البحث

عبارات مقترحة:

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

أحمد بن حنبل

الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (و 164- ت 241هـ) قدوة الناس، وسلطان صنعة الحديث، وهو رأسٌ في التثبت في الجرح والتعديل، وسَط العبارة، قوله حكمٌ بين الأقوال، قلما تصيرُ بالمحقق نتيجةُ تحقيقه فيمن اختُلف فيه إلى خلافٍ قوْل أحمد. وبه تخرَّج رءوس هذا العلم بعده، كالبخاري وأبي داود السجستاني وأبي زُرعة الرازي، وأبي زُرعة الدمشقي، وغيرهم.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

أحمد بن محمد بن هلال الشيباني، أبو عبد الله، وليته أمه بسبب وفاة أبيه، طلب العلم وهو ابن ستة عشرة سنة. " سيرة الإمام أحمد" لصالح بن أحمد بن حنبل (ص31).

شهرته

عُرف بـ(أحمد بن حنبل)، وبـ(أحمد) وبـ(ابن حنبل)، وبـ(إمام أهل السنة) وذلك لصموده في محنة خلق القرآن زمن الخليفة المأمون؛ إذ رفض أن التصريح بأن القرآن مخلوق، وظل متمسكاً برأيه رغم اعتقاله وتعذيبه في سجنهحيث تعرّض لمحنة سُجن فيها زمن المأمون والمعتصم، بسبب تصريحه بإيمانه بعدم خلق القرآن ودفاعه عن هذاالمبدأ، ومما تعرض إليه يوماً أنه استُدعِيَ إلى الخليفة المعتصم «فأُحضر فلما وقف بين يديه وسلم عليه قال له: يا أحمد تكلم ولا تخف فقال أحمد: والله يا أمير المؤمنين لقد دخلت عليك وما فِي قلبي مثقال حبة من الفزع فقال له المعتصم: ما تقول فِي القرآن؟ فقال: كلام اللَّه قديم غير مخلوق؛ قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حتى يسمع كلام الله ﴾، فقال له: عندك حجة غير هذا؟ فقال أحمد: نعم يا أمير المؤمنين، قول اللَّه عَزَّ وجل ﴿ الرحمن علم القرآن ﴾ ولم يقل الرحمن خلق القرآن، وقوله عَزَّ وجل ﴿ يس والقرآن الحكيم ﴾ ولم يقل يس والقرآن المخلوق فقال المعتصم: احبسوه فحبس وتفرق الناس، فلما أصبحت قصدت الباب فأدخل الناس فدخلت معهم، فأقبل المعتصم وجلس عَلَى كرسيه فقال: هاتوا أَحْمَد بن حنبل فجيء به فلما أن وقف بين يديه قال له المعتصم: كيف كنت يا أحمد في محبسك البارحة؟ فقال: بخير والحمد لله إلا أني رأيت يا أمير المؤمنين فِي محبسك أمراً عجباً، قال له: وما رأيت؟ قال: قمت فِي نصف الليل فتوضأت للصلاة وصليت ركعتين فقرأتفي ركعة ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ و ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ وفي الثانية ﴿ الحمد لله ﴾ و ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ ثم جلست وتشهدت وسلمت ثم قمت فكبر قرأت ﴿ الحمد لله ﴾ وأردت أن أقرأ ﴿ قُلْ هُوَ الله أحد ﴾ فلم أقدر ثم اجتهدت أن أقرأ غير ذلك من القرآن فلم أقدر فمددت عيني فِي زاوية السجن فإذا القرآن مسجى ميتا فغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته فقال له: ويلك يا أحمد! والقرآن يموت فقال له أحمد: فأنت كذا تقول إنه مخلوق وكل مخلوق يموت فقال المعتصم: قهرنا أحمد قهرنا أحمد فقال ابن أبي داود وبشر المريسي: اقتله حتى نستريح منه، فقال: إني قد عاهدت اللَّه أن لا أقتله بسيف ولا آمر بقتله بسيف، فقال له ابن أبي دؤاد: اضربه بالسياط، فقال: نعم، ثم قال:
أحضروا الجلادين فأحضرواإلخ» "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى (1/164)

مولده

وُلد سنة 164هـ في بغداد. انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (11/179).

وفاته

توفي سنة 241هـ. "التاريخ الأوسط" للبخاري (2/275)، و" تهذيب الكمال" للمزي (1/465).

شيوخه

من أبرز شيوخه: هشيم وكان أول سماعه منه، وإبراهيم بن سعد. " سيرة الإمام أحمد" لصالح بن أحمد بن حنبل (ص33-34). والمعتمر بن سليمان التيمي، ويحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، ويزيد بن هارون، وغندر، وابن علية، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويحيى القطان، ووكيع، والوليد بن مسلم، وغيرهم خلقٌ كثير. " سير أعلام النبلاء" للذهبي (11/ص181-182).

تلاميذه

من أبرز تلاميذه: أبو داود السجستاني وقد حدث عنه بوفرة. والبخاري حديثاً، ومسلم، والنسائي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، وعباس الدوري، وغيرهم كثير. " سير أعلام النبلاء" للذهبي (11/ص181-182).

مؤلفاته

إن أهم مصنفاته المطبوعة: المسند. وله العلل ومعرفة الرجال. والكنى. وفضائل الصحابة. وكتاب أهل الردة والزنادقة. والفتن. والأشربة. والوقوف والوصايا.

منهجه

صُنِّف كأحد النقاد المعتدلين في نقد الرواة. " الموقظة في علم مصطلح الحديث" للذهبي (ص83). وإنك ترى الإمام الناقد العارف بهذا الفن يجد لرأي أحمد في رجل أو حديث هيبة، لا يملك دفعها، بل إنه ليدفع عن نفسه التردد في الشيء اقتداء بأحمد. فهذا الناقد البصير أبو حاتم الرازي يقول في (أبي معشر نجيح السندي): «كنت أهاب حديث أبي معشر، حتى رأيت أحمد بن حنبل يحدث عن رجل عنه أحاديث، فتوسعت بعد في كتابة حديثه». "الجرح والتعديل" (4 /1 /494). كان وسط العبارة بالتالي كان قوله حكمًا بين الأقوال يُصار إليه إن اختلفت أقوال الأئمة. "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (1/229).

أقوال أهل العلم

«تعرف أحدًا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلا شابًّا في ناحية المشرق - يعني أحمد بن حنبل». اللُّؤلُؤي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/292).
«هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري». "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/292).