البحث

عبارات مقترحة:

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الطريقة النقشبندية

هي الطريقة التي أسسها بهاء الدين محمد بن محمد النقشبندي، في القرن الثامن الهجري، واسعة كثيرة الانتشار في قارة آسيا، يؤمنون بجملة من العقائد الفاسدة كوحدة الوجود والحقيقة المحمدية وغيرها.

تعريف

هي واحدة من أشهر الطرق الصوفية الإسلامية، المنتشرة في تركيا وبلاد الشام ومصر، واسمها (النقشبندية) نسبة إلى نقشبند وهو لقب شيخ الطريقة، محمد بن بهاء الدين، وهو أكبر صوفية المشرق في القرن الثامن الهجري، و(نقشبند) اسم فارسي، مركب من كلمتين: (نقش) ومعناه صورة الطابع، و(بند) ومعناه: ربط النقش وثباته، وبقاؤه من غير محو؛ إذ يزعم أتباع هذه الطريقة أن الطرق الصوفية الأخرى تقوم بنقش الصفات الإلهية في قلوب أتباعها ولكنه نقش ضعيف مؤقت، وأما طريقتهم فإنها - بزعمهم - تقوم بـ(نفشبند) أي: نقش قوي دائم للصفات الإلهية في قلوب أتباعها. "عقيدة الصوفية وحدة الوجود" لأحمد القصيِّر (ص203).

الشخصية الرئيسية

محمد بن محمد بهاء الدين البخاري المشهور بـ "نقشبند" (ت 791) هـ

النشأة والتاريخ

ظهرت الطريقة النقشبندية في القرن الثامن الهجري، على يد بهاء الدين نقشبند، ويرجع النقشبنديون طريقتهم إلى الصحابي سلمان الفارسي، وإلى أبي يزيد البسطامي الصوفي المشهور من بعده، ثم إلى عبد الخالق الغجدواني، وإليه كانت تنسب من قبل النقشبند، ويرون أن أصول الطريقة مستمدة من عصر صدر الإسلام عبر سند يتصل ببهاء الدين نقشبند. بدأ النقشبند بأخذ التصوف عن محمد بابا السماسي في بخارى وعمره ثمانية عشر عامًا، ولازمه حتى وفاته ثم رحل إلى سمرقند، ليلتقي شيوخ الصوفية بها، ثم عاد إلى بخارى، وكان أكثر إقامته بها. "عقيدة الصوفية وحدة الوجود" لأحمد القصيِّر (ص202). يعتقد المنتسبون لهذه الطريقة أن المؤسس الأول لها والواضع لأسسها ومبادئها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بالرغم من أن أبا بكر لا يعرف اسم هذه الطريقة. وزعموا أن الرسول  قال: «ما صب الله في صدري شيئا إلا وصببته في صدر أبي بكر». وجرى الصوفية على ربط أنفسهم باسم صحابي، لكي يكتسبوا به صبغة شرعية. فأغلب الطرق الصوفية تلتصق بعلي وسلمان الفارسي رضي الله عنهم. وكل منها تدعي تلقي العلوم المكتومة الباطنة من طريق علي الذي أوتي علم الباطن عن النبي . وهذه محاذاة لطريق الروافض. فهم يزعمون الكشف والتوفيق والإلهام وحصول القرب من الله. وهذا يمكن تقديم الدليل أنه من الله ويدعيه كثير من المبطلين الذين يتوصلون بدعاوى الكشف الى إقناع العوام وتخديرهم وسرقتهم. فبضاعتهم في الحديث باطلة. وزاد الكوثري كذبة أخرى وهي أن: عبد الرحيم الهندي رأى في بعض الكتب أن أبا بكر رضي الله عنه كان يستعمل الذكر الخفي على طريقة النقشبندية مع حبس النفس ولا يتنفس إلا في الصباح. وكان يشم الناس رائحة اللحم المشوي فتضرروا من هذه الرائحة ظنا منهم أنه يطبخ اللحم، وشكوا إلى النبي فأخبرهم أن هذه الرائحة التي يجدونها رائحة كبد أبي بكر وأنه ليس عنده لحم. وعجبا للسرهندي كيف يدعي بأنه «كما أن النبي كان يأخذ العلوم من الوحي فكذلك هؤلاء الأكابر (مشايخ الصوفية) يأخذونها بطريق الإلهام من الأصل». أي من الله مباشرة. مع أن أبا بكر لم يزعم أنه يأتيه كشف، ولا غيره من الصحابة. قالوا: ومن أبي بكر تسلسلت إلى طيفور بن عيسى أبي يزيد البسطامي وهذه مرحلة (الصديقية) ومنه إلى خواجة عبد الخالق الغجدواني وهذه المرحلة تسمى (طيفورية) ومنه إلى محمد بهاء الدين نقشبند وتسمى (خواجكانية) ومنه إلى عبيد الله أحرار وتسمى (نقشبندية) ومن محمد بهاء الدين نقشبند إلى الشيخ أحمد الفاروقي وتسمى (أحرارية) ومنه إلى الشيخ خالد وتسمى (مجددية) ومنه إلى خالد النقشبندي، وتسمى (خالدية)، وأنشدوا قائلين: سرّ الطرائق ما بين الخـلائق من***** إحسانه سار للأصحاب سائره فالنقـشبندي أقواها وأقومها ***** لأنه عن أبي بكر مصادره ومن الملاحظ تلازم الطرق الصوفية الأربعة بالطريقة النقشبندية وهم: الجشتية والسهروردية والقادرية في حين لا يبدو أنه يسمح للمريد النقشبندي بمبايعة طريقة أخرى غيرها كالرفاعية. انظر "الطريقة النقشبندية" لعبد الرحمن دمشقية. وقد تفرعت من الطريقة النقشبندية عدة طرق وهي الخالدية أو الضيائية نسبة إلى خالد ضياء الدين البغدادي الملقب بذي الجناحين. والضيائية والكبروية والسرهندية أو المجددية، نسبة إلى أحمد السرهندي صاحب المكتوبات. ا نظر كتاب "الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية" لمحمد بن سليمان البغدادي النقشبندي (ص 12).

أبرز الشخصيات

علاء الدين أبو الحسن بن إبراهيم العطار (ت 724 هـ) إبراهيم بن الحسن الكوراني الشهرزوري (ت 1101 هـ) أبو بكر بن أحمد الكلالي (ت 1280 هـ) أحمد بن أحمد بن عبد القادر الشهير بالصديقي (ت 1343 هـ)

الانتشار ومناطق النفوذ

انتشرت هذه الطريقة في البلدان الإسلامية، ولها فروع في الصين وتركستان وقازان وتركيا، وبعض بلدان آسيا الوسطى، والهند، وجاوة، وماليزيا ومن فروعها الصديقية والخوجكانية، والأحرارية والكاسانية والمجددية والمرادية والمظهرية والجامعية والخالدية، وهي أسماء لبعض مشايخها المجددين والمشهورين. وأتباعها حتى اليوم يُعَدّون بمئات الألوف في بارى وخوارزم وتمنجن بوادي فرغانه (أوزباكستان) حتى إن مفتي المسلمين في روسيا حاليًا ضياء الدين بابا خان ووالده المفتي السابق إيشان بابا خان كانا من شيوخ النقشبندية، ولها في سوريا انتشار عجيب. التصوف والتطرف" لحسين الرجا (ص219)، "الطرق الصوفية" للسهلي (ص92)، "الطريقة النقشبندية وأعلامها" لمحمد درنيقة (ص55).

الأفكار والمعتقدات

أصول الطريقة النقشبندية متوافقة في كثير من تفاصيلها مع الطرق الصوفية الأخرى. فإن فيها من البدع والشركيات والقول بوحدة الوجود وما يحكونه عن أحوال مشايخهم وخصائصهم وتصرفهم المطلق في ذرات الكون، ما لا يشك معه أحد في أن هذه الطريقة إحدى طرق الصوفية الغلاة، الخارجين على الكتاب والسنة، مع إصرار أصحابها بأنها طريقة سنية لا تخرج عن أهل السنة والجماعة شبرًا واحدًا. نقلوا عن الشيخ محمد بارسا - أحد أجلاء أصحاب الشيخ نقشبند - في كتابه فصل الخطاب، أن طريقة الخواجة (شاه نقشبند) حجة على جميع الطرق ومقبولة لديهم، لأنه كان سالكا طريق الصدق والوفا ومتابعة الشرع وسنة المصطفى ومجانبة البدع ومخالفة الهوى. " المواهب السرمدية" (77). "الطريقة النقشبندية" لعبد الرحمن دمشقية. ولقد كان شيخ هذه الطريقة على انحرافات عقدية خطيرة منها: ادعاؤه علم الغيب، وزعمه أنه يمُدُّ أتباعه في الحياة وبعد الممات، وأنه يحيي ويميت، وأنه باستطاعته أن يصرف قلوب أهل بخارى بمجرد تحريك يده. ولكن أخطر انحراف وقع فيه هو أنه كان كشأن أئمة الصوفية من المؤمنين بوحدة الوجود الداعين لها فقد أشار إليها في أقواله وربّى عليها أتباعه. "عقيدة الصوفية وحدة الوجود" لأحمد القصيِّر (ص203)، وقد كثرت شروحهم لكتب ابن العربي وغيره من القائلين بوحدة الوجود. "الطرق الصوفية" للسهلي (ص91). يقدم أصحاب هذه الطريقة الجذب على السلوك والتصفية على التزكية في بداية سير المريد وسلوكه، وتمتاز هذه الطريقة عن غيرها بأنها طريقة دراويشية بحتة ولها طريقة خاصة في الذكر. انظر "التصوف والتطرف" لحسين الرجا (ص219). ومن الطقوس القبورية لدى النقشبندية ما قاله الكردي: «ولما مات الشيخ بهاء الدين نقشبند بنى أتباعه على قبره قب عظيمة وجعلوه مسجدًا فسيحًا». قال: «ولم يزل يستغاث بجنابه ويكتحل بتراب أعتابه ويلتجأ إلى أبوابه». "الأنوار القدسية" (ص142). وقد شبه محمد أمين الكردي الشيخ بالكعبة: «يسجدون إليها والسجود لله: فكذلك الشيخ». المواهب السرمدية 313 الأنوار القدسية 525. وهذا تحريف لمعنى الوسيلة في القرآن. والثابت عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وابن زيد في قوله تعالى) ابتغوا إليه الوسيلة («أي: تقربوا إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه» قال ابن كثير: «وهذا الذي قاله الأئمة لا خلاف فيه». " تفسير ابن كثير" (2/52)، و"زاد المسير" (2/348)، و"فتح القدير" (2/38)، و"تفسير الطبري" (6/146-147).

فتاوى أهل العلم

الرابطة عند النقشبندية وطاعة المريد لشيخه

ما قولكم في الرابطة التي يلزم بها مشايخ الطريقة النقشبندية المريدين، ومعناها أنه لا يصح منهم ذكر الله إلا بعد إحضار صورة الشيخ في قلب المريد، ثم يشرع في الذكر مع حضورها ويتركه إذا غفل عنها، لأنه حينئذ باطل لتمكن الشيطان من المريد لخلو قلبه من صورة الشيخ، وأن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[200]﴾ [آل عمران: 200] دليل لهم، وقوله تعالى: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35] أمر بها، أي مع التفسير المذكور إلى نحو ذلك، وجاء في سؤال آخر إلى مجلة الإمام إن من حق الشيخ أن يمنع المريد عن إجابة أبيه وأمه المسلمين إذا نادياه ولو كان في النزع، وكذا منع الزوجة عن زوجها والعكس، وقد وقع ذلك هنا ومات المريض حزينًا. ويقولون إن الشيخ يربي التلميذ بذلك. ومن السؤال أيضًا قولهم: يجب على التلميذ متابعة شيخه بدون سؤال أو تردد، ولا يجوز له أن يعترض على شيخه ولو رآه على فاحشة لأنه كالنبي المرسل بالنسبة إليه، ولا ينكر عليه ولا بقلبه. وإن عقوبة الإنكار حينئذ الحرمان، وأوجبوا على المريد أن يعتقد أنه لا يمكن أن يصل إليه مدد ولا خير من ربه إلا بواسطة الشيخ لأنه الوسيلة له. وللشيخ محلات للسلوك والتلقين يحشر إليها جملة من الرجال الشبان والنساء الشواب يجتمعون بها من غير محرمية، بل جُلهم جهال بالواجبات العينية، وإن الذكر وحده كاف للوصول والقرب من الله، ولو ترك أكثر الفروض العينية. وقد أجابتهم مجلة الإمام بالمنع في الجميع، وأن تلك المبادئ مما تبع ضلال الأمة فيها مَن قبلهم من الأمم، وإن بعضها فيه ميل إلى جانب الشرك، وقد نقل الإمام ما قاله المفسرون في الرباط الشرعي والوسيلة الشرعية، وجزم بأن عبادة الله لا تجوز بغير ما شرعه الله، وأن من زاد فيها كمن نقص منها مبتدع مردود عليه قوله. وأن الرابطة بالمعنى المذكور في السؤال لم يعلِّمْها النبي أحدًا من أصحابه، ولا علمها الصحابة أحدًا من التابعين، وأن تطهير القلوب من الصور والتماثيل ليس بأولى من تطهير محلات العبادة منها. وأنه يحرم متابعة الشيخ فيما نهى الله عنه، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ومن شرّع للعباد ما لم يأذن به الله، فهو ضال مضل، وإن أعظم مرشد وأعلم طبيب ديني هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقد أكمل الله به الدين، فلا دواء ديني نافع إلا وقد بينه لنا، ومن لم تشف أمراض قلبه أدوية القرآن لا شفى الله مرضه، وأن النبي أرشدنا إلى دواء الوسواس، وهو ذكر الله ليخنس الشيطان، فمن لم يخنس شيطان وساوسه بذكر الله فهو الكاذب، ومستحيل أن يخنس لحضور صورة شيطان مثله في قلب موسوس متهوس، وما في السؤال من الآداب هو ضد الأدب في الإسلام، ولم يؤدبنا به النبي، ولم يعمل به الصحابة، فعلى طالب الحق أن يلزم هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويجتنب البدع إلى نحو ذلك. واعترض أهل الطريقة بزعمهم أن الجنيد والجيلاني وأضرابهما أوجدوا الرابطة بمعناها المشروح أعلاه، وإلزام المريد بما ذكر من الشروط، وأن لا يمنع المريد الشيخ أي شيء أراده من نفسه أو ماله سواء كان ذكرًا أم أنثى، وأن الإمام وأصحابه خرجوا عن الدين ومرقوا منه بإنكارهم إلى نحو ذلك. وإنا نسأل من المنار المنير إبداء ما يراه الصواب في هذا الموضوع مع البيان الشافي، فإنا إلى ذلك محتاجون، نعد الأيام والساعات، والله المسئول أن يديمكم نفعًا للعباد وشجى في حلوق أهل البدع والإلحاد آمين. - من س.س. في (كوالالمبور) في جنوب ميلاي: سيدي، تصدر في سنغافورة مجلة علمية ملية بلغة الملايو، اسمها الإمام يكتب فيها بعض رجال الإصلاح، ومحررها رجل وطني اسمه عباس بن محمد طه، وهو من خيرة شبان هذه البلاد علمًا وعملًا، اشتهر أخيرًا بمحاربة البدع والخرافات التي ألصقت بالدين. وفي المجلة باب للفتوى، وقد سئل منذ أشهر عن الرابطة المعروفة عند أهل الطريقة النقشبندية، وهي إحضار المريد صورة الشيخ في القلب عند الذكر، وبربطه من جملة الإرادة التامة، واستفادة علم الواقعات حتى يفنى تصرفه في تصرف الشيخ أخذًا من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]. وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[200]﴾ [آل عمران: 200]. وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[119]﴾ [التوبة: 119]. فأفتى الإمام بأن الآمرين بفعل هذه الرابطة والعاملين بها ليس لهم مستند من الكتاب أو السنة. وأن الآيات التي جعلوها سندًا لهم لا تدل على مرادهم البتة. ثم أورد أقوال المفسرين كالخازن والجلالين في الآيات المذكورة، إلخ ما جاء في الجواب -ثم قال- إذًا فإحضار المريد صورة الشيخ في قلبه عند الذكر هو إشراك بالله. وهذا ما جاء الإسلام لمحوه، أو ما معناه. ثم أنحى على أهل الطرق الآن، ونسب كثيرًا منهم للدجل والتضليل. وأورد لنفي الرابطة آيتين، آية: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: 36]، وآية: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5]» ا.هـ بالمعنى. فلما نشرت هذه الفتوى وهاته التصريحات التي لم يعهد لأحد من قبل هذا الشاب التصريح بها، قامت قيامة شيوخ الطرق في هذه المستعمرة، ونسبوا للإمام ومحرره تضليل عباد الله الصالحين، وأوهموا العامة أن الإمام يسعى في هدم المعتقدات، وهم إلى الآن يحرضون العامة بهجر الإمام وعدم الاطلاع فيه. أما الحقير وكثير من متخرجي المدارس الأميرية، فبقينا متوقفين حتى يأتينا من عند الأستاذ بيان شاف في هذه المسألة التي نعلم ويعلم الكثير أن لكم القدح المعلى في حلها والله يبقيكم لنا. الجواب: لو قلت إني من أجدر الناس وأحقهم ببيان الحق في هذه المسألة لرجوت أن أكون صادقًا، وإذا بينت السبب في ذلك رجوت أن يذعن له كل عاقل منصف، ذلك بأنني قد سلكت الطريقة النقشبندية، وعرفت الخفي والأخفى من لطائفها وأسرارها، وخضت بحر التصوف ورأيت ما استقر في باطنه من الدرر، وما تقذف أمواجه من الجيف، ثم انتهيت في الدين، إلى مذهب السلف الصالحين، وعلمت أن كل ما خالفه فهو ضلال مبين. وأمهد للفصل في المسألة تمهيدًا يقرب المراد من طالب الحق، فأقول: قد عرفنا من طباع البشر وأخلاقهم أن يألفوا ما أخذوه بالرضا والتسليم ويأنسوا به، فإذا وجدوا لهم مخالفًا فيه تعصبوا له، ووجهوا قواهم إلى استنباط ما يؤيده ويثبته ويدفع عنه هجمات المخالفين لهم فيه، لا يلتفتون في ذلك إلى تحري الحق واستبانة الصواب فيما تنازعوا فيه. ولولا فشوّ هذا الخلق في الناس لما بقيت الأديان والمذاهب والأحزاب والشيع، والحق في كل منها واحد لا تعدد فيه. ثم إن من أخلاق البشر أيضًا أن لا يجتمعوا على شيء إلا إذا اعتقدوا أن فيه خيرًا لهم، وقد يكون هذا الاعتقاد لبعضهم عن نظر واستدلال أو تجربة واختبار وللبعض الآخر عن اتباع وتقليد لمن اعتقدوا فيهم الفضل والكمال. على هاتين القاعدتين بني التعصب للمذاهب والطرق في جميع الملل، وعليه يتخرج أخذ كثير من أهل الصلاح والتقوى والعلم والعمل بالرابطة في الطريقة النقشبندية، وبغيرها من البدع التي لم تكن على عهد السلف في غيرها من الطرق، وبكثير من القواعد والمسائل في مذاهب الفقهاء والمتكلمين الذين جاءوا بما لم يكن عليه السلف الصالح. يذهب الرجل المشهور بالصلاح أو العلم إلى شيء يظهر له بحسب اجتهاده أنه حق أو خير فيتبعه آخرون عن استحسان لما استحسنه، ومعرفة بدليله أو عن محض التقليد، فإذا خالفهم غيرهم فيه عدوهم منتقصين لهم تعصبًا لما هم عليه، فيقوى الخلاف، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، وهم الذين يحكمون الدليل ويتحرون به استبانة الحق، فإذا ظهر لهم ولو على يد الخصم ولسانه أتوا إليه مذعنين، وقبلوه راضين مطمئنين. إذا تدبرت هذا فاعلم أن أئمة الصوفية وكبراءهم ما وضعوا هذه القواعد من الرابطة وطاعة الشيخ المسلك طاعة عمياء مطلقة حتى من قيود العقل والشرع عند الغالين وغير ذلك من الأصول والقواعد، إلا عن علم وتجربة واختبار، وصلوا بها إلى مرتبة اليقين بأن ذلك مفيد لهم وموصل إلى الغاية التي يقصدونها بطريقتهم. وأعني بالعلم هنا علم النفس من حيث إدراكها وشعورها ووجدانها وصفاتها وأخلاقها. وقد كان مثلهم في ذلك كمثل علماء الكلام الذين بحثوا في الموجودات وبنوا علمهم الإلهي عليها، وكل منهما إذا وجد في علمه ما يخالف ظواهر الشرع لجأ إلى التطبيق بالتأويل والتماس ما يؤيده من القرآن العزيز والحديث الشريف، وقد يتمحل لذلك ويتكلف إذا اعترض عليه. كذلك فعل المتكلمون الذين زعموا أن الأفلاك التسعة في الهيئة اليونانية هي: السموات والكرسي والعرش، وكذلك فعل بعض أهل الطريق فيما ذكر في السؤال، وما لم يذكر فيه من تأويل الآيات التي زعموا أنها تدل على مشروعية ما يسمونه الرابطة والتوجه، ولا دليل في شيء منها على ذلك. لو كان في الشرع دليل على أن ذلك مطلوب في الدين لما خفي عن الصحابة والتابعين، بل لأمر به النبي ، وعمل به وتواتر عنه لأنه مما يتعلق بجوهر الدين، وهو عبادة الله ومعرفته، فلا يقاس على ما يمكن أن يستنبط من القرآن من أسرار الكون التي لم تؤثر عن الصدر الأول. قال السيد الآلوسي النقشبندي في باب الإشارة من تفسير سورة الجمعة: «وذكر بعضهم أن قوله تعالى: ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ بعد قوله سبحانه: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ إشارة إلى الإفاضة القلبية بعد الإشارة إلى الإفاضة القلبية اللسانية، وقال بحصولها للأولياء المرشدين فيزكون مريدهم بإفاضة الأنوار على قلوبهم، حتى تخلص قلوبهم وتزكو نفوسهم، وهو سر ما يقال له التوحيد عند السادة النقشبندية، وقالوا بالرابطة ليتهيأ ببركتها القلب لما يفاض عليه، ولا أعلم لثبوت ذلك دليلًا يعوَّل عليه عن الشارع الأعظم ، ولا عن خلفائه رضي الله عنهم، وكل ما يذكرونه في هذه المسألة ويعدونه دليلًا لا يخلو من قادح، بل أكثر تمسكاتهم فيها تشبه التمسك بجبال القمر، ولولا خوف الإطناب لذكرتها مع ما فيها. ومع هذا لا أنكر بركة كل من الأمرين -التوجه والرابطة- وقد شاهدت ذلك من فضل الله عز وجل. وأيضًا لا أدعي الجزم بعدم دليل في نفس الآمر، وفوق كل ذي علم عليم، ولعل أول من أرشد إليهما من السادة وجد فيهما ما يعوّل عليه، أو يقال يكفي للعمل بمثل ذلك نحو ما تمسك به بعض أجلة متأخريهم، وإن كان للبحث فيه مجال، ولأرباب القال في أمره مقال» ا هـ. فأنت ترى هذا العالم الجليل الواسع الاطلاع الواقف على ما قال أنصار هذه الطريقة في الاستدلال على الرابطة والتوجه لم يعثر لهما على دليل، ولم يرضه شيء مما قيل، ولكنه قد راعته مكانة من جرى على ذلك من الصالحين، وأرضاه ما وجد لهما من الأثر في قلبه، وكذلك كان هذا العاجز عدة سنين، فإنني قد وجدت أثر الرابطة والتوجه في نفسي. رأيت ما لم يره معي الناظرون، وسمعت ما لم يسمعه مثلي المصغون، وشممت ما لم يكن يشم الحاضرون، ولا أحب شرح ذلك في المنار ولا الخوض في علله وأسبابه، وما ذكرت هذه الإشارة إلا ليعلم السالكون لهذه الطريقة بالفعل أنني لست منها كما يقال في المثل: «من جهل شيئًا عاداه» وإنما أتكلم فيها عن عرفان، وأحكم فيها بسلطان. أقول إن التوجه والرابطة ليسا من الدين في شيء، ولا يجوز أن يعدا من العبادة المشروعة في الإسلام، ولكن لا أقول بكفر كل من عمل أو يعمل بهما، وإنما أخشى أن يكون بعض المتقلدين لهذه الطريقة تقلدًا من غير علم بالشرع، وعرفان بحقيقة النفس، أقرب إلى الوثنية منهم إلى التوحيد، فيما يكون بين الشيخ والمريد، بل أجزم بأن من ذلك ما هو شرك جلي أو خفي، وإن كنت لا أجيز رمي شخص معين به. يمكن للمريد العارف بعقيدة الإسلام أن يجمع بين التوحيد وبين تخيل شيخه عند ذكر الله عز وجل، بأن يتخيل أنه جالس في حضرته يراقب أدبه وحضور قلبه في ذكره، كما يذكر الله أو يقرأ القرآن أو العلم بحضرته، وهو يعتقد أنه لا ينفع ولا يضر، ولا يقصد بقبول العمل، وإنما يصمد في ذلك إلى الله تعالى وحده. فمثل هذا لا يعد مشركًا لشيخه مع ربه، وهو لا يشغله تخيله لشيخه عن ذكره، إذ لا يستصحب الصورة المتخيلة عند تصور معنى كلمة التوحيد، وذلك سهل على مريده، كما يقرأ القرآن أو غيره من كتب الفنون أمام شيخه ولا يشغله وجوده عن فهم ما يقرأ. ومع هذا لا يجوز له أن يحكم بأن هذا الأمر مطلوب في الشرع، بل يكتفي بأن ينتفع بما جربه من غير مخالفة لنص من نصوص الشرع. وأما استمداد الهمة من أرواح الشيوخ، فقد ضل فيه كثيرون كضلال الذين يعتقدون أن لشيوخهم سلطة غيبية، يتصرفون بها في النفوس والآفاق، وأنهم بذلك وسطاء بين الله وخلقه، يقربونهم إليه زلفى إذا أرادوا، كما كانت تقول الجاهلية في آلهتها. على أن للمسألة أصلًا يعد من مباحث علم النفس لا من الدين، هو منشأ ضلال المفتونين عن تجربة ووجدان يظن الجاهل منهم أنه من الحقيقة المخالفة للشريعة، ويعلم العارف المحقق أنه لا خلاف في الفعل، ولا منشأ للضلال إلا الجهل. قد جرب أهل الطريقة أن يتوجهوا بهمتهم وإرادتهم إلى بعض شيوخهم الصالحين أو إلى بعض الصحابة أو النبيين، قاصدين أن تتصل أرواحهم بأرواحهم وتستمد منها قوة ما، فيجدوا لذلك في نفوسهم أثرًا حقيقيًا لا يمكن لأحد أن يكابرهم فيه، كما لا يكابر أحد، ولا يشكك في شعوره بالفرح والسرور أو الغم والحزن. فإذا قيل لمن جرب ذلك من الجاهلين بالشريعة أنه مخالف لها، فإنه يشك في حقيقة الشريعة ولا يشك فيما هو فيه إلا أن يجمع له بينهما. ولمثل ذلك قالوا: إن سالك الطريق عرضة للزيغ والكفر، إذا لم يكن له شيخ من العارفين الجامعين بين علم النفس وعلم الشرع، فيبين له في مثل هذه المسألة أن هذا الأثر الذي يراه في نفسه من التوجه هو أثر طبيعي له، ليس من الخوارق، ولا من السلطة الغيبية التي لا تكون إلا لله وحده، وإذا رآه مرتقيًا في سلوكه يبين له أن براهمة الهند يعرفون التوجه والرابطة، ويؤثر عنهم كثير من الخوارق الصورية والمادية، التي لا تخرج عن السنن النفسية والخواص الروحانية، ولكنهم في توجههم ورابطتهم دون السادة الصوفية، لأن الرابطة والتوجه عندهم من المقاصد التي يقفون عندها، ويرضون من رياضتهم بثمرتها وأثرها، وهما عند الصوفية من الوسائل التي يعرفون بها نفوسهم، ويعرجون منها إلى أن يصلوا إلى معرفة ربهم، فالاشتغال بهما كاشتغال العالم الطبيعي بمعرفة خواص الماء والبخار والكهرباء والضوء، فإن كان يقصد بذلك معرفة هذه الأشياء لذاتها مما ينتفع به في هذه الحياة المادية، كان مثله كمثل البرهمي في التوجه والرابطة، لا يزيد عن كونه عالمًا ماديًا، وإن كان يقصد بها مع ذلك معرفة الله بمعرفة حكمه وأسراره في خلقه كان مثله كمثل الصوفي في التوجه والرابطة، وصار عالمًا ربانيًا، فالأمور بالمقاصد والإرادات، كما بينا ذلك في تفسير ما في صدر هذا الجزء من الآيات. إذا عرفت هذا وهو ما عليه محققو العارفين من الصوفية تبين لك أن مسألة التوجه والرابطة من المسائل التي تعد من وسائل علم النفس، وليست بحد ذاتها من الدين، فيستدل عليها بالآيات والأحاديث، وإن علم النفس كعلم الآفاق قد يكون بالإرادة طريقًا لمعرفة الله تعالى، وبالقصد والنية عبادة له كما تكون جميع العلوم الدنيوية كذلك. والأصل في ذلك عند الصوفية قوله عز وجل: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[53] أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ[54]﴾ [فصلت: 53 - 54]، ولما كان محيطًا بكل شيء كانت معرفة غاية كل شيء موصلة إليه إذا قصد بها ذلك. ولذلك قالوا إن لله طرائق، بعد أنفاس الخلائق. وههنا ثلاث مسائل لا بد من التصريح بها وإيضاحها إيضاحًا لا لبس فيه: إحداها : أن كل علم حقيقي يمكن أن يكون عبادة محمودة في الإسلام إذا حسنت فيه النية، وأريد به معرفة الله ومعرفة سننه وحكمه في خلقه، وكذلك كل عمل نافع يراد به دفع الأذى عن عباد الله وإيصال الخير إليهم. ولكن العبادة في ذلك قلبية لا صورية، فلا يقال إن علم الضوء والكهرباء وعمل الأدوية وصنع الآلات مما يكون مع حسن النية من العبادات المشروعة في ذاتها التي تلتمس لها الدلائل من الكتاب والسنة. ومثلهما في ذلك التوجه والرابطة في الطريقة. المسألة الثانية: إن العبادة المشروعة لذاتها التي يطالب المسلمون بها هي: ما نطق به القرآن الكريم، أو مضت به السنة النبوية، وجرى عليه جمهور السلف، وما عدا ذلك فهو بدعة، والبدعة في الدين لا تكون إلا ضلالة كما ورد في الحديث. وأما البدعة التي تعتريها الأحكام، ويقال إن منها ما هو حلال وما هو حرام، فهي البدعة في أمور الدنيا، علومها وأعمالها، كما يدل عليه حديث مسلم: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا» إلخ. المسألة الثالثة: إن جميع ما يبتدعه الناس من وسائل النفع والخير في العلم والتربية والأعمال يشترط في جوازه أن لا يكون مخالفًا لما هو مقطوع به من أمور الدين. فإذا فرضنا أن التوجه والرابطة ينافيان ما هو مقطوع به في الإسلام، فإنه لا يحل للمسلم العمل بهما. وقد علمت أنهما يختلفان باختلاف العالم العارف والجاهل المقلد. ومن هذه المسألة أنتقل بك إلى القسم الثاني من الاستفتاء، وهو ما يفرضون من طاعة المريد لشيخه ولو في المعصية، وعدم إنكاره عليه وإن فعل المنكر، واعتقاد أنه لا يقبل له عمل ولا يصل إليه خير إلا بواسطته، ومثل هذا مما لا يحتاج فيه إلى سؤال ولا جواب، فإن وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صريح في القرآن والأحاديث، ومضت به السنة فهو معلوم من الدين بالضرورة، يحكم الفقهاء بردة منكره، ولم يستثن الله ولا رسوله مشايخ الطريق من هذا الحكم، بل كان الصحابة يسألون النبي عن أمور ينكرونها في أعمال الدين كالسهو في الصلاة، أو أعمال الدنيا كالحرب وتدبيرها، حتى يفسرها لهم، ويفرق بين ما هو عن وحي وما هو عن سهو أو اجتهاد غيره أفضل منه. والصوفية المحققون لا يشترطون على المريد إلا حسن الظن بشيخه، والأدب في سؤاله، وما عدا ذلك فهو من غلو المقلدين، أو من دسائس الشياطين، ولا يقولون إن عبادته لا تقبل، ولا يصل إليه خير من ربه إلا بواسطة شيخه، بل يقولون إنه لا يصل إلى المقصد من سلوكه إلا بتربية شيخه. وهذا صحيح في الغالب. وأما ما احتجوا به على مجلة «الإمام» من «أن الجنيد والجيلاني وأضرابهما أوجبوا الرابطة»، فهو بديهي البطلان عند كل أحد يعرف ما هو الإسلام، إذ من المقرر أنه ليس لأحد من خلق الله أن يوجب على عباد الله أمرًا دينيًا إلا رسل الله بإذن الله، وهذا الغلو في إجلال المشهورين هو سبب التقليد، منشأ فساد كل دين. وإذا كانت المسألة بديهية عند كل من يعرف الإسلام، فهي من أعظم المشكلات عند جهلة العوام، لأن الكثير منهم لا يعرفون من الإسلام شيئًا له سلطان على نفوسهم إلا ما يسمعون عن الرجال الصالحين، ولا علاج لهؤلاء إلا تعليمهم ما هو الإسلام مع الحكمة، التي يجمع فيها بين بيان الحق وبين الأدب عند ذكر أهل العلم والتقوى، وبيان أنهم غير معصومين من الخطأ، وأن كثيرًا مما ينقل عنهم لا تصح نسبته إليهم، وأن أفضل ما يكرمون به هو عدم الثقة بما ينقل عنهم إذا كان مخالفًا للشرع، لا مخالفة الشرع إذا ادعى بعض الناس أنهم خالفوه، فإن ذلك تقديم لهم على الله ورسوله، ثم تحسين الظن بنيتهم وقصدهم فيما أخطأ اجتهادهم فيه، وأن المجتهد المخطئ منهم يؤجر على اجتهاده، ولكن لا يتابع عليه. وإنني أذكر شاهدًا واحدًا من خطأ أئمة الصوفية والعلماء في اجتهادهم المتعلق بالتصوف وهو خطأ الإمام الغزالي -الذي صرحت غير مرة بأن كتابه الإحياء كان أستاذي الأول الذي حبب إلي العلم والتصوف- ليقاس عليه خطأ من لا يشق له غبارًا من الشيوخ الصالحين المشهورين، ومنه يعلم أن كل اجتهاد خالف الكتاب والسنة فليس من الدين. كان الغزالي في سياحاته أيام تصوفه يزور المشاهد، وقال: إن قبور الأنبياء والصالحين تزار للاعتبار بتذكر الموت والآخرة وللتبرك، فزاد على ما ورد في حديث الإذن بزيارة القبور ما سماه التبرك. ويعني به ما يجده الزائر السالك لطريق الآخرة عند زيارة المشاهد من الخشوع، والحال التي تزيده رغبة في الآخرة وإعراضًا عن الدنيا. واستدل على مشروعية هذا ونحوه مما لم يرد في الشرع كالرابطة التي نحن بصدد البحث فيها بحديث: «من بورك له في شيء فليلزمه» كأنه يقول إننا وجدنا لذلك فائدة في نفوسنا زادت في خشوعنا، ووجد أن الدين في قلوبنا، وذلك هو البركة لأن معناها الزيادة، وقد أمرنا الشارع بلزوم كل شيء نرى فيه بركة لنا، فنحن عاملون بأمره في ذلك. الخطأ في هذا من وجهين: أحدهما: أن الكلية ممنوعة، فإننا لو جعلنا للأنبياء والصالحين صورًا وتماثيل تمثل لناظرها هيآتهم في الخشوع والوقار لكان لها في نفوس الناظرين إليها من التأثير ما ليس لرؤية قبورهم المشيدة المشرفة، كما نرى ذلك عند غيرنا من الملل، وهذا التأثير هو السبب في اتخاذ النصارى للصور والتماثيل في كنائسهم، والغزالي لا يجيز هذا في الإسلام، ومثله بناء المشاهد للصالحين، وتشريف قبورهم، واتخاذ المساجد عليها، نُهي عنه كما نُهي عن الصور والتماثيل. فثبت أنه لا يجوز لنا أن نحدث في الدين ما ليس منه، وإن كان إحداثه لغرض صحيح وقصد حسن، بل نتبع فيه ما جاء به الكتاب والسنة وجرى عليه سلف الأمة، ونجعل اجتهادنا في اختيار النافع لنا محصورًا فيما فوض إلينا من الاستقلال بأمور دنيانا. و الوجه الثاني: أن الحديث الذي أورده يدل على ما ذكرناه من التخصيص بأمر الدنيا دون ما استدل به عليه من جعله في أمر الدين. إنه أورد الحديث باللفظ الذي اشتهر به على الألسنة ولم يروه به أحد. وما ذكره السيوطي في الدرر المنتثرة من عزوه إلى ابن ماجه بعد إيراده بهذا اللفظ غير مراد ظاهره، وإنما مراده أن ابن ماجه رواه بالمعنى، وقد ذكر نص رواية ابن ماجه في الجامع الصغير، وهو «مَنْ أَصَابَ مِنْ شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ». وقال إنه رواه عن أنس وعائشة. أقول وقد أخرجه ابن ماجه في أبواب التجارة والكسب من حديث أنس بهذا اللفظ الذي ذكره في الجامع الصغير، ومن حديث عائشة بلفظ آخر وهو: «عن نافع قال: كنت أجهز إلى الشام وإلى مصر، فجهزت إلى العراق، فأتيت عائشة أم المؤمنين، فقلت لها: يا أم المؤمنين، كنت أجهز إلى الشام فجهزت إلى العراق، فقالت: لا تفعل، ما لك ولمتجرك، فإني سمعت رسول الله يقول: «إِذَا سَبَّبَ اللَّهُ لِأَحَدِكُمْ رِزْقًا مِنْ وَجْهٍ، فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ، أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ». تقول له: ما لك ولمتجرك القديم الذي تعودت الربح منه حتى تتركه وتقدم على ما تجهله؟ الزم ما رأيت الربح فيه. ومعلوم أن الأوامر والنواهي المتعلقة بأمر الدنيا كهذا الأمر لا يعد من التكليف الديني الذي يجب امتثاله شرعًا، وإنما يسميه علماء الأصول أمر إرشاد يعتبر به ويعرض على المصلحة. ولا يقال إن حديث أنس عام لأن عمومه في بابه على أنه روي بلفظ: «مَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ شيء»، كما هو ظاهر حاشية ابن ماجه، ولأن هناك دليلًا يمنع جريانه في أمر الدين، وهو ما ذكرناه في الوجه الأول. على أن في سنده فروة أبا يونس عن هلال. قال الذهبي في الميزان: مختلف فيه، ليس بقوي، وقد ضعفه الأزدي. ولم يكن الغزالي في أيام تصوفه وزمن تأليفه الإحياء يبحث عن علل الحديث، وإنما كان يستدل ويستنبط ما يتعلق بالفضائل من كل ما يراه في الكتب حتى كتب الصوفية، ولذلك وقع في الإحياء كثير من الأحاديث المنكرة والضعيفة والموضوعة. وقد عكف على الحديث، واعتصم بمذهب السلف في آخر عمره، وإن اهتدى إلى حقيقة مذهب السلف قبل الانقطاع إلى الحديث. وإذا كنا معشر المسلمين نعتقد أن الأولياء والصوفية غير معصومين من الخطأ، وكنا نشاهد الخطأ الصريح في كتبهم، ونراهم يخالف بعضهم بعضًا، ويرد بعضهم على بعض، فهل يصح أن نجعل أقوالهم وأعمالهم أصلًا من أصول الدين. وخلاصة القول أن التوجه والرابطة ليسا من عبادات الإسلام ولا دليل فيه على كونهما مشروعين، ومن جعلهما عبادة مشروعة في ذاتها فقد دخل في عداد الذين قال الله فيهم: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى: 21]، وقوله في بيان أصول المحرمات: ﴿وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]. وإن أئمة الصوفية المحققين لا يجعلونهما من الدين، وإنما يجعلهما بعضهم من وسائل معرفة النفس، فهما عندهم من قبيل الوسائل التي تتخذ الآن لما يسمونه استحضار الأرواح، وفي كل منهما لا بد من الواسطة، وإن المقلدين في الطريقة النقشبندية وغيرها عرضة للضلال والشرك الجلي أو الخفي إذا تمسكوا بهذه الظواهر التي لا يعرفون مراد العارفين بها، فيجب عليهم اتقاء ذلك، وإحكام عقيدة التوحيد التي منها: إن الشيوخ والأولياء بل والأنبياء لا يملكون لأنفسهم ولا للناس ضرًا ولا نفعًا ولا هداية ولا غيرها، كما صرح به الكتاب العزيز في آيات كثيرة، وأن يحسنوا الظن بمن قال بالرابطة من الصالحين، وقد بينا مرادهم عن علم وعرفان، وهو سر من أسرار التصوف أفشيناه للضرورة والإرشاد، وأن يُعتقد مع تحسين الظن بهم أنهم ليسوا حجة في الدين، وأنهم لا يطاعون في معصية الله. ومن أراد أن يزداد نورًا في هذه المباحث فلينتظر جزء الترجمة من تاريخ الأستاذ الإمام فإن فيه بيانًا لا يجده في كتاب. "المنار" ج11 (1908) ص504-515.

رابطة النقشبندية

نحن معاشر أهل الطريقة بهذه الجهات، قد عثرنا على فتواكم في رابطة أهل الطريقة، فحمدنا الله على صنيعكم، وما أيدتم طريقتنا بقولكم: «يمكن للمريد العارف بعقيدة الإسلام أن يجمع بين التوحيد وبين تخيل شيخه -إلى أن قلتم- فمثل هذا لا يعد مشركًا لشيخه مع ربه» ونحن فلله الحمد عرفنا بعقيدة الإسلام، وإن إحضارنا صورة شيوخنا عند ذكر الله، لأنه من آكد الآداب، والاستمداد منه هو استمداد من النبي ، وقلبه يحاذي قلوبنا إلى صاحب الطرق نبينا محمد ، وقلبه دائم التوجه إلى الحضرة الإلهية، كما هو مقرر في كتب الطريقة، وقد عمل بالرابطة أولياء الله الصالحين، ونحن من متبعيهم ومتبعي النبي ، وسلسلة طريقتنا متصلة إليهم وإلى حضرة النبي ، فكيف يقول محرر الإمام بسنغافورة إن الرابطة بدعة لم يعمل بها النبي، ولا أصحابه ولا التابعون! بل قال الرجل: إن اختراع الرابطة لم يكن في عهد الإمام الغزالي، وعبد الوهاب الشعراني، وعبد القادر الجيلاني، فهل يتصور أن كبار العلماء القائلين بالرابطة أخطأوا فيها، وهذا المدعي وأضرابه مصيبون فيتركهم الناس، ويتبعون المدعي وأضرابه؟ كلا ثم كلا. وقد تجرأ المدعي على أهل الطريقة، قال ما معناه: ومن قال إن الدين الإسلامي يأمر بالرابطة، فهو أكذب من خطيب سمبس، لأن ذلك الخطيب وغيره قد نشروا ردودًا على مجلة الإمام بالجرائد، ومن قول ذلك الخطيب ما معناه حيث إن الإمام قد أنكر الرابطة، وقال: إنها بدعة لم يأمر بها الدين، بل هي ممنوعة وجبت عليه التوبة، ووجب عليه إعلان توبته بمجلته وبالجرائد التي كتب فيها مسألة الرابطة لئلا يغتر الناس بقوله في الدين اهـ. ونرجو من المنار بسط الجواب، هل هي بدعة ممنوعة أم لا الجواب: قد علم من جوابنا السابق أن الرابطة لم يرد فيها شيء من كتاب ولا سنة نبوية، وأنها ليست من أعمال الدين، فيطالب كل مسلم بها، ويعد مقصرًا في دينه إذا تركها، وينكر عليه إذا أنكرها، كما يعد مبتدعًا إذا فعلها. وإنما هي طريقة في تربية النفس كغيرها من الطرق التي استحدثها الناس في التربية والتعليم، واستفادوا منها بالتجربة ما كان عونًا لهم على مقصدهم، فمن قال: إن الدين يثبتها أو ينفيها لذاتها فهو مخطئ، لأنه ليس فيها نص ديني. ومثله كمثل من يقول: إن طريقة كذا في التعليم مطلوبة أو ممنوعة دينًا. نعم إن ما يستحدثه الناس من طرق التربية والتعليم قد يخل عرضًا بأمر من أمور الدين، فيكون محظورًا دينًا لذلك العارض، كما إذا اعتقد المريد أن شيخه يملك بالرابطة نفعه أو ضره، وهدايته أو غوايته وضلاله. واعلم يا أخي في الدين والطريقة، أنك لا تستطيع أن تدافع عن الرابطة إلا إذا قلت أننا لا نتخذها دينًا، وحينئذ لا يضرك كونها بدعة لأن البدعة إنما تكون ضلالة إذا كانت في الدين، وأما البدعة في غير الدين فمنها الحسن ومنها القبيح، كما يؤخذ من حديث مسلم: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». ومن البديهي أنه ليس لأحد بعد انقطاع الوحي أن يسن في الدين شيئًا، وإنما هي السنن المتعلقة بأمور الناس في تربيتهم وتعليمهم وسياستهم، وسائر مصالحهم التي تنفعهم في دينهم ودنياهم، ولكن ما ينفعهم منها في دينهم لا يعد حكمًا دينيًّا يطالب به الناس على أنه دين، لأن شارع الدين هو الله تعالى على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، ولا شرع بعد انقطاع الوحي وختم الرسالة. ثم اعلم أن عمل بعض الصالحين بالرابطة لا يدل على أنها من الدين لأنه لم يقل أحد من أئمة المسلمين وعلمائهم أن عمل الصالحين حجة في الدين، وقد وقع كثير من الصالحين في البدع أو المعاصي عن جهل بالحكم الشرعي، ويجوز عقلًا أن يخطئ بعض أولئك الصالحين في مسألة، ويصيب فيها مثل صاحب مجلة الإمام من المعاصرين. ولو شئت لأفشيت سر الطريقة وزدت بيانًا، ولكن لا محل لذلك هنا ولا حاجة إليه. وجملة القول: أن صاحب مجلة الإمام قد أصاب في قوله أن الرابطة ليست من الدين، ولكن يظهر لي أنه بالغ في الإنكار حتى جعل الدين محرِّمًا لها لذاتها، وإن لم يترتب عليها محظورًا أو تجعل شرعًا ودينًا، كما بالغ المنتسبون إلى الطريقة فجعلوها دينًا كأنه وقع بها التكليف من رب العالمين على جميع المسلمين، حتى صار المنكر لها كالمنكر بعض ما ورد في الكتاب والسنة من أمور الدين. وهذا مما ننكره على الفريقين. وأوصي أهل الطريقة بترك المراء والجدل والنبز بالألقاب، وأن يجعلوا ذلك سببًا للتفرق أو الخلاف في الدين، فإن ذلك يخرج صاحبه من حضرة الدين: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[105]﴾ [آل عمران: 105]. "المنار" ج12 (1909) ص102-104.

النقشبندية

إنني طالب علم وإيمان يرضاه الله ورسوله فما هي توجيهاتكم الرشيدة لي لقراءة الكتب الإِسلامية التي تبني المسلم بناءً سليمًا خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الشبهات والأباطيل باسم الدين. ثانيًا: ما حكم الإِسلام من خلال معرفتكم في الطرق الصوفية عامة والطريقة النقشبندية خاصة؟ الجواب: أولاً: تعتني بكتاب الله وتكثر من تلاوته وتدبره؛ لأنه أصل كل خير، ثم سنة رسول الله ، واقرأ في التوحيد: "شرح العقيدة الطحاوية"، وكتاب "تطهير الاعتقاد" للصنعاني ، وكتاب "التوحيد" لابن خزيمة، وكتاب "مختصر الصواعق المرسلة" للموصلي ، وكتاب "كشف الشبهات"، و"كتاب التوحيد" للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و"العقيدة الواسطية" مع شروحها لابن تيمية، وكتابي "الحموية" و"التدمرية" له. واقرأ في الفقه في كتاب "المهذب" لأبي إسحاق الشيرازي، وكتاب "زاد المعاد" لابن قيم الجوزية، وكتاب "إعلام الموقعين" له أيضًا، و"عمدة الفقه" للموفق ابن قدامة. واقرأ من كتب الحديث في "صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، و"رياض الصالحين"، و"منتقى الأخبار" و"بلوغ المرام". واقرأ من كتب المواعظ في كتاب "الداء والدواء" لابن قيم الجوزية، ويسمى أيضًا: "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي"، وكتاب: "الآداب الشرعية" لابن مفلح، و"الوابل الصيب" لابن القيم. ثانيًا: تَكثُر البدع عند جماعة الطرق الصوفية عمومًا كالذكر الجماعي في صفوف أو حلقات بصوت واحد وذكرهم الله بالاسم المفرد بصوت واحد مثل: الله الله، حي حي، قيوم قيوم.. وذكرهم بضمير الغائب مثل: هو، هو.. وذكرهم بكلمة آه، وفي نشيدهم على الأذكار شر كثير، مثل: الاستغاثة بغير الله وطلب المدد من الأموات مثل: البدوي ، والشاذلي ، والجيلاني ، وغيرهم، وفي كتبهم بدع كثيرة وشر مستطير، ويخص النقشبندية وذكرهم الله بلفظ الجلالة في الورد اليومي بحركات قلبية مع نفس تشبه حركة اللسان بالكلام دون تحريك للسان واستحضار المريد شيخه وورده اليومي مع اعتقاد وساطته في نجاته يوم القيامة، وهذه الأمور كلها من البدع المنكرة؛ لأن تلك الأذكار لم يثبت منها شيء عن النبي فيما أوحي إليه من الكتاب والسنة، وقد ثبت عنه أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» صحيح مسلم الأقضية (1718)، مسند أحمد بن حنبل (6/180)، وقال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». صحيح البخاري الصلح (2697)، صحيح مسلم الأقضية (1718)، سنن أبو داود السنة (4606)، سنن ابن ماجه المقدمة (14)، مسند أحمد بن حنبل (6/256). . وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. فتاوى اللجنة الدائمة رقم الفتوى: 3934 المفتي: عبد الرزاق عفيفـي المفتي: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان المفتي: عبد الله بن حسن بن قعود

حكم الرابطة النقشبندية

يقول صديق حسن خان في "التاج المكلل" (ص511-512) في ترجمة نعمان الألوسي: ومما كتبه إلينا صاحبُ الترجمة هذه ما نصُّه، ما يقول: مولانا الأمير السيد النحرير، النواب المفسر الشهير، مقتدى الأعاظم، ومن لا تأخذه في الله لومة لائم - متع الله سبحانه المسلمين بطول بقاه، وقمعَ به البدع، وأناله في الدارين مناه - في حكم الرابطة المستعملة عند أصحاب الطريقة النقشبندية - أفاض الله عزَّ شأنُه علينا من علومهم المَرْضِيَّة -، وهل لها أصلٌ قويٌّ من السنة والكتاب، أم هي اختراع واجتهاد من بعض ذوي الألباب؟ فإن كان لها أصل، فما ذلك عند أرباب العقد والحل؟ وإن لم يكن لها دليل، فهل في ذلك شركٌ أصغرُ وتضليل؟ لأنها كما هو المشهور: تصويرُ المريدِ شيخَه الغائبَ وكأنه في الحضور، وكلما ذكر الله، تصورَ صورةَ شيخه في سويداه، أم ليس في ذلك بأس لدى الأكابر، حيث قال بها جمعٌ من الأواخر؟ وهل يعارض ما استدلوا به من قصة يوسف - عليه السلام - عندما هَمَّ، ورأى يعقوبَ النبيَّ النبيل قوله - عليه السلام والصلاة: "اعبد الله كأنك تراه"، الحديث الطويل، فأميطوا عنا غبار الشك والترديد بأبين جواب، وميزوا الخطأ عن الصواب؛ فإنكم من فضله عز وجل من الوافين بالعهد والميثاق لتبيين الكتاب، جعلكم الله تعالى للسلفيين وكافة الموحدين حصنًا حصينًا، وأنالَكم وسائرَ العلماء مزيدَ الثواب، آمين. سنة 1198، اهـ. شعبان. فأجبته - عافاه الله، وعن المكاره وقاه - مرتجلًا بما هذا لفظه: أما مسألة المرابطة، فلا يخفى على شريف علمكم أنها من البدع المنكرة، وقد صرح بالنهي عنها الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي إمامُ هذه الطبقة وزعيمها، ومسنِدُ وقته، ومجدِّدُ عصره، وفرد الأمة المحمدية وحكيمها، في كتابه "القول الجميل في بيان سواء السبيل"، وهذه عبارته: قالوا: والركن الأعظم ربطُ القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، وملاحظة صورته. قلت: إن لله تعالى مظاهر كثيرة، فما من عابد، غبيًا كان أو ذكيًا، إلا وقد ظهر بحذائه صار معبودًا في مرتبته، ولهذا السر نزل الشرع باستقبال القبلة، والاستواء على العرش، وقال رسول الله : "إذا صلى أحدُكم، فلا يبصُقْ قِبَلَ وجهه؛ فإن الله تعالى بينه وبين قبلته"، وسأل جاريةَ سوداء، فقال: "أين الله؟ "، فأشارت إلى السماء، فسألها: "من أنا؟ " فأشارت بأصبعها - تعني: اللهُ أرسلك -، فقال: "هي مؤمنة". فلا عليك ألا تتوجه إلا إلى الله، ولا تربط قلبك إلا به، ولو بالتوجه إلى العرش، وتصور النور الذي وضعه عليه، وهو أزهر اللون كمثل نور القمر، أو بالتوجه إلى القبلة؛ كما أشار إليه النبي ، فيكون كالمراقبة لهذا الحديث، انتهى. وقد أفاد الشيخ العلامة محمد إسماعيل الشهيد الدهلوي في كتابه "الصراط المستقيم" بالفارسي: أن هذه المرابطة من الشرك بمكان لا يخفى على من له أدنى إلمام بعلوم الكتاب والسنة، وأقول: ما لنا ولقلبنا، وربطه بالشيخ كائنًا من كان؟! وإنما تربط قلوب العباد إلى بارئها ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، وبالجملة: هذه المسألة - وإن فاه بها جمع من المشايخ قديمًا وحديثًا -، فهي من البدع بلا مرية، وحكمها حكم سائر البدع، وسائرِ الأشياء التي أحدثها المتصوفة من غير أساس على دليل من كتاب وسنة، ويكفي في رد مثل هذه البدعة قوله المستفيض المشهور: "كلُّ أمير ليسَ عليه أمرُنا، فهو رَدّ"، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما ورد في معنى هذه الأخبار، وبالله التوفيق.

سؤال حول اعتقاد وأفعال الصوفي " ناظم الحقاني

أود الاستفسار عن هذا الرجل الذي يترأس الطريقة الصوفية النقشبندية " ناظم الحقاني" ، وما نصيحتكم لنا في التعامل معه ومع أمثاله ؟ الجواب: هذا الرجل المدعو محمد ناظم الحقَّاني النقشبندي : هو أحد مرجعيات الصوفية النقشبندية ، كان يعيش في قبرص ، وله أتباع في أوربا وأمريكا وشرق آسيا وغيرها ، توفي عام (1435) هـ. وله مؤلفات في " الطريقة النقشبندية ". ويظهر بالاطلاع على حاله وقوعه في موبقات كثيرة : منها : تصريحه بالشرك ، ففي إحدى دروسه يقول : " ليس لنا أن نخاطب رب العزة مباشرة ، لكن يمكننا أن نخاطب القطب المتصرف " ، ثم قال : " الأقطاب رجال الله وأنهم ينظرون في اللوح المحفوظ ويدبرون الأمور ، وبالأخص : سيدنا القطب المتصرف ". ينظر هنا : الدقيقة الخامسة : http: //safeshare.tv/w/LFEiguoAbk وهذا شرك في الربوبية ، وشرك في العبادة ، فاعتقاد وجود مدبر مع الله تعالى هو شرك في الربوبية ، واعتقاد أنه لا يجوز دعاء الله تعالى مباشرة ويجب دعاءه بواسطة الأقطاب شرك في الألوهية. وهذا النوع من الشرك مستشرٍ في الصوفية. يقول الشيخ محمد الزمزمي الغماري المغربي رحمه الله تعالى – وقد كان صوفيّاً ثم هداه الله إلى التوحيد والسنَّة – في بيان بدع الصوفية : " ومنها : ادعاؤهم أن الأولياء يتصرفون في الكون فيعطون ويمنعون ويعزون ويذلون ويولون ويعزلون ، ولأجل هذا الاعتقاد الفاسد قصدوا من يعتقدون فيهم الولاية وطلبوا منهم قضاء الحاجات ، ويقولون : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، نحن نطلب منهم وهم يشفعون لنا عند الله !! وينشدون عند زيارة قبورهم : أنتم الباب والإله كريم ** من أتاكم له المنى والمكارم وهذا الاعتقاد هو اعتقاد المشركين في أصنامهم التي عبدوها ، وقالوا : إنما نعبدها لتشفع لنا عند الله في قضاء أغراضنا !! كما حكى الله عنهم في القرآن الكريم فقال : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) يونس /18. وقد كذَّبهم الله في قولهم هذا ، وبسبب هذه البدعة أصبحت قبور الموتى ملجأ مقصوداً يقصدها الجهال عند نزول المصائب ، منها ما يقصدونه لطلب الأولاد ومنها ما يقصدونه للشفاء من المرض ، وهكذا أصبحت القبور أصناماً تعبد من دون الله ". انتهى من كتابه " الزاوية وما فيها من الأعمال والبدع المنكرة " (ص 50). ومن تناقضات هذا الرجل : أنه مع قوله بأن الله لا يُسأل مباشرة وإنما يُسأل من خلال الأقطاب ، ففي لقاء له مُسجَّل مع بابا الكنيسة الكاثوليكية " بندكت السادس عشر " يطلب ناظم الحقاني منه الدعاء له !! وهذا يدل على مدى الارتكاس في دين وفطرة هؤلاء الضالين ! فهو يمنع خطاب الله مباشرة ثم يطلب من زعيم النصارى الضالين أن يدعو له !. اللقاء في الرابط : http: //safeshare.tv/w/QWrflWICNw وهو يدل - أيضاً - على انطماس عقيدة الولاء والبراء لديه ، فهو ليِّن مع بابا النصارى يقبِّل أحدُ تلاميذه يد البابا أمامه لكنَّه شديد مع من يسميهم الوهابية السلفيين ، يشتمهم بشتائم سوقية ، وهذا يؤكد ما ذكره بعض الباحثين من أن الصوفية بممالأتها لطواغيت الكفر كانت سبباً من أسباب انحطاط الأمة الإسلامية. شتيمته للوهابية هنا : http: //safeshare.tv/w/JHAkzHsMkt ومن ضلالاته : أنه يقول : إنه أصبح من عتقاء الرحمن ! وأن الملَك الذي عن يمينه يكتب الحسنات أما الملك الذي عن يساره فلا يكتب شيئاً !. ومن ضلالاته : ما يجري في مجالسه من رقص ، ورحم الله الإمام ابن القيم حين قال : تُلِىَ الكتَابُ، فأطْرَقُوا، لا خِيفَةً ***** لكِنَّهُ إِطْرَاقُ سْاهٍ لاهِى وأتَى الغِنَاءُ، فكالحَميرِ تَنَاهَقُوا ***** وَاللهِ مَا رَقَصُوا لأجْلِ اللهِ دُفٌ وَمِزْمَارٌ، وَنغْمَةُ شَادنٍ ** فمتَى رَأَيتَ عِبَادَةً بملاهى؟ مجلس الرقص تجده هنا : http: //safeshare.tv/w/coQduVHEUB وكذلك ما يجري في مجالسه من اختلاط بين الرجال والنساء وحضور نساء سافرات متبرجات ، وتقبيلهن ليده ! – يوجد مقاطع فيديو موثقة له بذلك نعتذر عن وضعها هنا -. هذا بالنسبة لما يتعلق بحال الرجل. أما بالنسبة للحكم عليه : فيقال : لا ريب أنه قد وقع في بدع عظيمة مغلظة منها ما هو مكفِّر ومنها دون ذلك ، وأنه وطائفته من أكثر الناس ضلالاً ، وأنه يجب عليكم التحذير منه ومن طائفته ببيان ضلالاتهم بالحكمة ، وهذا من النصيحة لله ورسوله ، إلا أن الحكم على عينه بالكفر يتوقف على تحقق الشروط وانتفاء الموانع كما هي قاعدة أهل السنة والجماعة في باب التكفير. والله أعلم.

عقائد النقشبندية وحكم الزواج من المرأة المتلبسة بها

س: بشأن جماعة من النساء في الكويت يقمن بنشر الدعوة الصوفية على الطريقة ‌النقشبندية، والتي كان يتزعمها أحمد كفتارو مفتي سوريا السابق، وهن يعملن تحت إطار رسمي جمعية نسائية، ولكنهن يمارسن هذه الدعوة في الخفاء ويظهرن ما لا يبطن. وقد حصل أن اطلعنا على كتاباتهن وبعض كتبهن واعتراف بعضهن من كونهن في هذا التنظيم، وذلك يتمثل بالآتي: يقلن من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب المربي، لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخه: لم، لم يفلح أبدا، ويقلن بالوصل، ويقمن بعملية الذكر الصوفي مستحضرات صورة شيختهن الآنسة أثناء الذكر، ويقبلن يد شيختهن والتي يطلقن عليها لقب الآنسة، وهي من سوريا، ويتبركن بشرب ما تبقى في إنائها من الماء، ومن كتبهن التي بها السحر كتاب (اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان)، ويقمن بتأسيس المدارس الخاصة بهن لاحتواء الأطفال على طريقتهن، ويعملن في مجال التدريس مما يعطيهن مجالا لنشر هذه الدعوة في صفوف بنات المدارس الحكومية المتوسطة والثانوية، وقد فارقت بعض من هؤلاء النسوة أزواجهن وطلبن الطلاق عن طريق المحاكم عندما أمرهن هؤلاء الأزواج بالابتعاد عن هذا الطريق الضال. السؤال: 1 - ما هو الحكم الشرعي في عقيدة هؤلاء النسوة مع إصرارهن على هذه الطريق؟ 2 - هل يجوز الزواج منهن؟ 3 - ما حكم عقد النكاح القائم بإحداهن الآن؟ 4 - النصيحة لهن وترهيبهن من هذا الطريق؟ وجزاكم الله عنا كل خير الجواب: الطرق الصوفية ومنها النقشبندية، كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة، وقد قال النبي : «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» ، بل إن الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة مع ما في البدعة من الضلال، ولكن داخلها كثير من الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في مشائخ الطرق والاستغاثة بهم من دون الله، واعتقاد أن لهم تصرفا في الكون، وقبول أقوالهم من غير نظر فيها، وعرضها على الكتاب والسنة، ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم: من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخه: لم لم يفلح أبدا، وهذه كلها أقوال باطلة مخالفة للكتاب والسنة؛ لأن الذي يقبل قوله مطلقا بدون مناقشة ولا معارضة هو رسول الله ؛ لقول الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾، وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [ النجم: 4]، أما غيره من البشر مهما بلغ من العلم فإنه لا يقبل قوله إلا إذا وافق الكتاب والسنة، ومن زعم أن أحدا تجب طاعته بعينه مطلقا غير رسول الله فقد ارتد عن الإسلام، وذلك لقوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 31] ، وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أربابا من دون الله: طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال، كما جاء في حديث عدي بن حاتم عند الطبراني وابن جرير والترمذي قال: «أتيت النبي وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك، فطرحته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة، فقرأ هذه الآية: حتى فرغ منها. فقلت: إنا لسنا نعبدهم. فقال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم». فالواجب الحذر من الصوفية ومن يتبعها رجالا ونساء، ومن توليهم التدريس والتربية، ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها، لئلا يفسدوا عقائد الناس، والواجب على الرجل منع موليته من الدخول في تلك الجمعيات أو المدارس التي يتولاها الصوفية أو يدرسون فيها حفاظا على عقائدهن، وحفاظا على الأسر من التفكك وإفساد الزوجات على أزواجهن، ومن اعتنق مذهب الصوفية فقد فارق مذهب أهل السنة والجماعة، وإذا اعتقد في شيوخ الصوفية أنهم يمنحون البركة، أو ينفعون أو يضرون فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء الأمراض وجلب الأرزاق ودفع الأضرار، أو أنهم تجب طاعتهم في كل ما يقولون ولو خالفوا الكتاب والسنة - من اعتقد ذلك فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من الملة، لا تجوز موالاته ولا مناكحته؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ﴾، إلى قوله: ﴿وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا﴾ [البقرة: 221]. والمرأة التي تأثرت بالتصوف ولم تصل إلى حد الاعتقاد المذكور لا ينبغي التزوج بها ابتداء، ولا إمساكها ممن تزوجها إلا بعد مناصحتها وتوبتها إلى الله، والذي ننصح به للنسوة المذكورات هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق، وترك هذا المذهب الباطل، والحذر من دعاة السوء، والتمسك بمذهب أهل السنة والجماعة، وقراءة الكتب النافعة المشتملة على العقيدة الصحيحة، والاستماع للدروس والمحاضرات والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح، كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي بكر أبو زيد: عضو صالح الفوزان: عضو عبد الله بن غديان: عضو عبد العزيز آل الشيخ: عضو "فتاوى اللجنة الدائمة" الفتوى رقم (16011)

مراجعها ومصادرها

"الأوراد البهائية" و"تنبيه الغافلين" لبهاء الدين نقشبند "العقبة الإلهية في الطريقة النقشبندية" و "المسك الندي في المشرب النقشبندي" للصديقي "النفحة المحمدية في الطريقة النقشبندية" لباعبود العلوي الملقب بالشيخ الصوفي "البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية" لمحمد بن عبد الله الخاني "السعادة الأبدية فيما جاء به النقشبندية" لعبد المجيد بن محمد الخالني الخالدي "العجالة السنية في الرد على المعترضين على السادة النقشبندية" لحسين الخطيب الحموي "المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية" لمحمد أمين الكردي. "إرغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية الخالدية الضيائية" لمحمد زاهد الكوثري.

مراجع ومصادر في نقدها

"كتاب النقشبندية": عبد الرحمن دمشقية ط: دار طيبة. "كتاب النقد والتزييف": ط: المكتب الاسلامي. "كنت نقشبنديًّا": مقالة للشيخ محمد جميل زينو (مجلة الاستجابة العدد الرابع - مركز الملك فيصل 50704). "الطرق الصوفية ومشايخها في طرابلس": د. محمد درنيقة. "تراجم اسلامية": (ناصر عبيد الله أحرار) يحيى الساعاتي. "الطرق الصوفية في آسيا": الكسندر بنغسين (مركز الملك فيصل 54201). "الطرق الصوفية في شمال القوقاز": لشانتال لوميرسيه (مركز الملك فيصل 54201). "الطرق الصوفية نشأتها وعقائدها وآثارها": لعبد الله بن دجين السهلي.