البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

الإله

(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...

الطريقة البدوية

هي طريقة صوفية، تدعى بالبدوية نسبة لكنية مؤسسها أحمد البدوي، وبالأحمدية نسبة لاسمه، وقد نشأت في القرن السابع الهجري، في طنطا بمصر. للبدوي ضريح في طنطا من مصر يعبد من دون الله، وتقام عنده الأعياد البدعية، وقد أفتى أهل العلم بتحريم الانتساب إلى هذه الطريقة.

تعريف

هي أحد الطرق الصوفية الرئيسة، سميت بالبدوية نسبة إلى كنية مؤسسها الشيخ أحمد البدوي. وبالأحمدية نسبة لاسمه. ظهرت في القرن السابع الهجري، في مصر. وتقوم الطريقة البدوية على لبس الخرقة من شيخ عن شيخ، والعهد بها والمبايعة، والخرقة البدوية خرقة حمراء. "الطرق الصوفية في مصر" لعامر النجار (ص120). ومما تعرف به هذه الطريقة كثرة الذكر، واختصاصهم بأوراد لهم، منها طريقتهم في ذكر اسم الله الأعظم (الله)، ومفتاحها الاستغفار، والصلاة على النبي المختار، وتلاوة الفاتحة، والعدد في كل مما سبق 313 مرة. انظر "السيد أحمد البدوي" لعبد الحليم محمود (ص102).

الشخصية الرئيسية

أحمد بن علي البدوي 596 - 675هـ

النشأة والتاريخ

نشأت هذه الطريقة في مصر في القرن السابع الهجري ، على يد الشيخ أحمد البدوي، وهو في بادئ الأمر من أهل المغرب، فقد ولد في مدينة فاس، سنة 596هـ، ثم ارتحل هو وعائلته إلى مكة المكرمة، إلى أن توفي والده علي بن إبراهيم فيها، ثم ارتحل إلى العراق، وذلك برؤية رآها قيل له فيها: لا تنم فمن طلب المعالي لا ينام، وحق آبائك الكرام سيكون لك حال ومقام. "السيد البدوي" لسعيد عاشور (ص57)، ومكث هناك مدة سنة، طوّف فيها على مراكز الطرق الصوفية، كالرفاعية والقادرية والعدوية. وعاد بعدها إلى مكة، ثم ارتحل منها إلى طنطا بمصر، وبالطبع فإن رواة سيرته من أتباعه قالوا: إن الهاتف في المنام قال له: قم يا همام وسر إلى طندتا (أي: طنطا). وسكن فيها على سطح دار أحد التجار، فكان أتباعه يأتونه فيه، وذاع سيطه، وانتشرت طريقته في مصر، فكانت مركزًا للطريقة البدوية. انظر للاستزادة "الطرق الصوفية في مصر" لعامر النجار (102-108). جاء في "مذكرات دعوة وداعية" للبنا: جاء السيد البدوي إلى مصر من مهجره من مكة وكان أهله من المغرب، ولما نزل مصر كانت محكومة بالمماليك، مع أن ولايتهم لا تصح لأنهم ليسوا أحراراً وهو سيد علوي اجتمع له النسب والعلم والولاية، وأهل البيت يرون الخلافة حقاً لهم وقد انقرضت الخلافة العباسية وانتهى أمرها في بغداد، وتفرقت أمم الإسلام دويلات صغيرة يحكمها أمراء تغلبوا عليها بالقوة، ومنهم المماليك هؤلاء. فهناك أمران يجب على السيد أن يجاهد في سبيلهما: إعادة الخلافة واستخلاص الحكم من أيدي المماليك الذين لا تصح ولايتهم. كيف يفعل هذا؟ لا بد من ترتيب خاص. فجمع بعض خواصه ومستشاريه - ومنهم سيدي مجاهد وسيدي عبد العال وأمثالهما - واتفقوا على نشر الدعوة، وجمع الناس على الذكر والتلاوة، وجعلوا إشارات هذا الذكر السيف الخشبي، أو العصا الغليظة، لتقوم مقام السيف والطبل يجتمعون عليه، والبيرق ليكون علماً لهم والدرقة - وهذه شعائر الأحمدية -، فإذا اجتمع الناس على ذكر الله وتعلموا أحكام الدين استطاعوا بعد ذلك أن يشعروا، وأن يدركوا ما عليه مجتمعهم من فساد في الحكم وضياع في الخلافة، فدفعتهم النخوة الدينية، واعتقاد واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى الجهاد في سبيل تصحيح هذه الأوضاع، وكان هؤلاء الأتباع يجتمعون كل سنة. واختار السيد طنطا مركزا لحركته - لتوسطها في البلدان العامرة في مصر، ولبعدها عن مقر الحكم - فإذا اجتمع الأتباع سنوياً على هيئة "مولد" استطاع هو أن يدرك إلى أي مدى تأثر الناس بالدعوة. ولكنه لا يكشف لهم عن نفسه بل يعتكف فوق السطح ويضرب اللثام مضاعفًاً ليكون ذلك أهيب في نفوسهم، وهذا هو عرف ذاك الزمان، حتى كان أتباعه يشيعون أن النظرة بموته فمن أراد أن ينظر إلى القطب فليستغن عن حياته في سبيل هذه النظرة. وهكذا انتشرت هذه الدعوة حتى أجتمع عليها خلق كثير. ولكن الظروف لم تكن مواتية لتنجح هذه الحركة، فقد تولى مصر الظاهر بيبرس البندقداري، فانتصر على الصليبيين مرات، وانتصر على التتار مع المظفر قطز. ولمع اسمه وارتفع نجمه وأحبه العامة، ولم يكتف بذلك بل استقدم أحد أبناء العباسيين وبايعه بالخلافة فعلاً، فقضى على المشروع من أساسه، ولم يقف عند هذا الحد، بل أحسن السياسة مع السيد واتصل به ورفع من منزلته، وكلفه بأن يكون القيم على توزيع الأسرى حين تخليصهم من بلاد الأعداء لأهليهم لما في ذلك من تكريم وإعزاز، وكل ذلك قبل تمام هذا المشروع الخطير، واستمر الملك والحكم فعليا في المماليك، واسميا لهذا الخليفة الصوري حيناً من الدهر. هكذا يسرد الأستاذ حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" حكاية نشأة الطريقة البدوية عن زميل له مات دون 25 سنة، ويعتبر البنا البدوي وليًّا صالحًا من أولياء الله، ويظهر أنها سردية لا تستند إلى الوثائق التاريخية، ولا إلى الحقائق الثابتة، بقدر ما تهدف إلى رسم صورة لنموذج تستلهم منه الحركية رؤاها في إعادة الخلافة، وإقامة الشريعة لا تكون إلا بالتمسك بالكتاب والسنة، ونبذ البدع والمحدثات.

أبرز الشخصيات

أحمد بن علي البدوي (ت675 هـ): ومما يشار إليه أن هناك شك في وجود شخصية البدوي أصلاً ، وقد كتب في ذلك الشيخ أحمد شاكر : «نريد أن نسأل المؤرخين العارفين عن تاريخ "السيد أحمد البدوي" الذي يقول بعضهم بوجوده وينكره بعضهم، وأعني بهذا أنه هل وجد شخص حقيقي بهذا الاسم هو المدفون في طنطا والذي نسب إليه المسجد؛ لأن الذين كتبوا في ترجمة حياته إنما هم المتأخرون، ويزعمون أنه توفي في منتصف القرن السابع الهجري - أي؛ بين سنتي 600 و 650 هجرية - لأني لم أجد من ذكره من المؤرخين السابقين الذين يوثق بنقلهم إلا جلال الدين السيوطي الحافظ رحمه الله وهو من رجال أواخر القرن الثامن؛ لأنه مات سنة 911 هجرية، وبين التاريخين بون شاسع، ولم يذكر السيوطي عمن تلقى خبر تاريخه، والقاعدة الصحيحة عند علماء النقل وزعمائه - وهم حفاظ الحديث - أن المرسل لا تقوم به الحجة، وهو ما يرويه شخص عمن لم يدركه، ولم يتلق عنه مباشرة، لما فيه من جهالة الواسطة فلعله غير ثقة، وهذا أمر معروف، ولعل من يجيبنا عن هذا السؤال يذكر من أين نقل، والكتاب الذي نقل منه، على أنا لا نريد إلا التحقق من هذا الأمر، ونسأل الله العون والتوفيق». "جمهرة مقالات أحمد شاكر" (1/465-466). وإذا تجاوزنا الشك في وجود شخصية البدوي، فإن خلاصة ما تجده في ترجمةالبدوي: أنه نشأ فاسدًا ذا أحوال شيطانية، ومخاريق إبليسية. وكان قبل ذلك قد حفظ القرآن، واشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعي. فلما اجتالته الشياطين ومسته - في حال يسميها المتصوفة «حادث الوله» -: ترك ذلك كله! وانسلخ منه. وكان لا يصلي! وإذا لبس ثوبًا أو عمامة لم يخلعها لغسل ولا لغيره حتى تذوب قذرا! فيبدلونها له بغيرها، فلا صلاة تحمله على غسل، ولا وضوء، ولا مروءة نفس. وقد ناصحه بعض أهل العلم من معاصريه في تركه للصلاة: فلم يستجب ولم يصل! أبعده الله. وكان فاسي الأصل، رحل به أبوه إلى مكة، ثم سافر هو إلى العراق، وزار بها قبر عدي بن مسافر، وقبر الزنديق المقتول عليها الحلاج، ثم زار مصر، ودخل «طنطا»، وبقي فيها حتى هلك ولقي في سفره إلى مصر ساحرة كبيرة، قد أعجزت غيرها من السحرة، فغلبها التتبع يظهر أن البدوي بشياطينه وأحواله! فزعم المتصوفة -لما رأوا ذلك -: أن ما جرى بينهما أحوال وكرامات، وما هي إلا ما عرفت. فلما بلغ «طنطا»: دخل مسرعًا دار رجل يسمى «ابن شحيط»، فصعد البدوي إلى سطح غرفته، وبقي فيه طول نهاره وليله، قائمًا شاخصًا ببصره إلى السماء! وقد انقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر! وكان يمكث الأربعين يومًا أو أكثر لا يأكل! ولا يشرب! ولا ينام! ثم ينزل لحاجة ثم يعود إلى مكانه على حاله السابق، وبقي على ذلك اثنتي عشرة سنة! وكان يزعم البدوي: أن من كراماته: أن ثورا كاد يقتل رضيعا بمصر، فمد البدوي يده إليه - وكان حينذاك بالعراق - إلى مصر، فنجاه وأبعد الثور عنه! "مجانبة أهل الثبور" للراجحي (ص311-313). عبد الصمد زين الأحمدي المصري (ت1177هـ). سعيد حسن الشناوي ، وهو الشيخ الحالي للطريقة الشناوية الأحمدية.

الانتشار ومناطق النفوذ

عاش البدوي في مصر مدة أربعين عامًا، فانتشرت وكثر أتباعها هناك، وكانت بحق مركز الطريقة وبؤرة انتشارها، وبعد وفاته وانتشار تلاميذه في كل مكان، تفرعت الطريقة البدوية إلى ست عشرة طريقة، هي: المرازقة والكناسية والأنبابية والمنايفة والحمودية والسلامية والحلبية والزاهدية والعنسيبية والبيومية والتسفانية والسناوية العربية والسطوحية والمسلمية البندارية، وهذه الفروع تسير في نهجها على طريقة البدوي، فيتلوا أهلها أحزابه وصلواتِه ويتدارسون تعاليمه ووصاياه. "الطرق الصوفية في مصر" للنجار (ص120). السودان: دخلت هذه الطريقة إلى السودان في العهد التركي مع بعض الجنود الوافدين في الجيش التركي. ومن أشهر شيوخها الشيخ الدبه والشيخ أبوشبكة. وانتشرت في الخرطوم وأشهر شيوخها هناك: الشيخ يوسف المسلمى الأحمدي ولها فروع بالدويم وكوستي وبالنيل الأبيض في شمال كردفان (موقع الشيخ الصادق ديمة). ليبيا: والزاوية البدوية أو الأحمدية في العاصمة طرابلس عرفت قديمًا باسم " المدرسة الماردانية "، وتقع في منطقة الميناء، سوق الإسلام. ومشايخها من " آل الغندور "، وقائمون على إدارتها منذ عقود. وبعد صلاة العشاء من كل سبت يجتمع المريدون للذكر والدروشة، ويقيم هذه الحلقات الشيخ محمد صبري الغندور وأخوه الشيخ عبد الناصر، اللذان انتقلت إليهما مشيخة الزاوية من أبيهما الشيخ سعيد، وهو عن أبيه الشيخ صبري الذي أجاز حفيدَيه بالطريقتين البدوية والرفاعية. وهو أجيز بالطريقة البدوية من الشيخ حسن القَدّوسي (من مشايخه محدث الشام أبو المحاسن القاوقجي)، كما أجيز بالطريقة الرفاعية من الشيخ محمد جندل الرفاعي (موقع سفينة النجاة).

الأفكار والمعتقدات

الإرهاب النفسي للأتباع: عرف البدويّ للزومه اللّثام، لأنه كان يلبس لثامين ولا يفارقهما. وكان لا يَكشف اللّثام عن وجهه. فقال له عبد المجيد (؟): أرني وجهك. قال: كلّ نظرة برجل. قال: أرنيه ولو متّ، فكشفه فماتَ حالًا. وما ذاك إلا لقبح وجهه، وتمثل الشياطين به، وإلا فليس في ذلك مفخرة ولا منقبة، وليس أحد أكرم على الله ولا أحب إليه من نبيه محمد ، خليله وصفيه، وخيرته من خلقه، وكان وجهه صبيحًا جميلًا، لا تمل عين الناظر إليه منه، يملأ القلوب بهجة وسرورًا، والنفس رضًا وحبورًا. كما في «صحيح البخاري» (1009) وغيره: أن ابن عمر رضي الله عنهما، كان ربما تمثل بشعر أبي طالب عم النبي إذا نظر إليه يقول: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه*****ثمال اليتامى عصمة للأرامل وقد تمثل به غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا في النبي . إماتة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالخرافات: يقولون: اشتهر البدوي بالعَطَّاب لكثرة عطب من يؤذيه. ومن الخرافات التي ذكروها في ذلك أنه اجتمع به ابن دقيق العيد، فقال له: إنك لا تصلي وما هذا من سنن الصّالحين! فقال: اسكت وإلّا أغبّر دقيقك، ودفعه فإذا هو بجزيرة عظيمة جدًا، فضاق خاطره حتّى كاد يهلك، فرأى الخضر، فقال: لا بأس عليك، إن مثل البدويّ لا يعترض عليه، لكن اذهب إلى هذه القبّة وقف ببابها، فإنه يأتي عند دخول وقت العصر ليصلي بالناس، فتعلّق بأذياله، لعله أن يعفو عنك، ففعل فدفعه، فإذا هو بباب بيته. والسؤال: لم فرضت صلاة الجماعة؟ وجُعلت علنية؟ هل كان ذلك من أجل أن يصليها المقربون خفية عن الناس؟ وأين تقع هذه الجزيرة التي كان يصلي فيها البدوي؟ ولِمَ؟ وما هو دور القبة في الإسلام؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟ وللعلم: في الديانات الوثنية، يبنون القبة ليضعوا تحتها الوثن على أنه إله في سمائه. ومن الخرافات في ذلك أيضًا: ما ذكره الشعراني بقوله: وقع ابن اللبان في حق سيدي أحمد رضي الله عنه فسلب القرآن، والعلم، والإيمان، فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرشي فمضى إلى سيدي أحمد رضي الله عنه وكلمه في القبر، وأجابه، وقال له: أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رسماله فقال: بشرط التوبة فتاب ورد عليه رسماله ! ! ومن خرافاته أيضًا: أنه أنكر ابن الشيخ خليفة بناحية إبيار بالغربية حضور أهل بلده إلى المولد يقول الشعراني: فوعظه شيخنا الشيخ محمد الشناوي، فلم يرجع فاشتكاه لسيدي أحمد فقال: ستطلع له حبة ترعى فمه، ولسانه فطلعت من يومه ذلك، وأتلفت وجهه، ومات بها. الرهبانية: البدوي كما ذكروا لم يتزوج قطّ. وقد تمحل بعض المعاصرين في تفسير ذلك بما لا يجدي. الكذب على النبي ودعوى رؤيته يقظة: قال المتبولي: قال لي رسول الله : «ما في أولياء مصر بعد محمد بن إدريس أكبر فتوّة منه، ثمّ نفيسة ثم شرف الدّين الكردي، ثم المنوفيّ». الخرافات: كان البدوي بحسب زعمهم يمكث أربعين يومًا، لا يأكل، ولا يشرب، ولا ينام. الجذب والجنون: كان البدوي أكثر أوقاته شاخصًا ببصره نحو السماء، وعيناه كالجمرتين. يقول الصاوي: وأما جمع الجمع، فهو مقام أعلى من مقام البقاء، وهو أن يأخذه الحق بعد بقائه، فيُسكره في شهود ذاته تعالى، فيصير مستهلكاً بالكلية عما سوى الله تعالى، فمنهم مَن يبقى بهذه السكرة إلى الموت كالسيد البدوي رضي الله عنه، ولذلك قال العارفون: إنه جُذب جذبة استغرقته إلى الأبد، ومنهم من يُرَدُّ إلى الصحو عند أوقات الفرائض، والقيام بأمور الخلق، كالسيد الدسوقي، وأضرابه، والمؤلف (أي: أحمد الصاوي). " الأسرار الربانية والفيوضات الرحمانية" (ص126). والجذب والجنون فيه شبه بحال كهان الجاهلية، ومن أشهرهم شق بن صعب القسري (من نسله خالد بن عبد الله القسري وأخوه أسد)، ويوحي الاسم (شق) أنه لقب وليس اسمًا، وكذلك (سطيح)، واسمه ربيع بن ربيعة المازني الأزدي، ومما تذكره الكتب عنهما، نستطيع أن نظن أنهما، مثل أحمد البدوي، جُذبا جذبة استغرقتهما إلى الأبد. (الكرامات) المكذوبة: يقول الشعراني: وقد شاهدت أنا بعيني سنة خمس، وأربعين، وتسعمائة أسيراً على منارة سيدي عبد العال رضي الله عنه مقيداً مغلولاً وهو مخبط العقل، فسألته عن ذلك فقال: بينا أنا في بلاد الإفرنج آخر الليل توجهت إلى سيدي أحمد فإذا أنا به، فأخذني، وطار بي في الهواء، فوضعني هنا، فمكث يومين، ورأسه دائر عليه من شدة الخطفة رضي الله عنه. الكشف الخرافي: ولا عجب أن يروي الشعراني كل ما يروي في كتابه من الزندقة والكفر والجهالة والضلالة فهذا هو يفتري عن نفسه أن السيد البدوي الذي هلك قبله بنحو من أربعة قرون كان يخرج له من يده من القبر ليسلم عليه، وأنه أعد له زاوية من زوايا مسجده غرفة ليدخل فيها على زوجته! ! وأنه كان إذا تأخر عن مولد السيد البدوي كان البدوي هذا يخرج من قبره ويزيح الستر الموضوع فوق القبر ويقول أبطأ عبد الوهاب ما جاء! ! وهذه نصوص عبارته في ذلك: يقول وسبب حضوري في مولده (أي: مولد أحمد البدوي) كل سنة، أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي رضي الله عنه، أحد أعيان بيته رحمه الله، قد كان أخذ علي العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه، وسلَّمني إليه بيده، فخرجت اليد الشريفة من الضريح، وقبضت على يدي. وقال سيدي: يكون خاطرك عليه واجعله تحت نظرك، فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر يقول: نعم نعم. ثم إني رأيته بمصر مرة أخرى هو وسيدي عبد العال، وهو يقول: زرنا بطندتا (طنطا)، ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك، (وطبعاً المرئي في مصر مع سيدي عبد العال هو أحمد البدوي الميت من قرون)، فسافرت، فأضافني غالب أهلها وجماعة المقام ذلك اليوم، كلهم بطبيخ الملوخية. ثم رأيته (أي: أحمد البدوي الذي مات منذ قرون) وقد أوقفني على جسر قحافة، تجاه طندتا، فوجدته سوراً محيطاً، وقال: قف هنا، أدخل علي من شئت وامنع من شئت. وتخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة ثمان، وأربعين، وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول: أبطأ عبد الوهاب ما جاء، وأردت التخلف سنة من السنين فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه، ومعه جريدة خضراء، وهو يدعو الناس من سائر الأقطار، والناس خلفه، ويمينه، وشماله أمم وخلائق لا يحصون فمر علي، وأنا بمصر، فقال: أما تذهب فقلت بي وجع فقال: الوجع لا يمنع المحب ثم أراني خلقاً كثيراً من الأولياء، وغيرهم الأحياء، والأموات من الشيوخ والزمني بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون المولد ثم أراني جماعة من الأسرى جاءوا من بلاد الإفرنج مقيدين مغلولين يزحفون على مقاعدهم، فقال: انظر إلى هؤلاء في هذا الحال، ولا يتخلفون فقوي عزمي على الحضور فقلت له إن شاء الله تعالى نحضر فقال: لا بد من الترسيم عليك فرسم على سبعين عظيمين أسودين كالأفيال، وقال: لا تفارقاه حتى تحضرا به، فأخبرت بذلك سيدي الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه فقال: سائر الأولياء يدعون الناس بقصادهم. وسيدي أحمد رضي الله عنه يدعو الناس بنفسه إلى الحضور ثم قال: إن سيدي الشيخ محمد السروي رضي الله تعالى عنه شيخي تخلف سنة عن الحضور فعاتبه سيدي أحمد رضي الله عنه، وقال: موضع يحضر فيه رسول الله ، والأنبياء عليهم الصلاة، والسلام معه، وأصحابهم، والأولياء رضي الله عنهم ما تحضره، فخرج الشيخ محمد رضي الله عنه إلى المولد فوجد الناس راجعين، وفات الاجتماع فكان يلمس ثيابهم، ويمر بها على وجهه. ويقول المناوي: سمع البدوي هاتفًا يقول ثلاثًا: قم واطلب مطلع الشّمس، فإذا وصلته، فاطلب مغربها، وسر إلى طندتا فإن فيها مقامك أيّها الفتى، فسار إلى العراق، فتلقاه العارفان الكيلاني، والرّفاعي- أي بروحانيتهما- فقالا: يا أحمد! مفاتيح العراق، والهند، واليمن والشرق والغرب بيدنا فاختر أيّها شئت. فقال: لا آخذ المفاتيح إلّا من الفتّاح. ثم رحل إلى مصر. الملحوظات: 1- كان مقيماً في مكة، والعراق بالنسبة لمكة ليس مطلعًا للشمس. 2- عندما ولد أحمد البدوي كان عبد القادر وأحمد بن الرفاعي قد شبعا موتاً من زمان، فكيف استقبلاه؟ طبعاً، إنه رأى ذلك بالكشف، وهؤلاء الكمل يتساوى في إحساسهم الكشف مع الواقع، وفي كثير من الأحيان لا يستطيعون التمييز بينهما. 3- أما مفاتيح المشرق والمغرب ووثنية القبور فنشكوها إلى الله سبحانه. من أذكارهم: اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد شجرة الأصل النورانية، ولمعة القبضة الرحمانية، ومعدن الأسرار الربانية، وخزائن العلوم الاصطفائية، صاحب القبض الأصلية.. . مَن اندرجت النبيون تحت لوائه، فهم منه وإليه، أفضل الصلوات، (ص: 85). لننتبه إلى عبارة: القبضة الأصلية، التي تعني: القبضة التي قبضها الله سبحانه من نور وجهه، وقال لها: كوني محمدًا (كما يفترون). انظر: ترجمة المُناوي للبدوي في "طبقات الصوفية" التي نقلها ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (7 /603-606)، وتعليق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط في تحقيقه للكتاب، وترجمة عبد الوهاب الشعراني في "الطبقات الكبرى" (1/155-160)، و"الكشف عن حقيقة الصوفية" لمحمود عبد الرؤوف القاسم، و"هذه هي الصوفية" للوكيل، و"مجانبة أهل الثبور" للراجحي (ص311-313).

فتاوى أهل العلم

نسب أحمد البدوي

يقال: إن السيد البدوي يرجع نسبه إلى أهل البيت، فهل هذا صحيح، وهل هو من الأولياء والصالحين، وهل يجوز الاحتفال بمولده أو غيره بأي صورة، أو التحدث عن ذكراه وإظهار مناقبه وأعماله الصالحة بالإذاعة والتلفزيون؟ الجواب: ما يعرف بالسيد البدوي هو أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني أحد المتصوفة المغاربة في القرن السابع، غلا فيه كثير من الجهلة والمبتدعة من الصوفية وغيرهم غلوًّا يخرج صاحبه في أحيان كثيرة عن دين الإسلام، وذلك كمن يدعوه ويستغيث به أو يطلب منه المدد أو يطوف على ما يُذكر أنه قبره، أما الاحتفال بذكرى مولده أو مولد غيره فلا يجوز؛ لأنه من البدع المحدثة، على أن الناظر في سيرة البدوي المذكور لا يجد فيها ما يستحق الوقوف عندها. والواجب على المسلم أن يحذر في هذا من أن يُدخل عليه في دينه من قبل السذج والمبتدعين وأصحاب الأغراض والأهواء، وأن يعتصم بالكتاب والسنة ففيهما النجاة والفوز في الدنيا والآخرة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. فتاوى اللجنة الدائمة رقم الفتوى: 18068 المفتي: بكر بن عبد الله أبو زيد المفتي: صالح بن فوزان الفوزان المفتي: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ المفتي: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان

حكم الانتساب للجماعة الصوفية

س: الأخ: ح. ن. أ. الصومالي، من بقيق، يسأل عن الصوفية وعن بعض مشايخهم مثل: السيد البدوي، والشيخ عبد القادر الجيلاني، والشيخ يوسف الكونين، يرجو توجيهه، ويذيل رسالته في نهايتها فيقول: هل تصدقون أنني طفت حول خشبة مصنوعة بشكل تابوت، ولم أكن وحدي وكان احتفالا نظمته إحدى الجهات، وجهونا تجاه هذه الجماعات، جزاكم الله خيرا؟ ج: الجماعات المعروفة بالصوفية، جماعات محدثة وجماعات مبتدعة، وهم متفاوتون في البدع، فيهم من بدعته تصل إلى الشرك الأكبر، وفيهم من بدعته دون ذلك، فوصيتي لك أيها السائل، ألا تنتسب إليهم، وألا تغتر بهم، وألا تكون معهم، بل عليك باتباع السنة، والالتزام بما شرع الله، وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وسؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة، والاستقامة على طريق أهل السنة والجماعة، مثل أنصار السنة في مصر، أنصار السنة في السودان، ومن عرف بالعلم والفضل من سائر العلماء، تسألهم وتستفيد منهم، هذا هو الذي ينبغي لك، أما الصوفية فلا؛ لأن الغالب عليهم البدع والخرافات، وأشياء أحدثوها لأنفسهم، وجعلوها نظاما لهم ليس له أساس في الشرع المطهر، وبعض بدعهم تصل إلى الشرك، كعبادة الأموات والاستغاثة بالأموات من أصحاب القبور وغيرهم، وكدعاء البدوي والسيدة زينب، والاستغاثة بالبدوي أو بالحسين أو ما أشبه هذا، كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا الطواف بالقبور، أو بخشبة تصنع يطاف حولها، كل هذا من المنكرات العظيمة، والطواف عبادة لله حول الكعبة، من طاف على قبر أو خشبة أو غير ذلك: يطوف تعبدا لغير الله، بل لصاحب القبر أو لمن وضع الخشبة، أو للخشبة نفسها يدعوها أو يعتقد فيها، صار عمله كفرا أكبر، نسأل الله العافية، فالواجب عليك أن تتبصر في دينك، وأن تجتهد في تدبر القرآن الكريم والإكثار من تلاوته، مع السنة المطهرة والعناية بها، كحفظ بلوغ المرام، وعمدة الحديث؛ حتى تستفيد، مع سؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة، والسيرة الحميدة وأذكر لك من جملتهم أنصار السنة في مصر، وأنصار السنة في السودان، وهكذا من يعرف بالعلم في بلادك، علم السنة والبعد عن الصوفية والغلو في القبور، هذه علامات أهل السنة، فعلامات أهل السنة البعد عن الصوفية، والبعد عن الغلو في القبور، هذه من الدلائل على أن العالم من أهل السنة، إذا دعا إلى القرآن العظيم، والسنة المطهرة وحذر من عبادة القبور والاستغاثة بأهلها ونحو ذلك، وابتعد عن بدع الصوفية فهذه علامات العالم الملتزم صاحب السنة، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى "فتاوى نور على الدرب" (3 /183-185).

وجوب هدم ضريح البدوي بطنطا

‌‌يقول رفعت علي محمد السيد: عندنا في مصر المساجد التي توجد عليها وفيها الأضرحة، موجودة فيها بدع ومنكرات، ويقيمون عليها السرج، ويتخذون حولها المعازف والغناء، وبعض ألوان الدجل مثل السحر، وترتكب فيها بعض المنكرات، ومثل بضريح ‌السيد ‌البدوي بطنطا وغيرها في أنحاء الجمهورية، غير أنهم لا يؤدون الصلاة فيها على حقها الأوفى والوجه الأكمل. أفيدونا أفادكم الله عن ذلك؟ الجواب: فإن بناء المساجد على القبور محرم لعن النبي فاعله، لعن ذلك وهو في النزع عليه الصلاة والسلام حيث قال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). فبناء المساجد على القبور هو من فعل اليهود والنصارى، وهو من موجبات لعنة الله تبارك وتعالى، وإذا بني مسجد على قبر فإنه يجب هدم هذا المسجد، ولا تصح الصلاة فيه، ولا يجوز للإنسان أن يقصده للتعبد فيه، أو لاعتقاد أن إجابة الدعاء هناك أحرى من إجابتها في المساجد الخالية من القبور. وكذلك أيضاً لا يجوز أن يدفن ميت في مسجد قد بني من قبل، فإن دفن ميت في مسجد قد بُني من قبل فإنه يجب نبشه وإخراجه ودفنه مع المسلمين إن كان من المسلمين، أو مع غير المسلمين إن كان من غير المسلمين. والمهم أنه لا يجوز أن يوضع القبر في المسجد، ولا أن يبنى مسجد على قبر، ولا يجوز أيضاً أن يعتقد المرء أن هذه المساجد المبنية على القبور أفضل من غيرها، بل هي مساجد باطلة شرعاً يجب هدمها والقضاء عليها. ولا فرق بين أن تكون هذه المساجد مبنية على من يُدعى أنهم أولياء، أو على أناس عاديين، فإن الحكم لا يختلف بين هذا وهذا، والواجب على المسلمين عموماً أن يقوموا لله تبارك وتعالى مخلصين له الدين، متبعين لسنة رسوله خاتم النبيين وإمام المتقين. "فتاوى نور على الدرب" (4/2).

تحريم الصلاة في ضريح البدوي

ما حكم الإسلام في الأضرحة الموجودة هي ضريح إبراهيم الدسوقي - ‌السيد ‌البدوي - الحسين وما شابه ذلك. وما حكم المساجد التي توجد فيها هذه القبور، وهل ينطبق عليها حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فيما معناه: «لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»؟ الجواب: لا يجوز بناء المساجد على القبور، ولا دفن الأموات فيها، ولا تجوز الصلاة في هذه المساجد؛ لقول النبي : «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك (2)» خرجه مسلم في صحيحه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز فتاوى اللجنة الدائمة الفتوى رقم (7353).

مراجعها ومصادرها

ويقول المنتصرون لهذه الطريقة: بعد أن استقر البدوي في طنطا بمصر وبدأت طريقته بالانتشار، نظم مدرسته ووضع لها منهجًا دراسيًا، وقام المنهج على عدد من المبادئ، أهمها: أن يكون المريد عارفًا بالله مراعيًا أوامره. أن يتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه . أن يكون دائم الطهارة والرضا عن الله. أن يترك ما في أيدي الناس ويتحمل أذاهم. أن يكون متواضعًا للناس. وتأثرت المدرسة البدوية بالطريقة الرفاعية في أسلوبها التعليم، وأهم ما نقل عن الرفاعية في التدريس أن حلقات الدرس تتم على السطح، حتى أطلق على بعض أتباع البدوي اسم (السطوحية). انظر "المذاهب الصوفية ومدارسها" لعبد الحكيم قاسم (171-172). وكان السطح جامعة للدعوة، وكان دارًا للندوة العلمية، وكان دائرة تصرف منها الشؤون المادية. وكان السطح مع كل ذلك خلوة تتكشف فيها السماوات، وأحب البدوي أن يتحقق من خلالها: بالفكر، والذكر، والدعاء. وكان السطح كذلك مسجدًا، ربّى فيه الشيخ مريديه، ونشر منه طريقته. وأما شروط من أراد الانتساب لها فهي: ألا يكذب، وألا يأتي بفاحشة، وأن يكون غاض البصر عن محارم الله، وأن يكون طاهر الذيل، أي: لا يتواجد في أماكن تحط من مَروءته، وأن يكون عفيف النفس، خائفًا من الله سبحانه وتعالى، عاملًا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه ، ملازمًا للذكر دائم الفكر. انظر "السيد أحمد البدوي" لعبد الحليم محمود (ص90-100). ومن مراجع هذه الطائفة: " فتح الرحمن " لأحمد البدوي، وفيه مجموعة من الأدعية والصلوات التي اختصت بها البدوية كتاب " الأخبار في حل الألفاظ في غاية الاختصار " وهو أيضًا للبدوي " الجواهر السنية في النسبة والكرامات الاحمدية " لعبد الصمد المصري

مراجع ومصادر في نقدها

السيد البدوي: دراسة نقدية، تأليف د. عبد الله صابر (اسم مستعار).