الرزاق
كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...
«وأما فضول الكلام فإنها تفتح للعبد أبوابًا من الشر، كلها مداخل للشيطان؛ فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب كلها، وكم من حربٍ جرتها كلمة واحدة». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "بدائع الفوائد" لابن قيم الجوزية (373/2).
«فإذا خاض فيما لا يعنيه، نقص من حسن إسلامه، فكان هذا عليه؛ إذ ليس من شرط ما هو عليه أن يكون مستحقًّا لعذاب جهنم، وغضب الله، بل نقص قدره، ودرجته» ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" لابن تيمية(37/4).
«إياك وفضول الكلام، فإنَّه يُظهر من عيوبك ما بطن، ويُحرِّك من عدوِّك ما سكن، فكلامُ الإنسانِ بيانُ فضلِه، وتُرجُمانُ عقله، فاقصرهُ على الجميل، واقتصِر منه على القليل، وإياكَ وما يُستقبح من الكلام، فإنَّه ينفِّر عنك الكِرام، ويوثب عليك اللئام». جَمَال الدين القاسِمي "جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب" للقاسمي (ص6).
«إن الرجل ليكلمني بالكلام لجوابه أشهى إلي من الماء البارد إلى الظمآن فأترك جوابه خيفة أن يكون فضولاً» عُمَر بن عبد العَزِيز "إحياء علوم الدين" للغزالي (114/3).
«إنه ليمنعني من كثير من الكلام خوف المباهاة» إبراهيم الخَوَّاص "إحياء علوم الدين" للغزالي(115/3)
«لَا يُطْمَعُ فِي لِينِ الْقَلْبِ مَعَ فُضُولِ الْكَلَامِ، وَلَا يُطْمَعُ فِي حُبِّ اللهِ مَعَ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ، وَلَا يُطْمَعُ فِي الْأُنْسِ بِاللهِ مَعَ الْأُنْسِ بِالْمَخْلُوقِينَ» سَهْل التُّسْتَري "شعب الإيمان" للبيهقي(32/2).
«أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِاللهِ سَكَتُوا بِعِلْمٍ، وَتَكَلَّمُوا بِإِذْنٍ، فَسَقَطَ عَنْهُمْ فُضُولُ الْكَلَامِ» أَبُو هُرَيْرَة "شعب الإيمان" للبيهقي(86/7).
«لا خير في فضول الكلام». النَّوَوِي "الأدب المفرد"، للبخاري: (1307).
«وينبغي لمن أراد النطق بكلمة أو كلام، أن يتدبره في نفسه قبل نطقه، فإن ظهرت مصلحته تكلم، وإلا أمسك». المَرْداوي "شرح مسلم" للنووي (18/117).
فُضولَ الكلامِ ارْفُضْ فلا تَكُ مُكْثِرًا*****كَلامًا بغيرِ الذِّكْرِ للَّهِ تَسْعَدِ فإنَّ فُضُولًا للكلامِ قَساوةٌ*****لقلبِ الْفَتَى عنهُ الخشوعُ بِمُبْعَدِ فتُرْدِي بقائلِها إلى النارِ كِلْمَةٌ*****وإرسالُ طَرْفِ المرءِ أَنْكَى فَقَيِّدِ الشَّيخ خَلِيل "الألفية في الآداب الشرعية" (ص25).
«ويترك بعض الحلال خوفًا من الوقوع في الحرام، لقوله عليه السلام: لا يكون العبد من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا لما به البأس، كفضول الكلام لئلا يخرجه ذلك إلى الكذب..». "الجامع" (ص199-200).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".