البحث

عبارات مقترحة:

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الطريقة المولوية

المولوية طريق من الطرق الصوفية البدعية، أسسها جلال الدين الرومي وابنه سلطان ولد في قونية بتركيا، وانتشرت في تركيا وسوريا ومصر والمغرب، وتشتهر الطريقة بالرقصة الدائرية بالثوب الأبيض لساعات طويلة (رقصة السماح)، التي يرقصونها تقربًا إلى الله!! ويسمَّون أيضًا بالدراويش. يؤمنون ب وحدة الوجود، وإباحة الرقص والسماع للمعازف.

تعريف

الطريقة المولوية هي طريقة صوفية بدعية، من أكثر الطرق شهرةً، أسسها الشاعر جلال الدين الرومي، وتعرف بهذا الاسم نسبة إلى كلمة (مولى) التي ارتبطت بهم، إذ دائمًا ما يطلقونها على شيخ الطريقة، قيقولون (مولانا جلال الدين الرومي)، ويطلق على كل تابع من أتباع الطريقة من قبل وفي حياة جلال الدين الرومي اسم (مولويّ). وتقوم الشعائر الدينية للطريقة على السماع والذكر، وذلك شائع في الطرق الصوفية الأخرى إلا أنه يبلغ شأنًا بعيدًا عند المولوية. انظر "الموسوعة الصوفية" لعبد المنعم الحفني (ص380). وأكثر ما يميزهم هو الرقص الدائري بالثوب الأبيض لساعات طويلة دون انقطاع، ويسمَّون بالدراويش.

الشخصية الرئيسية

جلال الدين محمد بن حسين الرومي (604 - 672) هـ

النشأة والتاريخ

ظهرت المولوية في القرن السابع الهجري، على يد جلال الدين الرومي، وأصله من بلخ، في بلاد فارس، لكنه انتقل منها أيام الغزو المغولي إلى نيسابور، ومنها إلى الأناضول، وقد كانت آنذاك من أراضي الروم، ومن هنا جاءت تسميته بالرومي، ثم ما لبث أن انتقل إلى قونية، واستقر فيها وعمل فيها مدرسًا، وظهر فيها نشاطه كواعظ وعارف وعالم، وفيها التقى جلال الدين بشيخه شمس الدين التبريزي، ولكن التاريخ الحقيقي للمولوية يبدأ بسلطان ولد الابن الأكبر لجلال الدين الرومي، فهو الذي أنشأ الفروع الأولى للطريقة وساعدها على أن تحظى باحترام أكبر، وهو كاتب سيرة جلال الدين الرومي في المنظومة التركية المسماة (ولد نامه)، ويعتبر هو مؤسسَها وواضع نُظُمها وتقاليدها وشعائرها، "المثنوي" لجلال الدين الرومي (10-12). وعرف عن الطريقة سماعهم الموسيقى، وكثرة الذكر، وأول من استحدث السماع والذكر عندهم هو بير عادل الجلبي (بالجيم المصرية) المتوفّى سنة 864هـ. والمَوْلوية لا يعدون طريقتهم طريقة صوفية بالمعنى المتعارف عليه، وللطريقة جذورها في الطريقة الملامَتية، التي كانت بدايتها في نيسابور بخراسان، وتشبه في بعض نواحيها الطريقة القلَنْدَرية من الطرق المرتبطة بالملامتية، وبعض مشايخهم يعيش معيشة دراويش القلندرية، مثل أولو عارف جلبي وأخوه عابد جلبي. انظر "الموسوعة الصوفية" لعبد المنعم الحفني (ص381). يقول الكوثري في سند الطريقة المولوية: «وأما المولوية المنسوبة إلى مولانا جلال الدين البكري الرومي فإنه أخذ عن برهان الدين المحقق الترمذي، عن سلطان العلماء محمد بهاء الدين بن الحسين البكري البلخي والد الجلال الرومي، عن نجم الدين الكبرى، عن عمار بن ياسر عن أبي النجيب». "البحوث السنية" (ص25).

أبرز الشخصيات

جلال الدين الرومي: ولد مؤسس هذه الطريقة جلال الدين محمد بن محمد الحسين البلخي سنة 604هـ (1207م)، في مدينة بلخ (من أعمال خراسان)، فهو إذاً فارسي الأصل، لكنه هاجر وهو صغير مع والده حتى استقر في قونية (عاصمة الدولة السلجوقية) والواقعة في جنوب تركيا، وبها أقام وتوفي سنة 672هـ (1273م). وبعد أن كان مدّرساً للفقه، تحول المولوي إلى التصوف على يد شمس الدين التبريزي، الذي سأله: لماذا تأخذ نفسك بدراسة الفقه؟ فأجاب المولوي: لأعرف الشرع، فقال التبريزي: أليس الأجدى أن تعرف صاحب الشرع! وبهذا المنطق الغريب صرف التبريزي المولوي عن دراسة وتدريس العلوم الشرعية، إلى براثن التصوف بحجة أن الأجدى هو معرفة الله سبحانه وتعالى لا معرفة الشريعة، ويعلق الدكتور عبد المنعم الحفني على هذا الفهم فيقول: "وهذه مغالطة، إذ كيف أعرف صاحب الشرع إن لم أعرف لأي شيء يشرّع، ولماذا يشرع، وما الذي يشرّع له"؟. وقد تعلق المولوي بأستاذه التبريزي تعلقاً كبيراً إلى الدرجة التي جعلته يحبس نفسه معه في حجرة واحدة أربعين يوماً. وإضافة إلى تتلمذه على يد التبريزي، فقد زار جلال الدين المولوي دمشق، واتصل بشيخ الصوفية الأكبر محيي الدين بن عربي (560ـ 638هـ) وتلاميذه، ومنهم سعد الدين الحمومي، وصدر الدين القونوي. وقد عاصر المولوي عدداً من شيوخ الصوفية أبرزهم أبو الحسن الشاذلي، مؤسس الطريقة الشاذلية. وقد ترك المولوي عدداً من المؤلفات أشهرها: 1ـ المثنوي: ويضم أكثر من 25 ألف بين من الشعر، تم جمعها في ستة مجلدات ضخمة، وهو ذو مكانة خاصة عند الصوفية، وقد وصف الرومي كتابه هذا بأنه "فقه الله الأكبر"! والفرس يسمونه "قرآن بهلوي" أي قرآن الفارسية. 2ـ ديوان شمس تبريز: ويحتوي على آلاف الأبيات الشعرية، والرباعيات في الغزل الوصوفي. 3ـ كتاب "فيه ما فيه": وهو كتاب قصص وأمثال ومواعظ وذكريات. 4ـ المجالس السبعة: ويشمل على سبع مواعظ دينية وخطب ألقاها أثناء اشتغاله بالتدريس. آخرون: وبعد جلال الدين الرومي، تولى رئاسة الطريقة تلميذه حسام الدين الحلبي ، ويقول المولوية إن الرومي كان شديد التعلق بتلميذه! وان التلميذ هو الذي أشار على الأستاذ بكتابة مؤلفاته. وبرز في هذه الطريقة محمد باقر الشلبي (ت 951 هـ) الذي كان شيخاً لها في قونية في العشرينات من القرن الماضي، والشيخ شفيع المولوي شيخ الطريقة في طرابلس، وغيرهم، مثل سيد برهان الدين محقِّق الترمذي (ت 638 هـ)، و بهاء الدين سلطان ولد بن جلال الدين الرومي (ت 712 هـ).

الانتشار ومناطق النفوذ

تنتشر الطريقة المولوية في تركيا، حيث كانت مدينة قونية التركية موطن الرومي ومهد الطريقة الأول، وقد مات الرومي ودفن فيها، في مسجده المسمى القبة الخضراء. وانتشرت الطريقة في اسطنبول وغاليبولي وقيصرى وسيواس وآقسراي. وتنتشر الطريقة في سوريا، وبالأخص في حلب وفي العاصمة دمشق، وكذا في طرابلس بلبنان، وفي فلسطين حيث تعتبر التكية المولوية من أهم التكايا التي أقامها العثمانيون في القدس ، وكان تعيين شيخ التكية يأتي من الشيخ الأعلى للطريقة المولوية في قونية بتركيا، وكان لها أملاك وأوقاف للإنفاق عليها اندثرت كلها، وفي السبعينيات من القرن الماضي، توفي آخر شيوخها عادل المولوي، الطرابلسي الأصل، وكانت الطريقة موجودة في القدس قبل الوجود العثماني فيها، وقد ثبّت السلطان العثماني سليم - عندما زار القدس - رئيس الدراويش المولوية أخفش زادة، في وظيفته. انظر "الطريقة المولوية" المركز الفلسطيني للإعلام.

الأفكار والمعتقدات

بَيَّن عبد الغني النابلسي جملةً من طقوس المولوية في كتابه الذي نضح تكفيرًا للمُنكِرين على المولوية حيث قال: «وقد علمت أحوال مجلس المولوية المشتمل على الصلاة، وقراءة القرآن، والحديث الشريف، وتلاوة المثنوي المنيف، ثم السماع الطيب الطاهر النظيف، ثم التواجد والدوران بالأسلوب اللطيف، والانحناء بقصد البر والطاعة والانقياد والإذعان من بعضهم للبعض على وجه الاحترام والتشريف، ثم الأدعية العامة والخاصة لجميع المسلمين والمؤمنين، ثم ذكر الأنبياء والأولياء والصالحين، والثناء عليهم، والترضي عنهم، والترحم بمحضر من الناس من طلبة العلم وغيرهم». "العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية". صحيح أن الجلال لم يقل أنه نبي، لكنه زعم أن مثنويَّه كتاب نزل من السماء، نزل من عند الله، ويؤيد ذلك بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نعم قد يكون الجلال والمولوية يؤمنون بأن المثنوي كتاب منزل من عند الله على قلب الجلال، وهم كذلك بيد أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ينكرون هذا، ويَرُدُّون كتاب أساطير مليء بالأخطاء والمبالغات. وعند المولوية أفكار ومعتقدات فاسدة، أبرزها عقيدة وحدة الوجود، فقد تأثر جلال الدين الرومي بمحيي الدين ابن العربي، وكان شيخَه في عقيدة الحلول والاتحاد، "التحولات الفكرية في العالم الإسلامي" لعليان جالودي (ص 374)، حيث التقى به في زيارته لدمشق، والتقى كذلك بأصحابه سعد الدين الحموي، وأوحد الدين الكرماني وكثيرين غيرهما. فغاية المثنوي هي تلقين عقيدة الوجود الواحد، وأن الصوفية ومنهم الجلال إنما اخترعوا بدعة السرِّ والأسرار وهم يقصدون بها عقيدة وحدة الوجود، فالسر المكتوم هو هذه العقيدة، والواقف عليها منهم هم شيوخ الطريقة الكبار، أما المريدون فمساكين لم يبلغوا هذه المرتبة! ومن ضلالاتهم: التعبد إلى الله بالاستماع إلى الموسيقى، والرقص المصاحب له، قال الأفلاكي: «كان مريدو مولانا يعزفون على الرباب في حضرته، وكان يستمع إلى نغمات الرباب في نشوة عظيمة، وبينما هم كذلك إذ دخل عليه أحد أعزائه قائلًا: بدأ المؤذن في أذان الظهر، ففكر مولانا هُنيهة ثم قال: لا لا، فكما أن ذاك الصوت يدعو إلى الحق، فكذلك هذا الصوت (يعني الرباب) يدعو للحق أيضًا؛ ذاك يدعو ظاهر الإنسان والمشاهد منه لوظيفته، أما صوت الرباب فيدعو باطنه والخفي منه إلى محبة الحق ومعرفته !». "مناقب العارفين" للأفلاكي (1 /613)، وقيل لجلال الدين مرة: «للرباب صوت عجيب. فقال لهم: صوت الرباب صوت صرير باب الجنة». "مناقب العارفين" للأفلاكي (1/715). وقد دافع عبد الغني النابلسي أيما دفاع عن هذه البدع. يقول الشيخ حسنين مخلوف في بيانه لبدع البكتاشية: «ومنها سجودهم أثناء الذكر لأسماء هؤلاء الأئمة ولأشياخهم، كما يفعل ‌المولوية عند ذكر علي وجلال الدين الرومي، ويحاولون تأويل السجود بأنه ليس سجود عبادة، وإنما هو سجود تكريم واحترام». من فتاوى دار الإفتاء المصرية. ونورد هنا بعضًا من كلام جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة المولوية الذي امتلأ بالدعوة إلى وحدة الوجود ووحدة الأديان: يقول: نَفْسي، أيها النور المشرق، لا تَنْء عني لا تَنْءَ عني حبي، أيها المشهد المتألِّق، لاتَنْءَ عني لاتَنْءَ عني انظرْ إلى العمامة أحكمتُها فوق رأسي بل انظر إلى زنار زرادشت حول خصري أحملُ الزنار، وأحمل المخلاة لا بل أحمل النور، فلا تَنْءَ عني، لا تَنْءَ عني مسلمٌ أنا، ولكني نصراني وبرهمي وزرادشتي توكلتُ عليك أيها الحق الأعلى، فلا تَنْءَ عني لا تَنءَ عني ليس لي سوى معبدٍ واحد، مسجداً كان أو كنيسة أو بيت أصنام ووجهك الكريم فيه غاية نعمتي، فلا تَنْءَ عني لاتَنْء عني ويلاحظ هنا: التشابه واضح بين هذا الكلام وقول ابن عربي: لقد صار قلبي قابلاً كلَّ صورة*****فمرعى لغزلان ودير لرهبانِ وبيتٌ لأوثان وكعبةُ طائف*****وألواحُ توراةٍ ومصحف قرآنِ أدينُ بدين الحُبِّ أنَّى توجَّهَتْ ***** ركائِبُه فالحُبُّ ديني وإيمَانِي وعقيدة وحدة الوجود، هي التي ترى كل الأديان صحيحة؛ لأن كل المعبودات هي الله وكل شيء هو الله. ولنا أن ننتبه إلى قوله: (نفسي أيها النور المشرق لا تنء عني)، ثم سيره بخطابه لنفسه حتى يقول: (أيها الحق الأعلى لا تنء عني)، حيث نلاحظ أسلوباً جديداً في العبارة وتدرجها، ولننتبه إلى العبارة (لا تنء عني). ويقول جلال الدين الرومي أيضاً: مجهول أنا عند نفسي، بربك خبِّرني ما العمل ولا بهذا الكون ولا ذاك، ولا في الجنة ولا النار موطني ولا طردت من عدن ولا يزدان، ولا من آدم أخذت نسبتي بل من مقام ما أبعده من مقام، وطريق خفي المعالم تجردت عن بدني وروحي، فمن جديد أحيا في روح محبوبي. - ما يجب ملاحظته قوله: (من مقام ما أبعده من مقام، وطريق خفي المعالم)، وقوله: (فمن جديد أحيا في روح محبوبي). ويقول أيضًا: يظهر الجمال الخاطف كل لحظة في صورة، فيَحْمِلُ القلبَ ويختفي، في كل نفسٍ يظهر ذلك الصديق في ثوب جديد، فشيخاً تراه تارة وشاباً تارة أخرى... انظر إليه وقد خرج من طينة الفخار، وانتشر في الوجود، ظهر بصورة نوح وأغرق الدنيا بدعاء منه...وفي نهاية المطاف ظهر بصورة عربي، ودان له ملك العالم...ذلك الجميل فتان القلوب قد ظهر بصورة سيفٍ في كف علي، وأصبح البتَّار في زمانه، لا لا! بل هو الذي ظهر في صورة إنسان، وصاح أنا الحق، ليس (منصور) هو الذي صُلِبَ على الدار، ولو ظن الجاهلون خلاف ذلك اهـ. (منصور هو الحلاج). ويقول: أنا سَرِقَة اللصوص، أنا ألم العصا، أنا السحاب وأنت الغيث، أنا الذي أمطرتُ في المروج. ويقول على لسان قطبٍ يخاطب البسطامي: «إن الله هو ما تراه فيَّ بعين قلبك؛ لأنه اختارني بيتاً له، فإذا رأيتَني فقد رأيته، وطفْتَ حول الكعبة الحنفية، وإذا عبدتَني فقد عبدتَه وسبَّحت له، فلا تظنَّ أنني شيء غيره».

مراجعها ومصادرها

من مبادئ مدرسة الرومي بحسب دعوى أنصارها: الإنسان الكامل في نظر الصوفية ومقومات الكمال وآثاره، وما تتطلبه طبيعة الإنسان الذي يريد الخير. مراقبة النفس والطريق الموصل إليها من الرياضة والعبادة. الابتعاد عن العجب والكبرياء بالتعود بتحقير أعمال النفس مهما عظمت. الدعوة للناس عامة ليعرفوا ما للقلب وما في القلب من أسرار ليدركوا أهمية التوجه إلى تصفية القلب. العمل بالشريعة والابتعاد عن ترك الأوامر في كل حال. انظر للاستزادة "جلال الدين الرومي بين الصوفية وعلماء الكلام" لعناية الله الأفغاني (ص173). كتاب" بحثًا عن الشمس من قونية إلى دمشق " ألفه بالفارسية: عطاء الله تديُّن، وترجمه إلى العربية عيسى العاكوب. كتاب " مثنوي " لجلال الدين الرومي شيخ الطريقة، ويقع في 6 مجلدات، تضم حوالي 25 ألف بيت شعري. كتاب " فيه ما فيه " لجلال الدين الرومي، وترجمه عيسى العاكوب. كتاب " العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية " لعبد الغني النابلسي، كتبه دفاعًا على المولوية، وكفّر من طعن فيها!

مراجع ومصادر في نقدها

" نقد المثنوي " لمحمد شاهين " عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية " للدكتور أحمد القصير