وأُمًّا». "تاج العروس" للزبيدي (305/13).

التعريف اصطلاحًا

الافتخار: «أن يتمدح الإنسان في نفسه ويفتخر بما أعطاه الله تعالى من نعمة، سواء نعمة الوالد أو المال أو العلم أو الجاه أو قوة البدن، أو ما أشبه ذلك»، وأما التحدث بنعمة الله على وجه إظهار نعمة الله على العبد، مع التواضع فإن هذا لا بأس به، لقول الله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) ولقول النبي : «أنا سيد ولد أدم يوم القيامة ولا فخر». "شرح رياض الصالحين" للعثيمين (1869/1). قال القاضي أبو يعلى الحنبلي: «إنما نُهِي عن تزكية النفس بالمدح والإطراء المورث عُجبًا». "شرح منظومة الآداب" للحجاوي (ص90).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى اللغوي والاصطلاحي يدوران حول العظم.

الفروق

الفرق بين الافتخار و الكبر والعجب

«العجب بالضم: الزهو والكبـر، ورجلٌ معجبٌ: مزهوٌ بما يكون منه حسنًا أو قبيحًا، وقيل: المعجب، الإنسان المعجب بنفسه أو بالشيء، وقد أعجب فلان بنفسه إذا ترفع وتكبر فهو معجب برأيه وبنفسه. والاسم: العجب، وهذه المادة مما تدل عليه كبر واستكبار للشيء». انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (243/4)، "لسان العرب" لابن منظور (582/1). العجب اصطلاحًا: مَسرَّةٌ بحصول أمر، يصحبها تطاول به على من لم يحصل له مثله، بقول أو ما في حكمه، من فعل، أو ترك، أو اعتقاد. الكبر: علّة بالنفس يتكبَّر الإنسان بذاته، أما الفخر: يفتخر الإنسان بما عنده وبما يحوز ويمتلك، قال تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ..﴾ [الحديد: 20]. انظر: الكبر والعجب

الأدلة

القرآن الكريم

الافتخار في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمْۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اْتَّقَىٰٓ ﴾. [ النجم: 32]. وقال تعالى: ﴿وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِۦ قَالَ يَٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ اْلْأَنْهَٰرُ تَجْرِي مِن تَحْتِيٓۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا۠ خَيْرٞ مِّنْ هَٰذَا اْلَّذِي هُوَ مَهِينٞ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَآ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ مَعَهُ اْلْمَلَٰٓئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاْسْتَخَفَّ قَوْمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمٗا فَٰسِقِينَ *فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا اْنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَٰهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَٰهُمْ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلْأٓخِرِينَ﴾ [الزخرف 51-56]. وقال تعالى: ﴿وَاْضْرِبْ لَهُم مَّثَلٗا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَٰبٖ وَحَفَفْنَٰهُمَا بِنَخْلٖ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعٗا * كِلْتَا اْلْجَنَّتَيْنِ ءَاتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْـٔٗاۚ وَفَجَّرْنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَرٗا * وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكْثَرُ مِنكَ مَالٗا وَأَعَزُّ نَفَرٗا *وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أبَدٗا * وَمَآ أَظُنُّ اْلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرٗا مِّنْهَا مُنقَلَبٗا﴾. [ الكهف 32-36]. وقال تعالى: ﴿اْعْلَمُوٓاْ أَنَّمَا اْلْحَيَوٰةُ اْلدُّنْيَا لَعِبٞ وَلَهْوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٞ فِي اْلْأَمْوَٰلِ وَاْلْأَوْلَٰدِۖ ﴾. [الحديد: 20].

السنة النبوية

الافتخار في السنة النبوية
عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا، فَقَالَ: «وَإِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ». أخرجه مسلم(2865). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «لا ينظرُ اللهُ إلى من جَرَّ ثوبَه خُيَلاء». أخرجه البخاري (5783). وعن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي أو قال أبو القاسم : «بينما رجلٌ يمشي في حُلَّةٍ تُعجِبُه نفسُه مُرجِّلٌ جُمَّتَه إذ خسَفَ اللهُ بِه فهو يتجلَّلُ (يتجلجل) إلى يوم القيامة». أخرجه البخاري (5789).

أقوال أهل العلم

«أما العجب والافتخار فحقيقته إذا حددناه أنه ظن كاذب بالنفس في استحقاق مرتبة هي غير مستحقة لها. وحقيق على من عرف نفسه أن يعرف كثرة العيوب والنقائص التي تعتريها فإن الفضل مقسوم بين البشر وليس يكمل الواحد منهم إلا بفضائل غيره» ابن تَيْمِيَّة "تهذيب الأخلاق" لمسكويه(ص205).
«الفخر: هو المباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان، وذلك نهاية الحمق، فمن نظر بعين عقله وانحسر عنه قناع جهله علم أن أعراض الدنيا عارية مستردة، لا يؤمن في كل ساعة أن تسترجع، فالمباهي بها مباهاة بغير ثراه، ومتبجح بما في يد سواه كالفاخرة بجدح ربَّتها، بل هو أدون من ذلك». السَّفَّارِيني "الذريعة إلى مكارم الشريعة" للراغب الأصفهاني (ص216).
«نَهَى اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ عَنْ نَوْعَيْ الِاسْتِطَالَةِ لِلْخَلْقِ الْفَخْرِ وَالْبَغْيِ؛ لِأَنَّ الِاسْتِطَالَةَ إنْ بِحَقٍّ فَافْتِخَارٌ وَإِنْ بِغَيْرِهِ فَبَغْيٌ فَلَا يَحِلُّ هَذَا وَلَا ذَاكَ» الرَّاغِب الأَصْفَهَاني "بريقة محمودية" للخادمي(230/2).
«كل من افتخر على إخوانه واحتقر أحدًا من أقرانه وإخوانه أو سخر أو استهزأ بأحد من المؤمنين، فقد باء بالإثم والوزر المبين» مِسْكَوَيْه "غذاء الألباب" للسفاريني (134/1).
مِسْكَوَيْه
الرَّاغِب الأَصْفَهَاني

الصور

الافتخار بالمال والولد: قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيْتَ اْلَّذِي كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالٗا وَوَلَدًا﴾. [مريم: 77] الافتخار بالأحساب: قال النبي : «إنَّ في أُمَّتي أربعًا مِن أمْرِ الجاهليَّةِ ليسوا بتارِكيهنَّ: الفَخرُ بالأحْسابِ ، والاستِسقاءُ بالنُّجومِ، والنِّياحةُ على المَيِّتِ؛ فإنَّ النائحةَ إنْ لم تَتُبْ قبلَ أنْ تَموتَ، فإنَّها تَقومُ يومَ القِيامةِ عليها سَرابيلُ مِن قَطِرانٍ، ثُمَّ يُعَلُّ عليها دِرعٌ مِن لَهَبِ النَّارِ». أخرجه مسلم (934). الافتخار بالعلم: قال النبي : «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم». أخرجه أبو داود (3664).

الأقسام والأنواع

قال ابن القيم - رحمه الله-: «والافتخار نوعان: محمود ومذموم. ف المذموم : إظهار مرتبته على أبناء جنسه ترفُّعًا عليهم. و المحمود : إظهار الأحوال السنية والمقامات الرفيعة لا على وجه الفخر، بل على وجه التعظيم للنعمة والفرح بها، وذكرِها، والتحدُّثِ بها، والترغيب فيها، وذلك من المقاصد في إظهارها، كما قال : «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر». صحيح الترمذي(3615)، وقال سعد: «أنا أول من رمى بسهم في سبيل الله». "مدارج السالكين" لابن القيم (391/3).

العقوبة

1- لا ينظر الله إليه: ف عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء». أخرجه البخاري (5783). 2- عقوبة الله له بالخسف: ف عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي أو قال أبو القاسم : «بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به فهو يتجلل (يتجلجل) إلى يوم القيامة»أخرجه البخاري (5789).

وسائل الاجتناب

- معرفة حكم الافتخار، وتغليظُ حرمتِه. - تذكُّر آثاره الوخيمة، وعقوبتِه في الدنيا والآخرة. - الصحبةُ الصالحةُ التي تعينك على الخير.