البحث

عبارات مقترحة:

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

الطريقة الشاذلية

طريقة صوفية تنسب إلى أبي الحسن الشاذلي الذي توفي سنة 656هـ ، يؤمن أصحابها بمجموعة من الأفكار والمعتقدات الصوفية، نشأت في تونس وازدهرت وانتشرت في الإسكندرية بمصر، أشهر شخصياتها: أبو العباس المرسي، وابن عجيبة، وابن عطاء الله السكندري صاحب الحكم. ومما يعرفون به: اشتهارهم بالذكر المفرد "الله" أو مضمرًا "هو ".

تعريف

الطريقة الشاذلية هي أحد أمهات الطرق الصوفية الإسلامية، وهي من أكبر الطرق وأوسعها انتشارًا في العالم الإسلامي، منشؤها في المغرب العربي على يد أبي الحسن الشاذلي وإليه تنسب، وأشهر ما يدور حوله منهجهم من المبادئ: إخلاص النية، والتوبة، والخلوة، والذكر، وتربية النفس وتزكيتها، والمحبة والرضا والعبودية، والزهد والتوكل، ونبذ الدنيا. "المذاهب الصوفية ومدارسها" عبد الحكيم قاسم (ص175). وقد تركت مدرستهم الكثير من الكتب والأحزاب (وهي كتيّبات فيها الأذكار والأدعية الخاصة بهم)، منها: حزب الفتح، وحزب البحر وحزب البر وغيرها. انظرها في "المدرسة الشاذلية" لعبد الحليم محمود (175 - 206).

الشخصية الرئيسية

تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الله الشاذلي (593 - 656) هـ

النشأة والتاريخ

نشـأت الشاذلية على يد أبي الحسن علي بن عبد الله، وهو من أهل المغرب الأقصى، فقد ولد في غُمارة من قرى سبتة، وأما نسبه (الشاذلي) فهو إلى مبدأ ظهوره لا إلى أصله، فشاذلة قرب مدينة تونس، وفيها بدأ ظهور هذه الطريقة على يد أبي الحسن. وتنسب الطريقة الشاذلية إلى شيخ أبي الحسن: عبد السلام بن مشيش، وهو ينتسب إلى الشيخ عبد الرحمن المدني، ثم واحد إلى واحد إلى الحسن بن علي بن أبي طالب. انظر "الوصية الكبرى" لعبد السلام الفيتوري. وقد أمر ابن مشيش أبا الحسن أن يرتحل إلى شاذلة حيث سيظهر فيها أمره ويعلو شأنه، ففعل الشاذلي، وحصل له ذلك، ويبدو أن انتشار طريقته شكّل بعض الفوضى في تونس، ورغب الناس بإخراجه، فأراد الخروج منها ولكن السلطان أبى وقال: أي شيء يسمع به عن إقليمنا؟ إنه أتاه ولي من أولياء الله فضاق عليه حتى خرج فارًّا بنفسه؟ فقال الشاذلي: ما خرجت إلا بنية الحج وإذا قضى الله حاجتي أعود إلى تونس إن شاء الله، فسمح له السلطان بالخروج، وكتب قاضي الجماعة في تونس أبو القاسم بن البراء إلى سلطان مصر الملك الكامل محمد الأيوبي يقول له: إن هذا الواصل إليكم شوش علينا بلادنا وكذلك يفعل ببلادكم. فقُبض على الشاذلي، ثم أطلق لما علم أنه ذاهب للحج، فذهب إلى الحجاز وعاد إلى تونس، وقضى فيها سنتين ارتبط به فيها أكبر تلاميذه أبو العباس المرسيّ، ثم انتقل إلى الإسكندرية، وعاش فيها بقية حياته وانتشرت فيها الطريقة، وكانت بذلك أكثر البلاد احتواء للشاذلية، وأوسع بؤرة لانتشارها. انظر للاستزادة "الطرق الصوفية في مصر" لعامر النجار (ص126-128).

أبرز الشخصيات

1- شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر الأنصاري المرسي (ت 686 هـ). 2- تاج الدين أبو الفضل أحمد بن عطاء الله السكندري (ت709 هـ). 3- أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة (ت 1224 هـ).

الانتشار ومناطق النفوذ

الطريقة الشاذلية من أكثر الطرق الصوفية انتشارًا في العالم الإسلامي، فقد انتشرت في كثير من دول إفريقيا وآسيا، كمصر والمغرب العربي والسودان وجزر القمر ومدغشقر وموزمبيق، وفي بلاد الشام والعراق وغيرها، وأكثر المناطق التي انتشرت فيها الطريقة هي: · مصر: وهي المركز الأول للشاذلية، ومما انتشر فيها من الطرق التي تفرعت عن الشاذلية: الوفائية، والعروسية، والعفيفية، والجوهرية، والإدريسية، والمدنية، والقاوقجية. · بلاد المغرب العربي : وجميع الطرق التي تفرعت عن الشاذلية فيها ترجع إلى طريقتين: الطريقة الجزولي، وأشهر ما تفرع عنها: العيساوية، والوزانية، والناصرية. الطريقة الزروقية، وأشهر ما تفرع عنها: البكرية، الراشدية، والغازية، والسهيلية. · بلاد الشام : ولم يكن انتشار الشاذلية فيها إلا متأخرًا، ولم يشتهر من طرق الشاذلية فيه إلا: اليشطرية، والهاشمية. انظر للتوسع والاستزادة "الطريقة الشاذلية عرض ونقد" لخالد بن ناصر العتيبي (ص469-503).

الأفكار والمعتقدات

يعتقد الشاذلية بأصلية الكتاب والسنة، وتقديمهما على ما سواهما، فالشاذلي يقول: «إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف وقل لنفسك: إن الله تعالى قد ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لي في جانب الكشف ولا الإلهام ولا المشاهدة إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة» "طبقات الشاذلية الكبرى" لكوهن الفاسي (ص20). وارتبطت الشاذلية بالعقيدة الأشعرية ارتباطًا وثيقاً، ولا تكاد تجد شاذليًا إلا وهو أشعري. وأما الأفكار الأساسية التي تقوم عليها طريقتهم فهي: الذكر مع الافتكار، واليقظة مع الاصطبار، وترك التدبير والاختيار، والجمع على الله مع عدم التفرقة، والمقصود بالجمع على الله: حضور القلب مع الله أو هو شهود الوجود الحق وشهود الأحدية فيه، وأما وجود العوالم والأكوان فوجود متوهم. انظر "الأصول والأمهات" لابن زروق (ص14). ولم يكن الشاذلية من القائلين بوحدة الوجود، وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية رحمه الله، فهو يهاجم الحلوليين مستشهدًا بقول الشاذلي أبي العباس مرسي فيهم: هؤلاء كفار يعتقدون أن الصنعة هي الصانع، ولم يأخذ ابن تيمية على الشاذلية في هذا الباب إلا قولَ الشاذلي: اللهم أنقذني من أوحال التوحيد، وأوّله من انتصر للشاذلية بأن الشاذلي إنما أراد النجاة من التوحيد المتسبب عن الأدلة العقلية والبراهين المنطقية، لأنه في رأيه اعتقاد غير راسخ، أو هو عرضة للتزعزع والارتياب، أما التوحيد الذي يصبو إليه، أو يبتغيه ويسأل الله أن يبلغه إياه، فهو تلك العقيدة النظرية المستقرة في أعماق النفس، التي لم تكن مسببة عن نظر واستدلال، وإنما هي وليدة الإحساس القلبي، أو الفهم الوجداني، الذي يعبَّر عنه لدى الصوفية بالإلهام. انظر "الأدب الصوفي" لعلي صافي (69-70). وهو قول محجوج؛ فقد سبق أن عقيدة الشاذلية هي العقيدة الأشعرية، وهم يعتمدون الاستدلال العقلي كغيرهم من المتكلمين، وقد يصيبون أو يخطئون فيه، لا أنهم يقولون إن ما يبنى عليه اعتقادات غير راسخة.

فتاوى أهل العلم

فتوى الشيخ محمد رشيد رضا

إلى حضرة السيد الإمام مفتي الإسلام سيدي محمد رشيد رضا مفتي المنار المضيء حفظه الله. إنني مسلم موحد الله «لا إله إلا الله محمد رسول الله ». وأريد أن أطلع على الحقوق المطلوبة مني للحق عز وجل، وأريد أن أسألكم سؤالًا واحدًا يكون جوابه من لطفكم وعواطفكم لا حرمنا الله من متعتكم الدنيوية، وأريد نشره في مجلتكم، مجلة المنار، التي أتمنى لها خير النجاح وهو كما يأتي، ولكم الأجر والثواب عند الله الواحد القهار. ما هي الطريقة الشاذلية؟ منافعها، مضارها، تأثيرها، مقصودها، خطتها، نشوءها، نموها، وإن كان عندكم شيء زيدوا على ما سألت أنا ولكم الفضل سيدي. ملاحظة: إن الذي أجبرني على أن أسأل حضرتكم هذا السؤال هو شيء واحد، وهو أخي يعرض عليَّ دخول هذه الطريقة ومسلكها، وأيضًا الذي جعلني أن أمتنع عن القبول هو كلام الناس يحكون في حقها ما لا تقبله المسامع، فيا ترى هذا الكلام صحيح أم لا؟ أخبرنا فإن كان لا فتكون أولًا نفعتني وثانيًا نفعت الذي يريد أن يسلك في هذا المسلك، فلهذا سألت هذا السؤال وأملي بأن ينشر على صفحات مناركم مع جوابه ولكم الفضل سيدي ومولانا. الجواب: كان سبب تأخير الجواب عن هذا السؤال أنني كنت أريد أن أكتب خلاصة تاريخية لهذه الطريقة وفروعها، ولا سيما الفرع الذي انتشر واشتهر في فلسطين بدعوى الحلول والجمع بين النساء والرجال في الأذكار والخلوات وغير ذلك من المنكرات التي أشار إليها السائل بقوله: «يحكون في حقها ما لا تقبله المسامع». وهذه الخلاصة تتوقف على بحث ومراجعة، ولذلك مرت هذه السنوات ولم أجد لها فراغًا، ونسيت هذا السؤال بل ضل عني بين الأسئلة المهملة لأسباب مختلفة منها سبق الجواب عن مثلها ومنها انتظار الفرص للبحث عن موادها وأدلتها كهذا السؤال. وإن أكثر فتاوى المنار في هذه السنين تُكتب بدون مراجعة شيء من الكتب، وأقلها بعد مراجعة لا تستغرق وقتًا طويلًا، ولما نجد فرصة لكتابة هذه الخلاصة. والذي ننصح به للسائل عن الطريقة الشاذلية أن يتجنبها ويتجنب أمثالها من هذه الطرائق التي بيَّن غرضها أحد كبار رجالها في القرن الماضي وهو السيد محمد الزعبي الجيلاني شيخ الطريقة القادرية في طرابلس الشام وهو والد الأستاذ الكبير السيد عبد الفتاح الزعبي نقيب السادة الأشراف والخطيب المدرس في الجامع الكبير المنصوري من زهاء قرن، فقد أخبرني هذا الأستاذ أن بعض مريدي والده سأله عن سبب اختلاف أصحاب هذه الطرائق في عمائمهم وشاراتهم وأعلامهم وأورادهم وأذكارهم مع دعواهم أن الغرض من سلوك كل طريقة منها معرفة الله تعالى وعبادته الصحيحة، فقال له السيد المنصف رحمه الله تعالى: «تغيير شكل، لأجل الأكل». وأخبرني الأستاذ الشيخ محمد الحسيني أشهر علماء طرابلس لهذا العهد أنه كان مرة في درس الشيخ الخضري الكبير في الجامع الأزهر فمرَّ بالقرب من الجامع موكب لأهل الطريق بدفوفهم وصنوجهم وضجيجهم، فسكت الشيخ عن تقرير الدرس إلى أن بعدوا وخف صوتهم وقال لتلاميذه: إن جميع طرق الصوفية دخلتها البدع إلا الطريقة النقشبندية والطريقة الدمرداشية، اهـ. ولكنني انتظمت بعد سماع هذا القول في سلك الطريقة النقشبندية فألفيتها لم تخل من البدع، ثم اختبرت الطريقة الدمرداشية فوجدتها كذلك، ولكن بدعهما أهون من بدع غيرهما فليس فيهما معازف ولا ملاهٍ ولا أغانٍ ولا عبادة قبور، ولا أوراد غير ذكر الله تعالى. وقد تكلمت على بدعة الرابطة عند النقشبندية، وبدعة الذكر بالأسماء المفردة عندهم وعند غيرهم من قبل. وأين هي من التيجانية والحلولية والإباحية من الشاذلية الترشيحية وغيرها. فعليك أيها المسلم أن لا تقرب أحدًا منهم، وإن لبعض من تفقه من شيوخهم فائدة في إرشاد العوام إلى الصلاة والصيام وذكر الله، وإن كان بعضه غير مأثور أو مبتدع كالذكر بالأسماء المفردة، وهو هو، وآه آه، فلو اعتصموا بالمأثور لكان خيرًا لهم، وقد فصَّلنا هذه المسائل مرارًا، وعليك بتلاوة القرآن والأذكار والأوراد المأثورة في السنة الصحيحة، وحسبك من مختصراتها كتاب الكلم الطيب من أذكار النبي لشيخ الإسلام ابن تيمية. فإن أحببت المزيد فعليك بكتاب الأذكار للإمام النووي أو الحصن الحصين للمحدث الجزري. "المنار" ج32 (1931) (ص 668-670).

طريقة الشاذلية الدرقاوية

انتشر عندنا في أنحاء البلاد طريق من طرق الصوفية وسمي طريقة الشاذلية الدرقاوية نسبة إلى مولاي العربي الدرقاوي وهذه الطريقة من شعائرها الاجتماع صباحًا ومساء على تلاوة الأوراد والأذكار، إلا أن من أعمالهم في حال الذكر من قيام، التأوه بقولهم (آه آه) معتقدين أن هذه الكلمة اسم من أسماء الله تعالى. وقد رفع هذا السؤال إلى حضرة الشيخ عبد العزيز جاويش، فأنكر ذلك في لواء يوم 15ذي القعدة سنة 1327 قائلًا بأنه ليس من أسماء الله تعالى، ولم يرد في كتاب ولا في سنة صحيحة، وأسماء الله توقيفية وليس لله إلا الأسماء الحسنى وسفّه رأي القائلين بأنه من أسماء الله. فرد عليه أحد شيوخ تلك الطريقة الأستاذ الشيخ محمود حجاري بقوله: (إنه من أسماء الله تعالى مستندًا في ذلك على حديث وارد في الجامع الصغير في حرف الدال (خ) للبخاري، و(ت) للترمذي عن أبي هريرة قال الشارح الغريزي: وكذا رواه مسلم (دعوه) أي المريض (يئن) أي يقول (آه) (فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل). وسبب هذا الحديث كما في الكبير عن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل علينا رسول الله وعندنا مريض يئن فقلنا له اسكت فقال: دعوه). .. إلخ، رواه الرافعي في تاريخ قزوين عن عائشة، وهذا الحديث مرتبته الحسن كما قال بذلك سيدي محمد السعراني الشهير بالواعظ ومستندًا في ذلك أيضًا بما كتبه الباجوري والأمير كلاهما على جوهرة اللقاني عند قوله: (حتى الأنين في المرض) كما نقل، وقال وأما دعوى الشيخ جاويش بأنه ليس لله إلا الأسماء الحسنى فمردود بإجماع المسلمين على أن لله أسماء كثيرة غيرها منها الرب وهو وارد في القرآن في مواضع كثيرة ومنها (مليك) وهو وراد في القرآن عند قوله تعالى ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ[55]﴾ [القمر: 55]. ومنها الحنان المنان، وستار وسيد، وكلها ثابتة بالسنة وما يؤخذ من حديث: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا» لا يفيد الحصر، وحيث إننا في حاجة إلى بيان ما عليه هذه الطائفة فنلتمس منكم الفتوى الشرعية في ذلك جعلكم الله منارًا للحق ونبراسًا للهدى. الجواب: ظهرت الطريقة الدرقاوية في أوائل هذا القرن في بلاد سورية أخذها خلق كثير عن شيخ مغربي كان في عكا اسمه الشيخ علي نور الدين، فقامت عليه وعليهم قيامة العلماء، ونسبوا إليهم القول بالحلول والاتحاد، وبعض المنكرات العملية كالجمع بين النساء والرجال، بل قيل إن بعضهم مرقوا من الدين وصاروا إباحيين، وجعلوا شيخهم علي نور الدين اليشرطي مثار هذه الضلالات كلها، ولكنني رأيت بعض الشيوخ الصالحين يثني على شيخه ويقول: إنه بريء من كل ما خالفوا الشرع فيه، ومن هؤلاء المبرئين له شيخان الشيخ محمد القاوقجي الشهير. وقد نشر هذه الطريقة في طرابلس الشام الشيخ نجيب الحفار أحد علمائها المشهورين، فلم نرَ من تلاميذه من الفسق ولم نسمع عنه أو عنهم القول بالحلول والاتحاد، فالظاهر أن هذه الطريقة كغيرها من الطرائق المشهورة يتبع تأثيرها حال المشايخ الذين يتصدون لنشرها، فإن كان جاهلين ضالين أضلوا العامة بها وإن كان على علم وهدى نفعوا من ينتمي إليهم بقدر ما يصل إليه علمهم وإخلاصهم، وقلما تسلم طريقة في هذا العصر من البدع، وبعض الشر أهون من بعض، والشيوخ هم العمدة. والذكر بالأسماء المفرد لم يرد في الشرع الأمر به ولا العمل، كما بيّنا ذلك من قبل، على أن الخطب فيه سهل. " المنار" ج13 (1910) ص192-194.

الاعتقاد في الطريقة الشاذلية

هناك طريقة تسمى بـ: الشاذلية أصحابها لا يصلون ولا يصومون ولا يزكون وهناك شخص يقولون عنه: (سيدنا) يقولون: إنه بمثابة ربهم، وهو كفيلهم يوم الآخرة، وهو غافر لهم عن كل شيء يعطونه في حياتهم الدنيا، وهؤلاء الناس يجتمعون صباح الإِثنين والجمعة وليلة الإِثنين والجمعة من كل أسبوع، وأبي يجبرني على هذه الطريقة ويغضب عندما يراني صائمًا أو أصلي، ويقول لي هذه العبارة: إن سيدنا غافر لنا عن كل شيء ومؤمننا من عذاب النار، أي: نحن من أصحاب الجنة حتمًا. وطبعًا كلام خاطئ؛ لأنه هو شخص مثلهم فما أعمل أرشدني. أعلم بأن الله ربي ومحمدًا نبي الله ورسوله والإِسلام ديني وأقوم بأركانه الخمسة، إن أطعت أبي أكون بذلك قد خالفت أوامر خالقي، وقال سبحانه في كتابه: ﴿ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ﴾ [ الإسراء : 23 ] وإن لم أطعه بقي دائمًا غاضبًا علي ومشاجري لكي أذهب معه على هذه الطريقة، علمًا بأنني لا أقدر على كسب المعاش لنفسي وليس في العائلة أحد مناصر لي سوى والدتي، ما العمل أرشدني لكي أرضي به ربي وأتخلص من غضب والدي الذي لا يقتنع بالصلاة والصيام أو بالأصح بالدين الإِسلامي المشروع بكافة الوسائل؟ الجواب: إذا كان الواقع كما ذكرت من أن والدك ومن معه في تلك الطريقة لا يصلون وأنهم يعتقدون أن سيدهم أو شيخهم بمثابة ربهم يكفل لهم الجنة ويغفر لهم كل ما عملوه من الشر فهم كفار، وإذا أمرك أبوك أن تكون معهم ونهاك عن الصلاة والصيام فلا تطعه؛ فإنه «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». أخرجه القضاعي في مسنده رقم (873)، وأخرجه عبد الرزاق برقم (20700)، والطبراني في [الكبير] (3 /3159، 3160) و (18 /324، 367، 381، 385، 407، 432) إلى (438، 570، 571)، وامتثل ما أمرك الله به واجتنب ما نهاك عنه وصاحب والديك في الدنيا بالمعروف؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ لقمان : 14 - 15 ] فكن مع المؤمنين الصادقين في اعتقاد ما شرعه الله وبيّنه رسوله وفي العمل بكتاب الله وسنة رسوله ، وتحمل ما ينالك من الأذى في سبيل الله والتزام طريق من أناب إلى الله فإنه خير وأحسن تأويلاً، وينبغي أن تفارقهم خشية أن يضلوك، ونرجو أن يهيئ الله لك طريق الكسب الحلال الذي تعيش به فإن الأرزاق بيد الله لا بيد والدك ولا غيره من العباد. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. فتاوى اللجنة الدائمة رقم الفتوى: 2986 تاريخ النشر في الموقع : 19/01/2018 المفتي: عبد الرزاق عفيفـي المفتي: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان المفتي: عبد الله بن حسن بن قعود

حكم الانتساب لبعض طرق الصوفية مثل الشاذلية

الطريقة المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر وأبي الحسن الشاذلي هل يكون على الإِنسان حرج إذا دخل فيها وانتسب إليها وهل هي سنة أو بدعة؟ الجواب: روى أبو داود وغيره من أصحاب السنن من طريق العرباض بن سارية أنه قال: «صلى بنا رسول الله ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة». سنن أبو داود السنة (4607)، سنن الدارمي المقدمة (95). فأخبر رسول الله بأنه سيقع في أمته اختلاف كثير وتتشعب بهم الطرق والمناهج وتكثر فيهم البدع والمحدثات، وأمر المسلمين أن يعتصموا بكتاب الله وأن يتمسكوا بسنته ويعضوا عليها بالنواجذ، وحذرهم من التفرق والاختلاف واتباع البدع والمحدثات؛ لأنها مضلة ومتاهات تتفرق بمن سلكها عن سبيل الله فوصاهم بما وصى به عباده في قوله سبحانه: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ﴾ [ آل عمران : 103 ] وقوله: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [ الأنعام : 153 ] فنوصيكم بوصية الله ووصية رسوله، وننصحكم بلزوم منهج أهل السنة والجماعة ، ونحذركم ما أحدث أهل الطرق من تصوف مدخول وأوراد مبتدعة وأذكار غير مشروعة وأدعية فيها شرك بالله أو ما هو ذريعة إليه كالاستغاثة بغير الله وذكره بالأسماء المفردة وذكره بكلمة آه وليست من أسمائه سبحانه، وتوسلهم بالمشايخ في الدعاء، واعتقاد أنهم جواسيس القلوب يعلمون ما تكنه، وذكرهم الله ذكرًا جماعيًا بصوت واحد في حلقات مع ترنحات وأناشيد إلى غير ذلك مما لا يعرف في كتاب الله وسنة رسوله . فتاوى اللجنة الدائمة رقم الفتوى: 948 تاريخ النشر في الموقع : 19/01/2018 المفتي: عبد الرزاق عفيفـي المفتي: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان المفتي: عبد الله بن سليمان بن منيع

الطريقة الشاذلية

من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب المعالي وزير خارجية المملكة العربية السعودية، سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد بلغنا أَن محمد الفامي نزيل مكة سابقًا قد ذهب إلى سيلان، وأَخذا يقوم بأَعمال مخالفة للشرع، وصادر يدعو إلى اتباع الطريقة الشاذلية. وهي طريقة بدعية مخالفة للدين الإسلامي، كما أَنه قد لبس على الكثيرين هناك بأَن له مركزًا محترمًا في البلاد، وأَنه قد تولى القضاءَ في مكة سنين عديدة وحيث أَن المذكور ينتمي إلى الدولة السعودية ومن مكة بالذات وخشية من أَن يغتر به هؤلاء. فاننا نأمل منكم تعميد من يلزم بالبحث عن المذكور وتقصي أَخباره، ووضع رقابة دقيقة على تصرفاته للتأَكد من صحة ما نسب إليه، وافادتنا لاجراء ما يلزم نحوه. وفقكم الله. والسلام. رئيس القضاة (ص-ق-6982-3 في 13-10-80هـ) "فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ" (1/266).

مراجعها ومصادرها

"لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشاذلي" لابن عطاء الله السكندري "درة الأسرار وتحفة الأبرار في أقوال وأفعال وأحوال ومقامات ونسب وكرامات وأذكار ودعوات سيدي أبي الحسن الشاذلي" لابن الصباغ الحميري "تأييد الحقيقة العلمية وتشييد الطريقة الشاذلية" لجلال الدين السيوطي. "المفاخر العلية في المآثر الشاذلية" لأحمد بن محمد بن عياد.

مراجع ومصادر في نقدها

كتاب الطريقة الشاذلية عرض ونقد لمؤلفه خالد بن ناصر العتيبي، ولا يوجد كتاب آخر مستقل في نقد الشاذلية، يقول العتيبي في مقدمة كتابه: «وليس هناك كتاب واحد مستقل في نقد هذه الطريقة وبيان مخالفاتها تفصيلًا لعقيدة أهل السنة والجماعة». "الطريقة الشاذلية عرض ونقد" للعتيبي (ص13) ولشيخ الإسلام ابن تيمية كتاب اسمه "الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق" فيه رد على اثنين من أحزاب الشاذلي، ولم يعنَ بنقد الطريقة ومؤلفاتها بشكل عام.