البحث

عبارات مقترحة:

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

الطريقة القادرية

القادرية طريقة صوفية إسلامية، تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني، وهي منتشرة في بلاد أفريقيا والبلدان العربية وشبه القارة الهندية الباكستانية، يشتهرون بكثرة الذكر، وبوجود أذكار وأوراد يختصون بها، وهي أقدم الطرق الصوفية نشأة، وتعد أساسًا لكثير من الطرق التي جاءت بعدها كالشاذلية والرفاعية وغيرهما.

تعريف

الطريقة القادرية أو الطريقة الجيلانية هي أحد الطرق الصوفية المشهورة المنتشرة في بلاد قارة أفريقيا والبلدان العربية وشبه القارة الهندية الباكستانية، وهي منسوبة لعبد القادر الجيلي أو الجيلاني، نسبةً إلى جيل، وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان، ويقال لها جيلان وكيلان. "شذرات الذهب" لابن العماد (4/198). والجيلاني إمام الحنابلة في عصره، وكان حنبليًا في الأصول والفروع، فكان على عقيدة أهل السنة، يقول: «ويجب على المبتدئ في هذه الطريقة الاعتقاد الصحيح، الذي هو الأساس فيكون على عقيدة السلف الصالح» "الغنية" للجيلاني (2/563). وقد ذكر الجيلاني رحمه الله بعض البدع العملية كالأوراد والسماع والتوكل الصوفي والفقر، وصلوات الأيام والليالي وغير ذلك ظنًا منه ثبوتَها عن النبي ، وأما الميزة العظمى له فهي أنه كان على الاعتقاد الصحيح، وكان يرد على أهل البدع. انظر "الطرق الصوفية" لعبد الله السهلي" (ص84).

الشخصية الرئيسية

عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلاني (470هـ - 561هـ)

النشأة والتاريخ

ظهرت الطريقة القادرية في العراق، في القرن السادس للهجرة، على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني، الذي يعتبر المؤسس الأول لها، خصوصًا بشكلها الجماعي والمنظم والقائم على جمع المريدين وربطهم بمشايخ الطريقة لتأديبهم، وترتبيتهم، حيث كان التصوف يقوم على أساس فردي لا أثر للتجمع فيه. وهي أول الطرق الصوفية نشوءًا، وجميع الطرق الأخرى إنما ظهرت بعدها. انظر "الشيخ عبد القادر الجيلاني" لسعيد القحطاني (636-638). يقول المستشرق مارشال هودجسون: «لعل أشهر الطرق وأوسعها انتشارًا هي الطريقة القادرية المنسوبة في سلسلتها إلى عبد القادر الجيلاني، لا يبدو بأن الجيلاني نفسه قد أسس أية طريقة، أو أنه عيّن خليفة له؛ ولكنه منح الخرقة لعدد من تلامذته كاعتراف بنضجهم الروحي وإجازتهم، بعد وفاته، تولّى أحد أبنائه موقعه في مجلسه، وتولّى إدارة الأوقاف الموكلة إلى أبيه. في نهاية المطاف، تجمّع التلاميذ وتلاميذ التلاميذ حول سلطته أو سلطة خلفائه عند ضريح الجيلاني في بغداد سعيًا للإرشاد في السلوك الروحي. وهكذا فقد تمت مأسسة ما كان بالأساس قيادة كاريزماتية. أصبحت السلطة المرجعية للشخص المؤسس هي المحك الأهم، وليست تعاليمه أو أفكاره. عند هذه النقطة، لم يعد الهدف هو الممارسة الصوفية فقط، بل أيضًا التأثير على الجمهور العام والمريدين. عندما كُتِبت سيرة الجيلاني بعد قرن من وفاته تقريبًا، نسبت إليه كرامات وخوارق كثيرة، فكان في ذلك تجاهل لتعاليمه العملية لصالح الصورة المضخمة عن الشخصية، التي يلتجىء إليها العوام طلبًا للشفاعة أو العزاء». "مغامرة الإسلام" (2/323).

أبرز الشخصيات

المختار الكنتي شيخ الطريقة البكائية (المختارية) (ت1226هـ) محمد فاضل بن مامين شيخ الطريقة الفاضلية (ت 1285 هـ) محمد الفارضي شيخ الطريقة الفارضية، (ت1285هـ) عبد الله العركي شيخ الطريقة العركية، (ت1019هـ)

الانتشار ومناطق النفوذ

تنتشر الطريقة القادرية في بلدان كثيرة، فهي من أوسع الطرق انتشارًا، نظرًا لكونه أقدم الطرق وأسبقها، فتنتشر في العراق، وجيل، مهدِها الأول، وفي بلاد إفريقيا كمصر والصومال والمغرب والسودان وموريتانيا، وفي بعض بلدان آسيا كتركيا واليمن والهند. انظر " الطرق الصوفية للسهلي" (ص85). وتعد الطريقة القادرية أصلاً لكثير من الطرق التي نشأت بعدها، كالعدوية ، والمدينيّة، والسهروردية، والأكبرية، والمولوية، والرفاعية، والخلوتية.

الأفكار والمعتقدات

كان الشيخ عدي بن مسافر يقول: كان الشيخ عبد القادر الجيلاني طريقته: الذبول تحت مجاري الأقدار، بموافقة القلب والروح، واتحاد الباطن والظاهر، وانسلاخه من صفات النفس مع الغيبة عن رؤية النفع والضر والقرب والبعد. "الطرق الصوفية في مصر" للنجار (ص77) أما عن كيفية الانتساب للطريقة القادرية، فإن كل سالك عليه أن يمر بمرحلتين: مرحلة الابتداء، وتشمل اللقاء الأول، وجملة من الأشياء يومئ بها الشيخ لمريده طالبًا منه اتباعها والعمل بمضمونها، ثم المبايعة والقبول، ثم الدعاء، ثم الكأس، وهو إناء ماء، وقد يكون ممزوجًا بسكر، يقرأ عليه الشيخ ثم يناوله للمريد ليشربه. هذه المرحلة الأولى والمرحلة الثانية هي الرحلة، وهي مرحلة دراسية طويلة يسلكها المريد ملازماً شيخه مجتازًا جميع المسالك. انظر "الطرق الصوفية في مصر" للنجار (78-80). ومن أورادهم التي عرفوا بها: «الحمد لله الذي كيَّف الكيْف، وتنزه عن الكيفية، وأيَّن الأيْن وتعزز عن الأينية، ووُجد في كل شيء وتقدس عن الظرفية، وحضر عند كل شيء وتعالى عن العندية» ويسمونه ورد الغوث الأعظم، "الفيوضات الربانية" لإسماعيل القادري (ص41)، ومنها ورد الصبح وهو قولهم: «يا أوَّل كل شيء، ويا آخر كل شيء، ويا ظاهر كل شيء، ويا باطن كل شيء» "الفيوضات" (ص115)، ومنها أيضًا ورد العشاء: «إلهنا فطهر قلوبنا من الدنس لنكون محلاً لمنازلات وجودك، وخلصنا من لوث الأغيار لخالص توحيدك، حتى لا نشهد لغير أفعالك وصفاتك وتجلي عظيم ذاتك» "الفيوضات" (ص138)، وورد الصلاة الكبرى: «يا هو يا الله (ثلاثاً) لا إله غيرك، أسقنا من شراب محبتك، وأغمسنا في بحار أحديتك، حتى نرتع في بحبوحة حضرتك، وتقطع عنا أوهام خليقتك». "الفيوضات" (ص158). وقد امتدح عدد من أهل العلم من السنة والجماعة شخصَ الشيخ عبد القادر الجيلاني، قال فيه ابن قدامة المقدسي: «لم أسمع عن أحد يحكى عنه من الكرامات أكثر مما يحكى عنه، ولا رأيت أحدًا يعظمه الناس للدين أكثر منه»، وأشاد ابن كثير بسلوكه لقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزهده ومكاشفاته، وورعه وصلاحه، كما تأثر به ابن تيمية وقال عن طريقته إنها الطريقة الشرعية، انظر "الطريقة القادرية والاستعمار الفرنسي" لعلي بدوي سالمان (ص18)، "أعلام الصوفية" حودة أبو اليزيد (ص41). ولا يُتَوَهَّمْ من قول ابن تيمية أنه ثناء على مذهب القادرية المنتسبين إلى الجيلاني رحمه الله، بل قد أثنى على الجيلاني نفسه، فبين الشخص والمذهب افتراق، من حيثُ تزيُّدُ القادريين وغلوُّهم، واعتدالُ الجيلاني في تصوفه، إذ كان تصوفًا سنّيًّا. انظر "موقف ابن تيمية من عبد القادر الجيلاني" لمنيفة الشمري (ص62). يقول رشيد رضا: «علماء النقل قد قالوا: إن الجيلي كان ذا كرامات صحيحة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن أكثر ما في كتب مناقبه كذب، وبعضها ليس من الكرامة في شيء». "مجلة المنار" (24/489). ومن تلك الأكاذيب على الشيخ عبد القادر ما حكاه رشيد رضا بقوله: «وفي بعض كتب مناقب الشيخ عبد القادر الجيلي - رحمه الله تعالى - أن مريدًا له مات فطلبت أمه منه إحياءه فطلب روحه من ملك الموت، فأجابه بأنه لا يعطيه إلا بإذن من الله تعالى، وكان ملك الموت جمع الأرواح التي قبضها يومئذ في زنبيل وطار بها إلى السماء ليستأذن الرب ماذا يفعل بها فطار الشيخ عبد القادر في إثره وجذب الزنبيل منه وأخذ روح مريده فتناثرت منه جميع الأرواح فذهب كل روح إلى جسده فحيي جميع من مات في ذلك اليوم كرامة للشيخ عبد القادر. ولا أذكر هنا ما قاله مفتري الحكاية في شكوى ملك الموت لربه تعالى من اعتداء الشيخ عليه (في حال التلبس بأداء وظيفته) !! كما يقال في اصطلاح أهل هذا العصر - وما افتروا على الله تعالى في جوابه - لا أذكره أدبًا مع الرب عز وجل وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا».

فتاوى أهل العلم

غلو القادرية

يطلب فيه السائل إعطاءه فكرة عن الطائفة القادرية ، ويذكر أنه قرأ كتابًا من كتب هذه الطائفة يسمى: الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية فوجد فيه قصيدة تتضمن دعاوى ومآثر لشيخ الطريقة القادرية، فهل ما فيها حق أو باطل؟ وقد أرسل السائل القصيدة مع استفتائه لإِفتائه عما فيها. الجواب: إن القصيدة التي أرسلها المستفتي ليعرف ما فيها هل هو حق أو باطل تدل على أن قائلها جاهل يدعي لنفسه دعاوى كلها كفر وضلال. فيدعي أن كل علوم العلماء مستقاة من علمه وفروع له، وأن سلوك العباد إنما هو بما فرضه وسنه لهم، وأنه يقدر على إغلاق الجحيم بعظمته لولا سابق عهد من الرسول، وأنه يغيث من وفى له من المريدين وينجيه من البلايا ويحميه في الدنيا والآخرة ويؤمنه من المخاوف ويحضر معه الميزان يوم القيامة. فهذه الدعاوى الكاذبة لا تصدر إلاَّ من جاهل لا يعرف قدر نفسه، فإن كمال العلم لله وحده وإن شئون الآخرة ومقاليد الأمور إلى الله وحده لا إلى ملك مقرب ولا إلى نبي مرسل ولا لصالح ما من الصالحين، وقد أمر الله رسوله - وهو خير خلقه - أن يتلو على الأمة قوله تعالى: ﴿ قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : 188 ] ، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [ الجن : 21 - 22 ] ، وقد أمر النبي ألصق الناس به وأقربهم إليه رحمًا وأولاهم بمعروفه أن ينقذوا أنفسهم من عذاب الله بالإِيمان به سبحانه والعمل بشريعته، وأخبرهم أنه لا يغني عنهم من الله شيئًا، وأخبر أن آدم ونوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى يقول كل منهم يوم القيامة: نفسي، نفسي، فكيف يملك شيخ الطريقة القادرية أو غيره من المخلوقين أن ينجي مريديه وأن يحمي من وفى له بعهده ويغيثه ويحضر معه عند وزن أعماله يوم القيامة؟! وكيف يملك أن يغلق أبواب الجحيم بعظمته؟ إن هذا لهو البهتان المبين والكفر الصراح بشريعة رب العالمين. لقد زاد صاحب هذه القصيدة في غلوه وتجاوز حد الحس والعقل والشرع، فادعى أنه كان بنور محمد قبل أن يكون الخلق، وأنه كان في قاب قوسين اجتماع الأحبة أي مع جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وأنه كان مع نوح عليه السلام في السفينة وشاهد الطوفان على كف قدرته، وأنه كان مع إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وأن هذه النار بردت بدعوته، وأنه كان مع إسماعيل، وأنه ما نزل الكبش إلاَّ بفتواه أو فتوته، وأنه كان مع يعقوب عليه السلام حينما أصيب بصره، وأن عينيه ما برئتا إلاَّ بتفلته، وأنه هو الذي أقعد إدريس عليه السلام في جنة الفردوس، وأنه كان مع موسى عليه السلام حين مناجاته لربه، وأن عصا موسى مستمدة من عصاه، وأنه كان مع عيسى في المهد، وأنه هو الذي أعطى داود حسن الصوت في القراءة، بل ادعى أفحش من ذلك: ادعى أنه هو الله في الأبيات الثلاثة من قصيدته وأصرحها قوله: أنا الواحد الفرد الكبير بذاتــه، أنا الـواصف الموصوف شيخ الطريقة، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، فأي كفر بعد هذا الكفر والعياذ بالله؟ فيا أيها الأخ المستفتي يكفيك من شر سماعه ويغنيك عن معرفة تفاصيل تاريخ وسيرة القادرية ما في قصيدة شيخ هذه الطائفة من البهتان والكفر والطغيان، واجتهد في معرفة الحق من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ، وبيان السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم للكتاب والسنة النبوية الصحيحة مع اعتقادنا أن الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي تنسب إليه هذه الطريقة بريء من هذه القصيدة براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأتباعه يكذبون عليه كثيرًا وينسبون إليه ما هو بريء منه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. فتاوى اللجنة الدائمة رقم الفتوى: (1304) المفتي: عبد الرزاق عفيفـي المفتي: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان المفتي: عبد الله بن سليمان بن منيع

مراجعها ومصادرها

"الغُنْية لطالبي طريق الحق" لعبد القادر الجيلاني.

مراجع ومصادر في نقدها

"الطرق الصوفية نشأتها وعقائدها وآثارها" لعبد الله السهلي. "دراسات في التصوف" لإحسان إلهي ظهير.