البحث

عبارات مقترحة:

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

فضول الكلام

اللسان هو الجارحة التي يعبر بها الإنسان عما في قلبه، ولذا فهو من أهم الجوارح التي توصل صاحبها إما إلى النجاة وإما إلى الهاوية، وكم من شخص تكلم بكلام أوبق به نفسه، وكم من شخص تكلم بكلام كتب له به السؤدد والمكانة الرفيعة، فاللسان كما قيل: حصان، من صانه نجا وسلم، ومن ركب به كل علو سفل وخاب وخسر وهلك، ولذلك فالواجب على المرء ألا يتكلم بكلام هو يعلم حينها أنه لا فائدة منه، وأن الأولى في حقه حينها السكوت، قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» أخرجه البخاري (6475)، ومسلم (47). والإنسان إذا استشعر أن كلامه مُحصى عليه وأنه قد يهلك بسببه، أقلَّ الكلام ولم يستكثر منه، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق : 18] .

التعريف

التعريف لغة

الفضل: «الفاء والضاد واللام أصل صحيح يدل على زيادة في شيء». "مقاييس اللغة" لابن فارس (508/4). «والفَضْل والفَضِيلة مَعْرُوفٌ: ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة، وَالْجَمْعُ فُضُول، والفَضِيلَة والفُضَالَة: مَا فَضَل مِنَ الشَّيْءِ». "لسان العرب" لابن منظور (524/11).

التعريف اصطلاحًا

«الْخَوْضَ فِيمَا لَا يَعْنِي، وَالزِّيَادَةَ فِيمَا يَعْنِي عَلَى قَدْرِ الْحَاجَةِ». "إحياء علوم الدين" للغزالي (114/3). وقال بعضهم في تعريفه نظمًا: ما لَيسَ يعني، وهو الفُضُولُ*****قد حدَّهُ زرُّوقُ إذ يقولُ: ما لم تكُنْ تدعُو له ضرورَه*****وحاجةٌ ولا يخصُّ صورَهْ بل عَمَّ في الأقوالِ والأفعالِ*****وفي العوارضِ التي بالبالِ "اللآلىء الحسان على محارم اللسان" لولد الخديم (ص72).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لا يخرج المعنى الاصطلاحي عن أصله اللغوي وهو الزيادة.

الأدلة

القرآن الكريم

فضول الكلام في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾. [النساء: 114]. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾. [المؤمنون: 3]. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾. [المائدة: 101].

السنة النبوية

فضول الكلام في السنة النبوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «مِنْ حُسْنِ إسلامِ المرءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ». أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «توُفِّيَ رجلٌ من أصحابِه فقالوا أبشِرْ بالجنَّةِ فقال رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أولا تدرونَ فلعَلَّهُ قد تَكلَّمَ بما لا يعنيهِ أو بخِلَ بما لا ينفعُهُ». أخرجه الترمذي (2316)، والبزار (7557) باختلاف يسير، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10835) واللفظ له. وعن المغيرة بن شعبة رضي الله قال: «إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ». أخرجه مسلم (593). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «مَنْ صَمَتَ نَجَا». أخرجه الترمذي (2501). وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول الله قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت». أخرجه البخاري (6475)، ومسلم (47).

أقوال أهل العلم

«وأما فضول الكلام فإنها تفتح للعبد أبوابًا من الشر، كلها مداخل للشيطان؛ فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب كلها، وكم من حربٍ جرتها كلمة واحدة». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "بدائع الفوائد" لابن قيم الجوزية (373/2).
«فإذا خاض فيما لا يعنيه، نقص من حسن إسلامه، فكان هذا عليه؛ إذ ليس من شرط ما هو عليه أن يكون مستحقًّا لعذاب جهنم، وغضب الله، بل نقص قدره، ودرجته» ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" لابن تيمية(37/4).
«إياك وفضول الكلام، فإنَّه يُظهر من عيوبك ما بطن، ويُحرِّك من عدوِّك ما سكن، فكلامُ الإنسانِ بيانُ فضلِه، وتُرجُمانُ عقله، فاقصرهُ على الجميل، واقتصِر منه على القليل، وإياكَ وما يُستقبح من الكلام، فإنَّه ينفِّر عنك الكِرام، ويوثب عليك اللئام». جَمَال الدين القاسِمي "جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب" للقاسمي (ص6).
«إن الرجل ليكلمني بالكلام لجوابه أشهى إلي من الماء البارد إلى الظمآن فأترك جوابه خيفة أن يكون فضولاً» عُمَر بن عبد العَزِيز "إحياء علوم الدين" للغزالي (114/3).
«إنه ليمنعني من كثير من الكلام خوف المباهاة» إبراهيم الخَوَّاص "إحياء علوم الدين" للغزالي(115/3)
«لَا يُطْمَعُ فِي لِينِ الْقَلْبِ مَعَ فُضُولِ الْكَلَامِ، وَلَا يُطْمَعُ فِي حُبِّ اللهِ مَعَ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ، وَلَا يُطْمَعُ فِي الْأُنْسِ بِاللهِ مَعَ الْأُنْسِ بِالْمَخْلُوقِينَ» سَهْل التُّسْتَري "شعب الإيمان" للبيهقي(32/2).
«أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِاللهِ سَكَتُوا بِعِلْمٍ، وَتَكَلَّمُوا بِإِذْنٍ، فَسَقَطَ عَنْهُمْ فُضُولُ الْكَلَامِ» أَبُو هُرَيْرَة "شعب الإيمان" للبيهقي(86/7).
«لا خير في فضول الكلام». النَّوَوِي "الأدب المفرد"، للبخاري: (1307).
«وينبغي لمن أراد النطق بكلمة أو كلام، أن يتدبره في نفسه قبل نطقه، فإن ظهرت مصلحته تكلم، وإلا أمسك». المَرْداوي "شرح مسلم" للنووي (18/117).
فُضولَ الكلامِ ارْفُضْ فلا تَكُ مُكْثِرًا*****كَلامًا بغيرِ الذِّكْرِ للَّهِ تَسْعَدِ فإنَّ فُضُولًا للكلامِ قَساوةٌ*****لقلبِ الْفَتَى عنهُ الخشوعُ بِمُبْعَدِ فتُرْدِي بقائلِها إلى النارِ كِلْمَةٌ*****وإرسالُ طَرْفِ المرءِ أَنْكَى فَقَيِّدِ الشَّيخ خَلِيل "الألفية في الآداب الشرعية" (ص25).
«ويترك بعض الحلال خوفًا من الوقوع في الحرام، لقوله عليه السلام: لا يكون العبد من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا لما به البأس، كفضول الكلام لئلا يخرجه ذلك إلى الكذب..». "الجامع" (ص199-200).

الصور

«وَاعْلَمْ أَنَّ فُضُولَ الْكَلَامِ لَا يَنْحَصِرُ، بَلِ الْمُهِمُّ مَحْصُورٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النِّسَاءِ: 114] وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طُوبَى لِمَنْ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ». "إحياء علوم الدين" للغزالي(114/3).

الأقسام والأنواع

- الخوض فيما لا يعني. - الزيادة فيا يعني فوق الحاجة.

العقوبة

1- قسوة القلب: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي قال: «لا تُكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللهِ فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللهِ قسوةٌ للقلبِ وإن أبعدَ الناسِ من اللهِ القلبُ القاسي». أخرجه الترمذي(2411). 2 - يفوت على نفسه فضائل الذكر والدعاء والكلام النافع. 3- يفتح على نفسه باب الكلام المحرم، كالغيبة والنميمة والكذب.

وسائل الاجتناب

1- الإكثار من ذكر الله: أنَّ أعرابيًّا قال لرسول الله : «إنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأنبئني منها بشيء أتشبث به ، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجلَّ» أخرجه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793). 2- لزوم الصمت: قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾. [الإسراء: 36]. وقد كان الإمام ابن المحب المقدسي الحنبل يلقب بالصامت لكثرة سكوته عن فضول الكلام. "الجوهر المنضد" لابن المبرد (ص121). 3- أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ الموت بين يديه، وأنه مسؤول عن كل كلمة، وأن أَنْفَاسَهُ رَأْسُ مَالِهِ: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾. [ق: 16]. 4- أن يعلم أَنَّ لِسَانَهُ شَبَكَةٌ يَقْدِرُ أن يقتنص بها الحور العين فإهماله ذلك وتضييعه خسران مبين: في الحديث: «مَن يَضْمَن لي ما بيْنَ لَحْيَيْهِ وما بيْنَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ له الجَنَّةَ». أخرجه البخاري(6474). 5- التخلق بخلق الحياء: الحياء يمنع من كثير من فضول الكلام، ويحمل على كثير من أعمال الخير، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ما كان الحياء في شيء قط إلا زانه، ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه». أخرجه الترمذي (1974)، وابن ماجه (4185). قال ابن عبد البر: «إنَّ الحياء يمنع من كثير من الفحش والفواحش، ويشتمل على كثير من أعمال البر، وبهذا صار جزءًا وشعبة من الإيمان؛ لأنَّه وإن كان غريزة مركبة في المرء، فإنَّ المستحي يندفع بالحياء عن كثير من المعاصي، كما يندفع بالإيمان عنها إذا عصمه الله، فكأنه شعبة منه، لأنَّه يعمل عمله، فلما صار الحياء والإيمان يعملان عملًا واحدًا، جعلا كالشيء الواحد، وإن كان الإيمان اكتسابًا والحياء غريزةً». "التمهيد" لابن عبد البر (9/234). 6-مصاحبة ومجالسة الأخيار: من جالس الأخيار يعينونه على طريق الخير، ويحمدونه إذا أحسن، وينصحونه إذا أخطأ، قال : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل». أخرجه أبو داود (4833)، والتِّرمذي (2378).