البحث

عبارات مقترحة:

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

شعبة بن الحجاج

تعرّف هذه المفردة بأحد نقاد الحديث وأعلامهم في علم الجرح والتعديل وهو شعبة بن الحجاج الأزدي -العراقي- (80 أو 82هـ - 160هـ). كان ورعًا عالمًا تقيًا، عُرف بتوسعه في نقد الرواة، أخذ علمه عن شيوخ كثر من بينهم أيوب السختياني الناقد الفذّ الذي بدوره أخذ علم نقد الرواة عن ابن سيرين - وكان أول مَن تكلم في ذلك الشأن بعد ظهور الفتن -، وأخذ العلم عن شعبة عدد كبير من أعلام الحديث كابن المديني وابن مهدي وغيرهم. وثقه العلماء وعدوه أمير المؤمنين في الحديث آنذاك. كان شديدًا في النقد؛ إن وثّق راويًا، فالقول قوله مالم يظهر ما يخالف ذلك، وإذا كان قد جرح راويًا فإنه شديد في ذلك.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

شعبة بن الحجاج بن ورد العتكي، من قبيلة بني أزد من واسط في العراق، ويُكنى أبا بسطام، وهو مولى ابن عتيك. " الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/2800) و "التاريخ الكبير" للبخاري (4/244). سكن البصرة. " الثقات" للعجلي (220). وهو من أتباع التابعين وأول مَن توسع في نقد الرواة.

شهرته

اشتهر باسمه (شعبة)، أو شعبة بن الحجاج.

مولده

قيل أنه ولد سنة 80هـ. وقال أبو زيد الهروي أنه ولد سنة 82هـ بواسط في العراق. انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (7/203).

وفاته

قال حفص بن عمر في وفاته إنها سنة 160ه " التاريخ الكبير" للبخاري (4/244).

شيوخه

سمع من: الحسن، وطلحة بن مصرف. " التاريخ الكبير" للبخاري (4/244). وسعيد المقبري، وعاصم بن عمرو، وداود بن فراهيج، والعلاء بن بدر. " الجرح والتعديل" لابن المنذر التميمي (4/369). وقتادة، وأبي إسحاق. " الثقات" لابن حبان (6/446). وأنس بن سيرين، والمنهال بن عمرو، وأيوب السختياني، ومنصور بن المعتمر، ويحيى بن أبي كثير، وعمرو بن دينار، وغيرهم. " سير أعلام النبلاء" للذهبي (7 /203-204).

تلاميذه

من أشهر تلاميذه: سفيان الثوري، ويحيى القطان. " التاريخ الكبير" للبخاري (4/244). ومحمد بن إسحاق، وإبراهيم بن سعد. " الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (4/369). وحماد بن سلمة. " الثقات" لابن حبان (6/446). وأيوب السختياني. وإبراهيم بن طهمان. وعبد الله بن المبارك. وبشر بن المفضل. والقاضي أبو يوسف. وأبو داود الطيالسي. ويزيد بن هارون. وأبو عاصم النبيل. " سير أعلام النبلاء" للذهبي (7 /204-205)، وغيرهم خلقٌ كثير.

مؤلفاته

ورد أن شعبة عندما حضرته الوفاة، أمر بالتخلص من كتبه خشية أن تقع في يد مَن ليس أهلاً لها، وهذا ما أخبر به سعد بن شعبة حيث قال: «أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه، فغسلتها». نُسبَ له كتابان؛ عيون التفاسير، وأحاديث شعبة، ولكن لم يثبت أبداً على وجه اليقين نسبة الكتابين له؛ فلم يكن يُعرف بعلمه بالتفسير بل باللغة العربية. "طبقات الرواة عن شعبة" لياسر عبد ربه أبو قوطة، رسالة دكتوراه في الحديث النبوي من جامعة أم القرى بمكة المكرمة- سنة 1430هـ/2014م (ص195-196).

منهجه

كان شعبة من علماء الحديث النقاد الأجلاّء، وأكد على جلالة قدره في صنعته عددٌ من علماء الحديث النقاد في عصره وما بعده. قال أحمد بن حنبل: " كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن " يعني في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقِّيه للرجال. "العلل ومعرفة الرجال" (النص: 3557) ومن طريقه: ابنُ عدي (1 /155) وقد وجدت الحاجة في زمن شعبة لنقد الرجال، قد ظهرت حديثًا - نسبيًا- بالصورة التي اتَّبَعها العلماء آنذاك؛ تبعًا للظروف المستجدة في بنيان المجتمع الإسلامي من جرّاء ظهور الفتن وامتدادها، واللجوء إلى وضع الحديث -قصدًا أو بحسن نية- من عددٍ من الرجال، فكان شعبة من النقاد الحريصين على حماية إرث رسول الله الذي جاء للناس كافة من أي دخيل يشوّه أو يحرّف ما جاء به محمد لبناء الأمة الإسلامية. قال ابن رجب الحنبلي: «وبكل حال فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفرادٌ قليل من أهل الحديث جداً، وأول مَن اشتهر بالكلام في نقد الحديث ابن سيرين، ثم خلفه أيوب السختياني، وأخذ ذلك عنه شعبة، وأخذ عن شعبة يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما أحمد، وعلي بن المديني، وابن معين، وأخذ عنهم مثل البخاري، وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم». "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبلي (ص485). لذا ترى أن شعبة كان من النقاد الذين حازوا قصب السبق في مضمار علم الرجال، ونال نصيبًا وافرًا من هذا العلم الجليل؛ قال ابن أبي حاتم: «فمنهم الثبت الحافظ الورع، المتقن الجهبذ، الناقد للحديث، فهذا لا يختلف فيه، ويُعتمد على جرحه وتعديله، ويُحتج بحديثه وكلامه في الرجال. فمن العلماء الجهابذة النقاد الذين جعلهم الله علماً للإسلام، وقدوة في الدين، ونقاداً لناقلة الآثار من الطبقة الأولى بالحجاز: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وبالعراق: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وبالشام: الأوزاعي». "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/10). فتراه قد تشدد في نقده للرجال حرصًا واحتياطًا؛ فقد ذكره ابن حجر من المتشددين في نقد الرواة "النكت على ابن الصلاح" لابن حجر (1/482)، وكذلك المزّي ونقل عن مالك قوله فيه لقُرَّة بن سليمان الجهضمي: «شعبتكم تشدد في الرجال». " تهذيب الكمال" للمزي (13/503). وكان من شدة تحريه أنه قل من كان يرضى من الرواة؛ لذا فإنه إذا وثق رجلاً فذاك، ما لم تقم حجة بينة على خلافه، وإذا جرح فاحتط من جرحه. "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (1/223).

أقوال أهل العلم

«وكان ثقة مأمونًا ثبتًا، صاحب حديث، حجة». سُفْيان الثَّوري "الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/2800).
«شعبة أمير المؤمنين في الحديث». ابن أَبي خَيْثَمَة "التاريخ الكبير" للبخاري (4/244).
«كان ثقة تقيًّا، وكان يخطئ في بعض الأسماء». ابن أَبَان "الثقات" للعجلي (ص220).
«كان شعبة أعلم الناس بالرجال». الإِمَام الشَّافِعي أخرجه ابن أبي حاتم في " تقدمة الجرح " (ص 127) بإسناد صحيح.
«ليس أحد أحب إلي من شعبة بن الحجاج، ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه سفيان الثوري أخذت بقول سفيان». أَبُو دَاوُد تاريخ ابن أبي خيثمة" لابن أبي خيثمة (3/22).
«شعبة إمام في الحديث». يَحْيى القَطَّان "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (ص126).
«لولا شعبة لما عُرف الحديث بالعراق». العِجْلي "سير أعلام النبلاء" للذهبي (7/203).
«أول مَن فتّش عن الرجال في العراق». "سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني في الجرح والتعديل" لأبي داود (ص68).