تعريف

الطريقة الخلوتية طريقة صوفية بدعية، من الطرق المتأخرة تاريخيًا والحديثة نسبيًا، حيث ظهرت في منتصف القرن العاشر الهجري، على يد مؤسسها محمد بن أحمد الخلوتي، والاسم مأخوذ من (الخلوة الصوفية) أحدِ الطقوس المعروفة لديهم، وذلك لاشتهارهم بتربية المريدين على طريق الخلوة. انظر "موقع طريقة القاسمي الخلوتية الجامعة /تعريف عام بالطريقة". وشأن الخلوتية شأن غيرها من الطرق الصوفية، يعتقدون بعقيدة الأشاعرة، وكثيرٌ منهم يقول بالحلول ووحدة الوجود.

الشخصية الرئيسية

محمد بن نور الخلوتي الخوارزمي (ت 986 هـ)

النشأة والتاريخ

تعد الخلوتية امتدادًا للدينورية (الشيخ ممشاد ومحمد الدينوري)، ثم السهرودية للشيخ أبي نجيب السهروردي، ثم أخذت اسم الخلوتية من شيوخها (أخي محمد الخلوتي، وعمر الخلوتي، ومحمد مبرام الخلوتي)، وجاء لقب الخلوتي وفقًا للمصادر المعروفة من الإكثار من الخلوة، وقيل بأن شيخها الأول أخي محمد الخلوتي كان قد أعلن أنه يستمد سند الطريقة من الرسول ﷺ بعد أن رآه في المنام. يقول الكوثري: «وأما الخلوتية المنسوبة إلى الشيخ محمد بن نور الخلوتي الخوارزمي فإنه أخذ عن الشيخ إبراهيم الزاهد الكيلاني عن جمال الدين التبريزي عن شهاب الدين محمد التبريزي عن ركن الدين أبي الغنائم محمد بن الفضل السنجاني عن قطب الدين الأبهري عن أبي النجيب السُّهْروَدي». "البحوث السنية" (ص25-26). فيما يقدم لنا كتاب "السلسلة الذهبية في تراجم مشايخ الخلوتية" رواية عن أهمية الشيخ الثاني فيها، وهو عمر الخلوتي (توفي 1397م) بالقول: «نعم، شيخه سبقه بهذا اللقب والشهرة، إلا أن شيخنا عمر هو الذي سطع نجمه لما روى عنه، أنه لما أتم مراتب السلوك على يد شيخه محمد الخلوتي، رحل إلى الجبل وسكن داخل جوف شجرة وجعلها صومعة له؛ مشتعلاً بالعبادة والذكر خمس سنين، ويطلق على هذا الشجرة - شجرة الدولب - وأكمل أربعين خلوة والخلوة أربعينية ، ففي تمامها حضر الرسول ﷺ، وألبسه تاج الدال على الخلوة المعروف بين الخلوتية بتاج الخلوتية - عمة الخلوتية - وهذا التاج يحوي سبع لفات، بعدد الأسماء السبعة، للسادة الخلوتية: لا إله إلا الله، الله، هو، حق، حي، قيوم، قهار». وقد ساهم محمد بن أحمد بن محمد كريم الدين الخلوتي المتوفى سنة 1578 بنشر الطريقة في المشرق، وخاصة مصر. وقد ذكر أبو سالم العياشي في رحلته إلى الديار الحجازية المسماة "ماء الموائد" (2/290) أنه قابل الشيخ المسنّ محمد الخلوتي المنقطع في مسجد مارديني في القاهرة، وأنه سأله عن سنده فقال: إنه يستحضر الرسول فيباطنه، وأنه منقطع عن المشايخ والأسانيد!! بدأ بعد ذلك سلسلة السفر والترحال طلبًا للعلم الشرعي، كجزء من التقاليد الصوفية المعروفة (السياحة في الأرض)، وقد زار عشرات المدن والمناطق، وكان يسكن بجوار الجامع الأزهر، ودفن في القاهرة في سنة 1162هـ. انظر: "أسرار الطريق الصوفي" لأبو رمان (ص216-217). ومما يشار إليه أن ثمة فرقًا بين الطريقة "الجلوتية" والطريقة "الخلوتية"، فالطريقة الجلوتية منسوبة إلى الحاج بيرام الجلوتي الأنقروي، وهذه الطريقة كانت زاويتها الأم في حي اسكدار بالقسطنطينية، وقد أخذها بيرام الجلوتي الأنقروي عن حامد الأقسرائي، عن إبراهيم الأردبيلي عن علي الأردبيلي عن صدر الدين موسى الأردبيلي عن صفي الدين بن إسحاق الأردبيلي عن إبراهيم الزاهد الكيلاني، بسنده السابق المذكور الذي نقلناه من كلام الكوثري. انظر"البحوث السنية" للكوثري (ص26)، و"أضواء على الطريقة الخلوتية" لمفتاح (ص20-21).

أبرز الشخصيات

الخلوتي: محمد بن أحمد بن محمد كريم الدين الخلوتي، المتوفى في مصر سنة 986هـ، وهو من أئمة الصوفية في خراسان في القرن العاشر الهجري. وقد ادّعى الخلوتي أنه أخذ طريقته من النبي ﷺ مباشرة في اليقظة، لا في المنام، وكان يقول: "طريقتي محمدية". والخلوتي - نسبة إلى الخلوة الصوفية - كان من أتباع الطريقة السهروردية، وأخذ التصوف عن إبراهيم الزاهد، ثم استقل بطريقته، وتفرغ لجمع الأتباع، وتعليم المريدين. مصطفى كمال الدين البكري : ولد بدمشق سنة 1099هـ، ولازم عبد الغني النابلسي، حتى تمكن من علوم القوم، وارتحل إلى مصر، وسكن داراً قرب الأزهر، فازدحم عليه الأتباع والمريدون، وعلى يده دخلت الخلوتية إلى مصر، وقد توفي مصطفى البكري بالقاهرة سنة 1161هـ. افتاده أفندي البرساوي: المتوفى سنة 989هـ. محمود بن فضل الله الهدائي الأُسكداري الجلوتي: المتوفى سنة 1038هـ إسماعيل حقي البروسوي : وهو تركي، ولد في (آيدوس) بتركيا، سنة 1063هـ، وسكن القسطنطينية، وانتقل إلى بروسة، وله مؤلفات منها: "روح البيان في تفسير القرآن". "الرسالة الخليلية في التصوف". "تسهيل طريق الأصول لتيسير الوصول". في التصوف. توفي إسماعيل حقي ببروسة سنة 1137هـ. أحمد بن محمد العدوي: الشهير بأبي البركات الدردير، وهو من أئمة الخلوتية وفقهاء المالكية. ولد في صعيد مصر سنة 1127هـ، وتولى الإفتاء بمصر، ومشيخة الطريقة الخلوتية. له مؤلفات منها: "أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك"، و"منح القدير في شرح مختصر خليل"، و"تحفة الإخوان في آداب أهل العرفان". وله طريقة تفرعت من الخلوتية هي "الدرديرية". توفي سنة 1201هـ. ودفن بمسجده بالغورية من أحياء القاهرة القديمة. محمد الحفناوي: من مؤلفاته "الفتوحات المدنية الهجرسية"، و"الجوهر النفيس".

الانتشار ومناطق النفوذ

وقد تم للخلوتية أوسع انتشار خلال العهد العثماني. وكثير من الحكام الأتراك اعتنقوها، وساهم أتباعها في الجهاد معهم، كما اعتنقها السلطان مراد الثالث من الشيخ شجاع، والسلطان محمد الفاتح، حيث رافقه في هذا الفتح شيخه آق شمس الدين. ومن السلاطين الذي اعتنقوا الخلوتية: بايزيد الثاني، أخذها عن الشيخ مستشاره شلبي خليفة من أماسيا، وكان بعض شيوخها مستشارين للخلفاء، كالشيخ مصطفى مصلح الدين نور الدين زاده البلغاري الأصل، والذي وجه السلطان سليمان للجهاد، وحضه على الحضور شخصيًا في حملة هنجاريا عام974هـ، كذلك الشيخ مصطفى الأدرنوي (ت: 1114هـ) بين الشيخ علي قاراباشا، كان مستشارًا للسلطان محمد الرابع (ت 1104هـ). ويمكن القول إن الخلوتية وجدت في تركيا أخصب بلاد لزواياها خلال العهد العثماني، حتى أن أزيد من ربع اسطنبول في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي كانت خلوتية، والإحصائيات تبين أنه كان يوجد في تركيا في بداية العشرينات من القرن العشرين في أيام إعطاء الأوامر بلغ الزوايا وإلغاء الطرق الصوفية: 89 مركزًا خلوتيًا و65 مركزًا نقشبنديًّا، و57 مركزًا قادريًا. ومن أبرز رواد الخلوتية بمصر الشيخ إبراهيم جوشني التركي من تلاميذ عمر الروشني المتوفى سنة 992هـ، استقر بمصر سنة 1507م، حيث استقبله بترحاب قنصوه الغوري بعد أن أسس زوايا بتركيا، وتوفي بالقاهرة في 940هـ. تنتشر الطريقة الخلوتية بشكل أساس في مصر، ثم تنتشر في تركيا والجزائر، ولها وجود في بلاد الشام كفلسطين والأردن، ومن فروعها في مصر: الحافظية ، وشيخها : أحمد أبو الفتيان الحفني الشبراوية، وشيخها: محمد عبد الخالق الشبراوي المحمدية، وشيخها: سليمان سامي محمود الجنيدية، وشيخها: أحمد حسين الجنيدي السمانية، وشيخها: عبد العزيز محمد الجمل الضيفية، وشيخها: أحمد محمد الشواربي العمرانية القبيسية، وشيخها: عوني أبو عمران القبيسي المغازية، وشيخها: نضال علي المغازي الهراوية الحفنية، وشيخها: محمد شمس الدين الحفنى شيخ الأزهر المروانية، وشيخها: عمر محمد مروان الصاوية، وشيخها: أحمد السيد الصاوي المسلمية، وشيخها: حسن محمد حسن المسلمي العلوانية، وشيخها: مالك محمد علوان الدومية، وشيخها: الدكتور /سيد دياب دويدار القصبية، وشيخها: عبد الهادي أحمد القصبي الغنيمية، وشيخها: محمد أبو الوفا التفتازاني وأما فروعها في تركيا فهي: الجراحية. الاغتباشية. العشاقية. النيازية. السنبلية. الشمسية. الكلشنية. الشجاعية. وأما في الجزائر فطرقها هي: الطريقة الخلوتية. الطريقة الحفوظية الخلوتية. الطريقة العزوزية الخلوتية. الطريقة العثمانية الخلوتية. انظر " مجلة التصوف الإسلامي" ـ العدد 304، (ص 48)، و"أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية" لمفتاح (ص20-21). وقد انتشرت الطريقة الخلوتية في الأردن منذ الخمسينات من خلال فرعيها الرئيسين: الخلوتية القاسمية، والخلوتية الجامعة الرحمانية، وقد أدخلت في الأردن على يد الشيخ عبد الرحمن الشريف من الشيخ أبي الأنوار الرفاعي الطرابلسي. "أسرار الطريق الصوفي" لمحمد أبو رمان (ص216-217). وفي فلسطين تتواجد الطريقة الخلوتية القاسمية، ومن مؤسساتها كلية القواسمي في منطقة باقة الغربية، وهم على صلات قوية بالسلطات الإسرائيلية.

الأفكار والمعتقدات

تقوم الطريقة الخلوتية على أركان سبعة، هي: الحب، و الامتثال، و الذكر، و الفكر، وا لصمت، و الخلوة، وال جوع. انظر "موقع الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية /أركان الطريقة". ومما نجده لدى الخلوتية من المعتقدات الباطلة قولهم بالحقيقة المحمدية، وهي أن للنبي ﷺ حقيقتين: الحادثة التي نعرفها، والقديمة التي يستمد منها كل الأنبياء والأولياء، وهي المصدر لكل وجود وعرفان، وهذا مما يبرز لدى أحمد الدردير أحد رؤوس الطريقة الخلوتية. انظر "الموسوعة الصوفية" لعبد المنعم الحفني (ص157). يقول افتاده أفندي أحد أئمة الخلوتية - ونقله عنه تلميذه إسماعيل حقي-: «ليس في طريقتنا رقص، ولا في طريق الشيخ الحاج بيرام ولي أيضًا، لأن الرقص والأصوات كلها إنما وضع لدفع الخواطر، ولا شىء فى دفعها أشدُّ تأثيرًا من التوحيد، ونبيُّنَا عليه الصلاة والسلام لم يلقن إلا التوحيد». والتوحيد عند الخلوتية هو توحيد الاتحادية، بيَّنَه إسماعيل حقي بقوله: «وللتوحيد ثلاث مراتب: توحيد ‌المبتدِئين لا إله الا الله، وتوحيد المتوسطين لا إله الا أنت، لأنهم في مقام الشهود، فمقتضاه الخطاب، وأما الكُمَّل فيسمعون التوحيد من الموحد، وهو لا إله إلا أنا، لأنهم في مقام الفناء الكُلِّي، فلا يصدر منهم شىءٌ أصلًا». "روح البيان" (1/398). ثم يقول افتاده أفندي بعد كلامه آنف الذكر: «ذكر أن عليًّا قال يومًا: ‌لا ‌أجدُ ‌لذَّةَ ‌العبادة يا رسول الله! فلقَّنَه التوحيد، ووصَّاه ان لا يُكلِّمَ أحدًا بما ظهر له من آثار التوحيد، فلما امتلأ باطِنُه من أنوار التوحيد، واضطر الى التكلُّم جاء الى بئرٍ فتكلَّم فيها، فنبتَ منها قصبٌ، فأخذه راعٍ وعمل منه المزمار، وكان ذلك مبدأ لعلم الموسيقى!! وقال: وقد يُقال: إن رجلًا يُقال له: عبدُ المؤمن سمع صوتَ الأفلاك فى دورها، فأخذ منه العلم الموسيقى، ولذلك كان أصله اثني عشر على عدد البروج، ولكن صداها على طرز واحد، فالإنسان لقابليته الحق به زيادات، كذا فى الواقِعَات المحمودية!!». فتأمل تمسُّكَهم بالمكذوب الموضوع المنكر سندًا ومتنًا. ثم يعقب إسماعيل حقي بقوله: «فقد عرفت من هذا البيان أنه ليس فى الطريقة الجلوتية - بالجيم - دور ورقص، بل توحيد وذكر، قيامًا وقعودًا، بشرائط وآداب، وإنما يفعله الخلوتية، بالخاء المعجمة، ما يتوارثون من أكابر أهل الله تعالى، لكن إنما يُقبل منهم ويُمدح إذا قارن شرائطه وآدابه كما سبق، وإلا يُرَدُّ ويُذَمُّ. وقد وجدنا في زماننا أكثر المجالس الدورية على خلاف موضوعها، فالعاقل يختار الطريق الأسلم، ويجتنب عن القيل والقال، وينظر إلى قولهم: لكل زمان رجال، ولكل رجال مقام وحال». "روح البيان" (3/244). ويقول الشيخ أحمد الدردير في صلواته: «وزَجَّ بي في بِحَار الأحدية، وانتشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها». "كتاب الأوراد الخلوتية" (الصلوات الدرديرية)، هذه الفقرة هي جزء من الصلاة المشيشية، والشيخ الدردير يتبناها، ويضعها في أول صلواته، التي هي من الأوراد الخلوتية، إذن فيمكن اعتبارها، وكأنها له. ومن ورد السحر، للعارف بالله !! الشيخ مصطفى البكري: «اللهم رقق حجاب بشريتي بلطائف إسعاف من عندك، لأشهد ما انطوت عليه من عجائب قدسك». "مجموع أوراد الخلوتية" (حرف الراء). ومنه: «إلهي! صرِّفنا في عوالم الملك والملكوت، وهيئنا لقبول أسرار الجبروت، وأفض علينا من رقائق دقائق اللاهوت». " مجموع أوراد الخلوتية" (حرف الصاد). ومنه: «إلهي! نحن الأسارى فمن قيودنا فأطلقنا نسألك بأهل عنايتك الذين اختطفتهم يد جذباتك، وأدهشتهم سناء تجلياتك، فتاهوا بعجيب كمالاتك». "مجموع أوراد الخلوتية" (حرف النون). ومن أورادهم (الخلوتية): «اللهم افتح لنا أقفال قلوبنا بمفاتيح عنايتك...اللهم جذبة من جذباتك تكشف حجات الوهم عن عين اليقين، ونفحة من نفحاتك نلتمس بها مراتب أهل الرسوخ والتمكين». "مجموع أوراد الخلوتية" (حزب السين). ومن الأوراد الخلوتية من "منظومة أسماء الله الحسنى": ومُنَّ علينا يا ودود بجذبة*****بها نلحق الأقوام مَن كان قبلنا ومن عقائدهم تفضيل (الولي) على النبي، يقول البِرْكَوي: «وسمعت عن بعض ‌الخلوتية: أن ما عدا محمدًا ﷺ من الأنبياء لم يبلغوا في مقام الكشف، والشهود مرتبة الاسم السابع - الذي وقع في ترتيبهم - بل وقفوا في السادس، ولم يتجاوزه وإنا - معاشر الصوفية أو ‌الخلوتية - قد جاوزناه: أي السادس بالوصول إلى السابع وثبوت ذلك عندهم إما بدعوى الكشف أو بادعاء آثار وأخبار أو إشارة قرآن. وقال - أي القائل المذكور من ‌الخلوتية-: إن أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - لم يبلغ درجة الإرشاد إلى الله تعالى فضلا عن سائر الأصحاب، وإنا نتجاوز مرتبة الأصحاب) أي أصحاب النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - (وهذا) في حق أبي بكر (قدح في أفضل الأولياء) لا بالنسبة إلى هذه الأمة فقط بل بالنسبة إلى جميع الأمم (وطعن في أفاضل هذه الأمة) عامة الصحابة، والأول بطريق العبارة ومدلول مطابقي، والثاني بطريق الدلالة، والتزامي (بل) طعن (في سيدنا وسيد الأولين والآخرين رسول الله وحبيب رب العالمين)». "الطريقة المحمدية" (ص24) مع مزج الكلام بشيء من شرحها المسمى "بريقة محمودية" (1/241).

فتاوى أهل العلم

حكم اتباع الطريقة الصوفية الخلوتية

س: إنني سالك طريقًا من شيخ خلوتي، وإنني على علم يقين أنه رجل طيب، وتقي جدًّا جدًّا ودائمًا كل إنسان سلك معه الطريق صار صالحًا وتاب، كما كان فيه من يحمل المنكر، وهذا السؤال بناء على أنكم ذكرتم أن جميع الطرق الصوفية من البدع، أفيدوني أفادكم الله عن الوضع الذي أنا فيه، هل أستمر أم أتخلى عنه جزاكم الله خيرا؟ ج: نعم جميع الطرق الصوفية من البدع، ولكن يقع فيها أشياء توافق الحق، فما وافق الحق وجب أخذه، لأنه وافق الحق، لا لأنه من طريق خلوتي، أو القادري، أو الشاذلي أو فلان أو فلان لا، ما وقع في طرقهم من الخير يقبل، لأنه وافق الشرع، وما خالفه يترك وإذا أردت أن نبين لك ما هو الخير والشر، فاذكر لنا الطريقة التي أنت عليها، اشرحها لنا في سؤال آخر، ونوضح لك ما هو الخير وما هو الشر، إن شاء الله. "فتاوى نور على الدرب" لابن باز (3/250).

‌‌هل يوجد في الإسلام طرق متعددة مثل الشاذلية والخلوتية؟

س: هل يوجد في الإسلام طرق متعددة مثل: الطريقة الشاذلية، والطريقة الخلوتية، وغيرهما من الطرق، وإذا وجدت هذه الطرق فما هو الدليل على ذلك، وما معنى قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]، وما معنى قوله أيضًا: ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [النحل: 9] ما هي السبل المتفرقة، وما هو سبيل الله، ثم ما معنى قول الرسول ﷺ في حديثه الذي رواه عنه ابن مسعود: «أنه خط خطا ثم قال: هذا سبيل الرشد، ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه البخاري "فتح الباري" برقم (6417)، وأبو داود برقم (2456)، وابن ماجه برقم (4285)» ؟ ج: لا يوجد في الإسلام شيء من الطرق المذكورة ولا من أشباهها، والموجود في الإسلام هو ما دلت عليه الآيتان والحديث الذي ذكرت وما دل عليه قوله ﷺ: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي». "سنن ابن ماجه" الفتن (3992). وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» "صحيح مسلم" الإمارة (1920)، "سنن الترمذي" الفتن (2229)، "سنن أبي داود" الفتن والملاحم (4252)، "سنن ابن ماجة" الفتن (3952)، "مسند أحمد بن حنبل" (5/279)، "سنن الدارمي" المقدمة (209)، والحق هو اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة الصريحة، وهذا هو سبيل الله، وهو الصراط المستقيم، وهو قصد السبيل، وهو الخط الواضح المستقيم المذكور في حديث ابن مسعود، وهو الذي درج عليه أصحاب الرسول ﷺ ورضي الله عنهم وأتباعهم من سلف الأمة ومن سار على نهجهم، وما سوى ذلك من الطرق والفرق هي السبل المذكورة في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد العزيز بن عبد الله بن باز (الرئيس) عبد الله بن غديان (عضو) عبد الله بن قعود (عضو) "فتاوى اللجنة الدائمة" الفتوى رقم (4297).

مراجعها ومصادرها

" المنهل السائغ لوارده في ذكر صلوات الطريق وأوراده " لمصطفى البكري. و" بلوغ المرام في خلوة خلوتية الشام " له أيضًا. و" النصيحة السنية في معرفة آداب كسوة الخلوتية " له أيضًا. و" الوصية الجليلة للسالكين طريق الخلوتية " له أيضًا. و" فوائد الفرائد " له أيضًا. و" اللمحات في شرح صلوات ابن مشيش " له أيضًا. و" المورد العذب لذوي الورود في كشف معنى وحدة الوجود " له أيضًا. وفي كتابه الأخير هذا يقرر عقيدة وحدة الوجود التي تؤمن بها الصوفية. و" الواردات والواقعات الصوفية الهدائية " محمود بن فضل الله الهدائي الأُسكداري الجلوتي. و" شرح التجليات الإلهية والكشوفات الربانية " المتن ل محمود بن فضل الله الهدائي الأُسكداري الجلوتي، والشرح لعبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1143هـ. و" تحفة الإخوان في آداب أهل العرفان " لأحمد الدردير. و" الفتوحات المدنية الهجرسية " لمحمد الحفناوي. و" البحوث السنية عن بعض رجال أسانيد الطريقة الخلوتية " لمحمد زاهد الكوثري. و" مجموع أوراد الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية ": جمع وطبع على نفقة الفقير إلى الله تعالى ياسين بن الشيخ حسني الدين القاسمي الخليلي، خادم الطريقة الخلوتية، الطبعة الأولى، سنة (1387هـ). و" أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية " لعبد الباقي مفتاح.

مراجع ومصادر في نقدها

"الطريقة الصوفية الخلوتية: عرض ونقد" رسالة ماجستير، مريم إبراهيم زعاقيق، وهي رسالة من قسم أصول الدين في جامعة الخليل في فلسطين المحتلّة.