البحث

عبارات مقترحة:

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

الطريقة التيجانية

هي طريقة صوفية متأخرة، أسسها أحمد التيجاني في المغرب الغربي، بمدينة فاس، وهي مقرها ومنها انتشرت في البلاد الإفريقية، وفي بلاد الشام والحجاز، ويؤمنون بوحدة الوجود وبالحقيقة المحمدية، وبالفناء، وهي من العقائد الفاسدة التي تسود الطرق الصوفية.

تعريف

هي طريقة صوفية بدعيَّة، ظهرت في القرن الثاني عشر للهجرة، أسسها أحمد بن محمد التيجاني، يسمون أنفسهم الأحباب، "الطرق الصوفية نشأتها وعقائدها" للسهلي (ص95)، يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية، ويزيدون عليها الاعتقاد بإمكانية مقابلة النبي مقابلة حسّية مادية، وصاحب الطريقة كغيره من أصحاب الطرق الصوفية يدعي نسبًا إلى رسول الله ، لا بطريقة علمية بإثبات نسبه وأسرته إلى الأشراف السادة، بل بدعوى الكشف والإلهام حيث قال: إنه سأل النبي عن نسبه يقظة فردَّ عليه أن نسبه إلى الحسن بن علي صحيح. "جواهر المعاني" (1/30).

الشخصية الرئيسية

أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار التيجاني (1150-1230هـ)

النشأة والتاريخ

ولد التيجاني في قرية عين ماضي من قرى الصحراء بالجزائر حاليًّا، حفظ القرآن ودرس العلوم الشرعية، وارتحل متنقلاً بين فاس وتلمسان وتونس والقاهرة ومكة والمدينة ووهران، انتسب في مبدئه إلى عدد من الطرق، ومنها القادرية والناصرية والخلوتية، ثم ترك هذه الطرق وأنشأ طريقته عام 1196هـ، في قرية أبي سمغون وصارت فاس المركز الأول لهذه الطريقة، حيث أقام فيها وربّى المريدين وجمع الأتباع، حتى توفي بها سنة 1230هـ، ومنها خرجت الدعوة وانتشرت في أفريقيا بعامة. انظر "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب" (ص281)، "عقيدة الصوفية وحدة الوجود" لأحمد القصير (ص216). يقول الشيخ محمد رشيد رضا: «كان من فساد هذا التصوف الذي بثه الشعراني وأمثاله في المسلمين، أن وجد في المغرب الأقصى في القرن الثالث عشر للهجرة شيخ اسمه الشيخ أبو العباس أحمد التجاني، صار له طريقة من أشهر الطرق امتدت من المغرب الأقصى إلى السودان الفرنسي والجزائر فتونس فمصر، وصار لها مئات الألوف من الأتباع لما فيها من الغلو في الدعاوى والخرافات والابتداع وتفضيل شيخها نفسه على جميع من سبقه من أقطاب الأولياء وكذا الأنبياء بأمور منها ضمان النبي له ولأصوله وفروعه وأتباعه ولكل من يكرمه ويحسن إليه ولو بالطعام أعلى منازل الجنة مع رسول الله بغير حساب ولا عقاب؛ لأن جميع معاصيهم وتبعاتهم تغفر لهم لأجله إلخ، كان الغرض من طريقته أكل أموال الناس وطعامهم والجاه عندهم خلافا لجميع صوفية العالم، وقد ألف أحد أتباعه كتابًا كبيرًا في مناقبه وكراماته وأوراده تلقاها من لسانه وقلمه، هدم بها هدي كتاب الله وسنة رسوله مدعيا أنه تلقاها منه ، وسماه "جواهر المعاني"». "تفسير المنار" (11/349). وقد وصل الأمر بالتيجانية إلى التعاون مع المستعمر النصراني الفرنسي عند احتلاله كثير من بلاد الإسلام، يقول رشيد رضا: «وقد بلغنا من رواية الثقة من أهل المغرب الأقصى أن بعض مشايخ الطريقة ‌التيجانية الزائغة وغيرها كانوا أكبر أعوان الأجانب على الزعيم محمد عبد الكريم في قتاله لدولتي أسبانية وفرنسة في الريف». "مجلة المنار" (27/630). وخير دليل على ذلك الخطبة التي ألقاها الشيخ سيد محمد الكبير خليفة الشيخ التيجاني آنذاك بين يدي الكونونل (سكوني) الفرنسي الذي ترأس بعثة من الضباط قامت بنزهة استطلاعية في الجنوب الجزائري، أقام لهم الخليفة التجاني مأدبة فاخرة، قرئت فيها بالنيابة عنه خطبة طويلة يقول فيها: ففي سنة 1838 كان جدي سيد محمد الصغير قد أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لفرنسا الأمير عبد القادر الجزائري... وكما قال: وفي سنة 1864 م كان عمي سيدي أحمد مهد السبيل لجنود (الدوك دومال) وسهل عليهم السير إلى مدينة بسكرة وعاونهم على احتلالها. وقال: وفي سنة 1881م كان المقدم سي عبد القادر بن أحميدة مات شهيدا مع الكونونل (افلاتين) حيث كان يعاونه على احتلال بعض النواحي الصحراوية. وقال: وفي سنة 1894م طلب منا موسيو (جول كوميون) والي الجزائر العام يومئذ أن نكتب رسائل توصية فكتبنا عدة رسائل وأصدرنا عدة أوامر إلى أحباب طريقتنا في بلاد الهكار (الطوارق) و(السودان) نخبرهم بأن حملة (فود ولامي)الفرنسية هاجمة على بلادهم ونأمرهم أن لا يقابلوها إلا بالسمع والطاعة وأن يعاونوها على احتلال تلك البلاد وعلى نشر العافية فيها. ويقول: وفي سنة 1906-1907م أرسل موسيو (جونار)والي الجزائر العام يومئذ ضابطه المترجم مدير الأمور الأهلية بالولاية العامة سيدي (مورانت) برسالة إلى أبي المأسوف عليه سيدي البشير فأقام عنده في زاوية كوردان شهرا كاملا لأداء مهمة سياسية ولتحرير رسائل وأوامر أمضاها سيدي البشير والدي رئيس التجانية يومئذ ثم وجهت إلى كبراء مراكش وأعيانها وزعماء تلك البلاد وجلهم - أو قال أكثرهم - تجانيون من أحباب طريقتنا نبشرهم بالإستعمار الفرنسي ونأمرهم بأن يتقبلوه بالسمع والطاعة والإستسلام والخضوع التام وأن يحملوا الأمة على ذلك وأن يسهلوا على جيوش فرنسا تلك البلاد. وفي الحرب العالمية الكبرى أرسلنا ووزعنا في سائر أقطار شمال إفريقية منشورات تلغرافية وبريدية استنكارا لتدخل الأتراك في الحرب ضد فرنسا الكريمة وضد حلفائها الكرام وأمرنا أحباء طريقتنا بأن يبقوا على عهد فرنسا وعلى ذمتها ومودتها. وفي سنة 1913م إجابة لطب الوالي العام للجزائر أرسلنا بريدا إلى المقدم الكبير للطريقة التيجانية في السنغال سيد الحاج مالك عثمان سي نأمره بأن يستعمل نفوذنا الديني الأكبر هنالك في السودان لتسهيل مأمورية (كلوزيل) الوالي العام للجزء الشمالي من افريقية الغربية أي لكي يسهل عليه احتلال واحة شنقيط. وفي سنة 1916م إجابة لطلب المارشال (ليوتي)عميد فرنسا في مراكش كان سيدي علي - صاحب السجادة الرئيس الذي كان قبلي - كتب مائة وثلاث عشرة رسالة توصية وأرسلها إلى الزعماء الكبار وأعيان المغاربة يأمرهم بإعانة فرنسا في تحصيل مرغوبها وتوسيع نفوذها... - إلى أن قال - وبالجملة فإن فرنسا ما طلبت من الطائفة التيجانية نفوذها الديني إلا وأسرعنا بكل فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغائبها وذلك كله لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا النبيلة والله المسؤول أن يخلد وجودها بيننا لنتمتع برضاها الخالد. ولم يقاوم المستعمر الفرنسي منهم إلا عمر الفوتي وقد تبرأوا منه وخذلوه وقالوا بأنه غير ماذون بذلك. مجلة الأزهر سنة 29. 1/8-10 ومجلة الفتح العدد 257 القاهرة 16/صفر 1350 هـ. يقول رشيد رضا: «هذا وإني لا أجهل أن للتجانية في المغرب والسودان الفرنسي، حسنات في مقاومة التنصير والاستعمار المعادي للإسلام كالقادرية والسنوسية، ولكن كتابهم (جواهر المعاني) قد فضحهم فضائح لا يقبلها مسلم يعرف ضروريات الإسلام، وستعلم قيمة حسناتهم وغيرها مما سننقله في كرامات أمثالهم عن شيخ الإسلام». "تفسير المنار" (11/354).

أبرز الشخصيات

علي حرازم أبو الحسن بن العربي برادة المغربي الفاسي (ت 1214 هـ) عمر بن سعيد بن عثمان الفوتي السنغالي (ت 1283 هـ) محمد بن المشري الحسني السابحي السباعي (ت 1224 هـ) أحمد سكيرج العياشي (ت 1363 هـ). وأما الزعم بأن المجاهد الشيخ عز الدين القسام وأنه تيجاني فإنه كذب، بل كان سلفيًّا من صغره، ومن زعم أنه كان تيجانيًّا فقد افترى الكذب عليه، قاله الشيخ زهير الشاويش. انظر "لقاءات ملتقى أهل الحديث بالعلماء".

الانتشار ومناطق النفوذ

تنتشر الطريقة التيجانية في إفريقيا انتشار النار في الهشيم، وبخاصة في الجانب الغربي من هذه القارة، وقد دخلت مصر والشام والحجاز على أيدي الحُجّاج التيجانيين القادمين من غربي إفريقيا. "عقيدة الصوفية وحدة الوجود" لأحمد القصير (ص216). وقد دخلت التيجانية إلى الأردن عن طريق الشيخ علي الدقر، بداية، ثم الشيخ محمد محمود مصطفى المصلح، أبو صلاح التجاني، الذي أخذ الطريقة التيجانية من الشيخ المغربي أحمد الدادسي، وأعطاه الإذن بالطريقة في بداية الستينات، فأصبح يقيم مجلسًا للذكر في منزله في منطقة المحطة في عمَّان. "أسرار الطريق الصوفي " لمحمد أبو رمان (ص91).

الأفكار والمعتقدات

شأن أصحاب الطريقة التيجانية شأن غيرهم من الصوفية، وعندهم بدع كثيرة، منها أنهم يحجون إلى فاس حيث قبر شيخهم قبل توججههم للحج إلى مكة، انظر "دائرة المعارف الإسلامية" (4/594). ويزعمون أن النبي التقى بشيخ الطريقة أحمد التيجاني لقاءً حقيقيًا حسيًّا في الدنيا، وأنه خصهم بصلاة (الفاتح لِما أُغلق) التي تحتل لديهم مكانة عظيمة. ونصها: «اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراطك المستقيم، صلى الله عليه وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم». ويزعمون أنها بستمئة ألف صلاة. "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب" (ص281). وقد قال التيجاني بتفضيل صلاة الفاتح على القرآن. يقول الشيخ محمد الزمزمي: «فكيف يجوز للتيجاني أن يتهجم على منصب القرآن ويفضل عليه صلاة الفاتح بلا دليل ولا برهان، إن هذه الجرأة تدل على النفاق والطغيان، لا شك أن تفضيل الفاتح على القرآن ينافي النصوص المصرحة بتفضيل القرآن على كل عبادة، ويقضي بتكذيبها، ولا يشك مؤمن في كفر من يقول بهذا، أو يعتقده». "إعلام المسلمين" (ص18). ويظهر بدراسة مؤلفات التيجانية أن وحدة الوجود هي العقيدة التي يدين بها أحمد التيجاني، وأنه تلقاها عن أسلافه، وربّى عليها أتباعه وبثها في أقواله وأذكاره، ومما يدل على ذلك من أقواله: «المتحقق بالحق: من يراه في كل متعيِّن، بلا تعيُّن، والمتحقق بالحق والخلق: يرى أن كل ذرة في الوجود لها وجه إلى الإطلاق ووجه إلى التقييد»، وقوله في دعاء: «اللهم حققني بك تحقيقًا يُسقط النِّسَب، والرُّتَب، والتعينات، والتعقلات، والاعتبارات، والتوهمات، والتخيلات»، وقوله: «كل ذرة في الكون هي مرتبة للحق سبحانه وتعالى، ولا يكون هذا إلا لمن عرف وحدة الوجود، فيشاهد الفصل والوصول، فإن الوجود عين واحدة، وهي المعبَّر عنها عند العارفين بأن الكثرة عين الوَحدة، والوَحدة عين الكثرة» فهذه المواضع وغيرها تثبت إيمانهم بوحدة الوجود». انظر "عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية" لأحمد القصير، وانظر "جواهر المعاني" (1/259). وهم كذلك يؤمنون بالفناء، ويطلقون عليه اسم (وحدة الشهود) انظر كذلك "جواهر المعاني" (1/191). ومن ضلالات التيجاني: ضمان دخول الجنة لكل من له علاقة بالتجاني بلا حساب ولا عقاب: قال صاحب "جواهر المعاني" في الفصل الثاني من الباب الأول. «قال (رضي الله عنه) أخبرني سيد الوجود يقظة لا مناما قال لي: أنت من الآمنين وكل من رآك من الآمنين إن مات على الإيمان، وكل من أحسن إليك بخدمة أو غيرها، وكل من أطعمك (!) يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب. (ثم قال) فلما رأيت ما صدر لي منه من المحبة وصرح لي بها تذكرت الأحباب ومن وصلني إحسانهم، ومن تعلق بي بخدمة، وأنا أسمع أكثرهم يقولون لي نحاسبك بين يدي الله إن دخلنا النار وأنت ترى، فأقول لهم: لا أقدر على شيء، فلما رأيت منه هذه المحبة سألته لكل من أحبني ولم يعادني بعدها، ولكل من أحسن إلي بشيء من مثقال ذرة فأكثر ولم يعادني (؟) بعدها، وآكد ذلك من أطعمني طعامه (! !) قال: كلهم يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب». وها هنا ذكر مؤلف الكتاب أن هذه الكرامة العظيمة المقدار، وهي دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب لمن ذكرهم، لم تقع لأحد من الأولياء قبله إلخ، ويزيد عليه أن النبي لم يضمن مثل هذا في حياته لأحد من أهل بيته ولا خواص أصحابه من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم حتى العدد القليل الذين بشرهم بالجنة كالعشرة لم يضمن لهم ما زعم التجاني أنه ضمنه لمن لا يحصى عددا من أصوله وفروعه وأتباعه، ولا يوجد في شريعته ما يدل على أن الله تعالى أذن له بمثل هذا، بل قاعدة دينه وشريعته أن الغرم بالغنم، فمن تضاعف حسناتهم تضاعف سيئاتهم كما صرح به الكتاب العزيز في خطاب نسائه من سورة الأحزاب. وصح عنه أنه لما نزل عليه: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ [ الشعراء: 214] جمعهم، وكان مما قاله لهم: «اعملوا لا أغني عنكم من الله شيئًا»، قال هذا لعمه وعمته رضي الله عنهما ولبنته السيدة فاطمة سيدة النساء عليها السلام، فكلام التجاني صريح في أن جميع أتباعه وأقاربه ومحبيه والمحسنين إليه يكونون في عليين فوق أتباع جميع الأنبياء ومحبيهم، وإلا لما بقي للجنات السبع أحد يسكنهن وهو افتراء لم يتجرأ عليه أحد من المجازفين قبله. "تفسير المنار" (11/351-352). ومن ضلالات التيجاني: تهجمه على الله وعلى كل ولي لله، وسوء أدبه معهم، حيث جاء في "الرماح" (2/405): «أن الشيخ التجاني قال ذات ليلة في مجلسه: أين السيد محمد الغالي؟ فجعل أصحابه ينادون: أين السيد محمد الغالي؟ على عادة الناس مع الكبير إذا نادى أحدًا، فلما حضر بين يدي الشيخ قال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى، وقال سيد محمد الغالي وكان لا يخافه لأنه من أكابر أحبائه وأمرائهم: يا سيدي! أنت في الصحو والبقاء، أو في السكر والفناء. فقال: رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: أنا في الصحو والبقاء، وكمال العقل، ولله الحمد. وقال: قلت: ما تقول بقول سيدي عبد القادر رضي الله عنه: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى؟ فقال: صدق، يعني أهل عصره، وأما أنا فأقول: قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى من لدن آدم إلى النفخ في الصور». وفي كتاب "جواهر المعاني" من العقائد الزائغة المخالفة لعقائد جميع السلف، وحفاظ السنن، وأئمة الفقه والمفسرين، وعلماء الكلام، ما نعهد مثله عن الباطنية وأهل الوحدة والاتحاد وسائر غلاة الصوفية، ولعلم التجاني وأمثاله أن كل من له إلمام بالضروريات من عقائد الإسلام ينكر عليهم أنهم جعلوا من أصول طريقتهم التسليم لهم ظاهرًا وباطنًا. وقد بالغ التجاني فيما يلقنه لأتباعه من النهي عن الاعتراض والإنكار عليه، حتى زعم أن من أنكر عليه وكره عمله أو طعن فيه أو أبغضه يموت كافرًا قطعًا، وهذه الدعوى باطلة كدعوى دخول أتباعه وأصوله وفروعه الجنة قطعًا، لأن كلًا منهما من عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى. وقد اتفق العلماء على عدم جواز القطع لشخص معين بأنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا بنص من الشارع. وإنما القطعي أن من مات على الإيمان الصحيح فهو من أهل الجنة ومن مات على الشرك والكفر فهو من أهل النار، وأن الخواتيم لا يعلمها إلا الله تعالى. "تفسير المنار" (11/354).

فتاوى أهل العلم

الرد على مدافعٍ عن الطريقة التيجانية

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «الطريقة التيجانية بدعة لا أساس لها ومنكر لا أساس له نسأل الله أن يعافي إخواننا في أفريقيا في السنغال وفي غيرها، نسأل الله أن يعافيهم من شرها وأن يخلصهم منها وأن يوفقهم لاتباع نبيهم ورسولهم محمدًا عليه الصلاة والسلام فطريقته بحمد الله كافية، وقد بعثه الله رحمةً للعالمين وأكمل له الإسلام فالواجب على جميع الأمة التمسك بما كان عليه رسول الله وأصحابه ففيهم الأسوة والقدوة، كما قال الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. انظر "الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز".

التعريف بأحمد التيجاني وبيان مصدر طريقته ونبذة عن عقيدتهم وحكم الشريعة فيمن يعتقدها

الفرقة التيجانية من أشد الفرق كفرًا وضلالاً وابتداعًا في الدين لما لم يشرعه الله. وسبق أن سئلت اللجنة الدائمة عنهم وكتبت بحثًا في كثير من بدعهم وضلالاتهم الدالة على ذلك. وأما دعوى بعض الصوفية أنه يرى النبي يقظة فشيء لا أصل له، بل هو باطل وإنما يرى يوم القيامة حين يخرج الناس من قبورهم، وقد صح عنه أنه قال: «أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة». وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء. فتاوى اللجنة الدائمة رقم الفتوى: 5553 تاريخ النشر في الموقع : 19/01/2018 المفتي: عبد الرزاق عفيفـي المفتي: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان المفتي: عبد الله بن حسن بن قعود

سؤال حول صلاة الفاتح

وقد سئلنا مند خمس سنين من أحد العلماء الأجلاء ممن يغارون على الدين عما نسب إلى التجاني وأتباعه، وملخص ما جاء في السؤال هو أن شيخ الطريقة التيجانية قال عن صلاة الفاتح إنها من كلام الله القديم، وأنها بمنزلة القرآن، وأنه ينبغي لتاليها اعتقاد ذلك لينال ثواب قارئ كلام الله، وأن من لم يعتقد ذلك لا يصح له الثواب وغير ذلك من المفتريات. فأجبتُ على ذلك بما يأتي: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعدَه، وعلى آله وصحبه وسائر أتباعه وحزبه، أما بعد، فقد اطلعنا على ما جاء في هذا السؤال ونقول: قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اْللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآئِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِۦ مَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ عَلِىٌّ حَكِيمٌ ﴾. فلا يجوز ولا يحل أن يطلق على شيء من كلام البشر بعد النبيين أنه من كلام الله القديم. قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ﴾. قال أهل العلم: وقد دخل في حكم هذه الآية كل من افترى على الله كذبًا في ذلك الزمان وبعده، بأنه لا يمنع خصوص السبب من عموم الحكم. إذا علمت ما تقدم فنقول: إن صلاة الفاتح لما أغلق لا يصح ولا يجوز أن يقال إنها من كلام الله القديم، وقوله: أنها كالأحاديث القدسية؛ فالمنقول عن علماء الأصول كما في شرح الحسامي (أن الأحاديث القدسية من الوحي الذي ليس بمتلو لم ينزل إلا معناه) أي ليس لفظه من الله. وفي حاشية ابن عابدين (خرج بالمنزل غير المنزل كالأحاديث الإلهية) وفي المرآة (أن الحديث القدسي من النظم غير المنزل). "تقاريظ مشتهى الخارف الجاني" (ص9-11) - بتصرف-

التيجانية

من محمد بن إبراهيم إلى المكرم رئيس المنطقة الثالثة بشرطة الرياض. .. سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فقد جرى اطلاعنا على خطابكم رقم 782-م 2 وتاريخ 27-7-88هـ الخاص بحادث الطفل عبد الكريم أَحمد اليماني من قاتله والده أَحمد اليماني المختل الشعور، وانكم وجدتم بجانب الطفل حزب أَحمد التيجاني. لقد جرى اطلاعنا عليه فوجدناه مشتملاً على شركيات وبدعيات وأَشياء منكرة، وقد حفظناه لدينا. بارك الله فيكم. والسلام عليكم. مفتي الديار السعودية (ص-ف-2591-1 في 5-9-88هـ) "فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ" (1/266-267).

بيان الطريقة ‌التيجانية

س: يقول السائل: مرسل هذه الرسالة منفعل أشد الانفعال، ويتلفظ بعبارات أسأل الله تعالى أن يغفر لنا وله، ملخص ما في الرسالة الدفاع عما يسمى بالطريقة التيجانية، أرجو أن تتفضلوا بتبصير أخينا جزاكم الله خيرا، وحبذا لو بعثتم إليه ما توصل إليه البحث العلمي حول هذه الطريقة جزاكم الله خيرا ونفع بكم؟ ج: الطريقة التيجانية بدعة لا أساس لها ومنكر لا أساس له، نسأل الله أن يعافي إخواننا في أفريقيا وفي السنغال وفي غيرها، نسأل الله أن يعافيهم من شرها وأن يخلصهم منها، وأن يوفقهم لاتباع نبيهم ورسولهم محمد عليه الصلاة والسلام، فطريقته بحمد الله كافية، وقد بعثه الله رحمة للعالمين، وأتم له الإسلام، فالواجب على جميع الأمة التمسك بما كان عليه رسول الله ، وأصحابه ففيهم الأسوة والقدوة كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾، وقال سبحانه وتعالى في سورة التوبة: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، التابعون لهم بإحسان هم السائرون على منهجهم من دون زيادة ولا اختراع بدع، وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾، فأمر الله نبيه بأن يقول للناس هذا الكلام، قل يعني: قل يا أيها الرسول للناس: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني - يعني محمدا عليه الصلاة والسلام يحببكم الله، فاتباع النبي هو طريق محبة الله، وهو طريق السعادة، من يطع الرسول فقد أطاع الله، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. فطريق الجنة والسعادة في اتباع محمد عليه الصلاة والسلام، ليس في اتباع أحمد التيجاني، أحمد التيجاني متأخر إنما ولد في عام 1150 للهجرة، يعني بعد النبي محمد ، فهو ولد كما في كتب التيجانيين ذكروا أنه ولد في عام 1150 هـ، يعني في القرن الثاني عشر من الهجرة، ويزعم أنه طاف في بلدان كثيرة، وتعلم الطرق الصوفية، ثم رأى النبي عام 1196 هـ، فعلمه الورد الذي يعلمه الناس، وأنه يعلم الأمة هذا الورد من الدعاء والاستغفار، قال: أنت ابني علم الأمة، ورأى عام 1200 هـ بعد أربع سنين من لقاء النبي من علمه أن يشفع للدعاء والاستغفار، قل هو الله أحد، وأن يعلم الأمة ذلك، وزعم أنه رأى النبي مشافهة ويقظة لا نوما، وكل هذا باطل فإن الرسول لا يرى يقظة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، فإنما يرى في المنام، فإن الله جل وعلا لا يبعثه إلا يوم القيامة، قال الله تعالى في سورة المؤمنون: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾، فالبعث يوم القيامة، وقال عليه الصلاة والسلام: «أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة»، فبعثه يكون يوم القيامة، فمن قال: إنه رأى النبي يقظة، وعلمه كذا وكذا فقد كذب، أو كذب عليه أو رأى شيطانا، زعم أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام، والشيطان قد يتمثل بصور كثيرة، ويزعم للجاهلين أنه النبي ، أما أن يتمثل بصورته فلا؛ لأن الرسول قال: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي»، فدل على أنه قد يتمثل في غير صورته عليه الصلاة والسلام، كما أخبر به العلماء، ولكن التيجاني لم يرض بهذا، بل قال إنه رآه يقظة، وأنه علمه يقظة، هذا كله باطل سواء كان كذبه هو، أو كذب عليه وغره شيطان قال له ذلك، ثم أيضا قد بين النبي طريق الجنة وطريق السعادة للأمة، ودرج عليه الصحابة، فهل هناك دين جديد يأتي به أحمد بعد اثني عشر قرنا يخالف ما عليه الصحابة أصحاب النبي الذين هم أفضل الناس، وخير الناس، ثم من يليهم، فالدين الذي درج عليه الصحابة هو الدين الصحيح وهو دين الله وهو الصراط المستقيم فمن جاء بشيء بعده جديد فهو مردود عليه، يقول النبي : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». متفق على صحته، ويقول : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، ويقول في خطبة الجمعة: «أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، رواه مسلم في الصحيح، زاد النسائي: «وكل ضلالة في النار». فلا ينبغي لعاقل أن يغضب عندما ينبه على الباطل، وعندما ينبه على البدع، بل ينبغي له أن يقول: الحمد لله الذي هداني، الحمد لله الذي عرفني أن هذا بدعة، الحمد لله الذي أرشدني إلى الخير، وعليه أن يتعلم ويتبصر، ولا يقلد الناس، يقول النبي في الحديث الصحيح: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (1)» رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، ويقول : «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (2)». والعالم مهما كان فضله ليس معصوما، قد يغلط كثيرا، ويلبس عليه، فإذا كان التيجاني عالما فالعالم ليس معصوما، يقول مالك رحمه الله الإمام المشهور: " ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر ". ويقول الشافعي رحمه الله: " أجمع الناس على أنه من استبانت له سنة رسول الله ، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس، بل يلزمه اتباعها ". ويقول أبو حنيفة رحمه الله: " إذا جاء الحديث عن رسول الله فعلى العين والرأس، وإن جاء عن الصحابة فعلى العين والرأس، وإذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال "؛ لأن أبا حنيفة كان في عصر التابعين، وروي أنه رأى أحدا من الصحابة فيكون من التابعين، إذا ثبت ذلك. ويقول الإمام أحمد رحمه الله أيضا: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يعني عن النبي ، يذهبون إلى رأي الرجال، يعني الثوري، والله يقول سبحانه: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (1) يعني عن النبي عليه الصلاة والسلام، فعجب من قوم يذهبون إلى قول سفيان الثوري، وأشباهه من العلماء ويدعون الحديث، وهذا لا شك أنه مستنكر، وهكذا ينبغي لكل مسلم في السنغال أو في غير السنغال، ولكل مكلف، أن يتبصر في دينه، وأن يسأل عن طريقة النبي ، وعن دين الرسول وعما جرى عليه الصحابة، ودرجوا عليه، لا عما قاله التيجاني أو الشيخ عبد القادر أو الشاذلي أو فلان أو فلان، لا. نحن مأمورون باتباع نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، نحن مأمورون باتباع القرآن، وباتباع الرسول ، لسنا مأمورين باتباع الشيخ عبد القادر، أو الشيخ أحمد التيجاني أو الشاذلي أو فلان أو فلان، أو مالك أو الشافعي أو أحمد أو أبي حنيفة، أو غيرهم، هؤلاء علماء رضي الله عنهم ورحمهم، الأئمة الأربعة علماء معروفون، لكن كل واحد يصيب ويخطئ، وهكذا غيره من العلماء، فإذا كان أحمد التيجاني من العلماء، وكان له فضل العلم، إذا قدرنا ذلك وقلنا: إنه من العلماء، فالعالم يخطئ ويصيب، وقد أخطأ في هذا بزعمه أنه رأى النبي ، وقد شبه عليه بأنه قد رآه يقظة، وبزعمه أنه يعلم الأمة جميعا، وأنه يرشدهم إلى طريقته التي جاء بها، يعني الأمة كانت ضالة، حتى جاء أحمد التيجاني يعلمهم، كانت الأمة على طريق الرسول وأصحابه، وهم أهل السنة والجماعة، من كان على هذا الطريق فهو على طريق الرسول وأصحابه، قبل التيجاني وبعده، فأصحاب النبي تلقوا طريقهم عن رسول الله، ثم التابعون لهم بإحسان، هكذا إلى وقت الأئمة الأربعة، ثم بعدهم إلى وقتنا هذا من التزم القرآن، واتبع السنة وسار على نهج الصحابة، فهو المتبع حقا وهو المهدي حقا، ومن انفرد عن ذلك إلى طريقة جديدة أحدثها التيجاني أو غير التيجاني، أو الشاذلي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو المريسي أو فلان أو فلان، كل ذلك لا وجه له ولا يجوز اتباعه، بل يجب عرض كل شيء يدعيه أحد من الناس أنه من الشرع يجب عرضه على القرآن، وعلى ما صح من سنة رسول الله ، فما شهد له القرآن بالصحة، أو السنة الصحيحة بالصحة، وجب أخذه وقبوله وإن خالف رأي شيخك، أو إمامك المعين كالتيجاني وغيره؛ لقول الله سبحانه: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾، ولقوله سبحانه: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي﴾ والتيجاني جاء في القرن الثاني عشر كما تقدم، ولد سنة 1150 هـ فما حال الناس قبل ذلك هكذا ذكر صاحب جواهر المعاني، وهكذا قال صاحب الرماح، فقد ذكر ذلك أنه ولد في عام 1150 هـ، وذكر ما قال: أنه رأى النبي يقظة وعلمه الورد وهو الدعاء والصلاة على النبي يعلمه الأمة ويرشدهم، ثم علمه زيادة أن يقول لهم وأن يعلمهم: قل هو الله أحد ويرشدهم إلى ذلك الورد، وكل هذا معلوم عند المسلمين يعرفون أن الدعاء مشروع، والاستغفار مشروع وقراءة: هل هو الله أحد والمعوذتين مشروعة أيضا، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، كما جاء به الحديث، وقد شرع الله قراءتها بعد كل صلاة وبعد المغرب والفجر ثلاث مرات مع المعوذتين وأخبر النبي أنها تعدل ثلث القرآن، هذا شيء معلوم قبل أن يأتي التيجاني، فينبغي للعاقل أن ينتبه وألا يغتر بتقليد الناس، أو الدعايات التي لا وجه لها بل يتأمل قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (1). وأنت تسأل ربك أن يهديك الصراط المستقيم في كل صلاة في الفاتحة، والصراط المستقيم هو دين الله، وليس دين التيجاني، دين الله هو ما بعث به الله نبيه عليه الصلاة والسلام، وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله، وهو الصراط المستقيم، فالواجب على جميع الناس ولا سيما المسلمون في كل مكان أن يلتزموا ما جاء بالكتاب والسنة، وأن يستقيموا عليه وألا يحيدوا عنه لقول التيجاني أو الشاذلي أو فلان أو فلان أو آبائهم أو أسلافهم، بل عليهم اتباع الحق، رزق الله الجميع التوفيق والهداية ولا حول ولا قوة إلا بالله. "فتاوى نور على الدرب" لابن باز (3/213-221).

فتوى في الطريقة التيجانية

س: أكثر الأئمة لدينا ملتزمون - بالطريقة التيجانية - وكثير من الطلاب يقولون: لا يصح الاقتداء بإمام يعتقد بما في الكتب التيجانية، فهل هذا صحيح أم لا؟ الواجب اتباع الكتاب والسنة والاقتداء بالرسول وبالعلماء المقتدين به والعاملين بالكتاب والسنة، أما أهل البدع والطرق الصوفية فيحرم اتباعهم والاقتداء بهم وإذا كانوا يعملون أعمالا شركية أو يقولون أقوالا شركية مثل دعاء غير الله والذبح لغير الله فلا تصح الصلاة خلفهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي: نائب الرئيس بكر أبو زيد: عضو عبد العزيز آل الشيخ: عضو صالح الفوزان: عضو عبد الله بن غديان: عضو "فتاوى اللجنة الدائمة" (16326).

سبب حكم اللجنة الدائمة على الفرقة التيجانية

س1: قرأت فتوى بالحكم على الفرقة التيجانية بالكفر والضلال. أرجو إيضاح الأسباب التي بني عليها الحكم؟ ج1: الطريقة التيجانية طريقة منكرة لا تتفق مع هدي الإسلام، لما فيها من البدع والمنكرات والشركيات التي تخرج من يعتقدها عن ملة الإسلام، من ذلك: 1- غلو أحمد بن محمد التيجاني مؤسس الطريقة وغلو أتباعه فيه غلوا جاوز الحد، حتى أضفى على نفسه خصائص الرسالة، بل صفات الربوبية والإلهية وتبعه في ذلك مريدوه. 2- إيمانه بالفناء ووحدة الوجود، وزعمه ذلك لنفسه، بل زعم أنه في الذروة العليا من ذلك، وصدقه فيه مريدوه فآمنوا به واعتقدوه. 3- تصريحه بأن المدد يفيض من الله على النبي أولا، ثم يفيض منه على الأنبياء، ثم يفيض من الأنبياء عليه، ثم منه يتفرق على جميع الخلق من آدم إلى النفخ في الصور، ويؤمن مريدوه بذلك ويعتقدونه. 4- تهجمه على الله وعلى كل ولي لله، وسوء أدبه معهم إذ يقول: قدمي على رقبة كل ولي. 5- دعواه كذبًا أنه يعلم الغيب وما تخفي الصدور، وأنه يصرف القلوب، وتصديق مريديه بذلك وعده من محامده وكراماته. 6- إلحاده في آيات الله وتحريفها عن مواضعها بما يزعمه تفسيرا إشاريًا. 7- زعمه أن كل من كان تيجانيا يدخل الجنة دون حساب ولا عذاب، مهما فعل من الذنوب. هذه بعض أفكار التيجانية ملخصة من أوسع كتبهم وأوثقها في نظر علمائهم، مثل كتاب: (جواهر المعاني) لعلي حرازم، وكتاب: (رماح حزب الرحيم) لعمر بن سعيد الفوتي. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي: نائب الرئيس بكر أبو زيد: عضو عبد العزيز آل الشيخ: عضو صالح الفوزان: عضو عبد الله بن غديان: عضو "فتاوى اللجنة الدائمة" (18068).

‌‌الصلاة خلف التيجاني

س: نعاني الآن في الكميرون مشكلة الصلاة خلف مبتدع (من طريقة التيجانية) ؛ لأنها هي الطريقة الوحيدة عندنا منذ زمن بعيد، وهذه القضية أدت إلى التشتت والتفرق في صفوف الدعاة بهذا البلد؛ إذ إن أغلبهم يرون عدم جواز الصلاة خلفهم، وذلك اعتمادا على فتوى رقم 2089 من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ولا ندري هل الفتوى عامة أو خاصة. لذا نريكم في هذا السؤال واقع الناس في البلد حتى تصدروا لنا فتوى تناسب واقعنا حسما للفتنة. أولًا: عاش الناس40 سنة لا يعرفون غير هذه الطريقة، وأنها الإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله لعدم الدعوة السلفية والسلفيين، لذا عندما ظهرت كانت شيئًا جديدًا أو بدعة. ثانيًا: هؤلاء الجهلاء لا يفهمون اللغة العربية ولا يمكن فهم الإسلام إلا بها، إذ إن منهم الذين يقولون: الله أكبر. دون أن يعرفوا المعنى، ولو معنى فاتحة الكتاب إلا قليلًا وهم أئمة المساجد. ثالثًا: عدم العلاقة بينهم وبين علماء الأمة والدعاة الأكفاء. رابعًا: هم في دولة الكفر ولا يوجد العلماء الربانيون، إذن الحق بعيد عنهم جدا. خامسًا: الذين وفقهم الله لفهم هذه الدعوة السلفية كلهم شباب، والآباء لا يثقون في علمهم، بل يرونهم جهالا يجب أن يعلموا، ولكن للأسف الشديد بسبب الفتوى رقم 2089 كفرهم شبابنا، وأنه لا تجوز الصلاة خلفهم، ويؤدي هذا إلى عديد من المشاكل، ويترتب عليه عدم القبول لما عندهم من الحق. نرجو من سماحتكم أن تفيدونا مع مراعاة ضوابط وقواعد التكفير، واهتموا بهذه الدولة حتى تتحد صفوف الدعاة، وتأخذ الدعوة مجراها الصحيح، ونعلم كيفية التعامل مع هذه الطريقة أو غيرها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ج: ما صدر منا من فتاوى بعدم صحة الصلاة خلف التيجانية هو الحق الموافق لقواعد الشرع، وعليكم أن تدعوا إلى الله على بصيرة وعلم، وأن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾، وقال سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾. وعليكم أن تبينوا العقيدة الصحيحة لمن تدعونهم إلى الله، وأن تبدؤوا بتوحيد العبادة، موضحين ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة. ومسألة التكفير ترجئونها إلى أن ترسخ العقيدة الصحيحة في نفوس من تدعونهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي: نائب الرئيس بكر أبو زيد: عضو عبد العزيز آل الشيخ: عضو صالح الفوزان: عضو عبد الله بن غديان: عضو "فتاوى اللجنة الدائمة" رقم (18674).

مراجعها ومصادرها

"جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التيجاني" قام بجمعه تلميذ التيجاني علي حرازم. "الكوكب الوهاج وكتاب كشف الحجاب عمن تلاقى مع سيدي أحمد التيجاني من الأصحاب" للعياشي. " شروط الطريقة التيجانية" لمحمد عبد الحافظ.

مراجع ومصادر في نقدها

"مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التيجاني الجاني" لمحمد الخضر الجكني الشنقيطي. "الهداية الهادية إلى الطائفة التيجانية" لتقي الدين الهلالي. "إعلام المسلمين بما في كلام التيجاني من الكذب الظاهر والكفر المبين" لمحمد الزمزمي الغماري. "الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة" لعبد الرحمن عبد الخالق. "بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التيجاني" أحمد ولد كوري العلوي الشنقيطي.