البحث

عبارات مقترحة:

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الطريقة الختمية

هي طريقة صوفية ظهرت في القرن الثالث عشر للهجرة، في السودان، على يد محمد عثمان الميرغني، وابنه الحسن، وتسمى بالختمية نسبة للقب شيخ الطريقة، فهو عندهم خاتم الأولياء، ويؤمنون بجملة من العقائد الفاسدة كالحلول ووحدة الوجود.

تعريف

هي طريقة صوفية إسلامية، أصحابها متأثرون بالفكر الشيعي، حتى إن المعاصرين منهم يحاولون ربط الطائفة بالحركة الشيعية المعاصرة، وتسمى بالختمية نسبة إلى الختم، وهو لقب شيخ الطريقة محمد الميرغني، ومقصودهم منه أنه خاتم الأولياء، وتسمى كذلك بالطريقة الميرغنية نسبة إليه.

الشخصية الرئيسية

محمد عثمان بن محمد أبو بكر بن عبد الله الميرغني، ويلقب بالختم (ت 1268 هـ)

النشأة والتاريخ

نشأت الطريقة على يد محمد عثمان الميرغني، وينسبونه إلى الأشراف - كعادة الصوفية - وقد سلك الميرغني طرقًا صوفية سابقة عليه كالقادرية والجنيدية والنقشبندية والإدريسية الشاذلية، وتأثر بها، ثم أسس طريقته من هذه الطرق واعتبرها خاتمة الطرق. انظر "الطرق الصوفية" لعبد الله السهلي (ص92). وآخر الطرق التي تلقاها الميرغني هي الإدريسية الشاذلية، على يد شيخها أحمد بن إدريس، حيث تنافس الميرغني والسنوسي مؤسس الطريقة السنوسية) على خلافة الشيخ، وبتأييد من بعض أتباع الشيخ كسب الميرغني المنافسة والتأييد واستطاع أن يكون طريقته الختمية وينشيء لها عدة زوايا في مكة وجدة والمدينة والطائف. وبعد وفاة الميرغني خلفه ابنه الحسن، الذي كان قد أرسله إلى السودان لينشر الطريقة، ففعل، ولاقى نجاحًا كبيرًا، وأصبح شيخ الطريقة في السودان وأسَّس قرية الختمية بالقرب من مدينة كسلا في شرق السودان، كمركز للطائفة، وأصبح له مكانة كبيرة في تلك الأنحاء فاقت مكانة والده مؤسس الطريقة. "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب" لمجموعة من المؤلفين (291 - 292)

أبرز الشخصيات

محمد عثمان الميرغني الشهير بالختم: محمد عثمان بن محمد أبو بكر بن عبد الله الميرغني المحجوب ويلقب (بالختم) إشارة إلى أنه خاتم الأولياء، ومنه اشتق اسم الطريقة الختمية، كما تسمى الطريقة أيضاً الميرغنية ربطاً لها بطريقة جد المؤسس عبد الله الميرغني المحجوب. وُلد محمد عثمان الميرغني (الختم) بمكة عام 1208هـ/1833م، وتلقَّى العلوم الشرعيَّة على يد علمائها، وغلب عليه الاهتمام بالتصوف شأن أفراد أسرته جميعاً، فانخرط في عدة طرق: القادرية، الجنيدية، النقشبندية، الشاذلية، وطريقة جدِّه الميرغنية، كما تتلمذ على الشيخ أحمد بن إدريس وأخذ تعاليم الطريقة الإدريسية ومن هذه الطرق جميعاً استمد تعاليم طريقته الختمية. أوفده شيخه أحمد بن إدريس لنشر الطريقة الإدريسية الشاذلية في السودان، وقد لاقى نجاحاً محدوداً في شمال السودان وشرقه. بعد وفاة الشيخ أحمد بن إدريس 1253هـ /1838م تنافس الميرغني ومحمد بن علي السنوسي (مؤسس الطريقة السنوسية) على خلافة الشيخ، وبتأييد من بعض أتباع الشيخ كسب الميرغني المنافسة والتأييد واستطاع أن يكون طريقته الختمية وينشيء لها عدة زوايا في مكة وجدة والمدينة والطائف. بعث الميرغني بأبنائه إلى عدة جهات: جنوب الجزيرة ومصر والسودان للدعوة للطريقة الختمية ونشرها. ألَّف عدة كتب في التفسير والتوحيد وعدة دواوين شعرية يغلب عليها جميعاً الطابع الصوفي في لغتها ومضمونها. من أهم هذه الكتب: تاج التفاسير، النفحات المكِّية واللمحات الحقِّية في شرح أساس الطريقة الختمية، النور البراق في مدح النبي المصداق، ديوان النفحات المدنية في المدائح المصطفوية، ديوان مجمع الغرائب والمفرقات من لطائف الخرافات الذاهبات، مجموعة فتح الرسول، مولد النبي المسمى بالأسرار الربانية. على إثر خلاف مع بعض العلماء في مكة، رحل محمد عثمان الميرغني وذهب إلى الطائف، حيث أقام هناك حتى وفاته عام 1268هـ/1853م. شخصيات أخرى: الحسن بن محمد عثمان (الختم): وُلد في مدينة بارا بغرب السودان عام 1235هـ/1816م من امرأة تزوجها والده بتلك المدينة خلال رحلته إلى السودان التي أشرنا لها من قبل، التحق بوالده في مكة وتلقى تعليمه بها. بعث به والده إلى السودان لنشر الطريقة الختمية. لقي الحسن نجاحًا كبيرًا في دعوته لا سيما في شمال السودان وشرقه. أصبح الحسن شيخ الطريقة في السودان وأسَّس قرية الختمية بالقرب من مدينة كسلا في شرق السودان، كمركز للطائفة، وأصبح له مكانة كبيرة في تلك الأنحاء فاقت مكانة والده مؤسس الطريقة، وظل الحسن شيخًا للطريقة حتى وفاته عام 1286هـ/1899م. محمد عثمان تاج السر بن الحسن بن محمد عثمان (الختم): أصبح شيخ الطريقة بعد وفاة والده، وخلال فترة تولِّيه زعامة الطائفة ظهرت الحركة المهدية في السودان، فعارضها محمد عثمان تاج السر معارضةً شديدةً، وقاد أتباعه من الختمية لمقاومتها وخاضوا عدة معارك ضد جيوش المهدية في شرق السودان. وانتهى الأمر بهزيمته وفراره إلى مصر حيث ظل بها حتى وفاته عام 1303هـ/1886م. علي الميرغني بن محمد عثمان تاج السر 1880 ـ 1968م: ولد بجزيرة مسّاوي مركز مروري بشمالي السودان عام 1880م، انتقل مع والده إلى مدينة كسلا، وحينما اضطر والده إلى الهجرة إلى مصر إثر هزيمته على يد جيوش المهدية، تركه والده مع عمه تاج السر الحسن في سواكن. ثم لحق بأبيه وبقي في مصر حتى مجيء جيش الغزاة الإنجليز للسودان، حيث اختاره الإنجليز لمرافقتهم في غزوهم للسودان للقضاء على دولة المهدية. وحينما تمَّ للإنجليز الاستيلاء على السودان وهزيمة المهدية، اتخذوه صنيعة لهم وأطلقوا عليه الألقاب ومنحوه الأوسمة والمكافآت نظير خدماته لهم. واعترفوا به زعيمًا لعموم طائفة الختمية في السودان. واستفادوا منه في القضاء على المشاعر الدينية التي حركت الثورة المهدية من ناحية، وفي كسب ولاء السودانيين من ناحية أخرى. وحينما بدأت الحركة المهديَّة تظهر من جديد على يد أحد أبناء المهدي، وبمباركة الإنجليز، شعر علي الميرغني بخطورة الموقف لا سيما وأن الإنجليز أرادوا ضرب الطائفتين (الختمية والأنصار) والاستفادة من العداء التقليدي بينهما والصراع بين زعيميهما. نتيجة لذلك تحول ولاء زعيم الختمية نحو مصر، وأصبح راعياً فيما بعد للحركة السياسية التي كانت تدعو إلى الوحدة بين مصر والسودان، وظل يحرك الأحداث السياسية من وراء ستار ويلعب دوراً خطيراً فيها حتى وفاته عام 1968م. محمد عثمان بن علي الميرغني: وُلد عام 1936م، تولَّى زعامة الطريقة بعد وفاة والده عام 1968م، وهو الزعيم الحالي للختمية. وخلافاً لوالده الذي كان يحرِّك الأحْداث السياسيَّة ويشارك فيها من وراء ستار، انخرط محمد عثمان في العمل السياسي، مستنداً إلى ولاء أتباعه وأصبح زعيماً للطائفة وللحزب الاتحادي الديمقراطي الذي تزعَّمه. س وقد استغل ولاء أتباعه لخدمة الحزب بينما الحزب يضم كثيراً من العلمانيين واليساريين، بل وحتى النصارى الذين تولوا مناصب عليا فيه، ومن ثم اتخذ الحزب مواقف لا تتلاءم مع انتماء الطائفة الديني كتحالفه مع الشيوعيين، وعقد اتفاقية من طرف واحد مع المتمردين، وأخيراً قيادته للتجمع الديمقراطي الذي يضم خليطاً من العلمانيين واليساريين المناهضين لشرع الله والموالين لحركة التمرد التي تحارب الإسلام.

الانتشار ومناطق النفوذ

على أن مبدأ الطريقة على يد محمد عثمان كان في أرض الحجاز، إلا أن الطريقة انتشرت وذاعت في شمال السودان وشرقه وجنوب مصر والحجاز، وقد حظيت الختمية برعاية الدولة العثمانية، وازدهرت في ظل رعايتها لها. وعارض محمد عثمان سر الختم رئيس الطائفة آنذاك دعوةً مهديةً وساند الدولة العثمانية، حتى هُزِم ففرَّ إلى مصر، ثم صاحب الجيش الإنجليزي، في حملة استعمار ضد السودان. انظر "طائفة الختمية" لأحمد جلي (13-38).

الأفكار والمعتقدات

لا تختلف الطريقة الختمية عن بقية الطرق الصوفية السابقة لها، فقد تأثرت بها جميعًا، وأخذت من كل منها، فكانت كالخلاصة لها، والغالب عليها الطريقة النقشبندية، انظر "النفحات المكية في شرح أسرار الطريقة الختمية" لمحمد الميرغني (ص45). ومن العقائد التي يؤمنون بها: وحدة الوجود، وترى أصحابها يتبعون مذهب ابن العربي شيخ هذه العقيدة، ويعظمونه وأهلَ نِحلته، كما تجده في "الأسرار الربانية" للميرغني (الختم) (ص33-37). وقالوا بأن شيوخهم يغيثون من يلتجئ بهم، ويزيلون الكربات، وأنهم وسيلة النجاة. انظر "لؤلؤة الحسن الساطعة" لجعفر الصادق (ص45). وقالوا بفكرة النور المحمدي والحقيقة المحمدية وعبّروا عن ذلك نظماً ونثراً وبسطوها لأتباعهم في مدائحهم ومناجاتهم وأذكارهم وأورادهم، واستخدموا مصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض وغيرها من المصطلحات الفلسفية الصوفية. يدّعي مؤسس الطريقة أنه خاتم الأولياء وأنه أعظم من كل الأولياء السابقين وأن مكانته تأتي بعد مكانة الرسول ، ويقول أيضاً: "إن من رآني أو رأى من رآني إلى خمسة لا تمسه النار" ويزعم أن الرسول أخبره بذلك. "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب" لمجموعة من المؤلفين (293-294). ومما يدعيه في تفضيل نفسه على سائر الأمة جميعاً بمن فيهم أبو بكر وعمر ما يقوله في كتابه الذي سماه (تاج التفاسير) ص137 عند قوله تعالى: أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ[الأنعام 122]يقول: "ولما وصلت في التفسير إلى هذا الموضع رأيت في تلك الليلة المصطفى في محفل من الرسل الكرام ويقول لي الأنبياء من نوري، وطارت نقطة نور منه فتخلق منها صورة سيدنا إسماعيل الذبيح فقال لي هكذا خلقوا من نوري والأولياء من نور الختم ثم رأيته تلك الليلة عن يمينه جبريل وعن يده اليسرى ميكائيل وأمامه الصديق وخلفه الإمام علي، فقال لي بعد أن دنوت منه وقبلت جبهته الكريمة: ما قام بأمر الله والمؤمنين أحد بعدي مثلك شكر الله سعيك فقلت له يا رسول الله، فقال تعبت في المؤمنين ونصحتهم ما تعب فيهم أحد بعدي مثلك فقلت له أأرضاك ذلك؟ قال أرضاني وأرضى الله من فوق سبع سماواته وعرشه وحجبه. ثم نادى رضوان فقال يا رضوان: عمر جناناً ومساكن لابني محمد عثمان وأبنائه وصحبه وأتباعه، وأتباع أتباعه إلى يوم القيامة: ثم قال يا مالك فحضر فقال عمر: في النار مواضع لأعداء محمد عثمان إلى يوم القيامة. وأطال الكلام في الواقعة ونسأل الله التوفيق لشكر النعم بحق المصطفى صاحب الأسرار الجامعة" أ.هـ منه بلفظه.. وفي هذه الرؤيا المزعومة كل الكفر والشرك. فالأنبياء لم يخلقوا من نور الرسول كما زعم في رؤياه بل النبي بشر كسائر الناس في البشرية لقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إلى أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[الكهف: 110]. فليس مخلوقاً من نور كما زعموا بل من يقول هذا يجعل الرسول جزءاً من الله وهذا كفر كما قال الله للمشركين: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ[الزخرف: 15]. فمن قال إن الرسول خلق من نور الله فهو كافر، ومن قال أيضاً خلق من نور عرش الله فهو كافر متقول على الله ما لم يقل، متقول على رسول الله ما لم يقله. وأما الحديث الموضوع المكذوب على رسول الله والذي فيه أن جابراً سأل رسول الله ما أول خلق الله؟ فقال: نور نبيك يا جابر ، فهو حديث موضوع باتفاق أئمة الحديث جميعاً على وضعه وأنه كذب محض مخالف لما صح عن الرسول من حديث ابن عمر أن ((أول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى هو القلم فقال له اكتب. قال وما أكتب؟ قال اكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة)). (متفق عليه)، وأما قوله الأولياء قد خلقوا من نور الختم!! يعني محمد عثمان الميرغني فهذا ليس كذباً فقط ولكنه كذب وصفاقة وسخافة تضحك العقلاء، فما النور الذي كان مع محمد عثمان حتى يخلق الله منه جميع الأولياء!! ومتى كان الأولياء قد خلقوا من نور، والملائكة هم الذين خلقهم الله من النور!! وأما الأولياء والأنبياء فبشر كالبشر فضلهم الله بعبادته وطاعته والإيمان به. وأما الإدعاء بأن الرسول قد أمر رضوان أن يبني لمحمد عثمان وأتباعه وذريته وأهل بيته.. الخ، هذه السخافات فشيء لم يدعيه الرسول لنفسه فضلاً عن أن يجعلها لرجل كان أهم ما امتاز به هو أن مهد الطريق للاستعمار الإنجليزي في السودان، واستطاع أن يأكل أموال الناس بالباطل بما لا مثيل له فقد استحوذ على أموال البسطاء والمساكين والفقراء.. وأن يتزوج مئات النساء وينجب عشرات الأطفال!! وأما أن الرسول يأمر مالكاً خازن النار أن يعمر مساكن لأعداء محمد عثمان إلى يوم القيامة.. هكذا.. فالنبي لا يأمر ملائكة الله من عند نفسه بل قال له سبحانه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ[آل عمران: 128]!! فلا يتصرف في الكون كما يزعمون، بل الرسول عبد كامل العبودية لربه سبحانه وتعالى يتصرف بأمر مولاه وهو أجل وأعظم أن يأتي لرجل في المنام ويعطيه الجنة كما يشاء له ولذريته وأتباعه، ويعطي النار لأعدائه.. هكذا.. وأين الله سبحانه وتعالى أن يتصرف مخلوق في ملكه كما يشاء المخلوق.. ودون الرجوع إلى الخالق سبحانه وتعالى. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وحاشا الرسول ما يفتريه عليه المفترون.. وهؤلاء يصدق فيهم قول النبي ((من أرى عينيه ما لم تراءيا أمر يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل)). أي أن من قال: رأيت في النوم كذا وكذا وليس بذلك فهذا قد رأى في عينه ما لم ترأيا، وإن كان رأى حقاً فإنما ذلك من الشيطان حتماً لأن الرسول لا يأت بعد مماته بما يخالف شريعته في حياته . " الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة" لعبد الرحمن عبد الخالق (ص23). وذكر الميرغني في "مولده" (ص9) أنه رأى النبي رؤية منامية، وأمره أن يصنف مولدًا ويجعل إحدى قافيتيه هاءً والأخرى نونًا، وبشره بأنه يحضر في قراءته إذا قرىء، وأنه يستجاب الدعاء عند ذكر الولادة وعند الفراغ منه. وقد اعتمد الميرغني في تفسيره "تاج التفاسير"، اعتمد فيه منهج التأويل المنحرف فمن ذلك قوله في تفسير قول الله تعالى : "والبيت المعمور ".هو بيت في السماء السابعة بإزاء الكعبة ، أو البيت هو قلب الولي المعمور بأنوار تجليات الحق. وفي قول الله تعالى: " والصافات صفا والزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا " الملائكة تصف عند ربها صفوفًا " والزاجرات زجرا " الملائكة تزجر الخواطر والنفوس عن الإلتفات إلى سوى القدوس " فالتاليات ذكرا " الملائكة لا تزال تتلوا أذكار الحق ثم يردف ذلك بالتفسير الباطن ، يقول : أو "الصافات صفا" الأولياء تصف جملة أجزائها متوجهة إلى الحق " فالزاجرات زجرا " قلوب العارفين تزجر أفئدة السالكين عن النظر لغير الله " فالتاليات ذكرا". أرواح العارفين تتلوا أسرار رب العالمين في حضرة التمكين. وقوله تعالى : " إنا فتحنا لك فتحا مبينا" يعني فتح مكة وفتحنا عين بصيرتك لتجلياتنا الذاتية، ومثله تفسير قول الله تعالى : " إن الذين قالوا ربنا الله " أذعنوا بالتوحيد ثم استقاموا على النهج القويم والطريق المستقيم "تتنزل عليهم الملائكة" عند النزع تقول لهم " ألا تخافوا" من سيئاتكم " ولا تحزنوا" على ما خّلفتم وراءكم من أبنائكم فالله ولي الصالحين من بعدهم على أولادهم " وابشروا بالجنة " دخو ً لا وسكنى "التي كنتم توعدون " أي التي بشركم بها الرسول ثم يأتي بالتفسير الصوفي للآية" إن الذين قالوا " من الأولياء "ربنا الله ثم استقاموا" وفتنوا في كمال الفناء فيه على حقوق العبودية " تتنزل عليهم " من حضرة الحق "الملائكة " فتبشرهم تقول لهم في قلوبهم " ألا تخافوا " من الحجاب عن شهود الملك الوهاب " ولا تحزنوا " ولا ينالكم حزن ببعض تقصيركم بفوات درجات الكمال " وابشروا بالجنة" جنة الشهود " التي كنتم توعدون" حين كنتم مريدين على لسان شيوخكم. أولياء المعبود. وقد يتناول جزءا من الآية يتجاوز فيها التفسير بالظاهر ويذكر المعنى الباطن وحده، ففي قول الله تعالى " فألقي السحرة سجدًا قالوا آمنا برب هارون وموسى " وذلك أنها هبت عليهم نسمات العناية واجتذبتهم أيدي الرعاية ولاحت لهم بارقة الحضرة فاختطفتهم بهجة النضرة فغابوا في شهود الجمال فلم يبالوا بالعذاب والنكال وقول الله تعالى " فاقتلوا أنفسكم" أي فاقتلوها بمجاهدتها وخالفوها بترك الشهوات فإن من ماتت نفسه أدرك أشرف الحالات وفي هذا المعنى أشار النبي صلى الله. عليه وسلم بقوله "موتوا قبل أن تموتوا ". وهذا الحديث كذب على النبي . وقد يستشهد ببعض أقوال أئمة التصوف مثل تأويل قول الله تعالى : "وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا من وراء حجاب " بأن يسمع الخطاب ولا يشاهد وهذا علمه الله أولياءه وأهل خاصته أنه لا يجتمع الشهود والمكالمة ، وقال في المعنى العارف بالله الأفخر سيدي محي الدين الشيخ الأكبر (!!) فالحق في الجمع لا ينادي فلا يتفق. الجمع والشهود من حضرة الملك المعبود.

فتاوى أهل العلم

حكم الانتساب لطريقة الختمية

يقول السائل: وقف لدينا بعض الخطباء في مسجدنا في بور سودان، ونصحنا بعد الاستماع إلى تفسير القرآن، وشرح الأحاديث النبوية، وطلب إليهم الاقتصار على كتب الفقه، وبالأخص كتاب الأخضري والعشماوي والعزية لما في تلك الكتب من أحكام الطهارة والعبادات؛ ولأنها هي الأصل حسب زعمه وما سواها فروع، وحضهم على بعض البدع، مثل: اللهم صل أفضل صلاة وبالمصطفى وبالمرتضى وابنيهما وفاطمة دبر الصلاة المكتوبة، فهل هذا المرشد الديني محق فيما قال، وفي هذا المسجد تمارس كثير من البدع والتوسلات بالرسول ، وبعض الصالحين ولا يقدم القائم على هذا المسجد إلا من يعتقد الطريقة الختمية علما بأن أتباع هذه الطريقة وغيرها من الطرق الصوفية لا يتعلمون القرآن ولا يحسنون حتى سورة الفاتحة، ويستمر على هذا المنوال ويطلب النصح والإرشاد يا سماحة الشيخ؟ الجواب: لا ريب أن هذا العمل عمل منكر، لا ينبغي اتباع الطريقة الختمية؛ لأنه بلغنا عنها أنها تقر دعوة غير الله، والشرك بالله سبحانه وتعالى، فالواجب اجتنابها والحذر منها، ونصيحة المعتنقين لها بأن يتقوا الله ويسألوه وحده ويعبدوه وحده سبحانه وتعالى، ولا يسألوا سواه، فالله سبحانه هو الذي يدعى ويرجى سبحانه وتعالى، وهو القائل سبحانه: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾، وهو القائل عز وجل: ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، والذي ينبغي للواعظ أن يذكر الناس بالقرآن والسنة عن النبي ويعلمهم إياها وأن ينصحهم بأن يتعلموا القرآن وتفسيره، وأن يتعلموا السنة وشروحها المعتمدة، حتى يستفيد الناس من كلام ربهم، وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، أما كتب الفقه الخالية من السنة والأدلة فهذا غلط لأنها لا تفيدهم علمًا، الكتب التي ليس فيها الأدلة عن الله وعن رسوله لا تفيد الناس علمًا، بل هي كتب تقليد، فالعالم يعلم الناس الكتب التي تنفعهم، وأعظم ذلك أن يعلمهم القرآن، ويدعوهم إلى العناية بالقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتدبُّرًا وتعقُّلًا وعملًا، فهو أعظم كتاب وأشرف كتاب، فعلى المسلمين أن يتعلقوا به، ويتعلموه ويدرسوه ويتلوه حق التلاوة، ويتدبروه ويعقلوه كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾، ويقول سبحانه: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، ويقول سبحانه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. فكتاب الله فيه الهدى والنور، جعله الله هدى للناس، كما قال سبحانه: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾، وهكذا سنة رسول الله ، تفسر القرآن وتبين معانيه، فعلى أهل العلم أن يذكروا الناس بذلك، وأن يحثوهم على التمسك بالقرآن والسنة وبيان معانيهما والعناية بتفسير القرآن وشروح الحديث المعتمدة التي تفيد الناس وتنفعهم كفتح الباري، وشرح النووي، وأشباهها من الكتب، وسبل السلام، ونيل الأوطار، والكتب المفيدة النافعة للناس، وما في بعض الشروح من أخطاء فطالب العلم ينبه عليه، وكذا ما في بعض التفاسير من الأخطاء يجب على أهل العلم من أهل السنة، وأهل العقائد الطيبة أن ينبهوا عليه عند تلاوة التفسير، وعند تلاوة شروح الحديث، الواجب التنبيه على ما قد يقع من أخطاء في التفسير، أو في الأحاديث وشرحها، أو فيما يتعلق بالعقيدة والصفات، العالم ينبه عند تفسير الآية، وعند ذكر الحديث الشريف وشرحه، ويبين ما قد يقع فيه الناس من الخطأ، أما حث الناس على الكتب الفقهية التي ليس فيها الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله فهذا ليس من النصح، بل هذا في الحقيقة من الغش ليس من النصح، وعلى طالب العلم أن ينصح الناس بما ينفعهم على الطريقة التي سلكها أهل السنة والجماعة في بيان معاني كلام الله ومعاني كلام رسوله والنصيحة في ذلك ويعلمون العامة ما يحتاجون إليه في أمور دينهم. "فتاوى نور على الدرب" لابن باز (3 /210-213).

مراجعها ومصادرها

"النفحات المكِّية واللمحات الحقِّية في شرح أساس الطريقة الختمية" للميرغني. "النور البراق في مدح النبي المصداق" له أيضًا. " تاج التفاسير لكلام الملك الكبير " له أيضًا. وهو تفسيره الذي اعتمد فيه المنهج الإشاري المنحرف، وضمنه عقائده البدعية. وله دواوين شعرية مثل: "ديوان النفحات المدنية في المدائح المصطفوية" ، "ديوان مجمع الغرائب والمفرقات من لطائف الخرافات الذاهبات". مجموعة النفحات الربانية، المشتملة على سبعة رسائل ميرغنية، لمصطفى الحلبي.

مراجع ومصادر في نقدها

"هذه هي الختمية" لأبي عبد الله محمد السني. "طائفة الختمية وصلتها بالشيعة" د. أحمد محمد أحمد جلي.