البحث

عبارات مقترحة:

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الطريقة الرفاعية (البطائحية)

طريقة صوفية مشهورة، تسمى بالرفاعية نسبة لمؤسسها الشيخ أحمد الرفاعي، وتسمى بالبطائحية نسبة لمهدها الأول بلدة البطائح في العراق، وقد نشأت في القرن السادس الهجري على يد أحمد بن أبي الحسين الرفاعي، وأخذت بالانتشار في العراق وبلاد الشام ومصر وتركيا وغيرها. ومن أهم مبادئهم بحسب ما يدعون: الالتزام بالكتاب والسنة، وعدم مجاراة موتى القلوب، موافقة السلف على ما هم عليه، وترك الدنيا وشهواتها، والصبر والإخلاص.

تعريف

الطريقة الرفاعية أحد الطرق الصوفية الإسلامية الشهيرة، سميت بهذا الاسم نسبة لرائدها ومؤسسها أحمد الرفاعي، وهو منسوب إلى بني رفاعة قبيلة من العرب، "الطبقات الكبرى" للشعراني (1/139)، وأما تسميتها بالـ (بطائحية) فنسبة إلى البطائح، التي ولد الرفاعي ونشأ فيها. واتخذ الرفاعي شعارًا لطريقته هو: «طريقي دين بلا بدعة وهمة بلا كسل، وعمل بلا رياء، وقلب بلا شغل، ونفس بلا شهوة». وأهم شروط قَبول التلميذ في المدرسة الرفاعية: أن يكون له عمل يعتمد به على نفسه، فإن لم يجد له حرفة يقتات منها حُرِم من دخول المدرسة لأنه من العاطلين. انظر "المذاهب الصوفية ومدارسها" لعبد الحكيم قاسم (ص167).

الشخصية الرئيسية

أبو العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي (512 - 578) هـ

النشأة والتاريخ

نشأت الطريقة الرفاعية في القرن السادس للهجرة، في قرية أم عَبيدة - بفتح العين - في مدينة البطائح، وهي في العراق بين البصرة وواسط، وكان الرفاعي رحمه الله متبعًا للقرآن والسنة، معظمًا لهما، سمحًا متواضعًا داعيًا للعمل والتوكل، وكان يعمل بجمع الحطب، ذهب به إلى بيوت الأرامل، وكان على خلق عظيم، فطابت سيرته، وانتشرت طريقته، ثم توفي فخلَفَه خاله، الشيخ منصور البطائحي، وأصبح للطريقة أتباع كثيرون، وأصبحت أم عَبيدة مركزًا كبيراً للطريقة الرفاعية. انظر للاستزادة "الطرق الصوفية في مصر" لعامر النجار (63-66).

أبرز الشخصيات

أحمد بن أبي الحسين الرفاعي (ت578هـ) المقداد بن محمد الرفاعي (ت590هـ) أبو الهدى محمد بن حسن الصيادي (ت 1328 هـ) منصور أبو شيبة البطائحي، وهو خال الشيخ الرفاعي (540 هـ)

الانتشار ومناطق النفوذ

الرفاعية سلسلة منتشرة في العراق وبلاد الشام وتركيا وغيرها، وهي ذات فروع كثيرة، إذ تنتهي إلى الطريقة الرفاعية كل من فروع السلسلة الصيادية، والأعزبية، والحريرية، والشمسية، والسبسبية، والجندلية، والنورية، والعجلانية، والكيالية، والقطنانية، والجبرتية، والواسطية، والعزيزية، والعلمية، والزينية. وتعود إلى الرفاعية من الطرق الأخرى: البدوية، والدسوقية، والشاذلية، والعلوانية، وغيرها. انظر "تنوير الأبصار" للصيادي (ص25).

الأفكار والمعتقدات

· تدور أفكار الطريقة الرفاعية - بحسب ما يعلنون- على النقاط التالية: الالتزام بالكتاب والسنة عدم مجاراة موتى القلوب موافقة السلف على ما هم عليه ترك الدنيا وشهوات النفس وقهرها وبغض الرياسة الصبر على البلاء والاستسلام له الوفاء والإخلاص واجتناب الجفاء · ومما يشترط في المريد عند قبوله في المدرسة الرفاعية: ترك الماديات وحب الدنيا الصبر وعدم اليأس من رحمة الله كتمان السر، وألا يشكو لمخلوق مثله الهروب من الناس إلى الله عز وجل أن يظهر الغنى في الفقر. واهتمت المدرسة الرفاعية بنظافة مريديها وحسن مظهرهم، وثبتت فيهم الاعتزاز بالنفس وعدم الخضوع إلا لله تعالى، يقول الرفاعي: «لا تتواضع للأغنياء ولأبناء الدنيا، ولا تنهض لهم ولا تقرب منهم وإن دعوك، إن أبناء الدنيا إذا أكرمتهم أهانوك وإن أحببتهم أبغضوك». انظر "المذاهب الصوفية ومدارسها" لعبد الحكيم قاسم (ص169-170). والانتساب للطريقة الرفاعية يكون على أحد وجهين: إما انتساب بركة أو انتساب إرادة. فأما الأول فهو أن يلتمس المريد من الشيخ وأهل الطريق البركةَ دون أن يلزم نفسه بالرياضات، أما الثاني وهو انتساب الإرادة فهو يكون للسالك لأصول الطريق حسب رياضاته، وهو الذي يُناط به الارتقاء في مدارجه. انظر "الطرق الصوفية في مصر" لعامر النجار (ص70). تبنت الطريقة مذهب التفويض في الأسماء والصفات زاعمة أنه مذهب السلف، ولكن الرفاعيين مع ذلك يخالفون ذلك ويؤولون تأويل الأشاعرة فيزعمون أن الله لا يوصف بفوقية أو سفلية وليس في جهة من الجهات، ولا يثبتون ما أثبته الله لنفسه، وكذلك يقولون بوجوب التقليد الفقهي. انظر "صور من الصوفية" جاد الكريم بكير (26-27) ومن الشعائر الخاصة بالطريقة الرفاعية أيضاً الخلوة الأسبوعية السنوية وتبدأ عندهم في اليوم الحادي عشر من المحرم كل عام، ومن شروطها أن لا يأكل المريد طعاماً أخذ من ذي روح، ويذكر المريد في اليوم الأول لا إله إلا الله بعدد معلوم واليوم الثاني الله الله، والثالث وهاب وهاب، والرابع حي حي والخامس مجيد مجيد.. والسادس معطي معطي.. والسابع قدوس قدوس، وكل ذلك بعدد معلوم، وكذلك أن يقول المريد بعد كل صلاة من صلوات هذا الأسبوع (اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وسلم) يقول ذلك مائة مرة، وزعموا أن لهذه الخلوة فتوحات محمدية، وعنايات أحمدية لا تحصى وأن من فعلها شاهد من البراهين العظيمة وكأن له شأن عظيم. "صور من الصوفية" جاد الكريم بكير (ص28). ومما يؤخذ عليهم أنهم عملوا بالسحر، قال الذهبي بعد مدحه للرفاعي: «ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثُر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق، من دخول النيران، وركوب السباع، واللعب بالحيات». "العبر" (3/75). وقال ابن خلكان: «ولأتباعه أحوال عجيبة من أكل الحيات وهي حية والنزول إلى التنانير وهي تضطرم من النار فيطفؤونها ويقال: إن في بلادهم يركبون الأسود». "وفيات الأعيان" (1/172).

مراجعها ومصادرها

"قلائد الزبرجد في حكم الغوث الشريف الرفاعي أحمد" "هداية الساعي في سلوك طريقة الغوث الرفاعي". "تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار" وجميعها للصيادي، أو هو منسوب له. "الدرر المرضية في كيفية سلوك الطريقة الرفاعية" لعبد الحي محمد أبو كرش البحطاوي. "أبو العلمين القطب الكبير السيد أحمد الرفاعي وأصول الطريقة الرفاعية" لأحمد فريد المزيدي.

مراجع ومصادر في نقدها

"الفتاوى" (11/455)، و"الرسائل والمسائل" (1/141) لشيخ الإسلام ابن تيمية. "الطرق الصوفية نشأتها وعقائدها وآثارها" عبد الله بن دجين السهلي. "دراسات في التصوف" إحسان إلهي ظهير.